أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - و. السرغيني - عن أية جبهات وعن أية أهداف تتحدثون؟















المزيد.....



عن أية جبهات وعن أية أهداف تتحدثون؟


و. السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 2352 - 2008 / 7 / 24 - 10:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في إطار التخليد لفاتح ماي، خصت جريدة "النهج الديمقراطي" في عددها الخاص بهذه الذكرى العمالية، بعض صفحاتها للتذكير ببعض مواقفها النظرية والسياسية، وبالنظر لأهمية الموضوع الذي تناوله الرفيق علي فقير "خلفيات وأهداف الحقوقي والنقابي والسياسي"، ارتأينا الرد على المقال لانتقاده من جهة ولطرح وجهة نظرنا في الموضوع من جهة أخرى.
والرفيق علي فقير غني عن التعريف، فهو مناضل انخرط في الحركة الشيوعية منذ ستينيات القرن الماضي بانضمامه للحزب الشيوعي المغربي ثم حزب التحرر والاشتراكية قبل أن ينسلخ عنه ليساهم هو ومجموعة من رفاقه في الحزب ونقابة الاتحاد المغربي للشغل واتحاد الطلبة إوطم.. في التأسيس لمنظمة اتخذت الماركسية اللينينية مرجعية لها ومنظمة "ألف" اسما لها قبل أن تتحول إلى منظمة "إلى الأمام" المعروفة بكفاحيتها وصمودها ضد جميع محاولات التصفية والاجتثاث من طرف مختلف أجهزة الدولة القمعية القائمة بالمغرب.
وفي إطار نوع من الاستمرارية حاولت المنظمة عبر ما تبقى من كوادرها ومناضليها، وبعد العديد من الانسحابات والتقاييم والتراجعات والمعاناة.. التأسيس لحركة جديدة خلال التسعينات "النهج الديمقراطي" والتي انصهرت فيها القيادات القديمة وبعض المناضلين المتعاطفين الذين صقلوا تجاربهم داخل الحركات الطلابية، التلاميذية، الجمعوية والنقابية..الخ
ومن خلال هذا المخاض الذي عرفته وتعرفه الحركة، برز الرفيق فقير كأحد المتزعمين ليسار الحركة، معبرا عن شيوعيته ومعلنا بعدم التخلي عنها ومصرٌحا بتقديره لكافة التيارات والمجموعات اليسارية الثورية الموجودة خارج حركة "النهج".. وهو ما قدرته بالمثل كافة التيارات الماركسية حيث ظل التعامل قائما مع الرفيق وظل الاحترام ثابتا كذلك لكل ما يصدر عنه من آراء ومواقف.
فالرفيق، إضافة لجرأة مواقفه ولتميزه باجتهاداته الفكرية والسياسية، ظل مواظبا ومتواجدا في جميع الاحتجاجات، وحاضرا في جميع الندوات والملتقيات، مقدما النموذج المثالي في نكران الذات وفي التعامل الديمقراطي مع مختلف الآراء، وفي القبول بالنقد والاختلاف..الخ إلاٌ أن هذا لم يعفيه من الانزلاق بشيوعيته إلى حضيض الاشتراكيات المتجاوزة على عهد ومن لدن ماركس ورفيقه انجلس، الشيء الذي دفع بنا لخوض النقاش والصراع في نفس الوقت دفاعا عن اشتراكيتنا وماركسيتنا ضد الانحراف والتزييف والتشويه.. آملين في ذلك أن تنخرط جميع المجموعات اليسارية في هذا النقاش النظري وبشكل خاص الأطراف التي أشار الرفيق على ممارستها العشوائية قبل أن يصنفها باليمينية واليسراوية.
فالواضح في الأمر أن الرفيق يعني باليمينية كل التيارات والأحزاب التي على يمينيه داخل الحزب وخارجه، في صفوف الحركة اليسارية، وباليسراوية كل تيارات ومجموعات الحركة الماركسية اللينينية المغربية- الحملم- بالإضافة للمجموعات التروتسكية.
ومخافة منا على رفاقنا وحلفائنا من التيه والانجراف مع تيارات "التجديد والواقعية"، ستظل أيادينا ممدودة لهم رغم حدٌة الانتقادات وشراسة الصراعات التي نخوضها ضدهم، لسبب واحد هو ميدانيتهم الصادقة ومواظبتهم على التواجد جنبا إلى جنب جميع المحتجين وجميع المناهضين لنظام الاستبداد والاستغلال القائم.. معتبرين أن مكانهم سيكون لا محالة إلى جانب مجموعات الحملم، إلى جانب الثوريين الطلائع من أبناء الكادحين، مناضلي ومناضلات الطبقة العاملة الذين ما زالوا متشبثين ومقتنعين برسالتها التاريخية الثورية من اجل قيادة الكادحين في معركة التحرير والتحرر، معركة القضاء على الرأسمالية لتشييد الاشتراكية، معركة لن يكتب لها النجاح إلا إذا توفر "الشرط الذي لا بد منه" حزب الطبقة العاملة المستقل نظريا سياسيا وتنظيميا، عن باقي الكادحين وعن جميع الطبقات المتضررة من وجود واستمرار نمط الإنتاج الرأسمالي المتعفن.
فالمقال/الرد هذا، لا نستهدف به المبارزة النظرية مع الرفيق علي ولا مع أي كان، بقدر ما نتطلع من خلاله فتح النقاش الواسع مع الرفاق والرفيقات من مختلف التيارات التي تعلن عن انتمائها للاشتراكية العلمية وهدفنا في ذلك التذكير بمنطلقاتنا الفكرية والمرجعية وتوضيحها رفعا لأي لبس وتضبيب أو تأويل.

