أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - تنويعات علي لحن المشروع الليبرالي (1)














المزيد.....

تنويعات علي لحن المشروع الليبرالي (1)


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2355 - 2008 / 7 / 27 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علي عكس فتور «السجال السياسي» وتدني مستواه في الفترة الحالية، تشهد الساحة الفكرية ارهاصات إنشغال حقيقي للنخبة المصرية - علي اختلاف مدارسها الفكرية ومشاربها السياسية - بـ «رؤي المستقبل» ومكانة مصر في هذا العالم المتغير.
ومن الملفت للنظر - بهذا الصدد - ان جماعات متنوعة ومتعددة من المثقفين بدأت - أو عززت - جهودها لبلورة أدبيات «ليبرالية» كاجتهاد وطني لخروج مصر من الأزمات الحالية وتبوؤ مكانة تليق بها في عالم الألفية الثالثة وعصر ثورة المعلومات.
صحيح ان المشروع الليبرالي ليس جديدا، ناهيك عن أنه ليس ابن هذه اللحظة لكن بزوغ الدعوة إلي طبعة عصرية منه الآن أمر يستحق ان نتوقف أمامه بالرصد والتحليل.
وفي هذا السياق يهمنا ان نلفت الانتباه إلي مشروعين.
المشروع الأول الذي سنبدأ الحديث عنه يحمل عنوان «وثيقة مستقبل مصر» نحو بناء دولة عصرية مدنية وديمقراطية.. ينعم فيها كل مواطن مصري بالأمان الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والكرامة، والعدالة.
وقد شارك في مناقشة وصياغة هذه الوثيقة - التي تشرفت بحضور احدي جلساتها - كوكبة من كبار المثقفين المصريين من مختلف التيارات الفكرية والسياسية حيث ضمت - علي سبيل المثال - الدكتور حامد عمار والدكتور يحيي الجمل والدكتور سمير عليش والدكتور حسام عيسي والمستشار محمود الخضيري والأستاذة سكينة فؤاد والاستاذ جورج اسحق والدكتور نادر فرجاني والدكتور رفعت لقوشة والدكتور عبد المنعم أبوالفتوح والاستاذ أمين اسكندر والدكتور سمير مرقص.
كما فهمت من المناقشات ان هناك أسماء أخري شاركت في جلسات سابقة مثل الدكتور جلال أمين والدكتور القصاص والدكتورة اجلال رأفت والاستاذ يوسف القعيد.
كما فهمت ان الدكتور عزيز صدقي والدكتور محمود محفوظ قد ساهما بصورة أو أخري في رسم الخطوط العريضة لهذه الوثيقة قبل ان يتوفاهما الله.
وكما هو واضح فان هناك أسماء تنتمي إلي اليمين وأخري تنتمي إلي اليسار وثالثة تنتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين.
ومع ذلك.. فإن هؤلاء جميعا يتفقون - رغم اختلافاتهم الكثيرة - علي مشروع واحد.
فماذا يقول هذا المشروع؟
تقول الوثيقة في ديباجتها: لأننا ننتمي إلي وطن من حقنا ان نفخر به.. ومن حق اجيال قادمة سوف تولد علي أرضه.. ان تفخر به وأن تجد فيه فرصتها في الحياة الأفضل، ولأننا نعتز بكل ما قدمه الناس علي مدي التاريخ المصري والذي يقف شاهدا لهم ولعطائهم ولانجازات حضارية تحققت علي أرض مصر.
ولأننا نثق ان من حقهم ان يعودوا إلي مركز الفعل ونرفض كل القوانين والتشريعات والسياسات والإجراءات والمفاهيم والأفكار التي قادت إلي تهميشهم واقصائهم وافقارهم والتي تم العرض لها ولتداعياتها.. توصيفا وتحليلا.. في تقارير ودراسات معلنة ومتداولة وفي مقالات وأعمدة منشورة في الصحف القومية، فضلا عما نشر في الصحف الحزبية والصحف المستقلة بالاضافة إلي الأحاديث الحية في وسائل الإعلام والاستجوابات في مجلسي الشعب والشوري وبعض تقارير ودراسات لجانه «مثل تقرير حادث العبارة» وايضا ما تضمنته كتب عديدة.
