أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام عبدالله - تحديات الليبرالية في العالم العربي














المزيد.....

تحديات الليبرالية في العالم العربي


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في شهر مايو الماضي احتفلت مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية ، بالذكرى الخمسين لتأسيسها (1958 – 2008 ) ، و ذلك في قاعة البرلمان الألماني السابق "بوندستاغ" في مدينة بون .
وشارك في هذا الأحتفال الكبير حوالي 1500 ضيف من بينهم ليبراليين مشهورين و ممثلين المؤسسة من كافة أنحاء العالم، بحضور رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية البروفيسور هورست كولير، الذي ألقى خطابا مهما بهذه المناسبة.
ومؤسسة فريدريش ناومان هي مؤسسة السياسة الليبرالية في أوروبا ، وتتعاون مع الحزب الديموقراطي الليبرالي في ألمانيا والأحزاب الليبرالية في العالم . أنشأها تيودور هوبس سنة 1958 الذي شغل منصب أول رئيس لجمهورية ألمانيا الاتحادية . وتهدف إلي تعزيز حرية الفرد والليبرالية ، متبعة في ذلك مبادئ فريدرش ناومان المفكر والسياسي الليبرالي الرائد في أوائل القرن العشرين ، حيث دعم ناومان بإصرار فكرة التعليم المدني ، إذ كان يعتقد ان الديموقراطية الفاعلة بحاجة إلي مواطنين يمتلكون ثقافة ومعارف سياسية ، وان التعليم المدني شرطا أساسيا من شروط المشاركة السياسية ، ومن ثم تأتي أهميته بالنسبة للديموقراطية بشكل عام ، ولمجتمعاتنا العربية المهووسة بتديين كل شئ ، وأولها " التعليم " بصفة خاصة .
قبل أيام تلقيت دعوة كريمة من الدكتور رونالد ميناردوس المدير الإقليمي لمؤسسة فريدريش ناومان ، لحضور فعاليات المؤتمر الأول حول " دور الأحزاب الليبرالية المعارضة في العالم العربي ، التحديات والآفاق " 12و13 يوليو الجاري ، بمناسبة تأسيس " شبكة الليبراليين العرب " بالقاهرة ، ويترأسها السيد محمد تمالدو مدير مكتب حزب الاتحاد الدستوري بالمغرب .
فماذا عن رؤية المثقفين المصريين لواقع ومستقبل الأحزاب الليبرالية العربية ؟ .. برأي د. محمد نور فرحات أستاذ القانون الدستوري بجامعة الزقازيق ، أن التحديات التي يواجهها الليبراليون العرب ليست فقط الأنظمة المستبدة وإنما معظم التيارات السياسية في العالم العربي ، مثل التيار القومي العربي ، الذي أفتقد من الناحية الكلاسيكية البعد الديموقراطي في خلفيته الإيديولوجية ، واليسار العربي الدوجماطيقي ، والإسلام السياسي وطابعه الشمولي التقليدي . الأهم من ذلك هو ان الحوار بين الليبراليين ومعظم هذه التيارات اليوم ، محكوم عليه بالفشل مسبقا ، لأن الحوار الصحي يكون عادة بين متساويين أقوياء ، بينما الليبرالية لا وجود لها في الشارع العربي .
ويشير د. وحيد عبدالمجيد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية " ، إلي ان الأحزاب الليبرالية مازالت تعمل في ظروف بالغة الصعوبة ، في ظل قيود أمنية وسياسية ودستورية ، مانعة للحركة والتطور ، فضلا عن اختلالات داخلية بسبب ضعف التقاليد السياسية والديموقراطية ، وهشاشة النخب القيادية وغياب الرؤية ، وحدة الصراعات الداخلية ، وضعف تقاليد الحوار، والتقوقع حول الذات ، وافتقادها للنزعة التوافقية .
فقد فشلت الأحزاب الليبرالية في بناء توافق سياسي ديموقراطي بين أحزاب المعارضة السياسية المختلفة يمكنها – بإعتبارها صاحبة رؤية ومنهج ومشروع تنويري - من الجمع بين قدراتها المحدودة وقدرات الآخرين ، في عمل مشترك يسعي لتغيير البنية السياسية والاجتماعية في المجتمع العربي ونشر الثقافة الليبرالية .
وهناك مشكلة تاريخية ومعرفية ، وهي ان رواد الليبرالية العربية لم يتكيفوا مع التقاليد العربية ، فأصبح من السهل تشويه المفاهيم الليبرالية ، وهو ما جعل كلمة " الليبرالية " ذاتها كلمة غير مفهومة ، لوغاريتمية ان جاز التعبير ، مما يتطلب اليوم تفكيك المفاهيم الليبرالية وإعادة صياغتها بصيغ عربية .
أضف إلي ذلك الحالة المعرفية والثقافية المتردية للمواطن العربي مما كان عليه قبل قرن من الزمان ، وهي حالة لا تسمح بالتجاوب مع مفاهيم معقدة ومجردة ، بينما الشارع العربي يريد شعارات عامة وفضفاضة تختزل الواقع ولا تقدم رؤية لهذا الواقع ، يريد خطابا شعبويا ديماجوجيا ، والمعضلة هي كيف يمكن إعادة انتاج المفهوم الليبرالي بشكل جديد ، فيه قدر من التبسيط ومختزل وشعبويا ؟ .
أما د. مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الدولية بالبرلمان المصري ، فأكد علي أن الحالة المصرية خاصة جدا ، والنظام الحزبي ضعيف ، ولا يوجد حزب مثل " حزب الوفد القديم ، قبل يوليو 1952 اجتمعت لديه هذه الشعارات الثلاثة : 1- الوحدة الوطنية ، حيث تزايد تمثيل الأقباط في البرلمان والحياة السياسية بين 1924- 1952 تلقائيا .
2- الليبرالية ، حيث الانفتاح علي الآخر والتحرر . 3- العلمانية ، حيث الفصل بين السياسة والدين . وهو ما جعل الشعب المصري بمختلف طوائفه وطبقاته يتعصب لحزب الوفد ويلتف حوله ، ويردد : " لو رشح الوفد حجرا لانتخبناه " .
وبإستثناء تجربة حزب الوفد القديم ، فإن كل الأحزاب الآن صناعية وديكورية لا تعبر عن الشارع المصري ، وهي تمثيل سياسي فوقي لا وجود لها في الشارع .
كما توجد مشكلتان بحاجة إلي حل جذري ، الأولي هي فك الاشتباك بين السياسة والدين ، بين الدولة والإخوان ، وحلها قد يأخذ عقودا من الزمان . والمشكلة الثانية ، فصل التداخل بين السلطة والثروة ، وما أثمر عنه من فساد ، وهذا الحل ليس صعبا ، وقد يأخذ ثلاث سنوات فقط عن طريق احكام الأجهزة الرقابية .