عن النضال الاشتراكي والاشتراكية التي نريد

..وعليه، سنتتبع فقرات المقال فقرة من بعد فقرة وسنتناول "اشتراكية فقير الثورية"، قبل أي نقاش، بالمتابعة والتحليل، وبالمقارنة مع اشتراكية ماركس/انجلس، اشتراكية "البيان الشيوعي"، اشتراكية الطبقة العاملة كما تصوٌرها ماركس وكما أكٌدتها الأحداث التاريخية ومختلف تجارب الطبقة العاملة.. وكما فهمناها نحن واستوعبناها بعد أن جردناها من جميع الشوائب الشعبوية التي طالتها أواسط القرن الماضي حيث لم تسلم ماركسية الثوريين المغاربة من آفاتها القاتلة.
وأرجو من الرفيق ومن كافة الرفاق المتعاطفين مع خطٌه أو المنتمين إلى حزبه "النهج الديمقراطي" أن تُأخذ الأفكار على محمل الجد وبألاٌ يتحول النقاش إلى سباب وتشهير مقيت، على اعتبار أن الصراع الفكري بين مختلف "الاشتراكيات" مسألة طبيعية لها خلفياتها التاريخية والطبقية، ليست هي بالموضة ولا هي بوليدة اليوم، فكما ولٌدت الرأسمالية الاستغلال والاستبداد، وولٌدت البؤس والحرمانات، والتهميش والتدمير للعديد من الفئات والطبقات الاجتماعية.. كذلك ولٌدت الأفكار المعارضة الإصلاحية والثورية التي أجهدت النفس وكابدت من اجل صياغة مختلف الاشتراكيات.
في هذه الظروف برزت اشتراكية ماركس/انجلس المتميزة، النظرية التي حولت الاشتراكية من طوباوية إلى علم لتسمي نفسها بالاشتراكية العلمية، وهي التي ناهضت مختلف الاشتراكيات البرجوازية الصغيرة المطالبة بتغيير أوضاع البؤساء من عمال وعاملات وسائر الكادحين في المدن والأرياف.. عن طريق الإصلاحات وعن طريق النضال من داخل المؤسسات التمثيلية البرجوازية وبالتشبث المستميت بالديمقراطية البرجوازية وبمؤسساتها وأساليبها، دون الدعوة للقضاء على الرأسمالية ودون المطالبة بالسلطة السياسية لمصلحة الطبقة العاملة.
الاشتراكية التي ستقضي بالقوة والعنف على علاقات الإنتاج الرأسمالية، اشتراكية تتحقق عبر الثورة وعبر استيلاء الطبقة العاملة على السلطة وإقامة سلطتها المجالسية والديمقراطية البديلة ـ دكتاتورية البروليتاريا ـ إذ لا يمكن لأية طبقة اجتماعية داخل المجتمع الرأسمالي أن تقوم بهذه الثورة سوى الطبقة العاملة، ولا يمكن للطبقة العاملة أن تنجح في هذه الثورة وفي إنجاز مشروعها الاشتراكي الذي سيليها، دون إقناع واقتناع جميع الطبقات الشعبية الكادحة بمشروعيتها كسند وكدعم لكفاحيتها، ودون انخراطها في مسلسلها وراء الطبقة العاملة كطبقة قائدة، واعية، منظمة ومستقلة بفكرها وبآلياتها التنظيمية ـ الحزب السياسي، النقابة الطبقية، الجمعيات والنوادي والتعاونيات الجماهيرية.. ـ وبخطها السياسي الثوري.
اشتراكية علمية طبقية ستحرر جميع المضطهدين والمسحوقين من طرف نظام المِلكية الفردية والخاصة المتعفن، اشتراكية ستلغي الاستغلال والاستبداد والفوارق بين الجنسين والأجناس والطبقات، اشتراكية معادية لأي نوع من المِلكية ولكل أشكال الإنتاج الصغير، اشتراكية متحكمة ومؤممة لجميع الثروات، ومدبرة أحسن تدبير لمسارات الإنتاج والتوزيع والادخار، اشتراكية ستقنع لا محالة وبالتدريج جميع المنتجين المالكين الصغار من حرفيين وتجار صغار وفلاحين صغار.. بالانخراط في التعاونيات في أفق الاندماج في برامج التخطيط الاشتراكي، فاشتراكيتنا لا تعترف بتوزيع الخيرات ولا بتكريس الإنتاج الصغير، الذي لا ينتج شيئا سوى الرأسمالية المتجددة والتي ستجد لا محالة من يدعمها ويوسع نطاقها من المتربصين بالدولة الاشتراكية.
فلماذا نربط اشتراكيتنا بالطبقة العاملة دون الطبقات الشعبية الأخرى؟ لأنها خلاصة علمية أنتجها البحث والتحليل والتشريح للمجتمع الرأسمالي من قبل ماركس ورفيقه انجلس، خلاصة اعتمدت في التحليل المنهج الماركسي العلمي، المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية كأساس فكري ونظري، منهجية تعدٌت البكاء والنحيب، والوصف لظلم البرجوازيين واستغلالهم للعمال والفقراء والكادحين.. لترفع شعار العمل والممارسة من أجل تغيير الواقع والقضاء على الرأسمالية أصل الشرور والبؤس والحرمانات.
بهذه المنهجية وهذا التحليل استنتج ماركس ورفيقه انجلس ضرورة تغيير الواقع وليس تفسيره، هذا الواقع الذي درساه بدقة ودرسا تناقضاته وحددا مختلف مكوناته الاجتماعية الطبقية.
بهذه المنهجية وهاته القناعة طرح ماركس الأسئلة حول طريقة وسبل التغيير، وبعد الدرس والتشريح للمجتمع الرأسمالي، حلل جميع الفئات والطبقات داخل المجتمع معتمدا على قناعاته بأن الواقع لن يتغير ما لم توجد في المجتمع فئة من الناس المعنيين، بحكم شروط حياتهم بالذات، بتغييره.. وبعد أن استنفدت البرجوازية ما توفرت عليه من إمكانياتها الثورية والتقدمية لحظة صعودها، لتتحول إلى طبقة محافظة ورجعية.. وصل ماركس إلى الاستنتاج بأنها لم تعد مؤهلة للقيام بدور الطبقة المحررة القادرة على قيادة الطبقات الشعبية نحو تغيير النظام الاجتماعي بأسره.
استنتج إذن بأن هذه الطبقة لا يمكن أن تكون سوى البروليتاريا، طبقة من رجال محرومين من كل مِلكية، غير مالكين لأدوات الإنتاج، وبالتالي مكرهين على بيع قوة عملهم كما تباع السلع لأجل العيش وسد الرمق.
فالطبقة العاملة هي الطبقة الثورية الوحيدة حقا، من بين جميع الطبقات المهددة بالانهيار والاندثار من جراء نمو الصناعة الحديثة وسيادة نمط الإنتاج الرأسمالي وهيمنة طبقة البرجوازية على المجتمع.. بهذا التحليل يخلص ماركس بأن جميع الطبقات الوسطى بما فيها فئات البرجوازية الصغيرة ـ الحرفيون، التجار الصغار، الفلاحون..ـ لا تغدوا أن تكون سوى طبقات محافظة ورجعية، طبقات تناضل ضد البرجوازية فقط للحفاظ على وجودها، "فهي تكون ثورية إلا إذا كانت قاب قوسين أو أدنى من الانتقال إلى البروليتاريا"، بنفس التحليل اتجهت رماحه ضد الفئات الأكثر ضحالة والأكثر عفونة وبؤسا وحرمانا.. داخل المجتمع، يعني البروليتاريا الرثة ـ العاطلون، المتسكعون، اللصوص وقطاع الطرق..ـ كفئات لا يمكن الاطمئنان لها، فهي فئات مستسلمة لواقعها، تنتفض أحيانا وتساير نضالات الطبقة العاملة لكنها مستعدة لبيع نفسها في أية لحظة تراجع أو انهيار أو تعثر في المعارك الطبقية الحاسمة ضد البرجوازية.
فالبروليتاريا أو الطبقة العاملة هي الطبقة الوحيدة المؤهلة التي تستطيع ويتوجب عليها أن تتولى مهمة تحرير جيش الكادحين، لأنها الطبقة التي تتجسد فيها جميع شرور وطغيان المجتمع البرجوازي المعاصر، وهي الطبقة التي تحتل أدنى المراتب داخل السُلم الاجتماعي، وهي الطبقة المحرومة من كل مِلكية، عكس الطبقات الأخرى التي يقوم وجودها على المِلكية الفردية، هي الطبقة الوحيدة التي تناضل ضد مجتمع الطبقات واعدة جمهور الكادحين بمشروعها المجتمعي الذي سيلغي الاستغلال والاستبداد والطبقات، أما الطبقات الوسطية الأخرى فلا تطمح سوى إلى تغيير مِلكية بمِلكية أخرى وحكم طبقي بحكم طبقي آخر.
هذه هي الاشتراكية التي نريد وهذا هو النضال الاشتراكي الذي ندعو الرفاق والرفيقات للانخراط فيه جنبا إلى جنب الطبقة العاملة وطلائعها، صحيح أن مقال الرفيق علي لم يتقدم بالشرح الكافي لمجمل الأطروحات التي نعتبرها تراجعية ولا تمت بأية صلة للماركسية التي ندافع عنها وللاشتراكية التي نطمح إليها، إلاٌ أن العديد من الإشارات التي احتواها المقال إضافة للعديد من التراكمات التي صاحبت مقالاته في أعداد أخرى من الجريدة لكافية للحكم على مراجعاته البيٌنة وكافية كذلك لمحاكمتها على أرضية التوضيحات المرجعية والمفاهيمية التي سنقدمها.
"فإنه لمن المحزن أن نرى أناسا مما لا ريب فيه أنهم يعتبرون أنفسهم ماركسيين ويريدون أن يكونوا كذلك، وينسون الحقائق الأساسية للماركسية"، فعلى حد قول لينين، فإنه لمن المحزن أن يتدحرج قادتنا القدماء إلى هذا المستوى من الحضيض ومن المحزن كذلك أن نتبارى حول الحقائق التي تعتبر من أبجديات الماركسية، حقائق "البيان الشيوعي"، إعلان مبادئ وبرنامج الحركة الشيوعية، الذي لم تزده الأحداث والوقائع التاريخية التي عاشتها الجماهير العمالية والكادحة سوى التأكيد والقوة والصمود في وجه كل النظريات المشككة أو المعادية الصريحة سواء بسواء.
فلا تتبنى الماركسية سوى اشتراكية ثورية واحدة، الاشتراكية التي تومن بالنضال الطبقي، يعني "النضال بين مختلف أصناف الطبقات المالكة وبين سواد غير المالكين والبروليتاريا التي تسير على رأس جميع غير المالكين" موضحة مهام الحزب الاشتراكي الثوري الحقيقية "على أن هذه المهمة لا تقوم في اختلاق المشاريع لإعادة بناء المجتمع، ولا في وعظ الرأسماليين وأذنابهم بتحسين أوضاع العمال ولا في حبك المؤامرات، بل في تنظيم نضال البروليتاريا الطبقي وقيادة هذا النضال الذي هدفه النهائي هو ظفر البروليتاريا بالسلطة السياسية وتنظيم المجتمع الاشتراكي"
فالذي يمنع الرفيق من شرح وتبسيط خلاصات الماركسية الاشتراكية على الطريقة التي تقدم بها لينين، هو وضعه المحرج والمتأرجح بين قناعاته الشيوعية القديمة بما لها وما عليها، وبين الاكتشافات الحقوق-إنسانية الجديدة، بين الشيوعي المناهض للملكية الفردية والمناضل من اجل القضاء عليها وبين الحقوقي المستميت في الدفاع عن حقوق الأفراد في الملكية وغيرها، بين المناضل الشيوعي الذي يومن بأن التاريخ هو تاريخ صراع الطبقات وبأن المجتمع الرأسمالي القائم على الاستغلال والاستبداد وصراع الطبقات وبين المناضل الحقوقي الذي يدافع عن الإنسان المجرد من طبقته والذي لا بد من تساويه مع أخيه الإنسان، يعني مساوات بين المالكين وغير المالكين..الخ مناضل يدافع عن الدولة التي تسبح فوق الطبقات.. فشتان بين اشتراكية ماركس الطبقية وبين اشتراكية الحقوقيين اللاطبقية.

