أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أشرف بيدس - الأسطي حسن أشهر عامل في السينما السينما المصرية














المزيد.....

الأسطي حسن أشهر عامل في السينما السينما المصرية


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2352 - 2008 / 7 / 24 - 04:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أشرف بيدس
عندما فتشت في تاريخ السينما عن تلك الأعمال التي جسدت معاناة (عمالنا العظام) ترامت أمامي مشاهد قليلة جدا، نفذ أغلبها علي استحياء وفي عجالة، وفي معظم الأحيان كانت طوابير العمال الباحثين عن قوت يومهم والساعين للرزق مجرد خلفية لإبراز صاحب مصنع جشع، أو كشف الستار عن فساد هنا أو هناك، أما وجود أعمال ناقشت المشكلة من الألف إلى الياء فكانت نادرة، بل وشحيحة نذكر منها ( العامل لحسين صدقي، عودة الابن الضال، باب الحديد، النظارة السوداء»، رغم أن فيلم «العزيمة» للمخرج كمال سليم الذي أنتج عام 1939 ناقش مشكلة البطالة والعاطلين وهو وقت مبكر جدا، وكان يمكن أن يكون بداية قوية لأعمال، لكن التجربة تقلصت ربما بسبب الخوف من عدم الاقبال الجماهيري عليها.
الأسطي حسن
فيلم «الأسطي حسن» تم عرضه أوائل عام 1952 قبل قيام ثورة يوليو، وشارك في بطولته فريد شوقي وهدي سلطان وزوزو ماضي، وحسين رياض، ورشدي أباظة، وماري منيب، وسليمان الجندي، وعبد الوارث عسر، كتب له السيناريو والحوار نجيب محفوظ والسيد بدير، ومن إخراج صلاح أبو سيف، وقد حقق الفيلم نجاحا جماهيريا.
يطرح الفيلم رؤية جريئة وغير مسبوقة في ذلك الوقت، حول علاقات الأغنياء بالفقراء والفروق الاجتماعية بينهما، من خلال العامل (حسن) المتزوج والأب لطفل في السادسة من عمره، يعمل في ورشة حدادة بمنطقة بولاق، -ورغم أن مؤلف القصة وبطلها فريد شوقي ومخرج العمل صلاح أبو سيف من مواليد حي بولاق، فإن اختيارهما لهذا الحي العتيق جاء لأنه مكتظ بالمهمشين والكادحين والفقراء، ويوفر المناخ البيئي لأحداث القصة- لكنه دائم الشكوي لعجزه عن القيام بمتطلبات بيته علي وجه أكمل، رغم عدم تذمر الزوجة من شح الإمكانات وندرتها، تسوقه الظروف إلي حي الزمالك لتركيب باب حديد في أحد البيوت الراقية؛ تفتن مالكة البيت الثرية به وتحاول استدراجه، وبالفعل يقع في حبائلها، ويترك عمله وبيته وأصدقاءه بعد أن أغرته بالمال الذي لم يستطع مقاومته، ويقيم معها في البيت، وبعد فترة (تزهق) من معاشرته وتطرده من منزلها بعد أن استوفي المدة المحددة له، وأثناء مشادة بينه وبين الوافد الجديد الذي سيحل محله، تتفاقم الأمور بينهما وتتحول إلى عراك ينتهي برصاصة مجهولة تسكن صدر المرأة الثرية، يفر علي أثرها العاشقان، وتوجه التهمة في النهاية إلى حسن، ثم يتضح بعد ذلك أن الذي أطلق تلك الرصاصة هو الزوج المشلول الذي ضاق بتصرفات زوجته الطائشة ولم يحتمل رؤيتها في هذا الوضع المشين.
القناعة كنز لا يفني
