أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مازن لطيف علي - د. عبد الخالق حسين : المستقبل هو للحركة الليبرالية والتيار العلماني الديمقراطي















المزيد.....

د. عبد الخالق حسين : المستقبل هو للحركة الليبرالية والتيار العلماني الديمقراطي


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2356 - 2008 / 7 / 28 - 10:46
المحور: مقابلات و حوارات
    


يمكن وضع موقع الحركة اللبرالية والتيار العلماني في منطقة وسطى بين التيار الإسلاموي والتيار القومي العروبي. فالتيار الليبرالي والعلماني في هذه المرحلة أقل قوة من التيار الإسلامي، وأقوى بكثير من التيار القومي العروبي الذي فشل فشلاً ذريعاً بحيث يكاد أن يختفي من الشارع السياسي والفكري بسبب ما ارتكبه من جرائم وجلبه من مصائب وبلاء على الشعب العراقي خلال أربعين عاماً من حكمهم الغاشم..هذا ما يستقرأه الدكتور عبد الخالق حسين احد الكتاب والباحثين المهتمين بالشأن العراقي في حوارنا معه :
أين وجدت الحركة اللبرالية موقعها في العراق الجديد بعد التغيير؟

لا شك أن موقع الليبرالية في العراق الجديد هو ضيق وضعيف. وهذا لا يعود إلى سوء تنظيم وضعف في قدرات الليبراليين كناشطين في هذا المجال، بل يعود إلى ظروف المرحلة القاسية التي يمر بها العراق بعد سقوط الفاشية. فالعراق يعيش الآن ردة حضارية رهيبة، بدأت منذ انقلاب 8 شباط 1963، حيث تسلط التيار القومي العروبي على رقاب الشعب العراقي وفرض حكمه عليه بالقوة الغاشمة. وقد بلغ هذا العنف والردة الحضارية خاصة في مرحلة اغتصاب البعث للسلطة. وكما ذكرت في محاضرة لي في ندوة لندن مساء 15/12/2007، أن: (الشعب العراقي خطى خطوات جيدة في بناء وحدته الوطنية خلال العهد الملكي وعهد جمهورية 14 تموز، ولكن هذه الوحدة تم إجهاضها بعد انقلاب 8 شباط 1963، حيث تم حكم العراق بآيديولوجية التيار القومي العربي التي تقدس الاستبداد وعبادة الحاكم المستبد والتمييز بين مكونات الشعب، وخاصة بنسختها البعثية المتطرفة خلال 35 سنة من حكم البعث، حيث تعرض هذا الشعب إلى القهر والإذلال والحروب والحصار والتهجير والتجهيل المتعمد والتمييز الطائفي والقومي بأبشع أشكاله، كما وتم تفتيت نسيجه الاجتماعي، مما أدى إلى تفشي الجريمة والعادات الغريبة عن اخلاقية شعبنا، حيث حصلت قطيعة مع التطور الحضاري ونتج ما يسمى بردة حضارية وإعادة العراق القهقرى إلى مرحلة ما قبل نشوء الدولة والشعب. وباختصار، يعيش العراق الآن مرحلة الانحطاط الحضاري والذي يرافقه عادة انهيار فكري وأخلاقي واجتماعي.. الخ. فالوضع العراقي الآن هو أسوأ مما كان عليه قبل تأسيس الدولة العراقية عام 1921.)

ولتوضيح الردة الحضارية أعود إلى مسألة التغيير الاجتماعي وتأثيره على أبناء المجتمع كما شرحه العلامة الراحل علي الوردي. إذ يحصل التغيير الاجتماعي نتيجة الاختلاط والاحتكاك بين الشعوب، فالشعوب المتخلفة تكتسب التطور من الشعوب المنقدمة. ونظراً لصعوبة السفر في الماضي، فكان الإحتكاك بين الشعوب قليلاً، لذلك كان التغيير الاجتماعي يجري ببطء بحيث لم تشعر به الشعوب فلم تحصل هزات عنيفة. ولكن منذ الاحتلال البريطاني للعراق في الحرب العالمية الأولى حصل تطور سريع في العراق بسبب ما نقله الإنكليز إليه من معالم الحضارة الغربية. والمعروف أن التغيير السريع يكون من شأنه أن ينتج تأثيراً متفاوتاً على أفراد المجتمع، فيتأثر به البعض وبدرجات مختلفة، ويرفضه آخرون، مما يؤدي إلى انقسام المجتمع إلى شقين متصارعين، وهذا ما أسماه الوردي بـ (التناشز الاجتماعي).

