أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - دروب حريتكِ... معبّدة بإرداتكِ














المزيد.....

دروب حريتكِ... معبّدة بإرداتكِ


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2358 - 2008 / 7 / 30 - 07:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لما كانت الأفق ضيقة... والنوافذ صدئة موصدة في وجه أية ملامح تحررية للمرأة، نهضت بعض النساء الجريئات المتحررات من كل الأوهام التي تقضي بقصور المرأة الذهني والروحي، مؤمنات بقدراتها الكامنة( ذهنياً واجتماعياً وعلمياً) فاتحات الأبواب مشرعةً، ممهدات الطرق الوعرة أمام تطورها وتحررها الذي نلمس بعضه اليوم غير آبهات لكل التقولات والشائعات، فارضات احترامهن على الجميع بالوقت ذاته، فاعلات مؤثرات في تطور الحياة الفكرية والعلمية للمجتمع، يقودهن إيمان عميق وإرادة قوية بقدرة تلك الإنسانة التي تقع على كاهلها مسؤولية تربية الأبناء ليكونوا أفراداً صالحين في المجتمع، فكيف لتلك القدرات التي تبني أساس المجتمع(الفرد) أن تكون غير مؤهلة لقيادة ذاتها وانطلاقها، غير واعية لحقوقها وحريتها. فكانت بينهنّ الأديبة، المعلمة، المحامية والطبيبة التي تركت بصمات لا تُمحى في تاريخ الحركة النسوية، والأمثلة كثيرة.
والذي أود قوله لكل النساء، خصوصاً اللواتي يخطين أولى الخطوات في طريق الحياة، أنه لا شيء استطاع أن يوقف طموح أولئك النسوة في زمن القيد، لأنهن كن مؤمنات بقدراتهن وبأهمية دورهن في الحياة، وهذا ما أهلهن للسير بخطا ثابتة رصينة في طريق الحرية الاجتماعية والعلمية، والتي لم تكن في لحظة حرية اللباس السافر، أو السلوك المستهجن من المجتمع، وإنما هي حرية إرادة وعزيمة جبارة لإثبات وجودهن الفكري والإنساني من خلال الثقافة والعلم واحترام الذات، واقتحام مجالات لم تكن يوماً مسموحة لهنّ، في محاولة جادة لانتزاع نصف المجتمع من المستنقع الذي استسلمت إليه عامة النسوة، حيث كان الرجل ذا سلطة شبه مطلقة يسوق النساء لاتباع شريعته، والمرأة صامتة فاسحة المجال له ليصوغ القوانين باسمه وباسمها، دون أن يكون لها حضور ملموس في صياغة هذه القوانين، راضخة لدورها التقليدي في الحياة من رعاية شؤون البيت والأولاد ومتعة الرجل. فجاءت محاولة المرأة الرائدة بدايةً لانتزاع الخوف والخنوع الذي استساغته النساء آنذاك، وتفننت فيه لإرضاء الرجل والحصول على ما تريد من حلي وثياب وما شابه ..!!
تقول غادة السمان مُعَرفةً المرأة المتحررة:
" الفتاة المتحررة- ليست كما يعتقد البعض- تلك الدمية عصرية الأصباغ والأزياء، وتلف في أسواق التفاهة، والتي تحررت من ثيابها وإنسانيتها واحترامها لنفسها، فهذه لا تمثل إلاَ النموذج الحديث للبطالة المترفة في سنوبيزمي أبله ضيق الأبعاد. "
فالحرية: فعل وعي ورقي متطور، يُمارس من خلال منظومة فكرية قوامها العلم والثقافة، ووعي الذات والواقع. فإن امتلكت المرأة تلك المنظومة عملت على قراءة الواقع بشكل علمي وعملي من خلال كسر الجمود الذي قيدها دهوراً متعاقبة، والذي يجعل منها فعلاً دمية تلبي رغبات مالكها بكل أبعاد تلك الرغبة.
وهي بذلك تسعى لتغيير وتحرير المجتمع وبنائه وفق معايير صحيحة تشمل جهود المرأة والرجل معاً. أما إذا بقيت تحمل موروثاً تقليدياً يكرس أنوثتها، لا غياً إنسانيتها وفاعليتها، فإنها لا تتبنى إلاَ ثقافة الحريم وآخر صرعات الموضة من خلال ممارستها لحرية مشبوهة ومشوهة مبتذلة، متحررة من كل القيم والأخلاق عندما تنقاد لما يجعلها سلعة ومستهلِكةً بالوقت ذاته.
لأن الجمال عندما يتحوّل إلى مظهر جسدي شبه عارٍ، يستنزف الوقت والمال والقدرات الذهنية، فإنما يعكس خللاً خطيراً في نظرة المرأة لذاتها يجعلها تسلك كل السبل وأسوأ الطرق للحصول على ما يجعلها امرأة جميلة متحررة، تساعدها في ذلك منظومة المثل العليا للجمال والمتمثلة فيما تبثه الفضائيات ووسائل الإعلام وتلك المجلات النسائية التي تروج لآخر صرعات الموضة والأزياء والمكياج وحميات الريجيم، أو ما يسمى بصناعة الذوق العام.
أي أن هناك شركات اقتصادية عملاقة هدفها الربح أولاً، ومن ثم بقاء المرأة دمية تُحَرَكُ بما يثير غريزتها وبما تتلقفه من عالم الأزياء، لترمي ما في خزانتها لأنه لم يعد يناسب تحررها، وبالتالي توسم بالتخلف.
ولا يفوتنا الأهداف بعيدة المدى لتلك الشركات والتي ترمي للإبقاء على تخلف المرأة الفكري لتظل سوقاً رائجةً لتصريف منتجاتها من جهة، ولتزيل العائق الأساسي- وعي المرأة- في طريق تطور المجتمع ونهوضه، حيث تبقي على النساء أسيرات خانات معتمة بعيدات عن المشاركة الفعلية في الحياة العامة، وليس هذا وحسب، بل وبحكم أنها أم ومربية، فإنها ستبقي على هذا الموروث المتخلف، مُضيفةً إليه فهماً خاطئاً للحرية الأنثوية، لأن أصحاب المصلحة في ذلك يعون تماماً مدى قدرات المرأة إن امتلكت الوعي والفكر والثقافة وماهية الحرية التي تنشدها عندئذ، حرية تقلص أرباحهم، وتبطل خططهم، حرية تجعل المجتمع البشري أكثر عدلاً وإنسانية وأخلاقية. لأن المرأة بطبيعتها الأنثوية تجنح للسلم والأمن والأمان، وهذا ما يتناقض مع سعيهم للتجارة والحروب واستغلال الإنسانية بشتى الوسائل لزيادة أرباحهم.
من هنا يتضح لنا أن الوعي هو الحليف الأساسي والرئيسي للمرأة كي تدرك حجم ذاتها وموقعها الهام في المجتمع لأنها تمتلك قدرات هائلة قد تتفوق فيها على الرجل إن هي وظفتها بإطارها الصحيح، وذلك بسبب خاصية الصبر والحنان التي تمتلكهما لتخطي لحظات المخاض الأليم، ومن ثم رعاية الطفل وتربيته.
لذا، فهي إن أرادت وآمنت بحقها وقدرتها على تفعيل دورها في الحياة، لاستطاعت بلوغ أسمى الأهداف دون انتظار مساعدة المجتمع والرجل وقوانينه وأعرافه، لأنه لا يمكن لإنسان أن يمنحها حرية هي غير مؤمنة بها أو غير مؤهلة لها، ما لم تسعَ هي لتلك الحرية التي يُفترض ألاَ تستخدمها إلاَ لجعل الأبواب مشرعة أمامها لتعميق مفهوم الأنوثة الحقيقية والفضيلة والإنسانية التي تجعل الحياة أكثر رقياً وتطوراً.