عن الخلفيات والجبهات وأهدافها

"لقد تعددت جبهات النضال في بلادنا ضد الطغيان والظلم والاستغلال.. وتبقى الجبهات الحقوقية والنقابية والسياسية هي الأكثر قوة وفعالية في مواجهة الاضطهاد المخزني للشعب المغرب وفي مواجهة ممارسات الباطرونا والملاكين العقاريين الكبار اتجاه العاملات والعمال وتجاه مختلف الكادحات والكادحين" فالمقال يدعي المساهمة في توضيح أهداف وأهمية كل جبهة على حدة "على اعتبار أن العديد من المواطنين وفي مقدمتهم الكادحين لا يفهمون جيدا الفرق بين هذه الأهداف والخلفيات!"ويوصي كذلك بعدم الاقتصار على جبهة واحدة لأنها مرتبطة في ما بينها وساندة ومدعمة لبعضها وهذا ما لا تستوعبه بعض الممارسات العشوائية اليمينية واليسراوية التي تساهم في تعقيد الأمور وخلطها.
فلا بد في رأي المقال من فهم الترابطات الجدلية بين مختلف الجبهات التي هي جبهات للصراع الطبقي وهو الصراع الذي تخوضه "الطبقات الشعبية المنتجة للخيرات والتي لا تستفيد منها، ضد الكتلة الطبقية السائدة التي استولت على خيرات الوطن وتستعمل مختلف أجهزة الدولة لمواجهة مطالب الجماهير الشعبية العادلة والمشروعة".
وقد يبدو للقارئ أول وهلة أن ما أسماه الرفيق بـ"الجبهة" و"جبهات النضال" لا تخرج عن مفاهيم وتعابير تنسيقيات وتحالفات القوى والتيارات السياسية المعارضة لنظام معين في مرحلة معينة، كمثلا ما عرف بجبهات التحرير أو بالجبهات المناهضة للفاشية والحروب..الخ إلاٌ أن الإضافات الأخيرة خلطت الأمور أكثر مما أوضحتها حيث قدمت "جبهات الصراع الطبقي" كمستويات وكمجالات للصراع الطبقي الذي يخوضه الكادحون ضد التحالف الطبقي السائد.. مما سنضطر معه لحصر النقاش بعرض أطروحاتنا في هذا المجال، أطروحاتنا الماركسية التي تحصر مستويات الصراع الطبقي في ثلاثة  النضال الفكري أو الإيديولوجي أو النظري  النضال الاقتصادي  النضال السياسي.
ومن حيث المنهجية، اعتمد المقال كما ادعى ذلك، منهجية التحليل العلمي للواقع الملموس، ويبقى في نظره "الفكر الاشتراكي، فكر الطبقة العاملة كأنجع الأسلحة الفكرية لمواجهة التفسيرات البرجوازية والغيبية للواقع المر الذي يتخبط فيه الكادحون والكادحات وكل الفقراء والمهمشين" بل تعدى هذا للتأكيد على أن النظرية الاشتراكية الثورية هي التي ستنير الطريق، إلى جانب الفكر العلمي، نحو المجتمع العادل.
فاشتراكية المقال هي اشتراكية "التوزيع العادل للخيرات" والسبب في نظره بعدم استفادة "أغلبية البشر" هو "الاحتكار البرجوازي الرأسمالي وسياسة الأنظمة المتعفنة".. وعالم الاشتراكية هو "العالم الأفضل الذي سيستفيد فيه الجميع من ثمار العمل الجماعي، عالم الشغل والإبداع، عالم التضامن والإخاء" هو عالم يجسد طموحات "الإنسانية وتقدمها" لولا العرقلة التي "أصبح اليوم" يقوم بها الفكر البرجوازي والفكر الخرافي.
لنبحث الآن هذا الفكر الذي اتخذه المقال منارة له ولنتقصى هل هو فعلا فكر مناهض للفكر البرجوازي أم هو استمرارية لما أنتجته شعارات "الحرية والإخاء والمساواة" البرجوازية كجزء لا يتجزأ منها.
فالجديد في مقالات "النهج الديمقراطي" وبالأخص في مقالات بقايا الشيوعيين داخل الحزب، من مناضلي الحملم السبعينية الذين أسسوا أو أسهبوا في التأسيس لمنظمة "إلى الأمام"، ممن يشكلون الآن النواة المحركة والموجهة لنشاط الحزب، النظري والسياسي.. هو التراجع البين والتخلي الواضح عن الماركسية كمرجعية نظرية وفكرية وبات التكريس واضحا لثقافة الانتقائية التحريفية التي لا تستدرج أصحابها سوى للمستنقعات البرجوازية الانتهازية.
فليست المرة الأولى التي تتقدم فيها البرجوازية الصغيرة ومثقفوها بنماذجها الاشتراكية التي اعتبرتها وتعتبرها مخرجا لأزمة النظام الرأسمالي، وليست المرة الأولى التي تجتهد فيها مختلف الأقلام بالبحث في الأطروحات الطوباوية القديمة وبالعمل على تجديدها كمساهمة لإنقاذها من الإفلاس.
فاشتراكية "التوزيع العادل" واشتراكية "تعميم الملكية" واشتراكية "التأميم" واشتراكية "القضاء على المِلكية بجميع أنواعها وفورا".. كلها "اشتراكيات" بعيدة إلى هذا الحد أو ذاك عن اشتراكيتنا العلمية، اشتراكية ماركس، انجلس ولينين، اشتراكية الطبقة العاملة كطبقة مستقلة عن باقي الطبقات الكادحة المعارضة للنظام الرأسمالي.
فلا مجال للخلط بين أشكال الاشتراكية المطروحة ولا مجال كذلك للاستمرار في نشر الأطروحات الشعبوية على أساس أنها هي الاشتراكية العلمية، فتعابير "الشعب" و"العدالة" و"الحق".. سبق وأن نالت حقها في النقد وبدون هوادة من طرف واضعا "البيان" مؤسسا "رابطة الشيوعيين" و"منظمة الأممية العمالية".
فالماركسيون الآن، الاشتراكيون الحقيقيون، بحاجة إلى شعارات وبرامج واضحة ودقيقة، مبسطة ومفصلة تشرح دون تضبيب حقيقة الاشتراكية التي ينادون بها والتي يستميتون في النضال من أجلها، اشتراكية لا تقف قطعا في حدود تغيير شروط الحياة المادية للعمال والعاملات، اشتراكية ترمي إلى القضاء على علاقات الإنتاج الرأسمالية، الأمر الذي لن يتحقق سوى بالثورة وليس عبر مراكمة الإصلاحات السياسية والاقتصادية.. فالدعوة للاشتراكية هو واجب كل الثوريين المرتبطين بفكر وبرنامج ومشروع الطبقة العاملة، ونشر أفكار الاشتراكية على أوسع نطاق في صفوف الشباب من العمال والطلبة والتلاميذ.. وسائر أبناء الكادحين، وفي كافة مجالات الصراع الطبقي، لهو من صميم عمل الاشتراكيين اليومي، أما الكلام عن "الشعب"، "الكادحين" و"الشعب الكادح بشكل عام"، ففيه تعمد بتجاهل الفوارق الطبقية داخل جمهور الكادحين الشيء الذي يفسر حقيقة اشتراكية الآخرين ليضعها دون تردد في خانة الاشتراكيات الشعبوية البرجوازية الصغيرة والتي نجد لها انتشارا واضحا في صفوف المعارضة اليسارية المغربية، بثورييها وإصلاحييها..الخ

