أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - ثورة 14/ تموز 58 والدروس المستخلصة منها















المزيد.....

ثورة 14/ تموز 58 والدروس المستخلصة منها


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 2349 - 2008 / 7 / 21 - 10:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1-
كثيرون كتبوا وعلّقوا وبحثو ا في ثورة 14/ تموز 58 المجيدة ، منهم إنشغل في وصف التغيير الذي وقع في صبيحة ذلك اليوم وقعْ الزلزال ، هل كان ثورة أم إنقلاب دون أن يعترفوا بأن إصطلاح الإنقلاب يمكن أن يكون أشمل وأعم حيث نقول : قلبت الأوضاع رأسا على عقب ، أو قلبت الطبقات أو إنقلبت طبقة العمال والفلاحين علىأعدائها ، أي إنقلبت الطبقة الوسطى والفقيرة على طبقة الإقطاع والشيوخ والآغوات والإحتكاريين ، وجاء هذا النفور من عبارة الإنقلاب ، من الإنقلابات العسكرية الفردية بعضها على بعض أي كانت تقتصر على تبديل الوجوه من نفس الطبقة ،مثل إنقلاب بكر صدقي وإنقلاب الزاهدي في إيران وإنقلاب جمال كورسيل في تركيا ووالإنقلابات العسكرية المتتالية في سوريا ، الزعيم حسني الزعيم ، ثم سامي الحناوي ثم أديب الشيشكلي ثم البعث فالأسد الأب وبعده أسد الإبن ، والإنقلابات التي وقعت في السودان ..الخ .

