أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح بدران - الحواجز الامنية تحيل واشنطن الى -بغداد- او رام الله















المزيد.....

الحواجز الامنية تحيل واشنطن الى -بغداد- او رام الله


نجاح بدران

الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلفت من قبل الادارة التي اعمل فيها بتلبية دعوة لحضور جلسة حوار محدودة تنظمها مجلة "الامريكي المحافظ The American Conservative"" يوم الاثنين 14 يوليو ، لمناقشة تقرير حول "ازدياد السمعة السيئة للولايات المتحدة في العالم" ، وذلك اثر تقارير وزارة الخارجية الامريكية والمخابرات المركزية "CIA" التي تحدثت عن تفاقم نزعة الكراهية للولايات المتحدة خصوصا في دول امريكا اللاتينية، التي يقوم الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بحملة اعلامية واسعة في مواجهة ما يسميه هيمنة واشنطن على دول القارة الجنوبية.
فقررت اصطحاب اطفالي الثلاثة لزيارة شقيقتي انتصار التي تقيم في واشنطن ولقضاء عطلة نهاية الاسبوع معها ، معتبرة ذلك فرصة، عائلية لا تتوفر كثيرا لمن يقيم بنيويورك، ولديه من الارتباطات ما لا يتيح له فرصة الاستمتاع باللقاءات الاجتماعية.
غادرت نيويورك في الخامسة من بعد ظهر السبت سالكة الطريق رقم 95 جنوبا مرورا بولاية نيوجيرسي وميريلاند وبالتيمور ثم واشنطن العاصمة التي وصلتها بحدود الساعة الثامنة والنصف ، ليتبقى امامي نصف ساعة للوصول الى ضاحية "الكساندريا" الاسكندرية حيث تقيم شقيقتي.
لكن وللمرة المائة تضيع الطريق مني فوجدت نفسي على الطريق 495 شرقا باتجاه الشمال الشرقي لمدينة واشنطن اقف في طابور طويل من السيارات على حاجز للشرطة.
وعندما وصلت الحاجز كان المشهد كانك في بغداد او على احد الحواجز الاسرائيلية في رام الله او احد المدن الفلسطينية.
وبعد ان اعطيت الشرطي رخصة القيادة طلب فتح الصندوق الخلفي للسيارة، وكان مليئا بالاغراض (حاجيات الاطفال) ومع انه يحمل آلة للكشف عن الممنوعات الا انه طلب مني انزال كل ما في الصندوق، تماما كما يحدث على الحدود البرية العربية، وسالني عن وجهتي وسبب توجهي للمنطقة فابلغته عن فقداني الطريق ، وبعد التاكد من مقصدي سمح لي باكمال مسيرتي بعد ان اوصاني بأخذ الحيطة والحذر.
واستغرق خروجي من المنطقة اكثر من ساعة نظرا لتشعب الطرق وجهلي بالاتجاهات ولولا ان شقيقتي كانت تلازمني على الهاتف لاستغرق وصولي الى بيتها ربما ساعات.
وخلال محاولتي الامساك بطرف طريق تتجه بي جنوبا توقفت على خمس حواجز للتفتيش.
ولدى وصولي بيت شقيقتي غاضبة مرهقة وتنتابني حالة من الاحباط، شكوت لها ما تعرضت له فقالت : الا تعلمي بان الحواجز بواشنطن تكاد تشبه تلك الموجودة في بغداد او في الضفة.
واحضرت لي نسخة قديمة صادرة قبل اسبوع من صحيفة الواشنطن بوست لاقرأ فيها تقريرا مرعبا عن فقدان حالة الامن بواشنطن. لدرجة ان احد اعضاء الاتحاد الامريكي للحريات المدنية وصف الحالة الامنية بواشنطن بقوله "أهلاً بكم في بغداد دى سى" .
ويقول التقرير ان رئيسة الشرطة في المدينة "كاثي لانبر" قررت اتخاذ اجراءات امنية صارمة للحد من الجريمة المتنامية في بعض احياء العاصمة ، حيث ارتفع معدل جرائم القتل خصوصا في حي "ترينيداد" في الجزء الشمالي الشرقي من العاصمة ، الذي شهد منذ مطلع ابريل الماضي 7 حوادث قتل و16 حادث سرقة و 20 اعداء بالاسلحة النارية. و 22 جريمة قتل منذ بداية العام.
