أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - رايس تدير الحملة الانتخابية لماكين!















المزيد.....

رايس تدير الحملة الانتخابية لماكين!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2348 - 2008 / 7 / 20 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يبقَ لدى إدارة الرئيس بوش، في أرذل عمرها السياسي، من "أهداف" تسعى، أو تقاتل، لتحقيقها، فالذي كان "هدفاً" تَمخَّض سعيها إليه (بالحديد والنار في المقام الأوَّل) عن "نتائج عملية"، ذهبت به، وكأنَّها، أي تلك الإدارة، لم تُرِدْ، ولم تسعَ لتحقيق ما أرادت، إلاَّ لتحصد نقيض ما أرادته، وسعت إليه.

ولو نظرنا إلى تلك "النتائج" بالعين المجرَّدة فحسب (فلا حاجة إلى المجهر) لاكتشفنا أوَّلاً أن لا شيء يُعْتدُّ به من "الأهداف" قد تحقَّق، ولاكتشفنا، من ثمَّ، أنَّ تلك "النتائج"، وفي معظمها وأهمها، هي الآن ما يتحدَّى تلك الإدارة أن تفعل شيئاً لتغييرها، ليس بما يخدم مصالح استراتيجية للولايات المتحدة (فهذه ليست بالمهمة الممكنة واقعياً الآن) وإنَّما بما يقلِّص حجم الضرر الذي لحق، ويلحق، بتلك المصالح.

"الواقع" الذي خلقته إدارة الرئيس بوش؛ ولكن رغماً عنها، إنَّما يتحدَّاها الآن أن تفعل شيئاً قد يساعد في ترجيح كفَّة "المرشَّح الجمهوري" على كفَّة "المرشَّح الديمقراطي"، وفي تقييد القدرة النووية لإيران بما يحول بينها وبين التحوُّل إلى قوَّة نووية عسكرية، وفي التوصُّل إلى اتفاقية مع حكومة المالكي تسمح للولايات المتحدة بالاحتفاظ بوجود عسكري في العراق بعد 31 كانون الأوَّل المقبل، وفي التوصُّل إلى نتيجة، عبر "مفاوضات السلام" بين إسرائيل والفلسطينيين، يمكن تأويلها على أنَّها نجاح لمسار أنابوليس.

في "التحدِّي النووي الإيراني"، شرعت إدارة الرئيس بوش، أو "جناحها الدبلوماسي"، الذي تمثِّله رايس على وجه الخصوص، تحاول (بالتعاون مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا) التوصُّل إلى نتيجة قد تسمح لها بادِّعاء النجاح في "نزع الوحشية" من البرنامج النووي الإيراني، وفي تقييده بما يمنع إيران من التحوُّل إلى قوَّة نووية عسكرية.

إنَّها دبلوماسية فاسدة تلك التي تحاولها إدارة الرئيس بوش الآن، فلا سند لها في "مرجعية كلاوزفيتس"، فهذا المفكِّر العسكري الاستراتيجي الألماني العظيم فَهِم "الدبلوماسية" على أنَّها الجهد الذي يمكن ويجب بذله واستنفاده توصُّلاً إلى إقناع الخصم بقبول مطالب صاحب هذا الجهد، فإذا فشلت محاولة الإقناع بدأت محاولة الإكراه، أي الحرب. تلك هي الدبلوماسية في معناها السوي والسليم؛ أمَّا أن تبدأ جهداً لإقناع الخصم بعد، وبسبب، فشلكَ في إكراهه على قبول مطالبكَ من خلال التلويح بالعصا الغليظة، وقرع طبول الحرب، فهذا إنَّما يعني أن لا خيار قد بقي لديكَ سوى "الدبلوماسية الفاسِدة" كالتي تحاولها إدارة الرئيس بوش الآن عبر رايس.

وإنَّ خير دليل على ذلك هو أنَّ طهران تَفْهَم (ويحقُّ لها أن تَفْهَم) هذا الارتفاع المفاجئ في "منسوب الروح الدبلوماسية" لدى إدارة الرئيس بوش على أنَّه إقرار، ولو ضمني، بعجز تلك الإدارة عن اتِّخاذ الحرب وسيلة لحل "أزمة تخصيب إيران لليورانيوم" بما يوافِق مصالحها وأهدافها المشترَكة مع إسرائيل، وكأنَّ حرباً لم تُطْلَق فيها رصاصة أو قذيفة واحدة قد شُنَّت على إيران، التي خرجت منها منتصرة!

لقد قرَّرت رايس (بعدما استبد الشعور بالعجز بزعيم جناح الحرب تشيني) أن تُرْسِل مساعدها برنز إلى محادثات جنيف بين المفاوِض الإيراني جليلي وبين الممثِّل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي سولانا وممثِّلي فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين؛ وقرَّرت أن تكون مهمته "الاستماع".

