أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - إبتهال بليبل - نكبة أعيادنا وأحزاننا















المزيد.....

نكبة أعيادنا وأحزاننا


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2357 - 2008 / 7 / 29 - 10:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هناك مقولة أعجبتني صراحة تقول (من ينقذ الزمار لايجب ان يفرض عليه اللحن )أن شعبي ينجرف الى عواطفه بطريقه عفوية وهو لايعي بالنكبة ، فهو لا يقرأ مايتم تسريبهُ من بين حروفهُ من ثورة أو أستسلام أو حزن أو خيبة أو تحدٍ ، لانه بات يمتص المأساة حتى الجذور ولكل حرف حب أو غزل أو ضياع أو إيمان ... أنا عربية ومسلمة وأحب العراق لدرجة أن نسيم هذه الارض يسير في عروقي ، ولن أذكر أو أتطرق بكوني من طائفة معينة لاني صراحة لم أعي يوماً على هذا المفهوم ولم أجد يوماً مرٌ في حياتي ذكرتها أو تعرفت الى معناها ، فعندما أتحدث اليوم أتحدث عن وطني وديني وشعبي ولا أتحدث عن طائفة معينة أو حزب مخصص ، وأتحدث عن حرية أبناء شعبي في العيش والتصرف ، حقيقة أن مايجعلني اقول هذه الكلمات هو رغم فرحتي الكبيرة بما يحدث في شوارع مدينتي ، ألا أن هناك حزن وخوف يعادل هذا الشعور ، أقولها اليوم أليكم ، عجباً عليكم ، هل أدمنتم الاعياد ، أتعجب اليوم على مايحدث حيث أننا لانعلم هل لدينا أعياد أم مآتم ...
أعيادنا صارت مآتم ، ومآتمنا صارت أعياد ، نمارسها بحكم العادة وتلتصق على شفاهنا كلمات تقليدية ونزين الشوارع والنواحي بلافتات ونزرع الحلويات في أفواه المارة ، وكل منا يحاول أقناع نفسهُ بأنه عيد أو مآتم ..
أنا برأي أن كل شيء في هذه الارض قد فقد معناه الحقيقي ، وأنضم الى موكب العادات التي نمارسها بآلية دون الشعور بها وبمغزاها الحقيقي ، حتى أن أكثرنا لايعرف مدلولاتها وجذورها فقط يقيم طقوسها وشرائعها ..
بات اليوم جيل النكبة الكبرى ، جيل نكبتنا بأنفسنا وبواقعنا المفجع بعد أغتيال فرحة أعيادنا ، وقدسية أحزاننا ومناسباتنا ، أفكار ممزقة ، على الصعيد الشخصي وعلى صعيد العمل الجماعي ، نتنازع بكل الاتجاهات وبشتى الحقائق والأكاذيب ، ونهرول بين عشرات النظريات ..
عبثاً نحاول التوفيق بين الواقع والتراث ( أنه ضائع ونحن من ضيعناه وشوهنا صورتهُ الجميلة أمام الجميع ، بات مشتتاً والازدواجية ترهقهُ ، وفقد يقينهُ رغم قدسيتهُ وطهارة أصلهُ ، وهذا يزيد من مرارة صراعهُ ويتحالف علينا وضدنا ودون أن ندري ، أنهُ كحصيلة الانزلاق الى الوراء من جهل وأستعمار وعبث ..
ذكريات الالم هي دائماً كالجسور نكافح بها نحو المستقبل ونستلهم العبر منها ، لا أن نكافح لنمدها الى ألمستقبل برعونة لنقطعها بأكملها ... شيء دائماً وأبداً نصر عليه ولا نتنازل عنه هو أن لا نجمع كلمتنا معا والى الابد ...
بصراحة وبدون تردد .. دعونا نُلغ الاعياد والمناسبات جميعها ، ( المفرحة والمحزنة ) ونحتفل بعيد واحد هو عيد ( الاضراب ) على كل شيء عن المناسبات والشخصيات السياسية و الاسلامية من أولياء وصحابة وصالحين ، اتعلمون لماذا ؟؟! لكي نثبت للعالم أننا نريد عيداً ينبع من واقعنا ، من ضياعنا ، من شهداءنا ، من قلقنا ، من تعري جراحنا ، نضرب على كل من يضرب على هذه المناسبات لان الاعداء أتخذوا من هذه المناسبات مدخلاً لتشويه صورتنا ولقتلنا وتمزيقنا ، أنا لا أرفض أيداء أي نوع من الطقوس فأنا أحترم طقوس وعادات أهل بلدي ، ولكن لما جرى ويجري فلن أدع جراحنا تكثر ولن أدع لغيري يتحكم بنقطة ضعفي ويدخل خنجرهُ المسموم اليٌ عن طريق أعيادنا وأحزاننا ...
أن العدالة المرهفة والاحترام الواعي للنفس البشرية هو من صلب الاخلاق العربية الاسلامية ومن نبضات الدم العراقي الذي مازال يجري في بلد النخيل والمقدسات والتواشيح الدينية ، ومازال يلون حتى شرائعنا وقوانينها بالاحساس المرهف أمام الولاء ، بالتقدير الكبير للمقدسات والمناسبات الدينية ، أما اليوم فأعيادنا تولد لقيطة تباح فيها دماءنا ولكل عابر سبيل ، يكفي أن نسمع تعليقاً من جار لنا أو من أحدهم ، لكي يتخذه حجة لتدبيج مقالة نقدية أو كلام ليس بالمطاق ، يعجبون بطقوسنا وشرائعنا ويتحسسون الاصالة في لفتاتنا ، لكنهم يتهمونا بالجفاف والجهل والارهاب والفتور الديني وبعظهم يكفرنا ، على الرغم ان في العالم طقوس وعادات أغرب من هذه واكثر قسوة أن كانوا ينعتونا بالقساة ، اليوم أصبحت أحكامهم على الامة الاسلامية أحكام رجعية ...
سادتي كل شيء يضيع وضاع في غمرة التخطيط للتخطيط والأخذ بالثأر ، لقد ثرثروا كثيراً ويثرثرون من مؤتمراتهم الخطابيه لاسترداد الأمن الى بلادنا وتخليصنا من هذه الطقوس المتخلفة بنضرهم يثرثرون كما تثرثر العانس عندما يغلبها قطار العمر ...
والعالم أثبت نفسهُ أنه فئة من مقدمي البرامج أو المذيعين ، كلاً منهم يحاول سرقة المكسر من غيرهِ ويتخذ من طقوسنا وحياتنا وأبناءنا أطاراً بطولياً ملائماً ينتحل ضمنهُ أوضاعاً مختلفة ..
فصار الارهاب كليشة في كل بيان يصرح به الغرب وفي كل بيان وزاري لديهم وكل تصريح انقلابي وأنتخابي ووو ..
ونحن نضيع في كل يوم ، ولماذا ، وكيف ؟؟؟
ربما كانت طقوسنا وعاداتنا ، لأحياءها جواب على ذلك ، مادامت هي صورة عن حياة الشعوب الداخلية ، وربما كانت إحدى الظواهر البارزة في ديننا كنافذة من نوافذهُ ، نستطيع أن نطل منها على حقيقة موت مأساة العراق من ضمير الشعوب الأخرى ، وبالذات التي تشجع على ممارستها وبعد ذلك تكون الفجيعة الكبيرة لأمتنا وكارثة جماعية تهدد صورة تاريخنا في خاطرنا ... وكزلزال في عالمنا .. وكاذلال جائر يسحق كرامتنا وكبرياءنا ويهدد وجودنا وضميرنا ، ورغم كل هذا لم يعرف هؤلاء عن الصورة الذهنية العامة لشعب يحب المحاولة ..
وهكذا أستحالت عملية ممارستها لدينا ، وإذا مورست فبخوف وهلع ، فتتحول الى عملية أدعاء ، كادعاء المهرج الذي يخرج الطيور من قبعتهُ ليدعي أنه خالقها ...
لقد قرأتكم ياأبناء شعبي .. ووجدت عطفكم على عبث المتطفلين على الجرح ، أكبر من عطفكم على الجرح ذاتهُ ، أنا ضد الالتزام الخارجي ... وضد أن تلصق على جبيننا إتهامات وجور لمجرد ، أنهم خططوا وزجوا بنا في الوحل ...
لماذا تضيع حقوقنا والكثير من عاداتنا وطقوسنا وتقاليدنا ، ولا أستثني ألا القليل عن تصوير مفاهيم الارض والكرامة والحرية ، لماذا ألستم تنادون بالحرية والديمقراطية ، أليس هذا نهجكم ومسيركم ...






