أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد سعد - يخدم مصلحة من الاعتداء على الحزب الشيوعي العراقي؟















المزيد.....

يخدم مصلحة من الاعتداء على الحزب الشيوعي العراقي؟


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 727 - 2004 / 1 / 28 - 06:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اعتدت أيدٍ آثمة وحاقدة، مجرمة ومشبوهة، في نهاية الاسبوع المنصرم على مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة بغداد الرشيد بالمتفجرات. ويأتي هذا الاعتداء السافر، الجبان والمشبوه، في وقت تتصاعد فيه وتتسع حركات المقاومة العراقية العسكرية المسلحة والمدنية الشعبية الجماهيرية ضد الوجود الاحتلالي الانجلو امريكي وقواته الغازية ومن اجل زواله واستعادة الحق المسلوب بالحرية والاستقلال الوطني للعراق. لقد جرى قصف مقر الحزب الشيوعي العراقي في وقت يتورط فيه الغزاة المحتلون في الوحل العراقي ويزداد التضامن الدولي المطالب بانهاء الاحتلال واستعادة هوية السيادة والاستقلال للشعب العراقي اتساعًا وتصاعدًا على مختلف الصعد دوليًا.
ان تنظيم هذا العدوان الدموي على الشيوعيين العراقيين لا يخدم في نهاية المطاف سوى مخططات المحتل الانجلو امريكي لترسيخ اقدامه في العراق وافراغ وعوده بنقل السلطة للسيادة العراقية في حزيران المقبل من مضمونها ومدلولها السياسي الحقيقي. عدوان جاء لصرف انظار العراقيين عن عدو الشعب العراقي الاساسي، وهو المحتل وما يرتكبه من جرائم قتل المدنيين وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم ومعالم حضارتهم العريقة. عدوان لا يستهدف سوى تأجيج نيران الفتنة بين القوى الوطنية العراقية وتحويل النيران التي من المفروض ان توجه مباشرة وبأوسع وحدة صف الى صدور المحتلين الطغاة الى غير عنوانها الصحيح، الى شوارع حرب أهلية عراقية - عراقية يغذي المحتل وقودها وعلى امل ان يتدفأ على رمادها ردحًا طويلا من الزمن. وقد علمت تجارب مختلف الشعوب  المناضلة من اجل حريتها  واستقلالها وتقدمها الاجتماعي ان الهجوم على الشيوعيين المقدمة لضرب مختلف القوى الوطنية التقدمية والدمقراطية المكافحة، المقدمة لضرب ونسف الوحدة الوطنية الكفاحية والدوس على المصالح الحقيقية للشعوب. والتاريخ الكفاحي للشعب العراقي المجيد في مواجهة  قوى الاستعمار والظلم والظلام يحتضن رصيدًا غنيًا من التجارب المُرة  في هذا المجال. فنظام صدام حسين البعثي الدكتاتوري الدموي اول ما وجه انيابه الصفراء  كان باتجاه افتراس الشيوعيين وتوجيه ضربة قاتلة الى الحزب الشيوعي العراقي الماجد. فهو يدرك جيدًا ان الحزب الشيوعي يؤلف العمود الفقري للوحدة الوطنية التقدمية والقوة المؤهلة فكريًا وسياسيًا وجماهيريًا لتجميع القوى الوطنية وترسيخ لحمتها الكفاحية من اجل بناء عراق دمقراطي علماني ينعم فيه جميع ابنائه من مختلف القوميات وهويات الانتماء بالمساواة  القومية والمدنية وبالعدالة الاجتماعية. عراق تكون فيه هوية الانتماء الوطني العراقي، الهوية الاساس، والحضن الدافئ والأم الرؤوم التي تحتضن الابناء من العرب والاكراد، الاتراك والآشوريين وغيرهم بدون تفرقة في الحقوق القومية والمدنية، في الحقوق الجماعية والفردية. وباسم القومية المزيفة انقض نظام صدام حسين على الشيوعيين مرتكبًا أبشع المجازر الدموية بحق قادته وافراد كوادره، القاء الالوف من الشيوعيين في غياهب سجون التعذيب والموت ولجوء عشرات الوف الشيوعيين واصدقائهم الى اللجوء القسري خارج حدود وطنهم هربًا من سكين الجزّار الظالم. وقد كان ضرب الشيوعيين المقدمة لاغتيال الدمقراطية وتصفية مختلف القوى المناهضة  للدكتاتورية الدموية. بدأ بالشيوعيين وواصل جرائمه ضد الاكراد وضد الشيعة وضد الناصريين وحتى ضد القوميين البعثيين المناهضين للبعثية العفلقية (تيار البعث بقيادة ميشيل عفلق).