"النضال الحقوقي" ومحدوديته

ويعترف منذ البداية بمحدوديته رغم انه جبهة من جبهات الصراع الطبقي كما ادعى بداية "فالهدف الأساسي للعمل الحقوقي هو ضمان حقوق الإنسان كإنسان بغض النظر عن جنسيته وجنسه ولونه وانتمائه الطبقي.. مثل الحق في السلامة البدنية والحق في العيش الكريم والحق في التعبير عن الرأي وفي التنظيم.." حقوق خارج الزمان والمكان والشروط الطبقية الملموسة، حقوق استنتجها "الفكر العلمي ومنهجية التحليل الملموس للواقع الملموس" حسب تقديرات وتصورات اشتراكية المقال "اشتراكية غير طبقية" خيالية وخرافية، اشتراكية حقوق إنسانية وبرجوازية في حقيقة الأمر وفي آخر المطاف..
بهاته الطريقة يروج "النهج الديمقراطي" لـ"اشتراكيته" الغارقة في الطوباوية المناهضة للعلم ولقوانين وحقائق الصراعات الطبقية، فكل النظريات التي لا تعتمد على قوى اجتماعية محددة ولا تعترف بموازين القوى الطبقية في تأرجحاتها، بمدها وجزرها.. هي ضرب من الخيال، أو كما عبر عنه لينين بـ"أن جميع المذاهب التي تقول بالاشتراكية اللاطبقية، وبالسياسة اللاطبقية، هي هراء لا أكثر".
فمن ينادي بالحقوق والحريات والمساوات فلا بد له من طرح نوعية هذه الحقوق وهذه الحريات، لا بد له من توضيح من المعني من الطبقات بهذه الحقوق، لا بد له كذلك من طرح سؤال المساوات بين أية طبقة وطبقة، وداخل أي مجتمع؟ فهل المساوات والحريات ستتحقق داخل مجتمع تطاحن الطبقات أم داخل المجتمع بدون طبقات؟.. فلا وجود لاشتراكية مجردة ولا وجود لإنسان مجرد إلاٌ داخل الأحلام الطوباوية، كذلك الشأن بالنسبة للفكر العلمي المزعوم، فالفكر العلمي فكر طبقي متحيز للطبقة العاملة بل "إنه لمن السذاجة الصبيانية ـ حسب تعبير لينين ـ أن يتوقع المرء علما غير متحيزا في مجتمع قائم على العبودية المأجورة، فكأنك تطالب الصناعيين بعدم التحيز في مسألة ما إذا كان يجدر تخفيض أرباح الرأسمال من اجل زيادة أجرة العمال".
وأي كلام عن مخارج أخرى محتملة، مخارج "العالم الآخر" أو "العالم الجديد" غير العالم الاشتراكي لن تغدو أن تكون سوى شعوذة ودجل على حد قول انجلس الذي سبق وأن انتقد هذه الترهات "ومن جهة أخرى، كان هناك المشعوذون الاجتماعيون من كل شاكلة وطراز، الذين كانوا يزعمون أنهم بمساعدة مختلف وصفاتهم السحرية وعلاجاتهم المرقعة سيقضون على جميع أصناف البؤس الاجتماعي دون إلحاق أدنى ضرر بالرأسمال والربح".
وسنلاحظ كيف يفسر المقال أداء جبهة الصراع الطبقي "الحقوقية" وكيف سيحصر نضال المختصين فيها ـ الحقوقيين ـ "في رصد مختلف الخروقات التي تمس المواطنين، والعمل من اجل القضاء عليها عبر فضحها والاحتجاج ومراسلة مختلف الجهات المعنية والتظاهر عند الضرورة".
فإذا اقتصرنا مثلا على ما ذكره من حقوق، كالسلامة البدنية، العيش الكريم، التعبير عن الرأي، التنظيم.. فالحقوقيون، وضمنهم الرفيق فقير طبعا، مقتنعون بأن نضالهم هم سيقضي على الخروقات التي تمس المواطنين.. معتمدين في ذلك على وسائل وأساليب "الفضح والاحتجاج ومراسلة الجهات المعنية والتظاهر عند الضرورة" وهو استكمال لشرح "النظرية الاشتراكية" وأساليبها "الثورية" حسب منظور الرفيق، نظرية تضع "الحقوقيين" طليعة للصراع، والجبهة الحقوقية جبهة للصراع الطبقي تنال الحقوق وتحسن الأوضاع في مجال العيش والحريات بالمراسلة وبدون الحاجة للتظاهر إلاٌ عند الضرورة.
فـ"النضال الحقوقي" على حد زعم الرفيق، بالرغم من كونه جبهة من جبهات الصراع الطبقي فإنه حسب استنتاجاته لا يستهدف بلوغ السلطة ولا يطمع في الاستيلاء عليها.. فقط "يهتم بكل المصادر التي تشرعن عدم المساواة، كالدستور ومختلف القوانين كمدونة الشغل، مدونة الأسرة، القانون الجنائي"، لكن السؤال الذي يؤرقنا نحن الشيوعيين هو حدود هذا الاهتمام، فهل هو اهتمام في حدود فضح الأشخاص والمؤسسات لحد تطبيق عدم الإفلات من العقاب مع الحفاظ على نفس النظام السياسي ونفس العلاقات الاجتماعية ونفس نمط الإنتاج الرأسمالي وبنفس القيم البرجوازية بقوانينها ومواثيقها الحقوق-إنسانية، أم العمل على القضاء على أصل الحرمانات وأصل اللامساواة وأصل الطغيان والاستغلال والاستبداد..الخ؟
فهل هي محاولة خصي جديدة تستهدف الفكر الاشتراكي؟ أم هو التكرار لما وسبق أن أنتجته اشتراكيات البرجوازية الصغيرة خلال القرن 19 وسبق كذلك أن انتقدها مدبٌجا إعلان مبادئ الشيوعيين، "البيان الشيوعي"، "أولئك الذين كفٌت أفكارهم عن كونها تعبيرا عن صراع طبقة ضد أخرى.. فراحوا بدلا من الدفاع عن الحاجات الحقيقية، يدافعون عن حاجة الحقيقة، وبدلا من الدفاع عن مصالح البروليتاري، راحوا يدافعون عن مصالح الكائن الإنساني، عن الإنسان العام، عن الإنسان الذي لا ينتمي إلى أية طبقة، ولا إلى دنيا الواقع بل ينتمي فقط إلى سماء الخيال الضبابية" بهذه الطريقة كان الرد آنذاك.
متناسيا الرفيق، أن النخبة الحقوق إنسانية غير معنية بسلطة أخرى غير سلطة الطبقة البرجوازية وإذا كانت السلطة ثابتة مثبتة في أيادي الطبقة البرجوازية وحلفائها المُلاٌك، فما تراه النخبة "الحقوقية" من مظاهر غير إنسانية، لا يرتبط بتاتا بطبيعة السلطة الطبقية بقدر ما يرتبط بالشطط الصادر عن بعض العناصر داخل مختلف أجهزة الدولة، وهو ما تفسره مساراتها في تعاملها مع ما تسميه بـ"طي صفحة الماضي" و"حتى لا يتكرر ما جرى" وبشعارات "مساءلة الجلادين وعدم الإفلات من العقاب" وبحروبها ضد "الفساد والمفسدين"، وبمطالبها بـ"استقلال القضاء" وبـ"دولة الحق والقانون".. وكلها شعارات تنطلق وترتكز على مفاهيم برجوازية لا تمت بأية صلة للفكر الاشتراكي.
وإذا قلنا بأنها لا تمت بأية صلة للاشتراكية وللفكر الاشتراكي فهذا لا يعني أننا لن نساند نضالات الحركة المدافعة عنها كحركات إصلاحية تقدمية معبرة عن التناقضات التي تعيشها البرجوازية والتي تنخر صفوفها وصفوف مجتمعها.
كذلك الشأن بالنسبة لـ"استقلال القضاء"، فمناهضتنا لعدم استقلاليته وفضحنا لهذا الشعار البرجوازي ليس سوى تكريسا لنظرتنا الشاملة ولأسلوبنا في الفضح والتشهير للأسس التي تقوم عليها الأفكار والقيم البرجوازية.
فلا نتردد في أية لحظة عن عرض تصوراتنا عن الدولة وعن دور أجهزتها كأجهزة قمع طبقية والقضاء في نظرنا جزء لا يتجزأ من أجهزة الدولة هاته التي ليس لها من ادوار سوى حماية مصالح التحالف الطبقي السائد، وقمع احتجاجات وانتفاضات الطبقات الشعبية الكادحة والمحرومة، دولة لا تعدو حكومتها أن تكون سوى "لجنة تدبير الشؤون العامة للطبقة البرجوازية بأسرها "حسب تعبير "البيان الشيوعي".
فلا نستطيع أن نتصور، أن يتجرأ احد الماركسيين بأن يغفل طبيعة الدولة ودورها داخل المجتمعات الطبقية، لا نستطيع كذلك أن نتصور أن قادتنا لم يطلعوا قط عن كل الإسهامات والمناظرات التي خاضها ماركس، انجلس ولينين في موضوع الدولة ضد منظري الحركات الفوضوية والبرجوازية الصغيرة ـ بؤس الفلسفة، أصل العائلة،الدولة والثورة..الخ ـ
بل الأغرب من هذا كله أن ينخرط "الاشتراكيون" في حملة لـ"النهوض بثقافة حقوق الإنسان" مستهدفين بها أسلاك الشرطة وحراس السجون.. على اعتبار أن ما يصدر عن بعضهم من "شطط" يمكن تغييره بالنقاش والتربية وزرع أفكار ومبادئ حقوق الإنسان داخل الأجهزة التي من طبعها وطبيعتها حسب قناعتنا قمع المحتجين والمنتفضين والمتمردين ضد الظلم والبطالة والتهميش والتشريد.."
فكيف لهذه "الجبهة" أن تتحول "جبهة للصراع الطبقي" دون أن تعبر عن مصالح الطبقات الشعبية الكادحة التي تشكل الغالبية القصوى من الساكنة، المصالح التي تقتضي من الدعاة الاشتراكيين بألاٌ يقتصروا على التفسير والوصف للواقع وبأن يتجاوزوه لطرح المخارج الثورية وبالعمل على الانخراط فيها جنبا إلى جنب الكادحين دفاعا عن مصالحهم الآنية والإستراتيجية.
كيف لها أن تتحول "لجبهة للصراع الطبقي" دون أن تعكس صراعات الطبقات وصراع المصالح بين مختلف الطبقات، بين المالكين وغير المالكين، بين المستحوذين على السلطة والخيرات وبين المحرومين من الحد الأدنى لشروط العيش والاستمرار في الحياة... فليست الدولة في آخر المطاف سوى نتاج ومظهر لعدم إمكان التوفيق بين المصالح الطبقية المضادة.
لهذا دعمنا وسندعم الحركة "الحقوقية"، وسنظل من مسانديها الثابتين في الحدود التي لا تمس بمبادئنا وبمرجعيتنا وبأهدافنا الاشتراكية، وسنظل نذكٌر على أنها حركة طبقية أخرى غير الطبقة العاملة، حركة تخاطب الشعب والمجتمع والإنسان بصورة عامة ولا تخاطب طبقة بعينها من الطبقات الغير المالكة والمحرومة والمضطهدة من طرف الرأسمالية ونظامها البرجوازي.. وسوف لن نجازف باعتبار هذه الحركة حركة جماهيرية، لأن الواقع عنيد وما زال يؤكد لنا بأنها حركة نخبوية ولا تعبر عن مصالح الجماهير الكادحة إلا في حدود معينة، بل إننا نجد في البعض من مواقفها ومرجعياتها العداء الواضح لمشروع الطبقة العاملة الاشتراكي القائم على نسف الرأسمالية وتقويض نظامها السياسي واقتلاعه من جذوره.
ولا يمكن لأي كان بأن ينكر مساهمة الشباب وانخراط جميع المناضلين الاشتراكيين في الاحتجاجات المشهٌرة بـ"الجلادين" وبدولتهم، وبـ"المفسدين" وبأحزابهم ومؤسساتهم.. لفضحهم ليس باعتبارهم عناصر شاذة عن الطبيعة الإنسانية أو خارجين عن القانون.. بل لأنهم عناصر تنتمي لأجهزة من طبيعتها الفساد والقمع والاستبداد.

محدودية النضال النقابي وقصر الرؤيا..