#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خليخ خراف نومكَ
- تجارالموت المجاني
- الاختراق المر للحزن العراقي
- قرارات إيجابية وتطبيقها سلبي
- مسلسل سنوات الضياع وتأثيره على الديمقراطية
- الجات مكان لا سقف لهُ
- شبح غلاء الاسعار .....يُعمق ثلاثية ( الفقر والمرض والجهل )
- ليلة من ليالينا ...
- تزوير بزي رسمي
- التأريخ قوة لايميزها الشعب
- أرض الجهل وبذرة الخوف تُثمر العنصرية
- حروب بقوانين لعبة الشطرنج ..
- (2)تعاليم الدين الجديد بلسان ( أبو المنصب )
- العراق هو الموت والحياة والحياة فيها الموت والقيود
- (1)تعاليم الدين الجديد بلسان ( أبو المنصب )
- الجزء الثالث / قبعة الدين للمرأة .. سلسلة تقاليد سياسية محلي ...
- الجزء الثاني / قبعة الدين للمرأة ، لتقاليد سياسية محلية
- قبعة الدين للمرأة ، سلسلة لتقاليد سياسية محلية
- الدكتورة نادية (( روح أنثى ملوكية )) ، تعقيباً على مقالة الك ...
- تَصفيات بوجوه أخرى


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - إبتهال بليبل - نكبة أعيادنا وأحزاننا