أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح العلي - قضية كركوك .. هل ستظل معلقة الى ما لا نهاية؟














المزيد.....

قضية كركوك .. هل ستظل معلقة الى ما لا نهاية؟


نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2356 - 2008 / 7 / 28 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثارة قضية كركوك كما توقع الكثير من المحلليين العراقيين والغربيين موجة كبيرة من الاحتقانات والتشنجات في الاراء بين مؤيد للمادة الرابعة والعشرين وبين مؤيد ومعارض لها والتي تنص على تقسيم المحافظة بين المكونات الرئيسية الثلاث الكرد والعرب والتركمان لكل منهما 32% وباقي 4% لبقية الاقليات والممثلين بالكلدواشوريين.
ان عموم العراقيين، وهم يشاهدون السياسيين العراقيين من على شاشة الفضائيات يطلقون تصريحات نارية تؤجج الاحتقان بين مكونات الشعب العراقي ويختلفون في الآراء فيما بينهم ويعبرون في اكثر من تصريح ان هناك أزمة ثقة بين الاطراف التي تجلس داخل قبة البرلمان، يساورهم الشك والريبة في مستقبل مشرق، واغلبهم يفسرها على انها نوع من الصراع وليس اختلافات في الرأي كما يحصل في جميع الدول الديمقراطية، وذلك يعود لان الشعب لم يستوعب بعد حالة الديمقراطية الناشئة بعد ان عانى عقودا طويلة تحت نير الأنظمة الشمولية والاحادية، ومن هنا تأتى اهمية الخطاب العقلاني والمتوازن من قبل جميع الاطراف في المعادلة السياسية الحالية، وخاصة في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها العراق في ظل توازن جديد للقوى الداخلية والإقليمية والدولية من اجل الخروج من الازمة التي يمر بها البلد التي انتقلت تأثيراتها السلبية من خارج نطاق ما هو سياسي لتهدد نسيج المجتمع العراقي وهنا تكمن خطورة الامر. وهنا أخاطب جميع الفرقاء العراقيين سواء كانوا داخل العملية السياسية ام خارجها بضرورة مراجعة الحسابات والرجوع الى المنطق والعقل لانه كما يقول أفلاطون "مجانين اذا لم نستطع ان نفكر، ومتعصبون اذا لم نرد ان نفكر، وعبيد اذا لم نجرؤ ان نفكر".
ان قضية كركوك كمسمار جحا قضية تظهر وتختفي بين اونة واخرى ولابد من حلها بشكل يرضي جميع الاطراف.. لان الحلول الجزئية ستبقي الباب مفتوحا لنزاعات مستقبلية لاسمح الله تفتح الباب لتدخلات اقليمية ودولية العراق في غنى عنها.. ولابد للسياسيين ان يعوا هذه القضية.
بعض شعوب العالم استفادت ومازالت تستفيد من التجارب المريرة التي مرت بها سواء كانت التي خاضتها شعوبها او تجارب الشعوب الاخرى، وبخاصة المجتمعات التي تمتاز بمواصفات مشتركة وتتشابه الى حد ما بخصائص معينة، وبخاصة في التجارب السياسية والتنموية والاجتماعية من اجل النهوض بالمجتمع لتحقيق دولة الرفاه الاقتصادي الاجتماعي والسياسي، لكن مع الأسف الشديد لا يتعظ الكثيرون من تجارب الآخرين الا القليل الذي حباه الله بالفطنة والكياسة، لتنطبق على هؤلاء مقولة الامام علي بن ابي طالب "عليه السلام"(ما اكثر العبر وما اقل من يعتبر). ومن هذه التجارب تجربة مصر في نظامها السياسي الحديث مع الحركات الاسلامية (الاخوان المسلمين) وتأجيج الصراع في العقود السابقة، لكنهم اليوم دخلوا الى العملية السياسية وبات الصراع السلمي عن طريق صناديق الاقتراع هو الحل وذلك بالاحتكام