وحيث أن التاريخ ، تاريخ الشعوب وليس تاريخ الملوك والأمراء ، يدرس ويدرّس ليكون درسا تتعلم منه الأجيال اللاحقة ، فتلك الحوادث والتغييرات تتخللها أخطاء ونكسات وفشل في مواقع ونجاحات ومكاسب في مواقع أخرى وكل إنسان يعمل يخطأ مع التمييز بين الخطأ العفوي والخطأ عن العمل المسيئ المتعمد .
،2-
ولكون ثورة 14/ تموز 58 المجيدة ، أهم حدث مر على العراق في تاريخه الحديث وأن هذا الحدث أكثر الأحداث الذي إزدحمت فيه الإخطاء والنجاحات ، الخسائر والمكتسبات ، ولهذا وجب دراسته دراسة موضوعية من هذا المنطلق ،وإستخلاص الدروس النافعة منها وتجنب أخطاءها قدر المستطاع ، بعيدين عن العواطف والإنفعالات والتباكي على ما فات ومضى ، بعيدين عن التأثر للإإنتماءات بالقدر الممكن لأن الإنسان بطبيعته ميال الى تفسير الحوادث بما تتفق وأفقاره ، وهل كانت تلك النكسات حتمية أم مفتعلة ؟ أو هل كان بإمكان المسؤولين تجنبها آنذاك أم عجزوا أو قصّروا بذلك ؟، أم كان وضع القائمين بها كوضع المعلم عندما يرن درس الفرصة فيفقد السيطرة على التلاميذ ، هكذا تدفقت الجماهير الى الشوارع كالسكارى وهم ليسوا بسكارى !!..
3-
ولست أدعي أني في موقع المؤهل للقيام بهذه المهمة الصعبة وإن عايشت الحدث كفرد من الجماهير المتحمسة لها التي خرجت الى الشوارع منذ الساعات بل الدقائق الأولى من إعلانها ،كيف لا وكانت الثورة التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر ، بل كنتُ أتابع أخبار جبهة الإتحاد الوطني قبل وأثناء تشكيلها عن طريق أصدقاء قريبين من قيادة الحزب الشيوعي المشتركون في اللقاءات والمفاوضات .
4 -
ومن يقرأ الأحداث قراءة موضوعية نجد نفسه أنه لا يمكنه أن يحمّل طرفا دون الآخر ، ولكن هناك المسيئ المتعمد و المعادي لها وهناك المندفع في تأيدها الى درجة الهوس غير المتزن من شدة التأييد والإخلاص و الحرص عليها ، مما أضر في مسيرتها دون أن يدركوا ذلك ، وهناك من إفتداها مخلصة لها ولزعيمها حتى النهاية ، وهناك الإنتهازي ، هذا في الداخل أما في الخلرج فالمشكلة كانت أعظم .فهناك المدافع قولا وعملا كالإتحاد السوفيتي ، وهناك من دعمها وإنقلب عليها كعدو متآمر مثل مصر عبد الناصر مدعوما من الدول الإستعمارية كأمريكا وبريطانيا وبقية جيران العراق ، وهناك من وقف على الحياد متفرجا ينتظر نتيجة التجربة بل متوقعا نهاية مفجعة !..
5-
فالعناصر الداخلية المؤثرة والمحركة والفعّالة كانت : 1- حركة الضباط الأحرار ،
2- الأحزاب الوطنية ممثلة بجبهة الإتحاد الوطني 3- الجماهير المندفعة من العمال والفلاحين والطلبة والكادحين والنساء بوعي ودراية ، ومنهم بعفوية أو بدافع الإنتقام للفقر والكساد ، ومنهم بدافع الإنتهازية غسلا لما كان يسلكه ضد الحركات الوطنية لصالح الحكومة الرجعية أو أعمال مسيئة للشعب ومنهم تسيره العفوية الفوضوية !!
6 -
وما يهمنا هنا أو يفيدنا للدراسة بالدرجة الأولى هي : الجبهة الوطنية وأحزابها السياسية وأجنحتها العسكرية ممثلة بحركة الضباط الأحرار ، وهي الجهة أو الفئة الواعية ، هذه الجبهة التي كانت أصلا مختلفة في أهدافها ونواياها منذ البداية لإختلاف برامج أحزابهم التي كانت تمثل طبقتهم ، فكل حزب سياسي يعبر عن الطبقة التي يمثلها ، ومتفقة فقط في العنوان وهدف واحد هو إسقاط أو قلب أو تغيير الوضع السابق ، ولسان حال كل طرف يقول :" بعيدين الله كريم ..."،ولهذا فور نجاحها برزت الخلافات وطافت على السطح في الأيام الأولى بل منذ اليوم الأول والساعات الأولى ظهرت الشعاات المختلفة والمتناقضة ، فرفع البعثيون والقوميون شعارات الوحدة الفورية الإندماجية ، وأمة عربية واحدة... والشيوعيون رفعوا شعارات إطلاق السجناء السياسيين ، لأنهم كلهم كانوا من الشيوعيين وشعارات ضد الأحلاف العسكرية وإعطاء حقوق العمال والفلاحين ، أما الأكراد فاكدوا على الحكم الذاتي وإعادة القادة النمنفيين ، ولكنهم كلهم مشتركين في تأييد الثورة ، ولكن كل أرادها لصالحه ويعتقد أن صالحه هو صالح الوطن جميعا .
7-