وحقيقة هي ان النظام الصدامي الذي نجح خلال حوالي ثلاثة عقود من حكمه الأسود من مصادرة حق الحزب الشيوعي العراقي في ممارسة حقه الدمقراطي السياسي والتنظيمي بالنشاط في وطنه، والذي  نجح بتصفية خيرة قادته (من سلام عادل، حازم وصارم وغيرهم) وكوادره وتشريد عشرات الالوف الى المهاجر في شتى بقاع العالم، الا انه فشل في مصادرة انتزاع احترام وتقدير الحزب الشيوعي العراقي من افئدة بنات وابناء الشعب العراقي، كما فشل في اطفاء جذوة الشيوعية في العراق او حرمان النخيل العراقي من ظله المرافق له في السراء والضراء. وهذا ما تؤكده الحقائق ومعطيات  التطور على الساحة العراقية. فبعد الاطاحة بنظام صدام حسين ووقوع العراق تحت نير الاحتلال العسكري الانجلو امريكي الغاشم اخذ الحزب الشيوعي العراقي يعيد بناء قواعده التنظيمية وبين  الجماهير ويستعيد عافيته بسرعة لمواجهة الأوضاع الجديدة ومتطلباتها، وخاصة التخلص بأسرع ما يمكن من دنس الاحتلال الانجلو امريكي وبناء عراق حر ومستقل ودمقراطي. وصحيفته "طريق الشعب" وجدت طريقها الى فئات شعبية واسعة ودبت العافية في فروع الحزب بانضمام قوافل جديدة في داخل صفوفه وبرز الحزب على ساحة النضال السياسي والجماهيري كقوة لا يستطيع أحد تجاهلها. وبالرغم من انه كانت لنا ملاحظات وتحفظات على موافقة الحزب الشيوعي العراقي الدخول في "مجلس الحكم" تحت الإشراف والوصاية الاحتلالية، الا ان الوقائع تثبت ان الشيوعيين العراقيين بخطوتهم التكتيكية  هذه لم يطووا العَلم الكفاحي المتميز لهذا الحزب المعروف بتاريخه النضالي الماجد. وقد نشرنا في مقالة سابقة تبريرات الحزب الشيوعي العراقي لماذا دخل مجلس الحكم مع ان موقفه الذي طرحه على القوى الوطنية كان من اجل إقامة حكومة وطنية انتقالية ورفضته تلك القوى. وان جميع هذه  القوى قبلت بمجلس الحكم وبعضها اراد واستهدف عزل الشيوعيين وحتى العمل على اضطهادهم. وان الحزب الشيوعي العراقي يرى في مجلس الحكم ساحة للصراع من اجل انهاء الاحتلال  وضمان سيادة واستقلال العراق، وان القوى الوطنية، او بعضها، الموجودة في مجلس الحكم يرى فيها الحزب الشيوعي حليفة برنامجه للوحدة الوطنية من اجل بناء عراق المستقبل والدمقراطية والتعددية. ورؤيته لمجلس الحكم كساحة للصراع يجسدها الحزب الشيوعي العراقي على ارض الواقع. فعلى  سبيل المثال، لا الحصر، فقد اصدر مجلس الحكم قرارا رجعيًا رقمه (137) مضمونه ومدلوله اجهاض حق المرأة العراقية من خلال الغاء قانون الاحوال المدنية الشخصية الذي أقر في العام 1959 والاستعاضة عنه بقرار خضوع المرأة والانتقاص من حقها من خلال تطبيق الشريعة الاسلامية وغيرها من الشرائع الدينية فيما يتعلق بالاحوال الشخصية. فلمواجهة هذا القرار الرجعي الجائر ولالغائه يقود الحزب الشيوعي العراقي حملة شعبية في مختلف المدن والمناطق والقرى العراقية.