ولأننا نومن بأن الاحتجاجات السلمية للناس والتي شهدتها السنوات الأخيرة لا تمثل فحسب شاهدا جديدا علي وعيهم ونفيا متجددا لكل الأوصاف السلبية التي حاول البعض ان يصلقها بهم، ولكنها تمثل ايضا إعلانا بالحق الأول.. وهو حق الاعتراف بحقوق الناس، ولقد بدأت باحتجاجات سياسية / اجتماعية تؤكد علي هذا الحق، ثم تلتها احتجاجات أخري لفئات من المجتمع.. وإذا كنا نسلم بأن هذه الاحتجاجات الأخري ذات طابع فئوي اجتماعي.. فإننا نري بان ذلك لا ينتقص من جدوي مفعولها وتراكماتها، فنحن نؤمن بأن كل من يدافع وفي هذه اللحظة عن حق خاص.. يدافع وفي نفس الوقت عن حق عام وعن حقوق كل الناس.
ولأننا نؤمن بأن هذه الاحتجاجات قد اسقطت خيار الخبز أو الحرية وانتصرت لخيار الخبز والحرية.. وهو خيارنا، فبدون الخبز تغيب الحرية والعدالة.. وبدون الحرية والعدالة تغيب الكرامة.. كرامة الناس وكرامة الوطن ويغيب معها الأمان للاثنين معا.. الناس والوطن، ولأننا نؤمن بأنه لا توجد في مصر أغلبية صامتة.. فقضايا الوطن والمجتمع هي حديث «كل الناس» في منتدياتهم وتجمعاتهم ولقاءاتهم.. نقدا للواقع وتطلعا إلي مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم ونري ان مشاركة المرأة وخروجها في الاحتجاجات هو دليل جديد علي عدم صمت الأغلبية وهو - ايضا - دليل جديد علي وعي المرأة المصرية التي باتت تدرك بأنها لن تحصل علي كامل حقوقها - والتي ننحاز اليها - إلا عندما يحصل كل الناس علي كل حقوقهم في مجتمع حر وعادل.
ولأننا نعي ان هوية مصر تتمثل في حفاظها علي جذورها الثقافية مع استلهامها لروح العصر والتصالح معه والتعبير عنه، وبدونهما فإنها تفقد قوتها وتنتقل من مصاف القوي الإقليمية المؤثرة والفاعلة إلي مصاف الهوامش التابعة والمفعول بها وهو ما لا نرضناه لها.
ولأننا نؤمن بأنه قد حان الوقت للمصالحة التاريخية علي قاعدة المستقبل.. فما يشغلنا هو النظر إلي الأمام لا الالتفات إلي الخلف، فخلال القرن العشرين عرفت مصر عددا من الأنظمة السياسية والاجتماعية التي اعطت كل منها بعض الحقوق لبعض الناس، وعندئذ فإن المصالحة التاريخية سوف تتحقق في المستقبل.. في ظل دولة مدنية وديمقراطية حديثة تعطي كل الحقوق لكل الناس.
ولأننا نؤمن بان الدولة ليست مجرد أرض وشعب وسلطة ولكنها - وبالاضافة إلي هذه المفردات - مشروع نحو المستقبل يلهم طموح الحركة ويحشد إرادة الفعل.
لأننا نؤمن بذلك كله.. ونؤمن بأنه لا ينبغي لمصر إلا ما يليق بها، فإننا نطالب لها بما تستحقه وبما يستحقه شعبها وأجياله القادمة، ولذلك.. فلقد اتفقنا علي أفكار مشتركة تجمعنا واتفقنا علي ان تضمنها وثيقة المستقبل وان نطرحها للحوار في أوساط القوي السياسية والفاعليات المدنية والرأي العام.. وهذه الأفكار تنتظم علي مدي عدد من المحاور»
هذه المحاور سنعرضها في مقال تال.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دبرنا يا وزير!
- وقفة احتجاجية.. من أجل البحث العلمي!
- دماء على رمال مرسى مطروح !
- هل استعار -الأخوان- شعار -الإسلام هو الحل- من أمريكا؟!
- .. و على المتضرر اللجوء الى .. الجماهير
- السفيرة وفاء: رغم كل شئ .. مصر تتغير
- -الشخص-.. الذى نحب أن نكرهه!
- شعاع أمل: رئيسة جمعية أهلية ترفض «التمويل الأجنبي»
- تصوروا: كيسنجر يرفض دبلوماسية العضلات الأمريكية!
- تأملات عبر المحيط الأطلنطى (2)
- تأملات عبر المحيط الأطلنطى: يوم الاعتذار القومى
- فتنة ملوي.. واستراتيجية المصاطب!
- عشاء ساخن جداً مع سفير كندا
- أجريوم .. شكرا
- سر أجنحة كلمات الأبنودى
- قنبلة طلخا... الموقوتة
- عش الدبابير !
- عصر الاضطراب (1)
- -طوارئ- .. فى الزمان والمكان فقط
- هوامش على دفتر النكبة (3)


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - تنويعات علي لحن المشروع الليبرالي (1)