أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - انهيار فتح.... انهيار للمشروع الوطني الفلسطيني؟














المزيد.....

انهيار فتح.... انهيار للمشروع الوطني الفلسطيني؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2358 - 2008 / 7 / 30 - 03:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما تشهده حركة فتح من ازمة داخلية، والتي جاءت نتيجة تراكمات سلبية على مدار مسيرتها النضالية، وفساد رافق مسيرتها الثورية، فان هذه الازمة اليوم تهدد وجودها، وتهدد مستقبل العمل الفلسطيني والقضية الفلسطينية، فتاريخ الحركة الحافل بالنضالات والتضحيات التي قدمتها على مدار ما يزيد على اربعة عقود، ووصول رموزها الى المواقع القيادية لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وسيطرتها على كافة الاتحادات والمؤسسات الشعبية والجماهيرية التي تمثل كافة فئات الشعب الفلسطيني، حيث طرحت نفسها كحركة تحرر فلسطينية تهدف الى تحرير الارض والانسان الفلسطيني وتضمن عودة الشعب الفلسطيني الى ارضه التي طرد منها بقوة السلاح عام 1948، فاكتسبت قاعدة جماهيرية واسعة وامتدت بين اوساط الشعب الفلسطيني.

الازمة التي تشهدها الحركة اليوم، والتي تتعمق يوما بعد يوم، والناتجه عن خلافات داخلية متعددة ومتنوعة، تتصارع بداخلها تيارات مختلفة لكل منها حسابات خاصة، ناتجه بالاساس عن الفساد المالي الذي رافق الحركة منذ فترة السبعينات، حيث لم تقم الحركة بمعالجة هذه الظاهرة ومحاسبة الفاسدين، الذين وصلوا الى مواقع قيادية تتحكم بالقرارت التي تصدر عنها، الفراغ الذي نشأ بعد فقدان الحركة للعديد من قادتها المؤسسين، والتحولات الكبيرة بسياسة الحركة بكيفية التعاطي والتعامل مع الاحتلال الصهيوني، فهذه الاسباب الذاتية وغيرها، لم تلغي ايضا الدور التخريبي للكيان الصهيوني، الذي استغل سلبيات رافقت الحركة بمسيرتها ليمارس دورا لتعميق ازمتها وتوسيع حدة التناقضات الداخلية بها ساعيا من اجل تصفيتها، فالكيان يدرك اهمية ودور فتح النضالي ودورها الريادي في الصراع، وموقعها القيادي بمنظمة التحرير الفلسطينية وتحكمها بالقرارات الفلسطينية وبالمؤسسات التمثيلية والشرعية، وان تراجع اداء الحركة وشلها هو شل لمنظمة التحرير الفلسطينية على طريق تصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

فما حصل بقطاع غزة بتاريخ 14/06/2007 ، وتعيين سلام فياض رئيس وزراء لحكومة طواريء، حيث تركت حركة فتح خارج مواقع ومراكز القرار مستثنيا رئيس السلطة الفلسطينية، الذي ستنتهي ولايته بداية العام القادم، فهذا ما يغضب العديد من قيادات فتح، من خلال استبدالها بحكومة تكنوقراط، والتي تشكل بديل لدورها القيادي، مما صعد الازمة الداخلية بالحركة، حيث تؤكد كل المؤشرات صعوبة اجراء تعديل او تبديل لحكومة سلام فياض، بما يسمح لحركة فتح باعادة دورها القيادي بالسلطة، ناهيك عن اقتراب الفترة الزمنية لنهاية ولاية رئيس السلطة الفلسطينية، حيث تتواصل الجهود الفتحاوية مع قلق فلسطيني عام لتتمكن من تجاوز الحركة لازمتها الداخلية التي تعصف بها وتهدد مسيرتها ومستقبلها وخطها السياسي، وبرنامجها النضالي، ومشروعها الوطني الذي انطلقت على اساسه ، وما زالت الخلافات بين ابناء الحركة ظاهرة على السطح، ورغم كافة المحاولات والحوارات الداخلية التي تشهدها من اجل تجاوز ازمتها الداخلية، وتجنيب الحركة كافة السلبيات التي تنخر بجسمها، تؤكد كل الاخبار حتى اللحظة على صعوبة التوافق الداخلي بين العديد من القيادات الفتحاوية على مستوى الهيئات القيادية، لتتمكن من عقد مؤتمرها الوطني السادس الذي بالتاكيد سيعيد للحركة حيويتها وديناميكيتها، ورغم الضغوط التي تمارس على الهيئات القيادية من اجل عقد المؤتمر السادس للحركة لتجاوز هذه الازمة الا ان كل المؤشرات تؤكد صعوبة تحقيق هذا المطلب حتى اللحظة.

