أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - بعد ثلاثون عاما .....من صفات الديكتاتور ان يزداد يدكتاتورية














المزيد.....

بعد ثلاثون عاما .....من صفات الديكتاتور ان يزداد يدكتاتورية


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2355 - 2008 / 7 / 27 - 11:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


- مشهد أول
يصاب مواطن في الشارع ، فيقوم من يهتم بأمره بإسعافه إلى أقرب مستشفى لتتم معالجته ، وتشاء الأقدار أن يصبح هذا المصاب محط الإعلام ، لتأتي النشرة الإخبارية كالتالي : إنه وبناءً على توجيهات رئيس الجمهورية وحرصه على حياة المواطنين تم إسعاف المواطن فور إصابته وقد تلقى العلاج اللازم وخرج وهو يرفل بثوب الصحة والعافية .

- مشهد ثاني
رجل مرور يقف عند الإشارة ويقوم بالتلويح بيديه من أجل تنظيم السير بطريقة روتينية ، فيأتي الإعلام ويقف خلف هذا الرجل ويعلن المذيع أنه من ضمن برنامج فخامة الرئيس الإنتخابي وبتوجيهات مباشرة منه حفظه الله لما تسنى لهذه السيارات أن تجد طريقها في الوصول إلى منازلهم أو أعمالهم .
والمشهدان في الأعلى هما ديدن الإعلام المرئي والمسموع ، حيث أنه يتبع أسلوب قديم في تسخير كل شيء لرجل واحد فقط ، وهو أسلوب وفي ظل هذا الانفتاح الإعلامي يجعل منه أضحوكة ويعطي صورة حقيقة عن مدى تخلف القائمين على هذه المؤسسات الإعلامية وتعكس طبيعة الإنسان اليمني الذي ورغم كل معاناته مازال يتلذذ وكنوع من المازوخية في تمجيد حاكمه .

هل من الصعب الآن على الرئيس أن يعلن أمام الإعلام بأنه يحكم دولة ديمقراطية ، أحسب أن الأمر غير ممكن ، لأنه لا توجد دولة ديمقراطية في العالم يبقى رئيسها على سدة الحكم لمدة ثلاثون عاما ثم يدعي بأنه صندوق الانتخابات هو من رشحه وأبقاه كل تلك المدة رئيسا على دولة تعتبر من أكثر دول التاريخ فقرا وتخلفا .
كما انه من الصعب في مكان أن يتصور أي إنسان عاقل في هذا الكون أنه هنالك رجل مثقف ومتنور ومتعلم يحكم دولة لمدة ثلاثون عاما ثم تبقى هذه الدولة أكثر سوءً من الناحية الثقافية أو الفكرية أو المدنية والاقتصادية من قبل استيلائه على الحكم ، مما يعني أنه من يحكم دولة متخلفة لمدة ثلاثون عاما لا بد أن يكون هو في مستوى دولته من التخلف .

ومن صفات التخلف أنه يعتقد أولا بأنه غير متخلف وأنه أفضل من الجميع ، وأيضا من صفات التخلف أنه يدير الدولة بشكل ارتجالي وبطريقة مزاجية ، وحرب صعدة خير دليل على ذلك ، فبعد سنوات من الاقتتال وفشل الكثير من الوساطات وإزهاق مئات الآلاف من الأرواح وهدم المنازل وتهجير المواطنين ، يقوم الرئيس برفع سماعة هاتفه ويتصل بقائد الحوثيين ويتفق معه على إنهاء الحرب ، وفي كل حالاته سواء أعلن عن الحسم العسكري أو الحوار أو المفاوضات ، تظل قراراته مذهلة ويظل هو وحدة لا شريك له يمتلك عقلية فذة في التصرف واتخاذ القرارات .

لم يكن في يوم من الأيام هذا الرئيس يرغب بالتنازل عن الكرسي لمن هو أفضل منه لقيادة البلاد إلى برد الأمان أو حتى على الأقل بمنح الآخرين فرصة مشاركته الحكم ليساعدوه على عقلنة تصرفه ، وأنه لولا إرغام الحزب الاشتراكي اليمني له كشرط أساسي للوحدة بأن يكون النظام تعددي لما قبل بهذا الشيء ، وقبوله ذلك ليس عن قناعة ، فتركيبه شخصيته لا تقبل مثل هذه الأمور بل كانت خضوعا مرحليا ليقوم بتصفية الجميع وإحكام سيطرته من جديد على كل مقاليد الحكم كما يحدث الآن .
لذا لا أريد من أحد أن يتوقع أن يحدث أي تغيير في أية انتخابات قادمة ، بل لنستعد لما هو أسوء وأكثر سوءً ، فالديكتاتوري وبعد أن يحكم كل هذه المدة يصبح أكثر غرورا وعدم مبالاة ، أنه يتصرف وكأن البلاد ملك له ولأسرته من بعده ، ولا أحسب أن أي شخص يقبل أن يتدخل الآخرون في طريقة تصرفنا بأملاكنا .
والديكتاتور مهما فعل من أخطاء فهو ينتظر دوما الإشادة بحسن تصرفاته وبأنه كائن فذ وان على جميع المؤسسات القائمة أن تكون أحد أهم مهامها هي ذكر تلك الصفات وتكراراها حتى تصبح أحد مسلمات العقل والبداهة .

لكن وفي لحظة ما وبعد أن تذهب كل الفرص المتاحة ، وبعد أن يحرق جيل أو جيلين من شعبه ويصبحوا مجرد أرقام تذكر كعدد الأميين والفقراء والمتسولون في الشوارع ، يصبح هذا الديكتاتور نكرة في تاريخ شعبه ووصمة عار لا يريد أحد أن يتذكره دون أن يتعوذ منه ومن فترة حكمة ، وهذا الديكتاتور لن ولم يفهم بأن ذاكرة الشعوب المقهورة لا تنسى مهما صرف من ثروة البلاد ومهما سخر من جيوش وإعلام لأجل تمجيد ذاته وتنميقها ، تلك الذات المنبعثة من فراغ وخواء وكذب متواصل لمدة ثلاثون عاما .




#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على اللقاء المشترك أن يحدد موقفه من موجود ميليشيات دينية
- متى ستسقط العاصمة صنعاء
- مع الأمريكان وضد الأختلاط
- الأمر سهل : ليقدم الرئيس اليمني أستقالته فورا
- أين تكمن قداسة الوحدة اليمنية
- لابأس بعدم حضور السعودية ومصر إلى القمة العربية
- مازلتُ مثلما تركتني
- تغزلا بقناة الجزيرة الرئيس اليمني يصرخ أووولي
- حين يكون - الجن - مُلهماً
- مش عاوزين جعجة فضائيات
- هشاشة أحزاب المعارضة اليمنية من الداخل - الناصري - إنموذجا
- أوقات فراغ مستبدة
- المشهد العربي قبل مؤتمر أنابوليس
- وأن جلد ظهرك وأخذ مالك
- لن أبقى وحيدا أقاوم
- ماذا لو أضفنا هذا البند إلى مبادرة الرئيس
- وصار إنفصال الجنوبي اليمني واقعا
- هل يحكم اليمن بلطجي ؟
- سعر الرغيف ورأس الرئيس
- ألزمي حدودك


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - بعد ثلاثون عاما .....من صفات الديكتاتور ان يزداد يدكتاتورية