كما وأعتقد أن التناشز الاجتماعي هذا يحصل أيضاً في حالة الردة الحضارية والتراجع والنكوص. إذ حصلت في عهد حكم البعث، ردة حضارية حادة، كما أسلفنا، وفي هذه الحالة، كذلك لا يكون تأثير الردة متساوياً على أبناء الشعب العراقي بوجه عام فحسب، بل هناك تفاوت حتى بين أفراد العائلة الواحدة، وخاصة بين جيل الآباء الذين عاصروا ثورة 14 تموز، وجيل الأبناء الذين نشؤوا وترعرعوا في ظل الدكتاتورية البعثية وحكم التيار القومي العروبي والذين يشكلون نحو 85% من الشعب. والمفارقة هنا أن جيل الآباء يمثلون التيار التقدمي، بينما جيل الأبناء يمثلون جيل الردة الحضارية الذي وقع ضحية التخلف. وأود هنا أن أوضح أن ما يجري في العراق هو ليس تنامي الشعور الديني، بل هو تفشي الخرافة والدجل والشعوذة متلبساً بلبوس الدين. والإسلام السياسي بشقيه، السني والشيعي، استغل هذه الردة الحضارية ومشاعر الناس الدينية، وتفشي الجهل والخرافة في المجتمع بشكل بشع لصالحه وعلى حساب المصلحة الوطنية والتقدم الاجتماعي.

لذلك وفي مثل هذه الأجواء المشحونة بسموم التخلف والدجل والشعوذة، من الطبيعي أن يكون موقع الليبراليين ضعيفاً وهم في هذه الحالة يشكلون الأقلية، خاصة وإن الليبراليين يتبعون الطرق العقلانية والسلمية في نشر أفكارهم، بينما خصومهم الإسلامويين، وخاصة مليشياتهم المسلحة، يستخدمون العنف، وشعارهم، (من يجادلنا بالكلمة نواجهه بالرصاص). لذلك لا غرابة أن نرى موقع الليبراليين ضعيفاً، ولكن هذا لا يعني أن هذه الحالة ستبقى كما هي، فالمستقبل للأفكار التنويرية الليبرالية، لأن الخرافة محكوم عليها بالزوال و يمكث في الأرض ما ينفع الناس، وفي نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح.

هل استطاع العلمانيون تبوأ موقعهم الذي يطمحون إليه بعد أحداث نيسان عام 2003؟

كلا، لم يستطع الليبراليون تبوئ الموقع الذي يستحقونه ويطمحون إليه وذلك للأسباب التي ذكرتها أعلاه، أي لقسوة المرحلة وشراسة أعداء الليبرالية من التكفيريين وغيرهم من قوى الإسلام السياسي، وحتى من قبل أولئك الإسلاميين الذين يدعون الاعتدال. وفي هذه الحالة فمن الصعوبة تجاوز المرحلة المتخلفة بين عشية وضحاها، إذ لا يمكن تجاوز أية مرحلة إلا بعد أن تستنفد أسباب ومبررات وجودها.

أين يمكن تبويب موقع الحركة اللبرالية والتيار العلماني بين التيارات السياسية والاتجاهات الفكرية السائدة في العراق؟
يمكن وضع موقع الحركة اللبرالية والتيار العلماني في منطقة وسطى بين التيار الإسلاموي والتيار القومي العروبي. فالتيار الليبرالي والعلماني في هذه المرحلة أقل قوة من التيار الإسلامي، وأقوى بكثير من التيار القومي العروبي الذي فشل فشلاً ذريعاً بحيث يكاد أن يختفي من الشارع السياسي والفكري بسبب ما ارتكبه من جرائم وجلبه من مصائب وبلاء على الشعب العراقي خلال أربعين عاماً من حكمهم الغاشم، إلى حد أن حتى فلول البعث لم يحاربوا الشعب العراقي الآن تحت مسميات قومية، بل انتحلوا لعصاباتهم المجرمة أسماء إسلامية مثل: «الجيش الإسلامي» و«جماعة أنصار السنة» و«أنصار الإسلام» و«جيش المجاهدين» و«مجلس شورى المجاهدين» و«سرايا الجهاد الاسلامي» و«التوحيد والجهاد» و«جيش الطائفة المنصورة» و«أسود التوحيد» و«سرايا أنصار التوحيد» و«المقاومة الإسلامية» و«جيش الراشدين» و«الحركة الإسلامية لمجاهدي العراق» و«كتائب الحسين» و«سرايا الحق»...الخ. فأغلب هذه العصابات هي من فلول حزب البعث ولكن لعلمهم الأكيد أن سمعة البعث انحدرت إلى الحضيض وبات اسم البعث يثير الرعب والتقزز في نفوس العراقيين، بل وحتى صار كمرادف للشتيمة والرذيلة، لذلك انتحلوا أسماءً إسلامية لعصاباتهم ليرتكبوا جرائمهم بحق الشعب العراقي تحت هذه الواجهات.