يشكل التنظيم النقابي بشكل عام "إطارا فئويا أو قطاعيا يمكٌن المؤطرين من الدفاع على مصالحهم الخاصة، فهناك نقابات عمالية، نقابات فلاحية، نقابات طلابية، نقابات الباطرونا، نقابات المحامين..".
وهو تعريف فضفاض لا يفي بالغرض، ولن يشفع له التعميم ولا الأقواس الإضافية في شيء، على اعتبار أن المناسبة التي كتب فيها المقال هي مناسبة تظاهرة فاتح ماي العمالية وبأن كاتب المقال معروف لدى الأوساط اليسارية والاشتراكية بالإعلان الصريح عن شيوعيته وماركسيته، وبالتالي باتت محاسبته ضرورية على ما يصرح به الآن وليس على خلفية الإعلانات السابقة التي أصبحت غير ذي موضوع، بالنظر لما احتواه المقال من "اجتهادات و"تجديد" اعتبرناه في حينه، في عداد المراجعة والارتداد عن الماركسية والتخلي عن مبادئها على غرار ما وقع باللينينية وبثوابت "بما نبدأ؟" و"ما العمل؟" النظرية والتنظيمية.
فالنقابة في مفهومنا نحن الماركسيين بعيدة كل البعد عن هذا التعريف البرجوازي المشبوه، ولا تحتمل الخلط بين النقابة العمالية والتنظيم أو الاتحاد الطلابي والجمعيات المهنية المتنوعة التي تنظم الحرفيين والتجار الصغار والأطباء والمهندسين والأساتذة والأساتذة الجامعيين والقضاة والمحامين..الخ وكذا جمعيات أرباب الشاحنات والمقاهي والطاكسيات وجمعيات أصحاب المقاولات الصغرى، المتوسطة والكبيرة أرباب العمل المشغلين لليد العاملة..الخ لا تخلط بين منتجي فائض القيمة وبين المستحوذين عليه أو المستفيدين من نظامه وفتاته.
فالنقابة تنظيم عمالي طبقي يختلف جوهريا عن الإطارات والجمعيات والنوادي المهنية، النقابة إطار أفرزته تاريخيا النضالات العمالية، له ماضيه، حاضره ولا بد أن يكون له مستقبل ينسجم مع تطلعات الطبقة العاملة من اجل التغيير والقضاء على نظام الاستغلال والاستبداد الرأسمالي المتعفن.
أما النضال النقابي العمالي فيمكن أن يتخذ أشكالا متعددة حسب مستوى الوعي ودرجة تطور الصراع الطبقي بما فيها أوضاع التيار العمالي الاشتراكي الذي يمكنه أن يقود النضال من داخل النقابة ومن خارجها، وبالتالي فالنضال النقابي العمالي يمكن أن يتخذ المنحى البرجوازي المحافظ والرجعي أو المنحى البرجوازي الإصلاحي أو المنحى البروليتاري الثوري.
فليس النضال النقابي العمالي كما عرٌفه المقال وعرٌف أهدافه بأنه "يهدف بالأساس إلى الدفاع عن المكاسب وفرض الحقوق وتحسين ظروف العمل، ولا يهدف إلى الاستيلاء على السلطة"، بالتعريف المطلق، إنه التعريف البرجوازي الإصلاحي للنضال النقابي وليس إلاٌ، التعريف الذي لا يتمنى ولا يتخيل صاحبه في يوم من الأيام أن تكون للنقابة قيادتها البروليتارية الثورية، تعريف لا يؤمن سوى بنقابات الموظفين والأساتذة والمهندسين.. التي لا يمكنها طبعا سوى المطالبة يرفع الأجور وتحسين الأوضاع ولا دخل لها بالسلطة أو بالمطالبة بها من داخل النقابة أو من خارجها. وهو التعريف نفسه الذي لا يتعرف بكون النقابة "مدرسة للشيوعية" وبأنها المنظمة العمالية التي لا غنى عنها، مدرسة تحضيرية تدرب البروليتاريين لمرحلة السلطة السياسية، مرحلة الدولة الديمقراطية العمالية ـ دكتاتورية البروليتاريا ـ، وإذا ادعى أحدهم من أصحاب هذا الرأي وهذا التعريف "النهجوي"، استناده للمرجعية الماركسية اللينينية فنعتبره نحن انحرافا عنها وتحريفا لها في نفس الوقت.
وإذا كان للخلط أسبابه المتعددة التي ذكرناها سابقا، ومن بينها عدم التمييز بين النقابة العمالية والجمعيات المهنية التي تسمى عنوة بالنقابات، وكذلك عدم التمييز بين النضال الاقتصادي والنضال السياسي.. فإن هدفنا من هذا الرد سيتجه أساسا لرفع هذا الخلط ولتبديد هذا اللبس.
فأبجديات المرجعية واضحة في هذا المجال ولا تخفى عن رفاق الأمس الشيوعيين والاشتراكيين، لأننا صراحة نقدرهم ونقدر تضحياتهم وعطاءاتهم الجسيمة وهو ما يجعلنا نستحيي لحظة الشرح والتبسيط الممل الذي يدفع بنا ليقدمنا وكأننا أساتذة نعطي الدروس في الماركسية.. كلا، ليس هذا طموحنا، وليس هو ما نريد، فقط يحزٌ في نفسنا أن يسقط المرء لهذا المستوى من النقاش الذي لا يعالج الإشكالات بقدر ما يكابد ويستميت من اجل التبرير للسياسات التراجعية والإصلاحية من طرف بعض التيارات.
فالنضال الطبقي حسب الخطاب والمرجعية الماركسية لا يعترف سوى بثلاثة مستويات، النضال الاقتصادي، النضال السياسي والنضال الفكري، فلا وجود بالتالي لديه لجبهة النضال النقابي على اعتبار أن النضال النقابي يمكن أن يتوجه ضد الباطرون، رب العمل المستغل، من اجل مصالح محددة مرتبطة بظروف وشروط العمل ليتخذ طابعه الاقتصادي، ويمكن كذلك أن يتوجه ضد الدولة من اجل تغيير القوانين والتشريعات، ومن اجل الدفاع عن الحريات النقابية والديمقراطية ومن اجل رفض الانخراط في الحروب.. ومن اجل الإضرابات التضامنية القطاعية والعامة..الخ ليتخذ النضال طابعه السياسي.. وبالتالي فديالكتيك الربط بين الاقتصادي والسياسي موجود في صلب النضال النقابي حسب مفاهيم وخطاب الماركسيين الثوريين.
نفس الشيء بالنسبة للعديد من مطالب الجمعيات "الحقوقية" في جانبها الخاص بالحقوق الاقتصادية والسياسة وبكل ما يتعلق بمجال الحريات الديمقراطية.. هاته المطالب التي نعتبرها سياسية قحٌة والنضال من أجل تحقيقها نضال سياسي فج والإطارات المعنية به لا بد أن تكون سياسية ذات قاعدة طبقة مؤهلة لخوض النضال لحد الانتصار وتحقيق المطالب وهذا بالضبط المأزق الذي جرٌت نفسها إليه "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" فكلما تجذرت في مواقفها أو حاولت اجتذاب الجماهير الكادحة لقاعدتها ولأنشطتها، وقع الخلط لديها بين السياسي و"الحقوقي" بل بين الجمعوي الذي يمكن أن يضم في صفوفه مختلف التيارات والفعاليات المناضلة والناشطة، وبين الحزبي الضيق.
بعد هذا الخلط الذي أحدثه التقديم الذي تضمن التعريف، ينتقل الرفيق للحركة النقابية العمالية حيث سيبحث في تاريخ ظهورها وفي مساراتها النضالية، مكتفيا بماضيها وفقط، وليس كما بحثتها الماركسية (ماضيها، حاضرها ومستقبلها) وحتى ذلك الماضي فقد تعامل معه الرفيق بانتقاء شديد سهل له مأمورية الصمت عن أهداف الطبقة العاملة الحقيقية وعن آلياتها المتعددة والمتنوعة وعن أشكال النضال التي يمكن أن تتخذ الشارع أو المؤسسة الإنتاجية مسرحا لها، وعن الممثلين المنتخبين علنيا أو المعنيين سريا، عن اللجان الثورية المسلحة وعن لجان الحوار والمفاوضات، عن لجان الإضراب والحراسة واليقظة، عن الاعتصام واحتلال المصانع والشوارع، عن شروط التحضير للإضراب المؤسساتي والإضراب القطاعي والمحلي والعام.. عن العصيان المدني الذي لا بد وأن يندرج في جدول الأعمال..الخ
فالمقال رغم اعترافه بجدلية الترابط بين ما أسماه "بجبهات النضال" أي النقابي والسياسي والحقوقي.. يتبين أن لكاتبه مفاهيم خاصة به، عن السياسة كذلك، فهو لم يذكر بالبات والمطلق أهمية حزب الطبقة العاملة المستقل عن باقي الطبقات المعارضة للنظام السياسي الحاكم وللطبقة البرجوازية ونمط إنتاجها المتعفن، وبالتالي فمفهومه للنضال النقابي بقي محجوزا داخل الخطاب البرجوازي الإصلاحي الذي يعتبر النقابة أداة مجردة، لها أدوارها الثابتة خارج قوانين التطور العلمية وبالتالي لا يمكن لأدوارها أن تكون سوى "أدوات للدفاع عن النفس وفرض الحد الأدنى من العيش الكريم بالزيادة في الأجور وتحسين ظروف الاشتغال.." فالنضال النقابي لكي يصل إلى أهدافه، حسب الرفيق، فيجب على حركته أن تكسب تضامن "القوى اليسارية السياسية والحركة الحقوقية الجادة.." وتضامن الفئات الكادحة والمهمشة (الفلاحين الفقراء، الحرفيين الصغار والمعطلين..) لأن الباطرونا مناورة والدولة معادية للطبقة العاملة، في نظره!