الدرس الأول والأهم : يكمن في جبهة الإتحاد الوطني ، وتفككها منذ الأيام الأولى بل ربما من اليوم الأول من إنفجار الثورة ، تلك الجبهة التي كانت تمثل مسعى سنوات من اللقاءات والمناقشات والأخذ والرد ، ولم يكن ذلك مفاجئا بالنسبة للذي يعرف خارطة تلك الجبهة ومكوناتها المختلفة المناقضة في أهدافها لأن الجبهة كانت تمثل الخارطة السياسية الداخلية والخارجية ،المتصارعة المتناقضة رغم أنهم كانوا متفقين على مبدأ واحد فقط هو التغيير !! كل طرف يستعين بغيره في التغيير وإن كان عدوا له في التفاصيل ، ولهذا يقولون : الشيطان يكمن في التفاصيل !! ووجد أطراف الجبهة أنهم مفروضون بعضهم على البعض الآخر ولم يكن عندهم حل آخر أو طريقة أخرى إلا بالإتفاق ، وكل واحد ينتظر التغيير لإلغاء الآخر !! ، وكان الطرفين المتناقضين شديدي التأثير في الشارع ،الحزب الشيوعي العراقي بشعبيته الطاغية ، يعول على العمال والفلاحين والكادحين الذين كانوا يمثلون النسبة الكبيرة من الشعب العراقي ، و الطرف الآخر النقيض البعثيين والقوميين وكل من كان معاديا للشيوعية ويعولون على الدعم الناصري بالمال والسلاح والدعايا ، وعلى الغدر والإغتيالات وبكل الوسائل غير النظيفة وغير الشريفة ، كمحاولة إغتيال الزعيم في 59 وبعدها موآمرة الشواف في الموصل ، وآخرها إنقلاب 8/ شباط الأسود سنة63 و كانوا يعولون على الضباط الشباب المغامرين ،إلا أنهم يتفقون مع الشيوعيين بالطابع الثوري العنيف ، أما الحزب الوطني الديمقراطي ،فكان يختلف عن الأثنين في أهدافه وطرق عمله ، قال لي يوما أحد معتمدي الحزب المذكور قبل الثورة (الصديق المحامي رسمي توفيق العامل ) - : " نحن لا ننزل الى الشارع بل نقف على الرصيف ونصفق لمن ينزل "!! وموقفهم هذا كان يتفق مع المصالح الطبقية لأعضائه ، فأكثرهم كانوا من الطبقة المرفهة ، تجار وشيوخ وموظفي دولة كبار وأساتذة كليات و أصحاب معامل ومصالح أو أراضي شاسعة ، وداخل الحزب الديمقراطي كان هناك إنقسام بين طبقة التجار والملاكين أصحاب المعمل والمصانع من جهة وطبقة الأساتذة وكبار موظفي الدولة ، والفئة الأخيرة كانوا أكثر وعيا وأقرب الى الديمقراطية الحقيقية من من الشيوخ والتجار والملاكين والحزب بكامله وزعيمه كامل الجادرجي كانوا لا يؤيدون الرجّات العنيفة في المجتمع وإنما يريدون طريقا سلسلا وتدريجيا الى الديمقراطية ، ويعارضون عرض العضلات في الشوارع !! بل يسعون الى إصلاحية هادئة دون إغضاب المعسكر الرأسمالي ،ولا المعسكر الإشتراكي ويرفضون الوحدة الإندماجية بل يريدون تعاونا عربيا في مختلف المجالات ،أما الأكراد فقد أيدوا الثورة بكل قوتهم لأجل تحقيق حلمهم في الحكم الذاتي لا أكثر ولا أقل وكان تأييدهم معلقا على هذا المطلب ، ولم يعطوا لقيادة الثورة الفرصة والفسحة اللازمة لذلك ، ولهذا سرعان ما إنضموا الى الجبهة المعادية الى الثورة وزعيمها عبد الكريم قاسم ،وكان راس رمح المعارضين البعثيون والقوميون والرجعية ورقصوا وغنوا وصفقوا بإستشهاد الزعيم الذي إستقدم الملاّ مصطفى البارزاني من منفاه الذي طال ثلاثة عشرة عاما واُستقبل رسميا وشعبيا إستقبال الأ بطال !!!
8-
أمامنظمة الضباط الأحرار ، فهاك الضباط الشيوعيين المرتبطين الملتزمين بمنهج الحزب ، وضباط بغثيين وقوميين مغامرون مثل منذر الونداوي والعماش وغيرهم مدعومين مالا وسلاحا وخططا من القاهرة ومن المخابرات الأمريكية ، ومن الأكراد كما أن الديمقراطين يعرفون جيدا أن المنطقة والعراق بالذات كدولة نفطية مهمة جدا لا تحتمل قيام نظام شيوعي ولا أن تقع تحت نفوذ عبد الناصر ، والبعثيين والقوميين لم يكونوا مخلصين لعبد الناصر إلا بقدر مساعدتهم لإزاحة الشيوعيين عن طريقهم للإنفراد بالسلطة المطلقة ،هذا ما كان يدركه الحزب الوطني الديمقراطي وزعيمه الإستاذ كامل الجادرجي ، وأدركه عبد الكريم قاسم ولكن بعد فوات الأوان وكذلك إشارات من الإتحاد السوفيتي في المؤتمر العشرين لللحزب الشيوعي السوفيتي، عندما ألغى المؤتمر مبدأ " من لم يكن معنا فهو ضدنا " الى مبدا " من يعادي الإستعمار يكون معنا " أي إكتفي السوفييت بحكومات وطنية تسلك طريق الحياد الإيجابي و تدعو الى السلم والديمقراطية و تعادي الإحلاف العسكرية الإستعمارية ، وأدرك ذلك الحزب الشيوعي العراقي فيما بعد أي بعد فوات الأوان أيضا وأصدر صفحة كاملة من جريدة " إتحاد الشعب " معترفا بأخطائه ومعتبرا ذلك نصرا لأنه إكتشف الأخطاء قبل فوات الأوان مستندا على مقولة لينين " من لايعمل فقط لا يخطأ " ومتباهيا بجرأته لإعترافهم بالخطأ أمام الجماهير والشعب !! مما أحدث صدمة قوية لدى جماهيره ، وأعطى سلاحا جديدا بيد عدوه البعث والقوميين والرجعية ورجال الدين ، أما الزعيم فوجد نفسه كالربان في عرض البحر ويدرك أن عدد الركاب أكثر من تحمل القارب من الركاب وهم يتنازعون على ظهر المركب ، فلابد من التضحية بالبعض لسلامة البقية ولكن بمن يضحي أومن يلقي بنفسه في البحر أو من يختار الربان أن يرميه بالبحر وهل يمكنه ذلك قبل أن يلقوه الركاب في البحر !! وهذا ما حصل فعلا فقد ألقوه البعثيون والقوميون المجرمون أخيرا في مياه ديالى !!

