أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ثائر الناشف - إلى العدالة سر














المزيد.....

إلى العدالة سر


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2352 - 2008 / 7 / 24 - 04:17
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


إلى أين يسير زعماء العرب بشعوبهم ؟ إذا كانوا ذائباً ضارية ، فإنهم يسيرون بهم إلى وادي السلخ حيث لا رقابة ولا قانون ، وإذا كانوا رعياناً ، سيأخذونهم إما إلى العلف أو إلى النحر ، الأحرى بهم أن يرأفوا بحال قطعانهم ، فموت الذئب مصيبة ، وموت القطيع مصيبة أعظم .
رياح الغضب التي هبت في السودان على مدعي المحكمة الجنائية لويس أوكامبو ، ذكرتنا بالهبة السورية المباركة ضد ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ، فما أجمل ما أبدعه الشعب السوري من أغانٍ وأناشيد وطنية ، جعلت المغضوب عليه (ميليس) يحزم حقائبه هارباً قبل أن تحل عليه لعنات الشيوخ الأجلاء.
لا أمل يرجى في هذه الشعوب العربية طالما بقيت مفطورة على حب وتقديس ولاة أمرها ، وما القانون والعدالة سوى أدوات نفوذ وهيمنة على مقدرات البلاد وخيرات العباد ، فالقانون لا قيمة له أمام هوى الجماهير المخدوعة بحكامها ، ومن الصعب أن يتقدم القانون على هذا الهوى ، قد يتقدم في حالة صدام حسين ، الذي أوقف هواه صواريخ الكروز ، بعد أن فشلت العقوبات الدولية بإيقافه .
فالبوقت الذي يخضع فيه رؤساء وزعماء العالم للمحاسبة والمحاكمة أمام محقيقهم ومحاكمهم ، يتحول رجال القانون والقضاء في العالم العربي ، إلى كليشيهات ودمى من الدرجة العاشرة ، وواجهات يسهل استبدالها وتوجيهها مثلما يوجه الإعلام .
نقطة ضعف الأنظمة تكمن في القانون ، ولأن القانون ورجاله يستمدان حضورهما من السلطة ، فإن السلطة تستخدم القانون كديكور يؤمن لها الشرعية السياسية ولا تخدمه بما يحتاجه من استقلال عنها ، فالقانون أسير ضعف هذه النظم في مواجهتها للخارج ومحور قوتها على شعوبها في الداخل ، ولهذا غاب المجتمع المدني عن بلداننا وصارت نقاباتنا ومؤسساتنا أشبه بهياكل الأحياء .
يحاجج بعض الذين غررت عقولهم ومسهم رجس نظرية المؤامرة ، لماذا لا يساق بوش واولمرت وبلير وغيرهم إلى قفص العدالة ؟ حججهم هذه تقابلها حجج أقوى حول نفس الأشخاص وتبدأ بالسؤال ، هل قتل بوش الذي قتل آلاف العراقيين واولمرت الذي قتل آلاف الفلسطينيين ، هل قتلا واعتقلا
أميركياً أو إسرائيلياً واحداً ؟.
لا يمكن أن تكون العدالة مسيسة ، ومع ذلك فهي لدينا مسيسة ، فمقابل القتل والاعتقال الذي جرى في صربيا والبوسنة وليبيريا بأيدي قادة هذه الدول وبحق شعوبهم ، قالت العدالة كلمتها وشرعت بالاقتصاص منهم ، دون النظر إلى لونهم أو دينهم .
يجب أن نفهم أن العدالة لا تتجزأ ولكنها وللأسف أضحت انتقائية ، فلو كانت ذات طابع شمولي على مستوى العالم ، لأغلقنا محاكمنا المحلية ، ورفعنا كل قضايانا الصغيرة والكبيرة أمامها .
بهذا الصدد ، لا يفهم اتهام أوكامبو المباشر للرئيس السوداني عمر البشير ، إلا على أنه رسالة لمن يعنيهم الأمر أن صلاحيات المحكمة الدولية محصورة بمن يرتكب الأذى بحق بني جلدته ، وإن لم يذهبوا إليها ، فهي من سيذهب إليهم .








#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سورية ولبنان بلدان - شقيقان- ؟
- (واقعية) الأسد وطفولية المرحلة
- إسرائيل آل أول وقطر آل ثاني
- دمشق تطلق طهران سراً
- دمشق تطلّق طهران سراً
- الويل لمن يدنس توراتهم
- هل يمكن تقسيم سورية ؟
- لماذا سورية دولة فاشلة ؟
- هل العراق بحاجة إلى صدام ؟
- الزمن الرديء (17) زمن كل ما فيه رديء
- مفاوضات مثلث (الممانعة)
- الزمن الرديء (16) غسل العار
- لا تخجلوا من السلام
- ميسلونية الزير ساركوزي
- الزمن الرديء (15) رسائل الموت
- اتحاد التجويع ومتوسط التطبيع
- الزمن الرديء (14) استعباد القلب
- المالكي ينزع (صليبه)!
- سيادة العراق أم سيادة العمائم؟
- الزمن الرديء (13) حلم العودة ولغم الوحدة


المزيد.....




- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ثائر الناشف - إلى العدالة سر