الواضح للمراقب والمتتبع للتطورات على الساحة الفلسطينية، يلمس بكل وضوح تعطيل دور فتح القيادي، على طريق الغائه كليا، من خلال تعطيل مؤسساتها، فعدم التوصل الى اتفاق فلسطيني فلسطيني لعقد المجلس الوطني الفلسطيني، يعود السبب الرئيسي به الى حجم الخلافات الداخلية بحركة فتح، حيث تسيطر الحركة تقريبا على ما يزيد على 99% من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وهي تشكل اغلبية كاسحة بالمجلس الوطني، فبدون توافق فتحاوي اولا لا يمكن ان يكون هناك توافق فلسطيني اساسا لتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، فالازمة التي تمر بها حركة فتح تعكس سلبيات على كامل الاداء الفلسطيني الشامل وتهدد الانجازات الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، كذلك عكست ازمة حركة فتح نفسها على الفصائل الفلسطينية الاخرى، وبالاخص اليسار الفلسطيني الذي رافق فتح تقريبا منذ انطلاقتها وشاركها المسيرة، وعاش معها الانتصارات والاخفاقات الفلسطينية، فهو غير قادر اليوم على ان يشكل دفعة الى الامام تساهم بمساعدة حركة فتح لتجاوز محنتها وازمتها، غير قادر حتى اللحظة على تجميع قواه ليشكل سندا وحاميا للحقوق الوطنية الفلسطينية، رغم محاولاته الرامية الى تشكيل جبهة اليسار.


الكيان الصهيوني هو الوحيد المستفيد من هذه الحالة التي تمر بها الحركة، وان اضعافها هو اضعاف للنضال الفلسطيني، وتعطيل دورها هو خطوة على طريق تصفيتها وانهائها، فالمطلوب من الحركة وقيادتها وكوادرها وقاعدتها ادراك حجم المخاطر التي تمر بها الحركة في حال عدم ايجاد حلول للازمة التي تمر بها، فتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية يعتمد بالاساس على دور فتح وقدرتها على تجاوز ازمتها الداخلية، وفي حال عدم تمكن الحركة من انجاز ذلك فسيعكس سلبيات كاملة على كافة الاداء الرسمي لمنظمة التحرير التي شكلت بمرحلة من المراحل رافعة للنضال الوطني الفلسطيني والكيانية الفلسطينية التي جمعت كافة فئات وتجمعات شعبنا الفلسطيني ضمن اطارها، كذلك على القوى الفلسطينية الاخرى تقع مسؤولية مساعدة فتح لاخراجها من مازقها وازمتها التي تمر بها، فالكيان الصهيوني يسعى جاهدا على تثبيت شرعيتين فلسطينتين على قطاع غزة والضفة الغربية يستثني منهما حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ، وهذا ما يضع امام كافة القوى الفلسطينية علامات استفهام حول مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني الذي تم تمثيله من خلال منظمة التحرير الفلسطينية.

جادالله صفا
البرازيل
27/07/2008







#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم بقي لدينا من الوقت لنمنع الانهيار؟
- لمين التعويض للفلسطينيين ام الاسرائيليين؟
- رسالة الى السيد انطونيو غوتيريس رئيس المفوضية العليا للاجئين
- التناقضات المستعصية بالعلاقات الداخلية الفلسطينية
- دفاعا عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- تطورات الوضع العام للاجئيين الفلسطينيين بالبرازيل
- الفأر اللي الغى نشاط النكبة
- اللاجئين الفلسطينيين بالبرازيل ماهو واجبنا اتجاههم؟
- اي مصير ينتظرنا؟ مستقبل مجهول، ام حل مفروض؟
- لاتركبوا الطائرة الا والعلم الفلسطيني يرفرف بايديكم
- ايهما اقل شرا مؤتمر انابولس ام الموافقة على التهدئة؟
- لماذا لا تتوقف القيادة الفلسطينية عن ادانة المقاومة؟
- لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني بالبرازيل... وافاقها المستقب ...
- تحيا فلسطين ...... تحيا تشيلي...تسقط موريتانيا ....... تسقط ...
- اليسار الفلسطيني بالبرازيل وانعكاسات مفاهيمه على المؤسسات ال ...
- اللاجئين الفلسطينيين بتشيلي المحيط من امامكم والعدو من ورائك ...
- لماذا المقاطعة لمؤتمر القمة العربية؟
- من تاريخ الهجرة الفلسطينية الى البرازيل (الجزء الاول)
- لمحة سريعة على واقع اللاجئيين الفلسطينيين بالبرازيل
- المازق الفلسطيني الراهن واحتمالات العودة للخيار الاردني


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - انهيار فتح.... انهيار للمشروع الوطني الفلسطيني؟