أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - صحوة ضمير مطلوب تجذيرها لانقاذ كركوك














المزيد.....

صحوة ضمير مطلوب تجذيرها لانقاذ كركوك


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2355 - 2008 / 7 / 27 - 01:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما حدث يوم الثلاثاء المصادف 22 تموز في جلسة البرلمان العراقي المفخخ طائفيا وعرقيا واحتلاليا ، من نتائج للتصويت على القانون المعدل لانتخابات مجالس المحافظات الغير منتظمة في اقاليم ، والتداعيات المترتبة عليه يعتبر باكورة الخروج على النص من قبل المصوتين لصالحه ـ 129 نائب من اصل 141 نائبا حاضرا ـ انه تحد للقيود التحاصصية الطائفية والعرقية العمياء التي تجعل من النواب كتل صماء او قطيع يجره رأس معمم بالطائفية او رأس ملغم ببروتكولات حكماء صهيون وملفوف بغطاء رأس العنصرية الكردية هذه الرؤوس المشوهة والتي كانت جزءا فاعلا في تجسيد ما يشهده العراق من كارثة كبرى ، قد خسرت جولة التصويت هذه في هذا اليوم الذي سوف لن يكون يتيما!
لمن لا يعرف ماذا جرى وما معناه نقول : كانت قيادة كتلة الائتلاف المتحالفة مع كتلة التحالف الكردستاني قد هندست اتفاقا وسطا بينها يجيز التصويت على القانون فقط في حالة احتواء مادته على تاجيل انتخابات كركوك لمدة 6 اشهر فقط حتى يتم خلالها التدقيق بسجلات الناخبين وتطبيع الاوضاع في المحافظة . . القانون طرح للتصويت فقرة فقرة ولكن في الفقرة المرقمة 24 والخاصة بانتخابات كركوك تم طرح وجهتي النظر الاولى التي جرى الاتفاق عليها بين الائتلاف والتحالف الكردستاني والثانية التي تمثل مقترح ممثلي التركمان والعرب في كركوك والداعي بنص واضح ومنطقي الى تاجيل انتخابات كركوك حتى يتم التوافق بشأن صيغتها بين مكوناتها دون الخضوع لابتزاز التوقيت ، على ان يجري اعتماد نسب 32 عضو لكل مكون ـ الاكراد والعرب والتركمان ـ بالاضافة الى 4 ممثلين عن المسيحيين لتسيير اعمال مجلس المحافظة وتقسيم السلطة بينها بالتساوي حتى تتم الانتخابات المؤجلة بعد استقرار اوضاع المحافظة وتدقيق سجلات النفوس والطابو والناخبين وحينها يشكل مجلسها حسب نتائجها الفعلية وحتى ذلك الحين تستبدل القطعات العسكرية المسيطرة على المدينة والتي هي اصلا من قوات البيشمركة بقوات محايدة من الجنوب والوسط ، وامام ضغوط اطراف الاختلاف كانت صيغة احتواء الفقرة على مقترحين هي ضرورية في عمل لجنة الصياغة لعرض وجهتي نظراصحاب الشأن على اعضاء البرلمان وهم من يرجح احدهما ، وفعلا جرى التصويت وكان سريا في فقرة كركوك المرقمة 24 وذلك بطلب من اكثر من نصف الاعضاء الحاضرين في جلسة البرلمان وتم تبني القانون بكليته مع المقترح الذي تقدم به ممثلوا العرب والتركمان في كركوك رغم انسحاب نواب التحالف الكردساني واكثرية اعضاء المجلس الاعلى في البرلمان ، واعتمد القانون باغلبية ساحقة ، بعد انسحاب المعترضين طبعا !
اتضح من التصريحات المتضاربة التي تلت الجلسة ومن اللهجة المتشنجة لممثلي التحالف الكردستاني ومن المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقداه الشيخ العطية نائب رئيس البرلمان عن جماعة الائتلاف وعارف طيفور النائب الثاني لرئيس البرلمان عن التحالف الكردستاني انهم صدموا بالنتيجة لدرجة قولهم ان الذي جرى كان بمثابة كسر عظم لجسد التوافقات " المحاصصات " التي اعتمدت منذ ايام مجلس الحكم وحتى لحظة التصويت !