فهل كان من المنطق أو المتوقع والمعقول إستمرار تلك الثورة كما خططوا لها المخططون بأن وضعوا العناوين ،وتجنبوا التفاصيل لأن في التفاصيل تكمن الشياطين كما يقال ، ففضلوا وضع عبارة " الله كريم ..بعد النجاح .. ." !!

9 -
والدرس الذي نتعلم من تلك الثورة ، براي ، هو أن كل جبهة وطنية أو غير وطنية تعقد بين جهات وفئات متناقضة في أهدافها ونياتها ومتفقة في العنا وين يكون مصيرها الفشل بل قد تؤدي الى الكارثة على الأثنين أحيانا وهذا ما رايناه في الأمثلة المار ذكرها أعلاه ورأيناه في الوحدة بين مصر وسوريا ،ورايناه بين الحزبين الكرديين بعد حصولهم على الحكم الذاتي في التسعينات ، وبين القوميين والعثيين ونراه اليوم بين أحزاب الإئتلاف الشيعي ، التي ترفع عنوان " الثوابت الإسلامية " والمرجعيات العظام !! من جهة والديمقراطين والعلمانيين من جهة أخرى ، وبين العرب والتركمان من جهة والأ كراد من جهة أخرى حول مسألة كركوك ، وليس بيدهم حيلة غير التأجيل أي تأجيل التصادم . وكأنهم ركاب زورق واحد في طريقهم الى اليابسة الى ساحة المبارزة ، ولكن في مصلحة الكل الإتفاق على إيصال الزورق الى اليابسة وتصفية الحسابات ، فلابد هناك من منتصر وغالب ومنكسر وفاشل .وهذا سيظهر جليا بعد إزاحة الهراوة الأمريكية من على رؤوسهم .