ويكفي أن يظهر برنز في هذا الاجتماع حتى يتأكَّد جليلي أنَّ اقتناع إدارة الرئيس بوش بعجزها عن خيار "الحل عبر الحرب" هو ما حَمَلَها على اللجوء إلى هذه الدبلوماسية الفاسِدة، وحتى يقتنع، أو يزداد اقتناعاً، بالتالي، بأنَّ تلك الإدارة هي الآن كالعرب في "سعيهم الدبلوماسي"، وبأنَّ إيران يمكنها، وينبغي لها، أن تكون كإسرائيل في موقفها من هذا الإفراط في الاعتدال العربي. وليس من فَرْق كبير، أو نوعي، بين أن تأتي إلى خصمكَ لتفاوضه من موقع العجز عن اللجوء إلى خيار الحرب الذي طالما لوَّحتَ به وبين أن تأتيه من موقع مَنْ مني بهزيمة عسكرية فعلية، فهو وليس أنتَ من يحقُّ له القيام بعمل "الحَلْب".

برنز إنَّما حضر لكي "يَحْلِبَه" جليلي وهو (أي برنز) معتصماً بحبل الصمت؛ وإذا أرادت إدارة الرئيس بوش "نجاحاً" فلن تحصل إلاَّ على نجاح يحفظ لها ماء الوجه في "القضيتين"، أي في الملف النووي الإيراني، وفي ملف اتفاقيتها الأمنية مع حكومة المالكي.

في "النجاح الأوَّل"، تظل إيران محتفظة بقدرتها النووية على صنع القنبلة النووية في الوقت الذي تشاء أو تراه مناسباً، وبقدرتها على المضي قُدُما في تطوير وزيادة تلك القدرة، معطيةً إدارة الرئيس بوش ما يسمح لها بتصوير ما حدث على أنَّه نجاح لها في تشييد سور صيني بين البرنامج النووي الإيراني وصُنْع إيران لأسلحة نووية، وكأنَّ "الهدف الكامن"، أو "الضمني"، هو تمكين ماكين من الوصول إلى البيت الأبيض، ليقرِّر هو، في ظرف أفضل، ما الذي يمكنه فعله للقضاء على تلك القدرة النووية الإيرانية.

أمَّا في "النجاح الثاني" فيَحِلُّ "الأُفْق الزمني" محلَّ "الجدول الزمني"، فتَظْهَر "الاتفاقية الأمنية" إلى حيِّز الوجود، وتظل الولايات المتحدة، بالتالي، محتفظة بوجود عسكري في العراق، بعد 31 كانون الأوَّل المقبل، ليقرِّر ماكين، إذا ما أصبح رئيساً، وفي ظرف أفضل، ما الذي يمكنه فعله لجعل العراق ألمانياً أو يابانياً أو كورياً جنوبياً لجهة علاقته العسكرية والاستراتيجية بالولايات المتحدة.

"جناح تشيني" مدعوٌ الآن إلى التواري والاحتجاب؛ لأنَّ إشعال فتيل الحرب، قبل بدء انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، هو خيار الحمقى؛ أمَّا "جناح رايس" فمدعوٌ إلى الظهور، وإلى العمل، إيرانياً وعراقياً، وكأنَّه يدير ويقود الحملة الانتخابية للمرشَّح الجمهوري ماكين، فإذا خَلَف ماكين بوش نُقِلَت "الراية ذاتها" من يد السلف إلى يد الخلف، لتقرِّر "الإدارة الجمهورية الجديدة"، وفي ظرف أفضل للجمهوريين وللولايات المتحدة، ما الذي يمكنه عمله، توصُّلاً إلى الأهداف نفسها، إيرانياً وعراقياً. أمَّا إذا فشلت الحملة السياسية ـ الانتخابية التي يقودها "جناح رايس"، وأظْهَرت نتائج الانتخابات فوز المرشَّح الديمقراطي، فعندئذٍ، يمكن أن يُتْرَك لـ "جناح تشيني" أمر القيام (مباشَرةً، أو عبر إسرائيل، أو بالتعاون معها) بـ "مغامرته العسكرية الأخيرة والكبرى".





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أزمة المعلومات- في جرائدنا اليومية!
- -الدولة-.. عربياً!
- -اتِّفاق التهدئة-.. نتائج وتوقُّعات!
- غساسنة ومناذرة ذهبنا إلى باريس!
- تسلُّح مُنْتِج للضعف!
- توقُّع الأسد.. و-مبادرة- فياض
- هل يخضع نفط العرب ل -انتداب دولي-؟!
- بيريز الغاضب على عباس!
- مهاجمة إسرائيل لإيران.. متى تغدو حتمية؟
- خبر له وقع الصاعقة.. من -فينيكس-!
- من أجل صحافة على هيئة -منشور زجاجي-!
- مدراء وموظَّفون!
- لماذا تردُّ طهران على -التهويل- ب -التهوين-؟
- أسئلة الحرب!
- تهدئة مع حصار مخفَّف قليلاً!
- صحافة الموت وموت الصحافة!
- جدل -الأزمة السكانية- في مصر!
- خطوة سعودية قد تكون تاريخية!
- -الفشل الوشيك- و-التحدِّي الكبير-!
- نمط استهلاكنا مهدَّد ب -الصَّوْمَلَة-!


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - رايس تدير الحملة الانتخابية لماكين!