أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - الناخب والانتخابات














المزيد.....

الناخب والانتخابات


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2352 - 2008 / 7 / 24 - 10:47
المحور: المجتمع المدني
    


تصاب المجتمعات بالاحباط من السياسين وبرامجهم ونقضهم للوعود الانتخابية ومع الزمن يفقد المواطن الثقة بآليات الديمقراطية ويمتنع عن المشاركة في الانتخابات لأنه لايجد جدوى من الأحزاب السياسية وما تقطعه على نفسها من وعود وتتنصل منها فيما بعد.
فضلاً عن أن مشاركته في الانتخابات من عدمها لاتؤثر في السياسات العامة، وبغض النظر عن نسبة المشاركة للجمهور التي تزيد على 60% أو تنخفض لنحو 40% فالنتيجة واحدة.
كما أن الأحزاب السياسية، بشخوصها وبرامجها ووعودها الكاذبة وسوء الخدمات وانخفاض المستوى المعايشي لاتشجع الناخب على المشاركة في الانتخابات، فرفض المشاركة (حجب الصوت الانتخابي) يعد نوعاً من الاحتجاج ضد الأحزاب السياسية ورفضاً لبرامجها وشخوصها.
فضلاً عن كونه نوعاً من إرضاء للذات وعدم تحميلها المسؤولية عن وصول أحزاب سياسية مخادعة إلى السلطة لأن المشاركة في الانتخابات لاتعني القبول بالواقع الراهن وحسب، بل المشاركة في بناء مقوماته المتعارضة مع مصالح الناخب والاعتراف الضمني بنهج وسياسة الأحزاب المشاركة في الانتخابات والطامعة بالسلطة.
يعتقد ((مايكل بارنتي))"أن اللامبالاة في كثير من الأحيان عبارة عن دفاع سيكولوجي إزاء الشعور بالعجز الذي يثبط الهمة، ويضعف المساهمة في الحياة العامة ويصرف المواطنين عن صنادق الأقتراع كرد فعل سلبي عن حالات الاحباط التي تثقل كاهلهم".
إن الامتناع عن المشاركة في الانتخابات يعد محاولة واعية للناخب لحجب صوته ونوع من الاحتجاج الواعي على سوء الخدمات وفقدان الثقة بالسلطة، وبتعبير أكثر دقة التنازل عن أحد حقوق المواطنة للدولة مقابلة مطالبتها التنازل عن إحدى واجبات المواطن إتجاهها.
فحين تطالب الدولة المواطن بالواجبات عليها الالتزام بتقديم كل ما من شأنه ضمان حقوقه وإلا يعد ذلك خرقاً للعقد السياسي والاجتماعي بين الدولة والمجتمع، ففي الدول المتقدمة يسعى المواطن للتعبير عن احتجاجه ضد الدولة بعدم المشاركة في الانتخابات، فتنخفض نسبة المشاركة للجمهور لتؤشر حالة الرفض وتدني مستوى الشرعية لأعضاء البرلمان وبالتالي للحكومة المنبثقة عنه.
لذلك تسعى السلطة من خلال وسائل الاعلام والصحافة لحث المواطنين على المشاركة في
الانتخابات أو على تقديم خدمات ملموسة قبل موعد الانتخابات للتأثير على قناعة الناخب وتشجعه على المشاركة في الانتخابات للتصويت لممثليها للفوز بالسلطة السياسية ثانية.
إن التلاعب بعواطف الناخبين سواءً عن طريق إيجاد التبريرات (المقنعة للسذج أو المغيبين) عن سوء الخدمات وانخفاض مستوى الدخل المعايشي أو العمل على زيادة الخدمات وتحسين المستوى المعايشي قبل موعد الانتخابات ينطلي فقط على السذج والمغيبين من المواطنين، لكن الواعين منهم يستخدمون حقهم في التصويت لإسقاط الحكومة كنوع من العقوبة على تردي الخدمات وسوء إدارتها لشؤون الدولة والمجتمع.
وفي الدول المتخلفة حيث إن نسبة الأمية مرتفعة وتفشي الجهل وانصياع أغلب المواطنين لعواطفهم دون عقولهم تنطلي عليهم التبريرات الكاذبة للأحزاب السياسية وما حصلوا عليه من فتاب موائد قبل موعد الانتخابات يغير قناعتهم بسهولة فيعمدوا للتصويت مرة ثانية لنفس أحزاب السلطة.
لتعاود العمل بذات النهج المتخلف وبنفس الشخوص والتوجهات والمفسدين ليتحمل المواطن من جديد أعباء التركة السابقة واللاحقة بسوء الخدمات وانخفاض مستواه المعايشي، فيمارس من جديد طقوس التذمر والشكوى والتوسل....دون أن يعي أنه مساهماً فعالاً في الخراب نتيجة انصياعه لعواطفه دون عقله.
يقول ((أورهان باموق))"إنكم ستنسون كل شيء، القوة الظالمة للحاكمين، الخطابات الساذجة، طفركم، أعماركم المنقضية، أعماركم القادمة، أحباءكم المفقودون، وحدتكم، خجلكم، هزائمكم، بؤسكم، هالكم المؤلم، الكوارث، الكوارث كلها....كلها ستنسوها بعد قليل، أنتم مسرورن لنسيانها".
في الدول المتخلفة وغير المستكملة لبناء مستلزمات النظام الديمقراطي، غالباً ما يكون وعي المواطن متدنياً فينساق لعاطفته دون عقله وتستغل الكيانات الحزبية سذاجته ليمنحها صوته الانتخابي لتفوز بالسلطة السياسية، ومن ثم تفرض عليه المزيد من المهانة والذل والقهر والجوع.
لذلك ليس من المجدي إجراء الانتخابات لتغيير السلطة السياسية باعتبارها سلطة فاسدة لأن المواطن لايتحلى بالوعي الكافي بمصالحه وغالباً ما ينساق لعواطفه عند التصويت، فيدلي بصوته لقوميته أو طائفته أو عشيرته حتى لو غدرت لعشرات المرات به.
إن المطالبة الملحة بإستكمال كافة مستلزمات البناء للنظام الديمقراطي ومن ثم إجراء الانتخابات، تعد مطالبة مشروعة وعقلانية لإتاحة الفرصة لرفع مستوى وعي المواطن بمصالحه ليكون ناخباً مؤهلاً للمشاركة في الانتخابات ومساهماً فعالاً في صياغة السياسات العامة للدولة. الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/






#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواصفات الناخب والمرشح
- الصلاحيات الدستورية للأقاليم الفيدرالية
- الالية الفيدرالية (الأهداف والفوائد)
- المفاهيم الفيدرالية
- صراع الصلاحيات بين المركز والأطراف
- آلية الاتحاد أو الانفصال في النظام الفيدرالي
- الانعكاسات السلبية للفيدرالية
- الفيدرالية والكيانات الحزبية
- بيروقراطية الدولة
- ماهية البيروقراطية
- ماهية الدستور وإشكاليات التطبيق
- كتابة الدستور
- المفاهيم الدستورية
- آليات عمل السلطة التشريعية
- السلطة التشريعية (الصلاحية والممارسة)
- الأليات الشرعية لانتخاب السلطة التشريعية
- معايير نجاح النظام الديمقراطي
- تأسيس منظمات للمجتمع المدني إحدى مستلزمات بناء النظام الديمق ...
- مساحة الحرية أحدى مستلزمات بناء النظام الديمقراطي
- مستلزمات بناء النظام الديمقراطي


المزيد.....




- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - الناخب والانتخابات