أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الفرد عصفور - أمرهم غريب














المزيد.....

أمرهم غريب


الفرد عصفور

الحوار المتمدن-العدد: 2354 - 2008 / 7 / 26 - 10:51
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


هل كانت مصادفة ان يتم اعتقال سفاح البوسنة رادوفان كاراديتش في الاسبوع نفسه الذي اثيرت فيه قضية الرئيس السوداني؟
لا يهم.
ما يهم هو ان المجتمعات الديمقراطية في الغرب رحبت وهللت بهذا الاعتقال واعتبرته تحقيقا للعدالة بينما امتنعت المجتمعات التي تحيا في ظل انظمة ديكتاتورية وشمولية ومحيط متخلف عن ذلك.

لم نسمع اي ترحيب من اي جهة عربية بهذا الاعتقال الذي انتظره العالم اثني عشر عاما. مع ان هذه الجهات العربية كانت الاعلى صوتا عندما كان رادفوان يستبيح البوسنة ويمارس ارهابه فيها بحق السكان من غير الصرب وخصوصا منهم المسلمون.

تبارى الجميع بالتنديد بما اقترفه رادوفان في البوسنة في ذلك الحين، لكنهم صمتوا كالاموات عندما تمكنت منه العدالة. فاحجمت المنظمات والجمعيات والنقابات والاتحادات التي ترفع لواء الدفاع عن حقوق الانسان عن الترحيب بهذا الاعتقال او تاييده لكنها انبرت في الوقت نفسه للدفاع عن زعيم اخر تسعى اليه العدالة الدولية وتتهمه بارتكاب جرائم قد تفوق في حجمها ونوعها ما اقترفته عصابات رادوفان في البلقان.

اليس الأمر غريبا؟ وغريبا جدا؟

لقد نوه المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية الذي طالب بتوقيف الرئيس السوداني بان العرب يكيلون بمكيالين عندما يكون الأمر يخصهم. مع ان العرب هم الذين عانوا اكثر من غيرهم مما يسمونه الكيل بكيالين من جانب الغرب.

لقد وقفت المنظمات العربية والنقابات والاتحادات وتبارت وتنافست في تدبيج بيانات التاييد للرئيس السوداني وكذلك التنديد بالمحكمة الدولية. وعملا بمبدأ ان الجميع احرار فيما يتخذون من مواقف وما يتبنون من سياسات فلا حرج في ذلك.

ولكن... مواقف هؤلاء قد تكون مفهومة ومنطقية ومبررة لو انهم كانوا قد رفعوا صوتهم دفاعا عن ضحايا من تتهمه المحكمة الدولية بانه مسؤول عن تلك الممارسات التي وجهت التهم له على اساسيها.

قضية دارفور برزت منذ بضع سنوات واثارتها منظمات انسانية وحقوقية اوروبية وعالمية. لكن المنظمات العربية والاتحادات والنقابات كانت غائبة في سبات عميق اكلها غول الصمت واعمت عينيها غشاوة العتمة.

منذ ان برزت مشكلة دارفور عام الفين وثلاثة تحرك العالم باستثناء الاتحادات والنقابات والمنظمات العربية. لماذا؟ هل نحن مغرمين بالطغيان؟ هل الطغيان جزء من مكوناتنا الجينية لا يمكن التخلص منه؟ يسارع محامونا للدفاع عن الطغاة ويدافع كثير من الصحفيين عن هؤلاء ولكن عندما يتعلق الأمر بشعب مسكين مغلوب على امره مثل شعب دارفور او كردستان او الباسك او عربستان يتملكنا الصمت.

لقد دافع كثيرون عن تدخل أميركا وحلف الاطلسي واوروبا ضد الصرب لنصرة شعب البوسنة وتحريره من طغيان سلوبودان ورادوفان. ومن دافع عن أميركا في تلك الحرب يجب ان لا يصمت عندما يجري تدخل مشابه في مكان اخر.

طوال تاريخ الازمة في دارفور لم نسمع من هذه المنظمات العربية والاتحادات والنقابات كلمة واحدة تندد او تشجب او تستنكر ماتقوم به ميلشيات الجنجويد المدعومة من الحكومة السودانية والرئيس البشير مباشرة. ولذلك فمن لم يدافع عن الضحية من باب الانسانية على الاقل، فليس يحق له ان يبرر ما فعله الجلاد او يدافع عنه. وبالطبع ما فعله الجلاد لا يمكن تبريره ولا باي حال من الاحوال.

اين منظماتنا واتحاداتنا ونقاباتنا مما جرى في سجن صيدنايا مثلا؟ او ما جرى في القامشلي؟ او ما جرى في حلبجة قبل عشرين عاما؟ او ما يجري للعرب في ايران؟ ماذا عن حقوق الاكراد؟ ماذا عن ما يجري للاقليات في العراق وغيرها؟ ماذا عن العرب في سجون العرب؟ الا يستحقون صفقة تبادل؟

يكفي الكيل بمكيالين. يكفي تغميض العينين عما يجري في البلاد العربية من مظالم وخروقات لحقوق الانسان. مهمة النقابات والجمعيات والاتحادات ليست تقديم الدعم للطغاة بل دعم الشعوب والعمل على رفع المعاناة والظلم عنها ومساعدتها في نيل حقوقها وتحقيق اهدافعها الوطنية.

من يدعم حق شعب في تحقيق اهدافه القومية وتحرير ارضه وقيام دولته عليه ان يدعم بقية الشعوب. فلكل الشعوب الحق نفسه في الحرية والاستقلال وتحقيق الاماني القومية.

وويل للمطففين ......





#الفرد_عصفور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعارف من اجل نجاح الحوار
- القضية ليست قضية وطن للفلسطيين بل هي قضية وطن الفلسطينيين
- ستينية النكبة والتراجعات العربية
- العالم بدون الإسلام
- في اربعينية حزيران الحلقة الثالثة دروس التاريخ
- في اربعينية حزيران الحلقة الثانية
- الحكمة باثر رجعي: تضييع الممكن في سبيل المستحيل . الحلقة الا ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الفرد عصفور - أمرهم غريب