#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصالونات النسائية عبر التاريخ
- أسرار ما قبل الولادة.؟؟!!
- الأطفال والهاتف النقّال منذ المرحلة الجنينية
- تربية الطفل وثقافته
- المُطَّلَقَة... بين محرقة الدعم ومطرقة المجتمع؟؟!!
- الأخلاق قيمة كلية غير قابلة للتحديث
- الآثار المترتبة على استلاب الطفل للشاشات
- ردّ على إيضاحات الحوار المتمدن الأخيرة.
- أمي...سنديانة الأمان...
- إلى المرأة في عيدها
- العنف الموجه للمرأة عبر الموروث القيمي والأخلاقي
- صعوبات التعلم عند الأطفال
- أدب الأطفال بين الثقافة والتربية- قراءة في كتاب -
- أهلاً .... عيد الحب؟!
- ميشيل منيّر والصين يعيدان الاعتبار إلى لين بياو
- المرأة والشرف مترادفتان متلازمتان بين سندان القانون ومطرقة ا ...
- خالد المحاميد وناكرو الجميل يهود إسرائيل
- المؤتمر الأول لأسر لاعبي الأولمبياد الخاص بدمشق
- مفهوم العيب بين الأمس... واليوم
- صديقتي عفاف الأسعد تسألني... أين دماغي..؟؟


المزيد.....




- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...
- “احصلي على 15 ألف دينار”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الما ...
- شروط منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر وخطوات التسجيل عبر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - دروب حريتكِ... معبّدة بإرداتكِ