وهو تعريف غني بالهوامش والمساحات الفارغة التي تقفز عن معطى التناقضات الطبقية الموجودة في صفوف الكادحين وكذلك عن ادوار الدولة الحقيقية التي لا يمكن ركنها في المواقع الحيادية على اعتبارها جهازا قمعيا يخدم مصالح الحاكمين والمالكين من الطبقات وبالتالي لا يمكن لها سوى أن تكون معادية للطبقة العاملة.
فالدولة في قناعاتنا نحن الشيوعيين الماركسيين جهاز قمع طبقي وأداة حكم وخدمة طبقية لمصلحة الطبقة أو الطبقات الحاكمة، وبالتالي ففي مغرب الصراعات الطبقية تشكل الدولة القمعية أداة لخدمة مصالح البرجوازية بمختلف فئاتها ومصالح حلفائها من الملاكين العقاريين الكبار ضدا على مصلحة عموم الكادحين بمن فيهم الطبقة العاملة.
فالدولة هي الجهاز الذي يرعى عملية النهب والاستغلال المستمرة هو الأداة الناجعة في قمع تمردات البؤساء والمتضررين من وجود واستمرار نظام المِلكية الفردية والخاصة وبالتالي فالعمال حين يخوضون نضالاتهم النقابية بشقيها الاقتصادي والسياسي أي الإضرابات التي تعني تحسين أوضاعهم في علاقاتهم ضد رب المعمل أو التي تتغيٌى تحسين وتغيير القوانين والتشريعات الخاصة بالشغل والحريات..الخ تنتصب الدولة لممارسة أدوارها الطبيعية في الدفاع عن الرأسمال ومصالح البرجوازيين وذلك بقمع المضربين والمنتفضين واعتقالهم ومحاكمتهم.
وتحت القوانين الطبقية الجائرة يستكمل القضاء والسجن المهام القمعية والردعية الأخرى في التعذيب والاعتقال والإهانة ودوس الكرامة..الخ بل "إن كل نضال اقتصادي يتحول حتما إلى نضال سياسي، وينبغي على الاشتراكيين أن يجمعوا هذا وذاك بعرى لا انفصام لها في نضال طبقي واحد تخوضوه البروليتاريا"
وليتمعن الرفاق جيدا في الخلاصات اللينينية وليلاحظوا دقة وقوة المنهجية وبراعة الديالكتيك من حيث التحليل والخلاصات.
فالحاجة للحزب "الشرط الذي لا بد منه" للتحرر من نير نظام الاستغلال والعبودية ولقيادة عملية التحرير الثورية ستظل ثابتة بقوة الواقع وبقوة التجربة، الحزب الطبقي المستقل في بنياته التنظيمية وفي مرجعيته الفكرية ـ الماركسية اللينينية ـ وفي خطه السياسي الثوري، حزب عمالي بروليتاري يجد سنده القوي داخل الجماهير الكادحة بمختلف فئاتها وطبقاتها لمٌا يكون أحسن معبٌر عن مصالحها بالشكل الذي يخدم عملية التحرير الشاملة.
فالتعبير عن مصالح عموم الكادحين لا يعني التنازل عن مصالح الطبقة العاملة، والدعوة الموجهة للكادحين من اجل الانخراط في الصراع القائم إلى جانب الطبقة العاملة لا يعني التخلي عن منطلقاتنا الفكرية والنظرية، فمعاداتنا للمِلكية الفردية والخاصة كشيوعيين تبقى قائمة وثابتة ودفاعنا عن تصوراتنا الخاصة للديمقراطية البديلة التي نؤمن بها، الديمقراطية العمالية أو دكتاتورية البروليتاريا، لهو من صميم هويتنا.
فنحن اشتراكيون نؤمن بالثورة وبمهمة الاستيلاء على السلطة عن طريق الإضرابات والإضراب العام والانتفاضة العمالية الشعبية أو ما نسميه بالعصيان الجماهيري المسلح كآخر مرحلة لحسم السلطة لمصلحة الكادحين عبر المجالس العمالية والمجالس الديمقراطية الشعبية بالمدن والأرياف، بالمصانع والمناجم والضيعات وبجميع مواقع الإنتاج وأحياء السكن العمالية والشعبية، مجالس تكون قيادتها المركزية عمالية منظمة في مجالسها ولجانها ونقاباتها وحزبها الشيوعي المستقل.
فنحن إذن، لا نؤمن بترهات اشتراكية التوزيع العادل للثروات أو توزيع الأرض على الفلاحين، فليست المِلكية بالعزيزة على قلوبنا، نحن اشتراكيون نؤمن بالمصادرة والتأميم وبتشغيل العمال الزراعيين في الأرضي المصادرة، نؤمن بإعادة الهيكلة لمختلف القطاعات الإنتاجية على أساس تحكٌم الطبقة العاملة في تسيير الإنتاج والتوزيع والادخار، نؤمن أيضا بالقضاء التدريجي على مِلكية الأرض عبر دمج الفلاحين الصغار في التعاونيات وعبر مساعدة دولة الكادحين لها من الناحية التقنية والإدارية والتدبيرية.. ولن نشجع أبدا على التوزيع العشوائي للأراضي المصادرة، لن نشجع كذلك على تقوية الإنتاج الصغير.
"فلا ينبغي أبدا توطيد المِلكية الصغيرة بتكبير قطع الأرض الصغيرة".. و"على البروليتاريا كطبقة سائدة أن تتخذ تدابير تصلح مباشرة وضع الفلاح وتكسبه لقضية الثورة، تدابير تسهل من البداية الانتقال من المِلكية الخاصة للأرض إلى المِلكية الجماعية"
هذه مبادئنا التي استقيناها من مرجعيتنا الماركسية ومن بياننا الشيوعي برنامج الحركة العمالية الثورية، حركة الشيوعيين أنضار الخط البروليتاري، حركة الماركسيين اللينينيين بالمغرب وبالعالم أجمع، أنصار الثورة الاشتراكية البروليتارية بالأمس واليوم وغدا.
توضيحات نقدمها وسنظل مواظبين على تقديمها دون أن نستحيي أحدا، فمن كنا نعتبرهم أساتذتنا في الفكر والتجربة والممارسة.. اتضح خذلانهم لنا ولقضيتنا، قضية الثورة، قضية الكادحين وجوهرها قضية الثورة الاشتراكية البروليتارية.
فلكم صدمنا في قادة الأمس الذين "اتضح أنهم يجهلون ألف باء قوانين تطور الإنتاج البضاعي والرأسمالي.. ولا يرون أن حتى إعادة توزيع الأراضي كلها وفقا لمصالح الفلاحين وحسب رغباتهم، لن يقضي على الرأسمالية، بل إنه بالعكس يحفز تطورها ويجعل التمايز الطبقي بين الفلاحين بالذات..
صدمنا فعلا في قادتنا القدماء، الزعماء ممن زرعوا بذرة الماركسية المناضلة في المغرب، ماركسية الستينات وبداية السبعينات التي بالرغم مما طالها وطلاها من شعبوية وقومية صبيانية، فلا يمكن إنصافها إلا بالاعتراف بأنها كانت محكومة بالتكيف مع وضع الحركة الشيوعية العالمية والاندماج مع ظروف وشروط الصراع آنذاك، حيث قفزت للقمة فيها حركات مناهضة الاستعمار المسلحة وحركات العصيان الطلابي وحروب العصابات التحررية بالمدن والصحاري والجبال..الخ لنجد أنفسنا بالتالي في وضع يفرض علينا فرضا أن نخوض الصراع الفكري باستمرار ضد جميع التشوهات والتشويهات التي لحقت وتلاحق فكر الطبقة العاملة.
وإذا كان الرفيق قد فضل عدم التصريح بهويته ومرجعيته مفضلا الاختباء وراء وداخل العائلة اليسارية التي لم تعد تعني شيئا بحكم ما لحقتها من توسيع واهتراء وفضفاضية.. اتسعت وتتسع للجميع ولتشمل الجميع، أي بما فيها الأحزاب السياسية الحكومية الساهرة على تدبير عملية النهب والاستغلال خدمة لمصالح الرأسمال المحلي والأجنبي الإمبريالي.. فواجبنا الصٌد والرد وفضح كل محاولات المراجعة والتزييف.. والانتشاء بالخطابات "الحقوقية" والإصلاحية الجديدة لا يعني الانتصار على الماركسية قط.
فالمعركة مفتوحة وستظل مفتوحة في حقل النظرية وفي حقول أخرى ولن يسلم أي من "المجددين" وكيفما كان تاريخه وكيفما كانت تضحياته.. من سياط نقدنا وانتقاداتنا، دفاعا وذودا عن اشتراكيتنا الماركسية.

