أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - نصائح للراغبين في ركوب قطار العولمة !















المزيد.....

نصائح للراغبين في ركوب قطار العولمة !


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2349 - 2008 / 7 / 21 - 10:34
المحور: كتابات ساخرة
    


قال أحد الساخرين :
إذا رغبت في أن تكون [ حداثيا] وعولميا ، وتدشّن نفسك وأسرتك ضمن الحداثة وأنظمتها ، فما عليك إلا أن تتبع النصائح التالية :
النصيحة الأولى :أن تعلن أولا [ نيّتك ] ركوب قطار العولمة ، والنية في العولمة ، ليس مصدرها القلب ، كما في الشرع ، ولكن مصدرها الجوارح ، فما عليك صديقي إلا أن تربط نفسك [ بالشبكة الحداثية العولمية ] فاقتنِ أولا هاتفا لاصقا يلازمك ، كما جسدك ، يسمع نبضات قلبك ، وقلب كل المحيطين بك ، في كل أوضاعك ، حتى وأنت تقضي حاجتك !
ومن المستحسن أن يكون هاتفك من النوع الحديث جدا الذي يرسل الصور ويستقبلها ، ويُنشيء الرسائل ويرسلها ، وهذا بالطبع غير هاتف البيت ، أو هواتف البيت ، واعلم بأن كل هاتف ،غير مربوط بالإنترنت يؤخر انضمامك إلى [ شبكة الحداثة العالمية ] !
واعلم بأن امتناعك عن إدخال الدِّشات الفضائية ، والرسيفرات الرقمية ؛ دليل قاطع على نشوزك ، ودليل على أنك تنشغل أنت وعائلتك في المساء بقضايا أخرى ، قد تسبب ضررا للعولمة والحداثة ،لأن ألدّ أعداء العولمة في عصرنا الراهن ، هو الإنسان الغامض ، الذي تصعب متابعته ، وكشفه ، في كل أوضاعه ، عاملا وخاملا ، نائما وصاحيا ، خارجا وداخلا ، متحدثا وصامتا .
هل تعلم أن المواطن العادي ، في شوارع نيويورك مثلا ، تلتقط له عدسات ( العولمة ) أكثر من مائتي صورة يوميا ؟! .
تأكَّد بأن دخولك شبكة العولمة بهذه الطريقة يعتبر( فرض عين ) ، واجب التنفيذ ! إذا رغبتَ في أن تخرج من حالة البؤس واليأس والإحباط !
أما النصيحة الثانية ، فهي أيضا تدخل في باب [ فروض ] العولمة فإذا رغبت في الانضواء تحت عباءة العولمة ، فعليك أن تبدأ في ولوج ( باب القروض ) من المصارف ، ومن الشركات والمؤسسات ، وأن تجيد استخدام الشيكات وتُتقن فن شراء الأسهم في البورصات، حتى ولو لم يكن لشيكاتك رصيد ، المهم أن تكون أعصابك ، كأعصاب العولمة ، قاسية كالفولاذ .. فعندما تأخذ قرضا من أي بنك ، فأنت حينئذ إنسان أعلنت انضمامك بالفعل إلى العولمة ، فأنت تستفيد ، وتفيد ، كما أنك حين توافق على شروط القروض ،فإنك تكتشف أنك بايعتَ العولمة [ البيعة ] الأولى ، وهي البيعة ( القرضية ) ! وهي أنك وما تملك يمينك أصبحتَ ملكا خالصا لنظام العولمة وهذه هي البيعة الأولى !
والنصيحة الثالثة ، أن تكون مستعدا لتقبّل [ثقافة الحداثة ]
وثقافة الحداثة نمط جديد ، يقتضي أن تتخلص من كتبك بإحراقها في موقد إنضاج الطعام على مذهب أبي حيان التوحيدي أو أن تتدفأ عليها بحرقها في تَنُّور كما فعل الأديبُ الداراني ، أو أن تدفنها في باطن الأرض كما فعل عمرو بن العلاء ، أو تضعها في غار بعيد لتأكلها الأرضة كما فعل يوسف بن أسباط أو أن تقطعها إربا إربا وتطيرها مع الريح كما فعل سفيان الثوري،وكان يقول وهو يرميها في الهواء:
ليتَ يدي قُطعتْ من ههنا ، ولم أكتب حرفا !!
وعليك أن تكفّ عن التغني بفضائلك ، وفضائل الغابرين كالصدق والوفاء والأمانة والعطاء ، وعليك أن توقع عقد (البيعة الثانية ) ، وأول خصائصها أن توسع [ معدتك ] لأخلاط العولمة ، وأن تقتني بدل كتبك ومراجعك موسوعاتِ شيفات المطابخ الكبرى ، واحرص دائما على أن يتبع التوسعَ في المعدة ، ضمورٌ في النشاط الفكري والعقلي، واحذر أن توسع عقلك ومداركك .. وإليك وصفا للخليط الثقافي للعولمة :
تتكون ثقافة العولمة من ( منظومة الصحف المخملية ) والتي تحتوى على أخبار (آخر الموديلات ) وآخر صور الفاتنات ،مع نُتَف من النّكات والطرائف لترسلها إلى أصدقائك الجدد المنضوين تحت لواء الحداثة ، ولا تنسَ قصص الجرائم والرعب ، وعالم الأبراج والخيال .ومفسري الأحلام ، ومشايخ العولمة المحدثون . وتتكون أيضا من الأفلام المنسوخة على اسطوانات الكمبيوتر، وعلى مواقع الصور لتشاهد الفضائح والأسرار، لتتمكن بتلك القصص من أن تكون نجم الحديث في الجلسات، وأضمنُ لك بأن أنصارك سيتكاثرون، بحيث أنك ستصاب بالذهول لكثرة من يرغبون في أحاديثك الطلية !
أما إذا كنت مغرما بالسياسة ، فهناك من كتاب الفقه السياسي ما يشبع نهمك ، فهناك الراقصون على حبال السياسيين ، وهناك قرّاء طوالع السياسيين وأبراجهم ، وهناك المحللون السياسيون ، والمحرّمون السياسيون ، واعلم أن كثيرين من كُتَّاب السياسة ، يكتبون مقالاتهم ، حتى وهم يسيرون ، ويأكلون .
أما إذا رغبت في أن تنضم إلى [اللوبي الثقافي الحداثي ] فلا بد من أن تدرب نفسك على [ تيارات ما بعد الحداثة ] وهذه التيارات ، تفترض موتك ، وموت الإنسان ، ولا تكتب ، حين تكتب للبشر ، الذين يعيشون ، وإنما اكتب لأطيافهم ، التي تسير معهم ، وحاذر أن تكتب ما تفهمه أنت ، حتى لا يفهمك الآخرون ، فقد تصبح أحد رموز [ الحداثة ] .
أما النصيحة الرابعة : فعليك أن تتحدث في المنتديات ، والاجتماعات بغير لغتك ، وأن تكون قادرا على حفظ عدد ، لا بأس به من التعبيرات والمصطلحات الأجنبية، لتثير الإعجاب والدهشة في نفوس سامعيك !
واعلم بأن حفظ المصطلحات باللغات الأخرى سهلٌ ميسور ، وليس شرطا أن تفهم معناها ، بل كررها مرات ومرات حتى تعتادها .
أما النصيحة الخامسة : فعليك أن تُربّي أبناءك باعتبارهم سلعة من السلع ، وأن تنسى تعبير ( أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض ) فالأولاد يجب أن يتعلموا فنون [ استخدام المال ] وأن تعلمهم كيف يكونون قريبين من الخزائن ، وصناديق القروض ، والبنوك وقرّبهم – جهدك – من الأثرياء ، أو من مشاريع الأثرياء .
واجعل أمنيات الذكور أن يصبح الفرد فيهم ( مديرا لبنك ) أو مديرا لمؤسسة تتلقى الدعم من باب الله الواسع .
أما البنات فدربهن منذ نعومة أظفارهن ، وقبل بروز أثدائهن على الرقص ، أو الغناء ، أو التمثيل ، ودربهن على استخدام " أنوثتهن " كسلاحِ ابتزازي ! واجعل أمنياتهن أن يصبحن عارضات للأزياء ( وأشياء أخرى ) ! .
وإذا فشلت في ذلك فسوف يتحول أولادك ، بالرغم منك إلى مساحات إعلانية متنقلة لمنتجات عصرنا ،أو عبيدا يباعون ، ويشترون !
وإليكَ (مندوبات) العولمة أو مستحباتها أو فروض كفايتها ، ومن هذه المندوبات ؛ أن تتبنى بالتشجيع فريقا رياضيا وطنيا أو دوليا مشهورا ، ضد فريق آخر لا لأنك تعرفه ، بل لأنك تريد أن تغيض مشجعيه من المحيطين بك!
واعلم أن شروط التشجيع سهلة جدا ، فلا داعي لأن تكون ملما بقواعد الرياضة التي تشجعها ، أو أنك مارستها حتى في الطفولة ، وكنْ متعصبا بفريقك لدرجة النِّزال والتحدي ، ولا تلتفتْ إلى أكياس الدهون التي تتجمع فوق بطنك ،فالتشجيع لا يتطلب سوى أريكة فاخرة ، تصلح للجلوس والنوم ، وإلى جوارها طاولة تتسع لكل أنواع المكسرات الغالية الثمن وعلى رأسها اللوز الأبيض المعكوف ، واللوز البُنيُّ المدبب ، والبندق المستدير ، وصواني المعجنات المالحة والحلوة وزجاجات العصائر المهضمة ، وكل منتجات الشركات متعدية الجنسيات ، واعلم أن مقياس دخولك الحداثة والعولمة يكون بمقدار استهلاكك لهذه المنتجات ، فإذا استهلكت أكثر كنتَ أقرب إلى التخلص من حالة الإحباط التي تمر بها .
وإذا لم تتمكن من تطبيق ثلاث من نصائحي السابقة على الأقل ، فلن تدخــل [ جنة الحداثة ] أبدا ، ولن تتمتع بمباهجها ! .





