أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - عربة مجهولة الملامح














المزيد.....

عربة مجهولة الملامح


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2362 - 2008 / 8 / 3 - 07:35
المحور: الادب والفن
    


كما هي أيامي تتجدد بكآبة ...
ليتها تفجرني بركاناً ...
وتمزق أحشائي حمماً ...
لتهذي الريح في شقوقي ...
وتخرسني ...
ويكف عني الدهــر ، وأكف عنهُ ...
ركود يجتاحني بموت ...
أيــامي ، أجدها اليوم تزرعني في عربة بطيئة ...
تخترق وديان أحلامي وصحاري آمالي ...
أنها مميته ...
عربة ركابها لا أعرفهم ....
ولا يعرفونني ...
يتحدثون بلغات غريبة عني ...
لا أعرف مايبوحون ، ولا أفهم تمتماتهم ...
لا أحد منا يعرف الى أين تأخذنا هذه العربة ..
أو متى سنصل ؟؟؟
وهل ستتوقف ام لا ؟؟
أم أن مسارها سيمتد الى نهاية الكون دون توقف ...
أرآهُ ....
يجلس أمامي ...
ولكني ، لا أرى ملامحهُ !!!
لا أعرفهُ ...
لا أرى منهُ سوى أناملهُ الخفية ...
وأحرف أذكر أني تعلمتها منذ طفولتي ...
هل سألتم أنفسكم يوماً ؟؟؟
من الذي خط الكتب المقدسة ؟؟؟
وهل رأيتم الآنامل التي خطتها ودونتها ؟؟؟
لم تلمحوها يوماً ، ولن تلمحوها ؟!!
أرآهُ ..
جالسة أفعى خلفهُ ..
تلتهم النظرات ...
تلتهم كل نظرة تحوم حولهُ
تارة عن يمينهُ
وأخرى شمالهُ
نظرت الي بغفلة
مسرعة أدارت رأسها
بطريقة بلهاء عني ...
أحسست من أستدارتها ...
أنني مهمشة الوجود ...
وأنها لا ترى المهمشين من الحياة ...
رُبمَا هي الدنيا هكذا ...
لاتعد المهمشين ...
ولا تحسبهم من الحاضرين ...
فكل حضور فيها ... يحتاج الى تذوق علقمها بعذوبة ...
كالعلقم هذه الحياة ....
لم أدرك أن الحاضرين فيها يتعايشون مع صفعاتها ...
يتحشدون حول المهمشين فيها ...
ليحقنوا أنفسهم بهم مرة واحدة ويرموهم بعدها ...
لمقابر جعلوها مزاراً لهم ..
كلما أحسو بقسوة الثواني ...

الآن قلقي يزداد من ذاك القناع ...
من ذاك الرجل ..
صاحب الملامح الخفية ...
تيقن ،،
أن كنت من عوالم ثانية ...
فحتماً أني أراك ...
وأن كنت من الأموات ..
فسيأتي دورك لكي يعرض علي أسمكَ وأعرفكَ ..
أو ستشي لي أحدى النساء الفانيات ببيانات موتكَ ..
وأعرفكَ أيضاً ..
اليوم تخذلني أحرف انتصاراتي التي ...
أتخمتها بالمبادىء ...
ونزف منها الوجع ...

يا رجل ..
في أي مكان أنتَ ...
هنا او هناك أو في اي مكان ؟؟؟
تبعث برسائلكَ لي ملٌىء بالاحزان ...


ألا تعلم أن قلوبنا ماتت ...
ونسيناها هناك على حافات أيامنا وذكرياتنا ...
ونسيناها رغماً عنا بجحود ...
ولم نفكر حتى باأكرامها ودفنها ...
كما يدفن الأموات في كل بقاع الدنيا ...
لكن ، نحن لا ندفن موتانا ، ولا نكرمهم ..
نحن نتركهم ونرحل ..
نترك لهم القدر ليفعل بهم مايشتهي ...
كانت الكلمات متحفزة في خاطري منذ وقت ليس بالقصير ،
الأشجان كذلك كانت تتسابق للكتابة ..
منذ أشهر عندما ذهبتُ وتجولت في خوالجي ..
ودخلتها ...
عانقت جذورها التي كانت تتشبث بالذكريات ،
تأخرت الكلمات التي كانت محفورة على صخورها عن الظهور ،
بعضها اليوم أكمل سنوات
وهو يبحث في صدري عن مخرج
ليسكبَ على الأوراق حنينه
والبعض الآخر
اختلطت فيه الحروف بين بداية ولادتي وليس انتهاءً لموتي ...
بالحزن الأسود الذي بسط حرابه الحمراء على نفسي بسطورٌ سوداء تحمل كلماتي ، وعمري يكاد يتوقف نبضه عن الخفقان وهو يهزأ بي
بعد أن ترك جراحي مهدورة دماءها .
كنت أتمنى أن لا يغلب على سطوري الوجع الذي لابد منه ،
والتعب الذي لم يستطع رغم شحوب ملامحي
من أن يُحاصر أحلامي
التي لا تزال على موعد معها حتى الان ....



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتغوص في بحور ،،، جنيةُ نصفُها يشبُهكَ
- مقابر الغدر
- تحرير المرأة بطريقة الأحزمة الناسفة
- نكبة أعيادنا وأحزاننا
- خليخ خراف نومكَ
- تجارالموت المجاني
- الاختراق المر للحزن العراقي
- قرارات إيجابية وتطبيقها سلبي
- مسلسل سنوات الضياع وتأثيره على الديمقراطية
- الجات مكان لا سقف لهُ
- شبح غلاء الاسعار .....يُعمق ثلاثية ( الفقر والمرض والجهل )
- ليلة من ليالينا ...
- تزوير بزي رسمي
- التأريخ قوة لايميزها الشعب
- أرض الجهل وبذرة الخوف تُثمر العنصرية
- حروب بقوانين لعبة الشطرنج ..
- (2)تعاليم الدين الجديد بلسان ( أبو المنصب )
- العراق هو الموت والحياة والحياة فيها الموت والقيود
- (1)تعاليم الدين الجديد بلسان ( أبو المنصب )
- الجزء الثالث / قبعة الدين للمرأة .. سلسلة تقاليد سياسية محلي ...


المزيد.....




- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- صدور ديوان الغُرنوقُ الدَّنِف للشاعر الراحل عبداللطيف خطاب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - عربة مجهولة الملامح