أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين المغربي - مقارنة بين المدرسة الواقعية والشكلانية في الأدب والفن2















المزيد.....

مقارنة بين المدرسة الواقعية والشكلانية في الأدب والفن2


ياسين المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 11:01
المحور: الادب والفن
    


لقد احتفظت النزعة الشكلية , على ارتباط وثيق بينها وبين المراحل التاريخية التي مر بها تطورها , وضلت تخفي وجهها تارة في الوضعوية العلمية , وتارة اخرى متذرعة بالحداثة والتجديد , ورغم ان المنهج الشكلي يفرض هزالا على الفن ويقصر الشعور الجمالي على الشكل الخالص , الا انه فرض نفسه فرضا وفي كل الحقب باعادة انتاج ادوات صراعه ضد المدارس الاخرى .
يقول ايخنباوم وهو مؤرخ ادب كرس حياته لدراسة كاتبين روسسين , هما ليرمانتوف وتولستوي وهو احد منظري الاتجاه الشكلي ( لقد اصبح لمفهوم المنهج على وجه العموم ابعاد غير محدودة , هو يعني الان الجم الكثير من الاشياء , اما بالنسبة الى الشكلانيين , فليس المهم منهج للدراسات الادبية , بل منهج للادب كموضوع للدراسة
لقد جاءت الشكلانية في الوقت الذي عرفت فيه روسيا ازمة منهجية ,خاصة في مجال الادب والدراسات الادبية, وكان لزاما على هدا التيار ان يستند الى اطروحات حازمة, ويرفض كل اشكال التراضي , وقد تحمس الشكلانيون في البداية للوضعوية العلمية , من رفض للمسلمات الفلسفية والتاويلات السيكولوجية والجمالية الخ ...لذلك وجد الشكلانيون انفسهم منشغلين بالوقائع , ومبتعدين اكثر فاكثر عن الانضمة والقضايا العامة اي (الاتصال بالواقعة الفنية لان الفن يستلزم ان يدرس عن قرب والعلم يريد ان يكون عينيا )
ان مبدا نوعية العلم وعينيته, هو المبدأ المنضم للمنهج الشكلي , كما ان عنصر التطور هو ايضا عنصر هام بالنسبة الى تاريخ المنهج الشكلي , لان خصوم هده المدرسة قد تعاملوا مع هذا المنهج تعاملهم مع نظام ساكن من (الشكلية) افادتهم في وضع تصنيفات مبسطة ...مع الاشارة الى ان اي تيار يسهل انتقاده من هذا الموقع .
لقد قدر الشكلانيون النظرية كفرضية للعمل, تمكنهم من فهم والاشارة الى الوقائع , واكتشاف صفتها النظامية والتي بفضلها تغدو تلك الوقائع مادة للدراسة , ثم كانوا يضعون مبادئ ويتمسكون بها في حدود امكانية تطبيقها, على مادة ما فاذا اقتضت تلك المادة تعقيدا او تغييرا لمبادئهم كانوا يفعلون ذلك مباشرة , ان اي علم يجب ان (يكون كذلك اذا وجد اختلاف مابين النظرية والقناعة فلايوجد علم جاهز لان العلم انما يعيش متخطيا الاخطاء وليس وهو يضع الحقائق )
لقد تحولت المنهجية حسب ايخنباوم الى علم مستقل ملموس يضع الادب كموضوع للدراسة ويتركز الاهتاما في اطاره على جوهر المادة المدروسة .