10
كثير من العراقيين يحمّلون الحاكم الأمريكي ، بول بريمر ، سبب إدخال العراقيين في نفق الطائفية المعتم ، بتشكيله مجلس الحكم الطائفي بعد سقوط صدام ودكتاتوريته ، ذلك الحاكم الذي أتى لتأسيس حكم علماني ديمقراطي بعيدا عن المحاصصة الطائفية ؟ ولكن عندما وجد أمامه طغيان ديني إسلامي – و قومي كردي ، وتقلص شعبية الأحزاب العلمانية الديمقراطية والحزب الشيوعي العراقي ، فأصبح كالخياط الذي يأتون له بقطعة قماش مزركشة بألوان مختلفة ليخيط لهم قاط أو بدلة من ذلك القماش ، فهل كان بإمكانه أن يخيط منه ملابسا بلون واحد أو لونين أو اللون الذي يريده !!! ، ففصّل ، الحاكم بريمر ، مجلس الحكم الذاتي من قماش المجتمع العراقي !!

وإضطر أن يخيط من القماس الأسود الشيعي ومن لون الأصفر الكردي وما تبقى من الأحمر!الشيوعي والأبيض المستقل ! في الوقت الذي هو و سادته ، بوش الأب ، إستعانوا بصدام حسين ، لقمع ذلك الطغيان الإسلامي بمنتهى القسوة التي سميت ب " الإنتفاضة الشعبانية " وهو وسادته سكتوا عندما ضرب صدام الأكراد بالكيمياوي ،وصفقوا عندما أصدر البعثيون مرسوما بإبادة الشيوعيين في 63 ، فالتقسيم الديني الطائفي فُرض عليه وعلى من جاء بعده فرضا بدلالة أن العلماني ، أياد العلاوي ، لم يتمكن من إزاحة الأحزاب الإسلامية من الساحة السياسية بل هم أزاحوه دون رجعة ولكن شعوبنا دائما الغريب هو المعيب وهو المذنب .
قبل مأئتين وخمسون سنة لم يؤسس الأمريكان في بلدهم فيدرالية دينية أو قومية ، لأن المجتمع لم يتقبل ذلك المبدأ في الحكم أي تحكم الدين ورجاله في الحكم .

11-
والآن نرى أن الحزب الشيوعي وبقية العلمانيين وقعوا على دستور الثوابت الإسلامية الى جانب المبادئ الديمقراطية !! أي على الحكم الإسلامي ، وكذلك وقعت الأحزاب الإسلامية والمتطرفة منها على الديمقراطية الى جانب الثوابت الإسلامية !!! وتجنبوا التفاصيل لكي يتجنبوا الشياطين حيث تكمن في التفاصيل كما يقال ،
وهذه الجبهة بين الأطراف المتناقضة تختلف عن الجبهة قبل ثورة 14/ تموز 58 ، لأن تلك الجبهة كانت للتغيير وكان لابد منها ،وإن إختلفت الأهداف وتباينت النووايا ولكن الآن ليست جبهة للتغيير وقلب طبقة على طبقة ، فالتغيير وقع في 9 /نيسان 2003 واليوم هو دور صناعة التوعية والديمقراطية ، فليس من التوعية أن يشترك أقصى اليمين مع أقصى اليسار ، خحيث تضيع المسؤولية وتختفي المعارضة ، وهذها تجاوز على مباديئ الديمقراطية .

12-
الجبهات التي تتفق على العناووين ، يكون مصيرها الفشل وأحيانا كارثيا ، وهكذا كانت الجبهة بين البعثيين والقوميين ومن الجهة الثانية الكورد لأسقاط الزعيم عبد الكريم قاسم وكانت النتيجة حرب شعواء على الأكراد التي سماها ، عماش ب " النزهة " وكانت حصيلة تلك النزهة مئات بل ألاف الضحايا من " ولد الخائبة " من الطرفين ، والأمثلة كثيرة ومتعددة لا تعد ولا تحصى .

الخلاصة
لم نر في الأنظمة الديمقراطية منذ نشأة الأنظمة الديمقراطية فيها جبهات سياسية تجمع أحزابا سياسية معادية بعضها للبعض الآخر حد الإلغاء ، لأن ليس عندهم مبدأ : "الله كريم ..." أي بعدين نصفي الحساب ، بل هناك جبهات سياسية بين أحزاب متقاربة في المبدا والتوجه السياسي ، وتبقى الأحزاب المختلفة معها كجبهة معارضة ، وهذا هو مبدأ الديمقراطية الحقيقي ، بتواجد معارضة سياسية تكون بمثابة مراقبة لأعمال الحكومة وتحصي أخطائها للمعركة الإنتخابية القادمة ، وليس كجبهة الشيعة والسنة وأن خطأ الشيعة بالنسبة للسنة أنهم شيعة ليس إلا والعكس بالعكس !!!