النضال السياسي نضال طبقي

في هذا الباب، ومن حيث التعريف ورسم الآفاق، لم يتراجع الرفيق عن تأكيد ما سبق "فالنضال الحقوقي والنضال النقابي لا يمكن لهما أن يتجاوزا حدود صيانة بعض الحقوق وتلطيف شروط الاستغلال بدل القضاء عليه" مكتفيا بنفس التصريحات المحافظة التي لا روح فيها ومعاكسا بالتالي ما تتبناه الماركسية التي تعتمد منهجية التحليل الملموس للمواقع الملموس، بمعنى أن لكل ظرفية أحزابها ونقاباتها وتحالفاتها السياسية، لكن ثوابت النظرية ومبادئها لا تتغير ولا يمكن المساس بها أو تقديم التنازلات بشأنها، إذ لا يمكن أن يكون الشيوعي تارة إصلاحيا وتارة ثوريا لأن الشيوعي يناصر الإصلاحات ويناضل من أجل الإصلاحات لكنه لا يتبنى الخط الإصلاحي من اجل تحقيق التغيير الاشتراكي، فالحربائية البرجوازية هي التي تشير على بعض المثقفين وأشباههم بان يكونوا ثوريين خلال ملتقيات ومنتديات الشباب والطلبة، وعقلانيين متزنين خلال اجتماعات النقابات، وإنسانيين مجردين من أي التزام طبقي خلال المخيمات ومنتديات الجمعيات..الخ
ما معنى أن يكون المناضل شيوعيا عبر تنظيمه السياسي، أي مناهضا شرسا للمِلكية الفردية والخاصة من جهة، وأن يدافع باستماتة عن حق المِلكية ويناضل بشراسة ضد النيل أو المساس بها من داخل جمعيته الحقوقية من جهة أخرى، فـ"الشيوعيون يزدرون إخفاء أفكارهم وأهدافهم وينادون علانية بأن لا سبيل لنيل أهدافهم إلاٌ عبر تدمير النظام القائم تدميرا عنيفا.
فلترتعد فرائص الطبقات الحاكمة أمام الثورة الشيوعية فلن يخسر البروليتاريون فيها سوى أغلالهم وسيكسبون عالما".
هذا ما تعلمناه من "بياننا الشيوعي" وهذا ما يشكل وسيشكل الأساس لمرجعيتنا ومبادئنا، مع التوضيح كل التوضيح لمواقفنا الرافضة لأية انعزالية يسراوية أو صبيانية تشير على عدم الالتحاق بالإطارات الجماهيرية العمالية والكادحة غير العمالية.. بالرغم من أجهزتها وقوانينها الأساسية والداخلية.
فنحن مومنون، مقتنعون بالالتحاق بجميع الإطارات التي تضم الكادحين وملزمون بالإعلان عن أفكارنا ومواقفنا وعن مشروعنا المجتمعي الذي ندافع عنه وعن جميع الأشكال والآليات التي نعتقد في نجاعتها بأن تنقلنا إلى ضفة الانتصار على نظام الاستغلال والاستبداد القائم ببلادنا.
فنحن اشتراكيون شيوعيون من داخل الإطارات ومن خارجها، وكما قال ماركس بنفسه في رسالة له إلى انجلس بأنه اضطر خلال كلمته الارتجالية في أحد اجتماعات الأممية الأولى، إلى أن يدخل على النظام الداخلي والبرنامج بعض الكلمات من أشباه "الحق"، "الأخلاق" و"العدالة".. التي لم يكن مقتنعا بمفعولها مصرحا بأنه أدرجها على نحو لا يمكن أن ينجم عنها ضرر"
حيث كان من المستحيل استخدام لغة "البيان الشيوعي" الجريئة والثورية، اكتفى بالعنف في المضمون والاعتدال في الشكل كذلك الشأن بالنسبة لنا، فعلى هذا المنهاج نحاول أن نتقدم بخطى حثيثة في عملنا داخل الإطارات الجماهيرية وشبه الجماهيرية، ننخرط ونشارك في جميع الاحتجاجات والنضالات المحدودة الخاصة بتحركات الجماهير الكادحة دون أن نتراجع عن أفكارنا ومبادئنا ودون أن نتردد في الإعلان عنها وشرحها لجمهور الكادحين ودون أن نتخلف عن ردع جميع الجهات التي تحاول تشويهها أو المساس بها.
فخلال بعض الظروف التي تعرف خلالها الصراعات الطبقية نوعا من التراجع والخفوت، يختار حزب البروليتاريا الشيوعي أساليب الشرعية والنضال السلمي والمشاركة في البرلمانات كيفما كانت درجة رجعيتها والاعتماد على النضالات الجماهيرية المتنوعة، لكن دون التراجع عن أفكاره ومبادئه الثورية وعن نضالاتها من اجل الاشتراكية، لن تسمح له شيوعيته بالادعاء بأن الهدف هو تلطيف الاستغلال.. و"ليس القضاء عليه"، لن تسمح له مرجعيته وهويته بأن يعرف التنظيم النقابي "بالإطار الفئوي أو القطاعي" بل هي "النواة الأساسية لتنظيم البروليتاريا الطبقي" حسب تعبير ماركس في كتابه "بؤس الفلسفة".
يمكن كذلك الرجوع في هذا الصدد إلى كل المحاجات التي خاضها حينذاك ماركس ضد البرودونيين الميالين "للتروديونية الخالصة التي تريد حصر مهام النقابات بمسائل الأجور ويوم العمل" مؤكدا أنه "على النقابات أن تتعلم، فضلا عن ذلك، كيف تنشط بوعي كمراكز تنظيمية للطبقة العاملة في سبيل انعتاقها الكامل" فالتوجيهات اللينينية واضحة في هذا المجال، إذ على جميع المناضلين والمناضلات اختراق النقابات والتشبث بها وممارسة "العمل الشيوعي داخلها بأي ثمن" والعمل الشيوعي هو الذي يقدٌر ديالكتيك الترابط بين السياسي والاقتصادي داخل النضال النقابي ككل.
"فالنضال السياسي المبني على مشروع مجتمعي.. يطرح على عاتقه إما الدفاع على الوضع القائم.. وإما العمل من أجل الاستيلاء على السلطة لتطبيق برامج تختلف عمٌا هو سائد" هكذا يتصور الرفيق "النضال السياسي".
"النضال السياسي" وفقط إذ يمكنه هذا ويمكنه أن يكون كذا..! وكأننا نستحيي من الإعلان عن خلفيتنا الطبقية لنقول أن هناك سياسة برجوازية وهناك سياسة بروليتارية نقيضة لها وواجب البروليتاريا إن هي عزمت على تحرير نفسها وتحرير حلفائها في جيش الكادحين، بأن تفرز وتكوٌن سياسييها وقادتها البروليتاريين وبالتالي سياستها البروليتارية.
بهذا يمكن أن نفهم منهجية "التحليل الملموس للواقع الملموس" الذي يرتكز عليه حقيقة ً تحليله، متناسيا ومتجاهلا جوهر الفكر العلمي، السيرورة، التحول الدائم، الديالكتيك، صراع التناقضات والمتناقضات كمصدر لكل تطور..الخ
فالنضال السياسي أو الخط السياسي له خلفيته الطبقية، في قناعتنا نحن الماركسيون، إذ لا يمكن أن يكون خط الحزب العمالي الماركسي اللينيني هو نفسه خط الحزب القومي الثوري، أو الحزب الشعبوي التقدمي، أو الحزب الإسلامي الراديكالي..الخ وكلها أحزاب يمكن، بطريقة أو بأخرى، في مرحلة معينة أو أخرى..، أن تستهدف الاستيلاء على السلطة.. ولا يمكن كذلك مطابقة مفاهيم النضال السياسي داخل الحملم نفسها حيث التعارض، الذي ما زال قائما إلى الآن، بين مفاهيم الخط البروليتاري ومفاهيم الجماعات والمجموعات اليسراوية الأخرى.
"النضال السياسي" في تصورنا يعرف الصعود والهبوط، التقدم والتراجع، السلم والعنف، الوحدة والانشقاق، الليونة والتشدد..الخ إنه ديالكتيك النضال السياسي اليومي المرتكز على التحليل الملموس للواقع الملموس الذي تقوم به القيادات السياسية المحنكة والمجرٌَبة.. وإلاٌ ما جدوى خلاصات "بما نبدأ؟" و"ما العمل؟" اللينينية، وما هو دور منظمة المحترفين الثوريين؟ وما دعوى أهمية السرية في عمل المنظمات الثورية؟ إذا لم يكن من اختصاصها متابعة المتغيرات السياسية والتنظيمية في ساحات الفعل الثوري دون ضغوط من قيود الشرعية والروتينية العلنية؟ ما جدواها إذا لم يكن من مهامها المسايرة اليومية للنشاط اليومي الذي تخوضه الجماهير الكادحة في مجمل مجالات الصراع الطبقي بعيدة عن أعين المخابرات والجواسيس؟!
فلِلأحزاب الماركسية لجنها المركزية ومكاتبها السياسية وجرائدها المركزية ومختلف الهيئات والوسائل الأخرى. هاته الهيئات والوسائل هي التي تقدم نموذج "النضال السياسي" حسب التجربة والخبرة، وحسب المرجعية الماركسية بمنطلقاتها الفكرية الواضحة واعتمادا على إستراتيجيتها الثورية في التغيير وفي إقامة الاشتراكية عبر الاستيلاء على السلطة وعبر التدمير للسلطة البرجوازية.. تتفاعل هذه الهيئات مع جميع المتغيرات وترسل جنودها من الأنصار، المنخرطين والمتعاطفين، إلى جميع واجهات الصراع من نقابات واتحادات عمالية شبابية ونسوية، وجمعيات تثقيفية ونوادي رياضية.. مخترقة احتجاجات الكادحين في المدن والأرياف.. منخرطة في جميع الانتفاضات العمالية، الشعبية، الطلابية والفلاحية..
يدخلوها شيوعيين ليبقوا شيوعيين دائما وأبدا، دون أن يتكيفوا أو يقدموا التنازلات في النظرية والهوية، في المنطلقات والأهداف.. يمكن أن ينخرطوا في العديد من "المساومات" التي تفرضها حوارات مع الدولة وأجهزتها، مع الباطرونا وممثليهم، أو مع حلفائهم من الأحزاب والتيارات اليسارية التقدمية أو الاشتراكية.. لتأجيل مطلب عن آخر أو لتأجيل التصريح بموقف عوض آخر.. لكن دون إدانة لمواقفهم ولمرجعيتهم ولأهدافهم الاشتراكية الثورية.. التي يجب الإعلان عن نجاعتها وسدادتها ودون التقليل من أهمية جميع المطالب التي لم تتمكن نضالات الجماهير من تحقيقها خلال لحظة من اللحظات.