ليس الادب والفن عموما كما يؤكد (لوكاتش) الاوعي الانسانية بذاتها , وتناقضات تطورها , ومآزق المأسوية ومفارقاته المظحكة, وهو مايمكن معايشته وتجربته وجدانيا في معرفة معمقة بالذات تصاحبه صدمة عقلية, فيما يتصل بالاسئلة الكبرى حول عما هو الانسان وام اهو مصيره .
ان تطوير الطاقة الانسانية هدف في ذاته في المجتمع الاشتراكي المقبل (راس المال _المجلد الثالث_الطبعة الانجليزية ) وقد افرد ابراهيم فتحي في تقديمه لكتاب الماركسية والفن الحديث مقالا تحدث فيه عن ثروة الحساسية الانسانية باعتبارها زاوية النظر الصحيحة الى الخصوصية الادبية ومن امثلة تلك الحساسية الانسانية عند ماركس الاذن الموسيقية والعين التي تعشق الجمال و علاقة الحب بين الرجل والمراءة التي ترتفع بالحاجات الطبيعية الى مستوى تبدال للمشاعر والى معيار روحي وجمالي وكل ذلك يجد تجسيدا له في الاداء اللغوي الذي هو الواقع الفعلي الاول للوعي الانساني
سنة 1853 نشر شيرنيشفسكي وهو ناقد ادبي وعالم اقتصاد شهير وفيلسوف . رسالته عن الحياة وعلم الجمال يشن فيها هجوما على النظرية الجمالية , عند المثالية الفلسفية وخاصة في قمتها الكلاسيكية في اعمال هيجل وتلميذه ف ف فيشر, وهده النضرية ترى ان مايبدوا جميلا للانسان هو مايقبله باعتباره التحقق الكامل لفكرة معينة ولكن الفكرة لا يمكن ان تتحق بالكامل في شيئ جزئي لذلك فان الفن الذي يهدف الى الكمال المثالي يحتوي دائما على عناصر من الاسطورة والوهم وهده العناصر تتحطم تدريجيا بتقدم العلم الذي يؤدي تبعا لذلك الى تدهور في الفن فاذا تجرد الفن من اوهامه فان الجمال المثالي الذي يصوره الفن يفقد مقدرته على تقديم العزاء الى الناس وعلى تخفيف الامهم الناجمة على افتقار الواقع للكمال .
ان الواقع والحياة وتنوع اشكال الوجود اكبر بكثير من قطعة وهم تنشد افقا فنيا ..وهو ما سيشير اليه شيرنشفسكي بقوله ان الواقع اعضم من الاحلام وان الدلالة الجوهرية اكبر اهمية من الادعاءات الوهمية
ان الفن ابعد من ان يكون اسمى من الحياة وارقى اشكال الفن لا يمكن الا ان يكون انعكاسا شاحبا لها
ان نظرتنا الى الحياة مختلفة باختلاف انتماءاتنا الاجتماعية والتقافية والعقدية....مما يؤدي في بعض الاحيان الى فهم هجين ومشوه عنها . فبعض الفنناين والكتاب والروائين حتى اولئك المحسوبين على الاتجاه الواقعي الاشتراكي اكتفوا فقط برصد رؤية ساخطة وهجائية للواقع لم تغادر البعد الغنائي المتفجع والمتفجر تمنعه طقسية الصخب والعنف من التغلغل في عمق التركيبة الدرامية والتقاط الممكن مما هو كائن والصيروري في الساكن كما يشير الناقد عبد الرازق عيد في مقالته الغزيرة حول جدل الثقافي والفكري .
ولن يكون دلك الرصد صحيحا الى بابراز القيم تاريخيا كما يقول بريخت ليس صراخا في وجهه فحسب بل فعلا فيه ولدك بملاحظة القوى الفاعلة فيه ....الطبقة العاملة .
يؤكد شيرنيشفسكي في ان الوضيفة الجوهرية للفن هي ( ان يعيد الفن انتاج كل مايستشير اهتمام الانسان بالحياة ) واعداة الانتاج هده تسمح للفن على نحو ما بقول رأيه في الحياة ونتيجة لدلك يصح الفن ( نشاطا انسانيا ذو طابع اخلاقي )
لناخد العبارة التالية (هدا تصوير جميل لشيئ) انها تبرز لنا نجاح الفنان في التعبير عما يريد توصيله ورغم ان العبارة قد تشير الى الشكل دون المحتوى الا انها لا تعني الفصل بينهما .
وعملية اضفاء الاكتمال على الشكل (وحدة الفكر والصورة ) ليست خاصية مميزة للفن وحده _حينما نأخد بعين الاعتبار المعنى الجمالي لكلمة (فن رفيع) فحسب_ اما الجمال بوصفه الفكرة والصورة او بوصفه التحقق الكامل للفكرة فهو هدف للفن باوسع معاني الكلمة . ودف كل القدرات الماهرة هو في الحقيقة هدف كل نشاط تطبيقي للانسان "" شيرنشيفسكي .......................................يتبع



#ياسين_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنة بين المدرسة الواقعية والشكلانية في الأدب والفن
- هي ...أنا والغرفة رقم 2 /2
- هي... أنا ....والغرفة رقم 2 /1
- عشر اسئلة الى ريتسوس
- مفهوم التجارة ودورها في الحياة الاقتصادية للمجتمع –عند غوغول ...
- مع غيفارا
- هنا والان ...صدقيني
- هنا والان ...
- حديث في شعاب الزيتون
- ظل مرﺁة
- اليك
- نهاية
- هل قيلت جميع الكلمات
- هي والسفر ....
- قنطرة فوق نهر .....تلك الربما ....
- مع نيرودا
- دفاتر رجل...في نسيان
- دائم الجريان
- خفقات انثوية
- نشيد الحب ...انا الطريق انا الخلاص


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين المغربي - مقارنة بين المدرسة الواقعية والشكلانية في الأدب والفن2