ولمواجهة هذا التصاعد الحاد بجرائم القتل والجريمة بوجه عام امرت رئيسة شرطة العاصمة بوضع العديد من نقاط التفتيش خصوصا على مدخل مدينة مونتيللو ، واعطت لرجال الشرطة صلاحيات عدم السماح للسيارات بالمرور، والقيام باجراء تفتيش دقيق للسيارات والتاكد من هويات ركابها ، واعتقال المشتبه بهم، وتوقيف من يعترض على اوامر الشرطة. والقيام بتسجيل ارقام الواح جميع السيارات التي تمر على نقاط التفتيش.
وفيما دافعت رئيسة الشرطة كاثى لانير عن قرارها في مؤتمر صحفي اعلنت فيه الخطة وقالت "نحن نضع نقاط التفتيش حول المباني الفيدرالية طوال الوقت من أجل الأحداث الهامة ولا أحد يهتم، والآن وفى الوقت الذي نريد فيه وضع هذه النقاط من أجل إيقاف إطلاق النار والعنف فى أحيائنا، يبدو الأمر وكأنه شيء غير معقول".
وأضافت "لقد ظللنا نفعلها لسنوات حول المباني الفيدرالية باسم مكافحة الإرهاب، وإذا كان الذي يحدث فى أحيائنا لا يمكن تصنيفه كمبرر لهذه الإجراءات، فأنا لا أعرف أي شيء آخر يُعتبر مبرراً لها"، وقالت إن المبادرة الجديدة مجرد أداة أخرى لوقف الجرائم قبل حدوثها.
اما جوني بيرنز المدير التنفيذي لمكتب الاتحاد فى واشنطن، فقال أنه سيتواجد هناك، وأن مجموعات من المحامين، يتجاوزون العشرين محامياً، وعدداً من طلاب القانون يراقبون نقاط التفتيش للتاكد من عدم انتهاك حقوق المواطنين.
وحذر من تحويل ترينيداد إلى بغداد، وقال نبهت المحاكم أن الحق فى أن يتصرف الإنسان بحرية ويترك وحده هو حق هام جداً بل هو أهم حق يمتلكه الإنسان.
وتهكم أرت سبتزر، المدير القانوني للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية فى العاصمة ، على اجراءات الشرطة بقوله " أهلا بكم فى بغداد دى سى"، ووجه انقادات شديدة للاجراءات البوليسية فقالً "فى هذه البلاد لا يحتاج المرء إلى أوراق للهوية، أو أن يعطى تفسيراً عن سبب رغبته فى التحرك من حي إلى آخر".
كما عارض الخطة عددا من الشخصيات البارزة واعتبروا تتحد من حرية الناس، وفيها اعتداء على حقوقهم المدنية.
اما حول ما حدث في مؤتمر مجلة المحافظ وما قيل بشان ازدياد الكراهية للولايات المتحدة فان شاء الله سيتم عرضه في مقال اخر.
فقد وجدت في نقل صورة عن الوضع الامني في العاصمة الامريكية له ما يبرره واعطيته الاولوية لتبيان عدة نقاط :
الاولى ازديداد الجريمة بسبب (وهذا ما لم يتطرق له التقرير) الارتفاع الحاد في تكلفة المعيشة مما زاد من حلات الفقر خصوصا بين السود
الثانية : حالة الهلع التي تعيشها بعض احياء واشنطن
الثالثة : انه في كل الاحوال هناك مؤسسات مدنية يقظة ودورها فعال في الدفاع عن الحقوق المدنية ، حتى لو تعلق الامر باستخدام الطريق.
وربما النقطة الاخيرة اهم ما رغبت بايصاله خصوصا وان في بلاد العرب لا يستطيع المواطن الاعتراض على موظف بلدية يقرر اغلاق شارع ، وارباك حركة السير، وتكبيد الناس معاناة جسدية ومادية كبيرة.
ملاحظة : حتى لا يتهمني احدا بانني امجد امريكا ، ويتهمني بالامركة والتامرك ، اود التاكيد على انني ضد التخلف اينما وجد ، ومع الحضارة والتحضر اينما وجد. ومقياسي للتحضر والحضارة هو مقياس العلم والابداع والحرية والديمقراطية، وعكس ذلك هو التخلف.
نجاح بدران
[email protected]



#نجاح_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ حسن نصر الله يكذب


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح بدران - الحواجز الامنية تحيل واشنطن الى -بغداد- او رام الله