فهو يؤلف المعارضة في داخل مجلس الحكم.
ان زيادة نشاط ونفوذ الحزب الشيوعي سياسيًا وجماهيريًا تغيظ اعداء الشيوعية من قوى الاحتلال والقوى الظلامية وايتام العهد البائد. ومن الانباء الواردة الينا فان الحزب الشيوعي  العراقي يواجه حملة من المضايقات لنشاطاته ولتوزيع صحيفته واسعة الانتشار، مضايقات وصلت الى درجة  قصف مقره المركزي في بغداد. فمن يفشل في مواجهة الشيوعيين فكريًا وسياسيًا بين الجماهير، الحجة مقابل الحجة، يلجأ اما الى المهاترات الرخيصة او الى لغة العنف والبلطجة العدوانية  العربيدة، وما نأمله ان ترتقي مختلف القوى الوطنية حقًا في العراق الى مستوى المسؤولية  الوطنية وبالعمل سوية لكبح جماح ودفن الهجمة على الحزب الشيوعي الذي لا يستفيد من ورائها سوى اعداء المصالح الحقيقية لشعب العراق ولمستقبل العراق. فالدفاع عن الشيوعيين بقطع اليد المشبوهة لمحراك الشر هو دفاع عن نهج ومنهج الوحدة الوطنية الكفاحية للتخلص من نير الاحتلال الاجنبي  وضمان استقلال العراق وبناء مستقبله الحضاري الزاهر.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى الثمانين لوفاته ويبقى لينين واللينينية منارة ارشاد ...
- حكومة يمينية هذا منهجها ونهجها لا تقود الاّ الى الكوارث
- لمواجهة تحدّيات استراتيجية الهيمنة العدوانية:التنسيق الكفاحي ...
- بالتفاؤل الواعي نخطو لاجتياز عتبة العام الجديد
- رفض ضباط احتياط من الوحدة المختارة في القيادة العامة للجيش ا ...
- في مؤتمر هرتسليا: نتنياهو سكت دهرًا ونطق كفرًا بطرحه المعادل ...
- حوار أخوي مع شيوعي عراقي حول الاوضاع المعقّدة والمتفجّرة في ...
- حين يتكلم بوش عن الديمقراطية!!
- غروب ظلام حكومة شارون الشرط الهام للتقدم نحو التسوية والسلام ...
- هي الرسالة الحقيقية من وراء عملية الارهاب العدوانية الاسرائي ...
- بمرور ثلاثين سنة على حرب تشرين (اكتوبر): الرِّدَّة الساداتية ...
- مع دخول الانتفاضة عامها الرابع:المعطيات المخضّبة بالدماء وال ...
- في يوم السلام العالمي:لا أمن ولا استقرار ولا سلام في ظل استر ...
- محاربة الارهاب- وسيلة ادارة بوش لتنفيذ مخططها للسيطرة على ال ...
- مع اعلان نتنياهو مشروع التقليصات الجديدة في موازنة 2004: الج ...
- هل يمكن انقاذ ((خارطة الطريق))؟
- الشعب الفلسطيني بحاجة الى حلول جذرية وليس الى أقراص مخدرات و ...
- التنسيق الاسرائيلي- الامريكي لحرف خطة خارطة الطريق عن الطريق
- ماير فلنر الانسان والفكر والقائد الشيوعي في الذاكرة دائماً
- خطة -خارطة الطريق- في ارجوحة موقف شارون وحكومته


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد سعد - يخدم مصلحة من الاعتداء على الحزب الشيوعي العراقي؟