أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - وأعدائهم














المزيد.....

وأعدائهم


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2360 - 2008 / 8 / 1 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعيس حظ إنَّك تخُلق بوعي مغاير لوعي الناس، وقليل حيلة إذا اتَّخذت من هذه المغايرة أداة لإصلاحهم.
أنك تفهم ما لا يفهمه الآخرون يعني بأنك مختلف عنهم والمختلف مخيف والمخيف يجب أن يُبْعد أو يقتل سريعاً، فالناس أعداء ما جهلوا.
تعيس حظ من ينصح الجماهير المخدوعة، ووافر حظ من ينجح بخداعها. ذلك أن الجماهير ـ الغوغاء منها طبعاً ـ تعتقد دائماً بأن المصلح عدو، والمخادع صديق. وهكذا تهرع لمقاتلة وقتل الخيّر لحساب الشرّير.
هل تكررت هذه الفاجعة كثيراً؟ نعم للأسف الشديد. الجماهير هي التي لبَّت نداء دهاقنة اليهود من أجل صلب المسيح (ع) واحتفلت بانتصارها عليه. والجماهير هي التي طاردت محمد (ص) في حارات مكة، وشجت رأسه في حارات الطائف، وتجندت لقتاله في يثرب. الحسين مثال آخر و غاندي.. ووو الخ.
بمعادلة القائد والجماهير هناك ثلاثة أصناف من القادة: المخادع والجاهل والمصلح. الأول يحظى بتأييدهم لأنه يخدعهم. الثاني يحظى بحبهم لأنه من صنفهم. أما الثالث فيحظى بكرههم لأن لا يستطيع أن يكون من سنخهم فيحبونه ولا يقبل بأن يخدعهم فيؤيدونه. بالتأكيد هناك استثناءات من هذه القاعدة، لكن لا تكاد تذكر لقلتها. في حفلات قتل العراقيين اشترك الجميع، قوات الاحتلال وأجهزة الحكومة والغوغاء من الجماهير. الجماهير تفوقت على الطرفين الآخرين في أمرين. الأول: أنها قتلت أكثر منهما مجتمعين، ذلك انها استخدمت أسلحة الإبادة (مفخخات وصواريخ وقذائف). والثاني: أنها قتلت من أصدقائها أكثر بكثير مما قتلت من أعدائها. فالطبيب لا يمكن أن يكون عدواً للجماهير، لكنها قتلته، وكذلك حامل إجازة الدكتوراه، والمهندس والصحافي والكاتب والقاضي والممثل.... الخ.
حاول أن تطَّلع على الإحصائيات المتعلقة باعداد ومهن من قُتل على أيدي (الغوغاء) من الجماهير. وأتحداك عندها أن لا تحار بين أن تضحك ساخراً أو أن تبكي حانقاً.
حاول مرة أخرى أن تسأل نفسك: من الذي تلاحقه الجماهير في العراق الآن؟ من تحاصر؟ من تُشَرِّد؟ من تعد العدَّة لقتله؟ وأتحداك عندها أن لا تلعن النعمة التي جعلتك مختلفاً، وتلعن أيضاً، الجماهير التي ستوقن بأن لا يمكن إصلاح حالها في يوم من الأيام.
الحكومة آمنة في منطقتها الخضراء، والأميركان آمنون خلف دروعهم. أمّا الكتّاب والصحافيون والفنّانون وبقية النخبة من العراقيين فلا منطقة تؤيهم ولا سلاح يحميهم ولا أهل يفهمون أنهم النخبة والنخبة يجب أن تكون غير مفهومة من قبل مجتمعها ولا منسجمة معه تماماً، لأن القدر أعدَّها لإصلاحه والإصلاح يأتي للمجتمع من طبقاته العليا. العليا بإدراكها وهمومها وأخلاقها. كل المصلحين جاؤوا بما لم يفهمه (الغوغاء) من الناس، وكل المصلحين حوصروا من قبلهم وهربوا منهم بل وقتلوا على أيديهم. ومع ذلك لم ولن يفهم هؤلاء الغوغاء هذه التفصيلة البسيطة التي تكررت بشكل ممل. فأية محنة يجب أن يعانيها الإنسان المختلف عن العامة؟ وأي كأس عليه أن يتجرع؟ فأقسى الطعنات تلك التي تأتيك من أهلك الأقربين. وأكثر حالات التشرد مبعثاً على الحزن والأسى تلك التي يطاردك خلالها أبناء جلدتك، أولئك الذين تكرس حياتك لنصحهم والدفاع عنهم والأخذ بأيديهم. مثل هذه المأساة تبلغ ذروتها عندما تجد بأنك مضطر لأن توطن نفسك على أمر مخيف، هو أن أهلك لن يتركوك أو يقتلوك، لأنك تخيفهم بوعيك المغاير. وأنك لن تتركهم أو يقتلونك، لأن ليس من الإنسانية أو المروءة أنك تشترك بخديعتهم وتتركهم بالتالي لقمة سائغة لأعدائك وأعدائهم.





#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الكريم قاسم
- ثقافة الوأد
- أعد إليَّ صمتي
- سخرية القصاب
- وعينا المثقوب
- ولا شهرزاد؟
- لو أنته حميد؟
- I don’t believe
- كيف تسلل الشيطان
- دويلات عراقية
- سحقا لكم أيها الأتباع
- حتى أنت يا كلكامش؟
- اكتاف الفزاعة
- المخيفون
- عَرَب
- ثقافة التنافس
- عيب عليك
- ارضنة الدين
- يوسف.. لا تُعرض عن هذا
- أصالة العبودية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - وأعدائهم