حاول صلاح أبو سيف أن يكثر من المشاهد الساخنة حتي لا يلفت النظر لجرأة الفكرة والتي توضح التباينات الكبيرة بين الجانبين من شظف العيش في بولاق ورفاهيته في الزمالك، مع ملاحظة أن الفيلم أنتج قبيل قيام الثورة، وأن ذلك قد يعرضه لكثير من المشاكل، لكن الرقابة رغم تلك المحاولات استدعت المخرج صلاح أبو سيف وطلبت منه إنهاء الفيلم بعبارة «القناعة كنز لا يفني» لينفي تهمة التحريض علي الصراع الطبقي، لكن المخرج استعاض عن ذلك بظهور الشخصيات الفقيرة، وقد تحلت بالعفة والطيبة والالتفاف حول بعضهما البعض في الأزمات والكوارث بينما صور الأغنياء بالجشع والصلف، لتأكيد الفكرة وترسيخها في أذهان المشاهدين، فليس كل الأغنياء حمقي، ولا الفقراء ملائكة، الضرورة أحيانا تقتضي ذلك.
حاول السيناريو أن يؤكد أن ما يفصل الحيين ليس نهر النيل، كما يبدو من الناحية الشكلية، فهناك نواح موضوعية كثيرة تحول دون تحقيق ذلك، فلا يستطيع سكان الزمالك أن يعيشوا في الحي الشعبي، ومن المؤكد أن أهالي بولاق غير قادرين علي استيعاب تفاصيل الحياة في هذا الحي الراقي. ربما يكون التواجد هنا أو هناك لضرورة الحاجة، فتذويب الطبقات أمر يحتاج إلى سنوات كثيرة، وإلى ثورة ثقافية وأخلاقية، يوزع من خلالها نصيب كل فرد من الفرص بما يستحقه وبما يتساوي مع قدراته وإمكاناته دون وساطات أو وصاية.
الدولة تأكل أولادها
إن اختيار (الورشة) وليس (المصنع) مكانا للعمل لم يكن اختيارا عبثيا، بل ساعد علي تمرير الفكرة، والالتفاف حول الأحداث باستدراج المرأة الثرية التي مثلت (الدولة) في استنفاد قدرة العامل (حسن) وإنهاك قدراته في تنفيذ رغباتها دون التقاط أنفاسه، وعندما يعجز عن تحقيق مطالبها يتم الإلقاء به علي قارعة الطريق، حتي لا يمثل عبئا عليها، فالحاجة إليه مقرونة بدرجة عطائه وحيويته، وفي مشهد بالغ الدلالة يفشل (حسن) في إشعال سيجارة المرأة الثرية (السلطة) في إشارة أن «بنزينه خلص« وليس بالطبع (بنزين ولاعته) بل قدرته علي الوفاء بالالتزامات المكلف بها تجاهها، وبالتالي فليس هناك حاجة للاحتفاظ به.
ولم يكتف السيناريو بما حاق بحسن والاضرار التي ترتبت علي تركه لبيته ولعمله، وجاء مشهد المرأة الثرية عندما صدمت ابنه بسيارتها فكسرت قدمه ليؤكد أن الضرر لحق بابنه أيضا، نتيجة تصرفاته غير المسئولة.
أخيرا.. إن الاستهانة بحقوق العمال تمت من قبل السلطة والسينما علي مر التاريخ ، في حين أنهم اضطلعوا بمسئولياتهم علي أفضل وجه في ظل أوضاع متدنية فقدوا فيها حقوقهم وعانوا من القهر، وبدا العمال الذين كانوا يسكنون العشش والحواري والقبور وكأن شيئا لم يتغير، فمن حيث بدأوا انتهوا ، هذا رغم التطورات العظيمة والنهضة الكبيرة التي أحدثوها ومازالوا ، بالإضافة لدورهم في حركة النضال الوطني، فهم كانوا ومازالوا الشرارة الأولي والأخيرة لنهضتنا وتقدمنا وعزتنا.. تحية إجلال لهم في عيدهم .
صورة فيلم الأسطي حسن
55





#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد السقا..فارس جيله
- الأمهات ستر الدنيا
- الناس اللي فوق والناس اللي تحت
- الانتظار المميت
- السقوط
- الفارس المهزوم
- الاعتداء الاخير
- الوهم
- الوشاح البنفسجي
- عيد ميلاد
- ترحال
- زهوة الالوان
- المسافة الوهمية
- طفولة
- القناع المزيف
- عبودية
- الرهان الخاسر
- كشف حساب
- بقايا امرأة
- الرقصة الأخيرة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أشرف بيدس - الأسطي حسن أشهر عامل في السينما السينما المصرية