أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد هجرس - دماء على رمال مرسى مطروح !














المزيد.....

دماء على رمال مرسى مطروح !


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 11:10
المحور: حقوق الانسان
    


كان مجرد تردد اسم "مرسي مطروح "، بالذات فى أيام الصيف شديدة الحرارة، مصاحباً لتداعيات مبهجة عن هذه البقعة الساحرة من ارض الوطن، والتى كانت -هى وسيدي عبد الرحمن- وقبل هوجة الساحل الشمالي وموضة مارينا، أجمل شاطىء وأجمل منتجع وأجمل ذكريات صيفية.
ولكن للأسف الشديد .. فأن إسم مرسي مطروح اقترن فى الأيام الماضية بكارثة مروعة حيث كانت مسرحاً لحادث مأساوي لاصطدام سيارة نقل مجنونة بقطار مشئوم عند مزلقان "فوكه" بالقرب من الضبعة .و أسفر الحادث عن خمسين قتيلا ونحو أربعين مصابا معظمهم حالة حرجة!
وهذه أرقام مروعة فى حد ذاتها، لكن خطورة مغزاها تزداد وضوحاً إذا وضعنا في الاعتبار أن مصر أصبحت أكثر دول العالم تضرراً من حوادث الطرق . ووفقاً لتقرير مؤلم نشرته "نهضة مصر" أمس الأول فى صدر صفحتها الأولى فان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء يؤكد أن عدد حالات الوفيات بسبب حوادث الطرق بلغ 8922 حالة فى عام 2006/2007 ، فى حين بلغ عدد الإصابات 10 آلاف و 995 حالة .
تأملوا هذه الأرقام وأعيدوا قراءتها و التمعن فيها!
إنها أرقام تفوق أرقام ضحايا الحروب
والأخطر أن هذا النزيف الذى لا يتوقف لدماء المصريين الأبرياء، الذين تزهق أرواحهم غدراً وغيلة ودون سبب وجيه، والذين يمكن أن أكون أنا أو أنت احدهم دون ذنب أو جريمة، أسبابه معروفة و علاجه موصوف ، لكن لاشىء يحدث، وبعد كل مرة نزرف فيها الدموع على الضحايا الأبرياء، نكفكف الدموع ثم ننسي حتى نفاجأ بمصيبة جديدة، ودماء جديدة وأحزان جديدة، دون أن تتم محاسبة احد، وإذا ما جرت هذه المحاسبة فأنها فى الأغلب لا تتجاوز البحث عن "كبش فداء" يكون فى معظم الأحيان "موظف غلبان" .أما المسئولين الحقيقيين و أصحاب الحل والعقد و الأمر والنهى فهم فى مأمن من المساءلة .. ناهيك عن العقاب ومحاكمة "السياسات" التى خلقت المناخ المواتى لوقوع "الحتمى" للحوادث ونزيف دماء المصريين على أسفلت الطرق وقضبان القطارات.
والأسوأ من تلك البلادة ان الأمور فى حالة الكارثة الأخيرة التي كانت مرسي مطروح مسرحاً داميا لها وصلت إلى أبعد حدود اللامعقول . فلم نعد نكرر الشعارات المستهلكة إياها التى تعودنا عليها فى الحوادث السابقة ، والتى تبحث كما قلنا عن كبش الفداء من صغار الموظفين الغلابة ، بل وصلنا إلى أسفل القاع حيث قيل لنا على صفحات اكبر صحيفة قومية في البلد أن "التحقيقات الأولية تكشف عدم وجود إهمال وأن الحادث قدرى" كما نقلت صحف أخرى عن اللواء سعد خليل محافظ مطروح قوله "أن الحادث قضاء وقدر " رغم أنه أرجعه إلى عدم وجود فرامل في "التريلا" التى اصطدمت بالأتوبيس السياحي من الخلف.
وطالما أننا القينا كل أخطائنا على شماعة القضاء و القدر ،فليست هناك بالتالى مسئوليه، و لا مسئولين ولا محاسبة و لا مساءلة ولا يحزنون.
إننا نظلم القضاء و القدر ونعلق على شماعتهما أخطائنا و خطايانا. فليس ما حدث زلزالا أو بركاناً أو تسونامى أو غير ذلك من صور نزق الطبيعية التي لا يتحمل البشر، حكاما أو محكومين ، مسئوليتها ( ولو أن البلدان المتحضرة أصبحت تحاسب حكوماتها على مدى نجاحها من عدمه في تقليل آثار هذه الكوارث الطبيعية ومدى كفاءتها فى إدارة الأزمة).
باختصار .. الأسوأ من كارثة مرسي مطروح ، تعليقها على شماعة القضاء والقدر!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل استعار -الأخوان- شعار -الإسلام هو الحل- من أمريكا؟!
- .. و على المتضرر اللجوء الى .. الجماهير
- السفيرة وفاء: رغم كل شئ .. مصر تتغير
- -الشخص-.. الذى نحب أن نكرهه!
- شعاع أمل: رئيسة جمعية أهلية ترفض «التمويل الأجنبي»
- تصوروا: كيسنجر يرفض دبلوماسية العضلات الأمريكية!
- تأملات عبر المحيط الأطلنطى (2)
- تأملات عبر المحيط الأطلنطى: يوم الاعتذار القومى
- فتنة ملوي.. واستراتيجية المصاطب!
- عشاء ساخن جداً مع سفير كندا
- أجريوم .. شكرا
- سر أجنحة كلمات الأبنودى
- قنبلة طلخا... الموقوتة
- عش الدبابير !
- عصر الاضطراب (1)
- -طوارئ- .. فى الزمان والمكان فقط
- هوامش على دفتر النكبة (3)
- أزمة رئاسة مجلس الدولة: ضعف البصر له حل.. وعمى البصيرة ليس ل ...
- ثلاثية التراجعات
- اعتذار ل »دمياط«.. ورسالة حب ل »رأس البر«


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد هجرس - دماء على رمال مرسى مطروح !