إلى لغة الحوار بعد ان وجد كلا الطرفين ان العنف لايولد ألا عنفا وسيجر البلاد الى دوامة من عدم الاستقرار لاتنتهي ابدا. وينطبق الامر نفسه مع تجربة الحرب الاهلية في لبنان التي وضعت أوزارها بعد اكثر من 15 عاما من الاقتتال الداخلي، بعد ان اقتنعت جميع الاطراف المتنازعة ان لاجدوى من لغة العنف والاقتتال بل ان رأوا من الضروري، الركون الى لغة الحوار ونبذ العنف بجميع اشكاله ومهما كانت الاسباب, باعتبار خيار التفاوض والوقوف على القواسم المشتركة وازاحة الخلافات الصغيرة جانبا، هو الطريق الصحيح من اجل تحقيق الاستقرار ومن ثم الرخاء الاقتصادي والاجتماعي الذي ينعكس بدوره ايجابا على العملية السياسية في البلد برمتها، بعد ان عانت ما عانت في ظل اجواء من الاقتتال الداخلي المقيت، الذي حالما انتهى استطاعت لبنان السير حثيثا نحو عملية الاعمار بمساعدة المجتمع الدولي، الذي وقف الى جانبها بقوة في تلك الفترة الحرجة، ولم يبخل عليها شيئا، بل دعمها ماديا وسياسيا وتقنيا، بعد ان رأى ان هناك رغبة حقيقة في السير قدما لتحقيق الخطط المستقبلية في الرقي والتطور والتقدم، في ظل التعددية السياسية، والركون الى الشرعية المحلية والدولية عند الاختلاف في وجهات النظر مع الآخرين سواء كان داخليا او خارجيا، وتجربة لبنان ماثلة بعد اتفاق الدوحة بعد ان استنجدت بالمجتمع الدولي.
اما نحن في العراق فنأمل ان نستفيد من تجارب الآخرين قبل ان يسحبنا تيار الاحتقان السيسي ــ لاسمح الله ــ الى نتائج لايحمد عقباها، والخاسر الوحيد آنذاك هو الشعب العراقي المكلوم الذي افترسته الحروب بأنيابها وبات الارهاب اليوم يلوكه كأنه وليمة سقطت من السماء لتبدأ الأيادي الآثمة تتلقفها من كل حدب وصوب.
لذا فان الوطنية الحقة وليست الشعارات تقتضي التخلي عن العنف والتوجه الى الاحتكام الى لغة الحوار والمنطق والعقل، ويشكل برنامج المصالحة الوطنية العراقية الذي اعلنه رئيس الوزراء نوري المالكي والذي لاقي استحسان وتأييد جميع المكونات السياسية العراقية والشعبية، هو الحل الناجز على ان تأخذ عملية المصالحة مأخذ الجد ــ باتخاذ خطوات ملموسة تنعكس تأثيراتها الإيجابية على الشارع العراقي، لكي يعود للمواطن الامل بغد مشرق يعيش فيه البلد بسلام ووئام، ومن اجل التخلص من التركة الثقيلة التي خلفتها العقود السابقة، والمديونية الدولية الثقيلة التي بذمة العراق، والنهوض بعملية تنموية شاملة ومتسارعة من خلال استنفار الطاقات المجمدة والموجودة في داخل وخارج العراق، والافادة من التجارب الدولية في هذا المضمار من اجل تعويض ما فاتنا ولكي تنعم الأجيال بخيرات هذا البلد وان لايصيبهم ما اصابنا .. وان لم يحصل هذا فان التاريخ والأجيال ستحملنا مسؤولية ذلك كاملة دون رحمة.





#نجاح_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعاظم دور المرأة في الحياة السياسية
- معوقات عمل التعليم العالي في العراق
- معالجة ظاهرة الفساد الاداري من جذورها الاجتماعية
- تحفيز المواهب الكامنة عند الاطفال
- مشاهير المبدعين يؤلفون على ضوء الاوهام !
- مناهج التعليم في العراق ونظرة واقعية للمشهد الاكاديمي


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح العلي - قضية كركوك .. هل ستظل معلقة الى ما لا نهاية؟