كيف جرى ذلك ولماذا ؟ الاجابة تتضح ايضا ببساطة عندما نعلم ان النواب المصوتين بالايجاب كانوا قد استشعروا بالمخاطر المترتبة على مجاراة التحالف الكردستاني باطماعه غير المشروعة ، ففي الامس جرى اقرار الميزانية بتخصيصات غير عادلة لصالح التحالف الكردستاني بحيث ارتفعت النسبة من 13 % الى 17 % ، وان اغلبهم يستشعر بان الهم الوحيد الذي يشغل الكردستاني هو مصادرة عموم قرارات البرلمان لما يخدم تطلعاتهم الانفصالية ، ويصرون لانتزاع المكاسب وبكل الطرق المشروعة وغير المشروعة على حساب الدولة المركزية دون الايفاء بادنى شروط الواجبات الوطنية مبتزين الحالة الهشة للسلطة المركزية ومعرضين بالافعال والاقوال وحدة البلاد الى خطر التقسيم في حالة عدم الاستجابة الى رغباتهم ، وكان للدور الرائع الذي لعبه ممثلي العرب والتركمان في اطلاع الاعضاء المصوتين على حقيقة سياسة التكريد الجارية في كركوك والموصل وديالى دوره المؤثر لاستنهاض ما امكن من الغيرة الوطنية لديهم ، المصوتين كانوا من ممثلي التيار الصدري والتوافق والعراقية والفضيلة والدعوة والحوار الوطني وبعض من ممثلي الكيانات الغير رئيسية ، اما المنسحبون فهم كل نواب التحالف الكردستاني مع نواب المجلس الاعلى وممثلي الحزب الشيوعي وهما نائبان متعودان باستمرار على التبعية الذليلة للتحالف الكردستاني ، كان محمود المشهداني متسقا مع موقعه ومع ضميره هذه المرة فكان مستجيبا فعالا لمسؤولية الموقف !
ان اصرار العديد من النواب على جعل الاقتراع سريا هو محاولة للتملص من المراقبة ومن الملاحقة التي تترتب على تبنيهم مواقف متعارضة مع كتلهم المبنية على اسس لا وطنية شكلا ومضمونا ، طبعا نستثني هنا نواب كثر من التيار الصدري والفضيلة والحوار وبعض نواب باقي الكتل الذين كانت ومازالت لهم مواقف وطنية تحاول بها التأثير على الصورة القاتمة لعمل هذا البرلمان المبرمج وقراراته المشوهة ، وخاصة في تصديهم لقانون النفط والغاز والاتفاقية الامنية المزمع توقيعها مع المحتل الامريكي .
قد لا تكون للنتائج المتوخاة من التصويت الذي تحدى اكبر قوتين ـ طائفيا وعنصرياـ في عراق اليوم فعل الحسم في موضوعة كركوك وما يحاك لها لكنها حتما ستكون تمرين فعال وفاتحة لمواقف جديدة تجعل من الوطنية العراقية الصوت الذي لا يعلوها اي صوت كان في المنطقة الخضراء وخارجها .







#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق اللعبة الامريكية الجهنمية في العراق !
- الصقور والحمائم وجهان لعملة واحدة في السياسة الامريكية !
- لماذا 14 تموز وليس 9 نيسان عيدا وطنيا للعراق وشعبه ؟
- من يقرر مصير العراق ؟
- أمريكا تأمر وحكومة العراق تنفذ !
- عندما يكون المثقف متبوعا عبد الوهاب المسيري نموذجا
- من يعاهد من ؟
- لاحصانة للعراقي في بلاده المهانة يوميا بالوجود الاحتلالي ؟
- يوم الاجيء العراقي !
- معاهدة بورتسموث ارحم من معاهدة بوش المالكي !
- العالم يعيد اكتشاف جيفارا !
- -صحوة- احزاب المنطقة الخضراء !
- لا حِراك في الفطائس يا حراك !
- كيف سيمررون اتفاقية الانتداب الامريكي على العراق ؟
- انطباعات في الشيوعية الروزخونية !
- أجل اسرائيل مسمى !
- مئة عام من النفط = مئة عام من الدماء !
- عبود يعبر الحدود !
- الثوريناطح الثورة !
- أيار العراقي


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - صحوة ضمير مطلوب تجذيرها لانقاذ كركوك