خلاصة على المقاس

الخلاصة، خلاصة الرفيق طبعا، عامة وفضفاضة ولا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تطور نضالات الطبقة العاملة في شيء، خلاصة يمكنها أن تصلح لجميع الفترات والأحوال والبلدان لأنها لا تشير من قريب أو بعيد أننا في مغرب الأحزاب اليسارية المتنوعة، المتكتلة والمتفرقة.. لا تلمح أدنى تلميح أننا في مغرب العشرات من النقابات الفئوية المتنوعة، والنقابات التي تجمع العامل مع المستخدم الحكومي الإداري ومع المقاول الذي يمنع أجراءه من تشكيل نقابة.. مغرب العشرات من الجمعيات الحقوقية والنوادي والمنتديات "الإنسانية" المهتمة بالمرأة والطفل والمعاق..الخ
هذا المغرب، مغرب الصراعات الطبقية، الذي يجب الكلام عنه، والذي يجب تحليل أدوار نقاباته واتحاداته وأحزابه بدقة وتفصيل، مغرب البؤس والبطالة والتهميش والقمع والاستغلال.. الذي يجب أن نوضح أفكارنا تجاه معضلاته وسياساتنا تجاه إشكالاته ومتغيراتها بالواضح والتدقيق اللازمين، فالمطلوب بعد سنوات من النضال والكفاح هو التقييم الموضوعي والجريء للعمل اليساري الماركسي، بتقييم مختلف تجارب الانخراط داخل النقابات والجمعيات وبتقييم مختلف الأنشطة التي انخرط فيها مناضلو ومناضلات الحملم على مختلف تياراتها ومجموعاتها وتشكلاتها القديمة والجديدة.
فجميع وسائل النضال ليست سوى وسائل وليست غايات وأهداف في حد ذاتها، ومع ذلك وجب ويجب إخضاعها لتأثير الاشتراكية التربوي والتنظيمي، ودون هذا الشرط لن تتقدم الطبقة العاملة في نضالاتها ولن تتمكن من إنجاز رسالتها التاريخية وستفقد بالضرورة مواقعها وقياداتها.
لقد علمتنا الأدبيات الماركسية واللينينية أن التحليل الملموس للأوضاع الملموسة في مجال جبهات الصراع الطبقي، لا يعني شيئا سوى متابعة كل الأوضاع بتدقيقاتها المختلفة، يعني مختلف السياسات والمواقف المتصارعة بما يعنيه كذلك تعبيراتها السياسية من الأحزاب وتيارات الأحزاب والمستقلين ومختلف الفعاليات..
لم تكن الماركسية أبدا لتتخلف عن تقييم وتقدير مشاركة اليساريين في الأجهزة النقابية ولا تتجاهل الأدوار السلبية التي تلعبها في ذيليتهم للقيادات النقابية البرجوازية.. كذلك الشأن بالنسبة للجمعيات الحقوق-إنسانية، والتي خلقت شرخا بينا في خطاباتها الملتبسة ومواقفها المتحيزة أحيانا لاجتهادات الفكر البرجوازي اللبرالي والمدعمة أحيانا أخرى لبعض القيم الاشتراكية المناهضة للاستبداد والظلم والطغيان والاستغلال..الخ
علمتنا الماركسية ووجهتنا بدروسها وعبرها التاريخية "أن الاشتراكيين الثوريين لم يفكروا قط بإهمال العمل اليومي والدقيق وإعداد القوى..الخ إنما طالبوا فقط بإدراك الهدف النهائي إدراكا واضحا، بتحديد المهمات الثورية تحديدا دقيقا، وقد قصدوا رفع الفئات شبه البروليتارية وشبه البرجوازية الصغيرة إلى مستوى ثورية البروليتاريا، بدلا من الهبوط بهذا المستوى إلى حد الاعتبارات الانتهازية: "خوفا من أن تنصرف البرجوازية""
فخلاصة الرفيق عنت كل شيء إلاٌ الوضوح النظري والسياسي، فإذا كانت الحاجة فعلا "لقوة سياسية عمالية مسلحة بالفكر الثوري" فما معنى أن نجد في جهات أخرى من مقالات الرفيق ومقالات أخرى لمجموعة من قياديي ومنظري "النهج" الكلام عن حاجة أخرى! الحاجة "لأداة سياسية تعبر عن مصالح الطبقة العاملة وعموم الكادحين" أداة لا هي بالحزب ولا هي بالجبهة السياسية.. فقط القدر هو من سيتكلف بتحديد شكلها وطبيعة أدوارها.. بل نجد وفي نفس العدد الذي هو بين أيدينا، إخبار بانعقاد مجلس عمالي "للنهج الديمقراطي" تحت شعار: "التجدر وسط الطبقة العاملة وبناء تنظيمها السياسي المستقل" فليس من السهولة على أي ماركسي أن يقبل بهذه الشطحات والتأرجحات النظرية والعملية، خصوصا في ما يتعلق بالتنظيم هذا الجانب الذي استوفى حقه لسنوات وسنوات داخل الأدب والتجربة العماليتين، فالمطلوب من الرفاق الثبات على موقف واحد وعلى تصور واحد، وإذا قُدٌِر "للنهج الديمقراطي" بأن يحوي التصورات المختلفة والتيارات المتباينة.. فليكتفي الرفيق على الأقل بتصور واحد ضمنها، ليسهل عنا محاسبته دون افتراء أو تجني.
فالماركسيون الثوريون المغاربة يتفقون جميعهم على الإشارة القيمة، في الحاجة لقوة سياسية عمالية مسلحة بالفكر الاشتراكي الثوري الماركسي اللينيني، فكر الطبقة العاملة قائدة الجماهير الكادحة نحو التحرر والتحرير، عبر الإطاحة بالسلطة والقضاء على نظام الملكية الفردية الرأسمالي المتعفن.
أما هذه الحاجة المهمة فيجب من حيث المنهجية أن تتخذ موقع الصدارة من حيث الخلاصات، فقير قدم واجهة النضال الحقوقي ثم الواجهة النقابية التي ربط فعاليتها وقوتها بالوحدة والتضامن ودعم الفعاليات السياسية والثقافية والحقوقية..
وهنا نختلف جذريا معه، مسجلين بهذا ضعف منهجيته البيٌن وتناقضات استنتاجاته الصارخة، والمحكومة ببقايا الإرث الشعبوي السبعيني الذي لم يتخلص بعد من حزب الطبقات وجبهة الطبقات ونقابة الفئات والطبقات وهو إرث استنفد إمكانياته وبريقه على ما نلاحظ ونعتقد.. وبالتالي فما زالت فرصة التوضيح والنقاش قائمة وسيستمر الصراع في الميدان الفكري والسياسي والعملي قائم أيضا.. حتى نستفيد ويستفيد الجميع.
انتهى الرد دون أن ينتهي النقاش ودون أن تغلق جبهة الصراع النظري والفكري أبوابها، ونتمنى من الرفاق والرفيقات أن يقدموا الرأي في ما قيل وأن يكون الاجتهاد أكثر في هذا الميدان الذي لا يقل أهمية وشأنا عن المشاركة في الإضرابات والاحتجاجات وكافة الأشكال الأخرى.

انتهى

و. السرغيني
ماي 2008





#و._السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الانتفاضات للواجهة
- راهنية -البيان الشيوعي-
- دفاعا عن الحركة المناهضة للغلاء... تنسيقياتنا وتنسيقياتهم
- همجية القمع تنهزم أمام المقاومة الطلابية بمراكش
- الحركة من اجل مناهضة الغلاء في مواجهة التقييمات الانتهازية
- على هامش المعركة الطلابية الأخيرة بمراكش
- إلى صاحب ربطة العنق الحمراء
- الطبقة العاملة المغربية تخلد يومها الأممي للنضال ضد الرأسمال
- توضيح خاص للأوساط اليسارية التقدمية المغربي
- الحركة المناهضة للغلاء بالمغرب
- ضرورة الإضراب الوطني بين الحق والمزايدة السياسية
- حتى لا نعارض -التسيس الفج والاعتباطي- بالسياسة الانتهازية ال ...
- -ندوة وطنية- أم ملتقى ثالث ونصف لتنسيقيات الحركة المناهضة لل ...
- وجهة نظر في تجربة التنسيقيات المناهضة للغلاء
- تجربة حركة مناهضة الغلاء بين القتل المفضوح والقتل الرحيم
- محاولات خسيسة لإجهاض عمل التنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء بط ...
- فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة غياب أم غيبوبة!!
- نجاح المسيرة الوطنية ضد الغلاء و لكن..
- موقفنا من الانتخابات الماركسيون المغاربة يدعون الجماهير الك ...
- فقهاء -النهج الديمقراطي- وعلاقتهم بالماركسية من التبشير إلى ...


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - و. السرغيني - عن أية جبهات وعن أية أهداف تتحدثون؟