واختتم الفقي حديثه بأن كلا من الإخوان وحماس سقطا في الاختبار السياسي حين نجحا في الانتخابات البرلمانية، فالإخوان لعبوا لعبة الديموقراطية كما تمارس في الغرب وبمفهومها الغربي، وهم لا يؤمنون بها. وحماس دخلت الانتخابات وفقا لأوسلو، وهي ضد أوسلو. وهذا لعب " وألاعيب "، وليست حياة سياسية لها معني.
وطالب الفقي بخارطة طريق للمصريين، لأن المستقبل السياسي غامض، و" كل شئ في جراب الحاوي " .
....... ....... ....... ....... .......

كل سنة والليبرالية الغربية بخير ، ولا عزاء لليبراليين العرب !



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بدأت الألفية الثالثة عام 1968 ؟
- تديين الشرق الأوسط .. إلي أين ؟
- الشخصية المصرية المعاصرة
- آليات الشخصية المصرية
- للصبر حدود .. وللتسامح أيضا
- الفوضي أم الاستبداد ، قدر المنطقة ؟
- الجغرافيا بين السياسة والثقافة
- شهادة المرأة في حقوق الإنسان
- 2008 .. عام المنع والممانعة
- في الثورة والفورة
- أدب المنفي ، أو الحضور الغياب
- الدبلوماسية الوقائية
- أحفاد جاليليو والبابا بنيدكت
- البحث اللاهوتي السياسي
- البابا شنودة والكاردينال جيرسن
- مستقبل الأقليات في الشرق الأوسط
- في ذكري ابن رشد
- المفارقة التاريخية
- الحكمة الجماعية
- الشرطة الدينية


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام عبدالله - تحديات الليبرالية في العالم العربي