ولكن مع ذلك، فالمستقبل هو للحركة الليبرالية والتيار العلماني الديمقراطي، لأن هذا التيار يحمل فكراً تقدمياً منسجماً مع قوانين حركة التاريخ. أما التيار الإسلامي (بشقيه السني والشيعي) المهيمن الآن على السلطة والشارع السياسي، فمحكوم عليه بالفشل في المستقبل القريب. لأن التيار الإسلامي يحمل بذور فنائه معه، وهو بالأساس نتيجة ظروف قاسية ورد فعل لحكم البعث الطائفي الفاشي الذي اضطهد أبناء الشعب العراقي تحت واجهات عرقية وطائفية، لذلك لجأ الناس إلى الأحزاب العرقية والطائفية طلباً للحماية، خاصة وقد رفع هذا التيار شعار (الإسلام هو الحل، والقرآن دستورنا والرسول قائدنا) مستفيدين من مشاعر الناس الدينية، ولكن عندما سيطر هؤلاء على السلطة في العراق، لم يفشلوا في حل مشاكل الشعب فحسب، بل ساهموا في تفاقم هذه المشاكل في عهدهم، حيث فشلوا في تحقيق الأمن وتقديم الخدمات، ومليشياتهم المسلحة ساهمت في تفشي الجريمة وغياب الأمن وعدم الاستقرار وسرقة وتهريب النفط. لذلك ومع الزمن سيكشفهم الشعب على حقيقتهم ويعرفهم أنهم استغلوا الدين لا حباً بالدين، وإنما لأغراضهم السياسية ومصالحهم الشخصية، فينبذهم هذا الشعب الذي خدع بهم. ولهذا السبب، وعلى المدى المتوسط والبعيد، فالمستقبل للحركة الليبرالية والتيار العلماني الديمقراطي.










#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور قاسم حسين صالح : النظام السابق احدث تخلخلا كبيرا في ...
- الباحث والمحقق عبد الحميد الرشودي ..حكاية الحياة والادب والص ...
- د. عقيل الناصري: ثورة 14 تموز نقلة نوعية وأول مشروع حضاري
- الشاعرة والناقدة فاطمة ناعوت : القصيدةُ الحقيقة تقول: -أنا ق ...
- عدنان الصائغ : الشعر يستوعب الوجود كله
- تركت حركة المسرح العراقي أثرها البالغ في كل عقد من العقود فا ...
- البغاء على شاشة السينما المصرية
- الباحثة امل بورتر : قابلت عبد الكريم قاسم وحزنت لمقتله
- الفنانة شوقية العطار:كانت أغنياتنا سلاحا بوجه النظام القمعي ...
- عن الزمان .. أبعاده وبنيته
- التربية على المواطنية
- من يصنع الدكتاتور ؟ .. في خصوصيات الواقع الصعب
- الإعلام العراقي بين الحرية والانفلات
- إنقذوا زهير أحمد القيسي
- الروائي محمود سعيد: المؤسسات الدستورية هي من تتيح ازدهار الث ...
- المخرج العراقي جميل النفس: بعد فيلم (ابو غريب) سأوثّق جريمة ...
- مؤسسة الحوار المتمدن تصدر كتابها الرابع في العراق.. واقع الم ...
- الشاعر عبد الكريم هداد: المتغيرات الجديدة في العراق لن ينجح ...
- القارئ بين الكتاب المطبوع والإلكتروني
- راسم الجميلي.. ذكريات وانطباعات من شارع المتنبي


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مازن لطيف علي - د. عبد الخالق حسين : المستقبل هو للحركة الليبرالية والتيار العلماني الديمقراطي