مثل هذه الجبهات والإتفاقيات موجودة فقط في المجتمعات العربية الإسلامية التي تفتقد الى الوعي الديمقراطي الحقيقي ، فإذا لم يشترك أي حزب في الحكومة يعتبرنفسه مهمشا !! و المفروض الا يشترك ليقود المعارضة ، بل الأفضل له ألا يشترك لأن إشتراكه يحرمه من المعارضة وتشكيل حكومة الظل ،كما يكون من صالح الحكومات العربية والإسلامية أن يشترك معارضيها معها في الحكم كي تغلق عليها باب المعارضة كالجبهات القرقوزية التي كانت بين الحزب الشيوعي الحاكم وبقية الأحزاب في الدول الأشتراكية ، وبين حزب البعث الحاكم وبين الأحزاب الشيوعية في العراق البعث وسوريا البعثية !! لأنه لايمكنه أن يعارض نفسه وإشتراكه في الجرائم إن حدثت على مبدأ المسؤولية التضامنية ، ، كالذي إسمه بالحصاد ومنجله مكسور ، كما يقال .الجبهات السياسية لا تعقد بين الحاكم والمحكوم كما تجري الآن !!



والحل
الوحيد ، برأي المتواضع ، هو تنمية الوعي الديمقراطي الحقيقي ، لا فقط أن يتعلموا أن الديمقراطية معناها حكم أو تسلط الأكثرية على الأقلية ، ثم ضم المعارضة اليها ، لتلافي معارضتها وإشراكها في المسؤولية ، ثم الديمقراطية ليست نظام ألي ميكانيكي بل تتصف بالأخلاق والسلوك الإنساني منذ الطفولة كبديل التعصب الديني والقومي والطائفي والعشائري ، وخلافا لذلك سوف لم ولن نتوصل الى الإستقرار وبالتالي لم نتوصل الى الديمقراطية الحقيقة لا الديمقراطية المشوهة .
فليس في الديمقراطية ،وإنها لا تتفق وتقاليدنا وخصوصياتنا ، ولا العيب في طبيعة المجتمع بل العيب كل العيب في تربية النشئ وعدم تثقيفهم بمبادئ الوطنية والإنسانية ، وهذا هو الرد على الإنتهازيين والمنافقين بأن الديمقراطية لم تخلق لنا لأنها تتعارض مع خصوصياتنا الدينية والقومية !!




#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية ، بطون وأفواه ..!
- اليوم الثاني..!
- لماذا نجح الأمريكان ... وفشل العراقيون ؟
- لماذا نجح الأمريكان ...وفشل العراقيون ؟
- على المالكي ، أن يكون ر. حكومة ودولة أو لايكون
- البطل الذي لم يمت !!
- من يخرج العربة العراقية من أوحال الطائفية ؟
- دواة علمانية ديمقراطية في العراق !! ولكن كيف ؟
- هل سيتعافى العراق يوما؟ أشك في ذلك !
- السقوط ..!
- الفتوى الأمريكية والعجرفة التركية
- السيناريو ..!
- الصدمة..!
- الأمريكان يقسّمون العراق ، بعد أن قسمه قادته وملاليه ..!
- الأمريكان يقسمون العراق ، بعد أن قسمه قادته وملاليه ..!
- طارق الهاشمي و- عقده الوطني -
- مقتدى الصدر ..وجيشه النظامي ..!
- الطائفية .. والطائفيون..!
- الفاشية الدينية هي المدانة في مجزرة سنجار لا غيرها
- كيف يحلون المشكلة اولئك الذين هم المشكلة !


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - ثورة 14/ تموز 58 والدروس المستخلصة منها