#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المثقفون هم فقط الأدباء؟
- أوقفوا (جموح) الصحافة الإلكترونية !
- الآثارالعربية ... ومحاولة هدم الأهرامات !
- كتب مدرسية ( مُقرَّرة) في الجامعات !
- عوالق شبكة الإنترنت !
- من يوميات صحفي في غزة !
- الإعلام وصناعة الأزمات !
- محمود درويش يبحث عن ظله في الذكرى الستين للنكبة !
- مجامع اللغة العربية ليست أحزابا سياسية !
- لا تَبكِ.. وأنتَ في غزة !
- كارتر وهيلاري كلينتون وأوباما !
- الزمن في قصيدة محمود درويش (قافية من أجل المعلقات)
- أوقفوا هذا العبث في غزة !
- سؤال ديوان : لماذا تركت الحصان وحيدا لمحمود درويش ، حقلٌ من ...
- جمعية المختصرين !
- مأزق التعليم الجامعي في العالم العربي !
- هل المدرسون مُتطفلون على الوظائف الحكومية ؟
- موتوسيكلات .. لأوتو سترادات غزة !
- غفوة ... مع قصيدة مريم العسراء للشاعر أحمد دحبور
- في وصف إسرائيل !


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - نصائح للراغبين في ركوب قطار العولمة !