أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - قبطي يفوز بجائزة الإخوان المسلمين !















المزيد.....

قبطي يفوز بجائزة الإخوان المسلمين !


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2348 - 2008 / 7 / 20 - 10:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وصلتني رسالة إلكترونية من الأخ سمير وهو مصري قبطي مقيم في أمريكا، سألني فيها سؤالاً وجيهاً وهو:هل الإسلام دين منغلق لا مكان للآخر المغاير فيه؟! فرددت عليه بأن إسلامنا الحقيقي-إسلام محمد(ص) وصاحبته الميامين- واسع ورحب، ولكن ضيقه علينا الفقهاء بفتاويهم المغرضة، وأن إسلامنا يسر لا عسر، وأنه دين الوسطية. هذا هو الإسلام كما عرفته من منابعه الأصلية،قبل أن تعبث به يد المتأسلمين في كل عصر وزمان،وأنه دين منفتح على جميع الأديان، وأنه دين الحوار لا التصادم كما يروج المتفيقهون الآن عبر الفضائيات،والدليل على ما أقول أن رسولنا الكريم(ص)كان يلتقى بوفود اليهود والنصارى ليقنعهم برسالته الجديدة في مسجدة،أما استنادهم إلى بعض نصوص القرأن وبعض الأحاديث ليبرروا بها فتاويهم الدموية فأرد عليهم بقول الإمام على كرم الله وجهه، أن "القرآن لا ينطق وهو مكتوب"وقوله " القرآن حمّال أوجه"، فالإمام علي في حربه ضد معاوية كان كل منهما يشحذ جنوده ويشجعهم على حرب الآخر بنفس الآيات، بعد أن أولها كل منهم حسب غرضه ليقنع تابعيه بشرعية الحرب وأن الحق معه. فنحن الذين ننطق الآيات ونجعلها تتكلم، لذلك لم يفسر القرآن لا الرسول(ص) ولا صاحبته الميامين؟
لماذا؟
لأنهم لو تركوا لنا تفسيراً واحداً للقرآن للإلتزمنا جميعاً به،فتركوا تفسيرة حراً ليناسب كل عصر وأوان، ولكن متأسلمي اليوم ينطقون القرآن بغير ما أراده الله له، بمعني أنهم إنتقائيون يختارون من القرآن والسنة أعنف النصوص المنتزعة من سياقها،والرسول صلى الله عليه وسلم ما خير بين شيئين إلا وأختار أيسرهما، فاختاروا من التراث كل ما لا يوافق روح عصرنا وأحياناً كل ما يصدم عصرنا، عصر حقوق الإنسان ،ومساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات، والمسلم بغير المسلم،عصر المواطنة الكاملة حيث الجميع سواسية كأسنان المشط، لقوله تعالي "كلكم لآدم وآدم من تراب"، فلا فرق بين مواطن ومواطن إلا بالتقوى والعمل الصالح، هذا هو ديني الذي أحبه وأعرفه وأعترف به، أما دينهم،فهو دين التعصب والدم والإنغلاق وكراهية الآخر المغاير (اليهودي والمسيحي)،بل وحتى المسلم من طائفة غير طائفتهم، هذا الدين لا أعرفه ولا أعترف به، فقد ضيقوا علينا رحمة ربنا التي وسعت كل شيء.
فالمتفيقهون المتأسلمون- مثلاً - تركوا كل أسماء الله الحسني وإختاروا منها "المنتقم" و"الجبار" يقول نشيدهم:"إنها إرادة الجبار فينا" بدل "الرحمن فينا"... ولماذا لا يذكروا "الرحمن"، "الرحيم"، "الغفار"، لماذا لا يذكروا قول رسولنا الكريم"كتب ربكم على نفسه الرحمة"؟ ولماذا يتركون آيات العدل والإحسان والرحمة الكثيرة في القرآن التي تحث على مساواة المرأة بالرجل مثل قوله تعالي"هو الذي خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها"،"من أنفسكم"أي مساواة كاملة بين الرجل والمرأة وقوله"المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض" في المشورة والعدل، ويتمسكون بقوله تعالي"الرجال قوامون على النساء" و" للرجال عليهن درجة"، تركوا كيفية الدعوة إلى الله والإسلام في قوله تعالي "إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" وأصبحوا يدعون إلى الله بالقنابل والمدافع والرشاشات والخطف والذبح، وكل من يخالف رأيهم من الكتاب والمفكرين يهدرون دمه، فلقد أمرنا الله بالدعوة إليه وإلى دينه بـ "الحكمة" و "الموعظة الحسنة" وإذا لم نستطع إقناع الآخر بحجتنا فبـ"الجدال بالتي هي أحسن"، أي الجدال دون عنف ... ودون إكراه... ولذلك قال تعالى مخاطباً رسولنا الكريم "ولو كنت فظاً غليظ القلب لإنفضوا من حولك".
صدقت يارب فيما قلت، فلقد إنفض العالم من حولنا الآن لأننا فظاظ وغليظي القلوب، ولم نتبع كلامك ولا سنة نبيك المصطفى،فنحن نهلل ونرحب بأي عنف موجه ضد الغرب،والشرف،وحتى ضد الذات،حتى بات الخطف والذبح على الهوية لنا رمزاً وشعاراً بين العالمين !! ،والأعجب من ذلك أننا ننسبه للإسلام ونسمية غزوة جديدة، لنوصم الإسلام بالعنف وبأننا دمويون، ألم يسمي بن لادن جريمته بالإعتداء على برجي التجارة ومنهاتن في 11 سبتمبر بغزوتي نيويورك ومنهاتن، وفي حديثي بعد هذه الجريمة مع مؤرخ مصر الحديثة د. رفعت السعيد قال:"إن كان بن لادن هو الذي فعلها واعترف بها فهو غبي،و إذا كان لم يفعلها واعترف بها فهو أغبى".
أذكر في يوم 11 سبتمبر أن هلل كل أصدقائى-عرب ومسلمين- في العمل بالنصر المبين الذي تحقق على يد بن لادن وعصابته، فضحكت يومها وقلت لهم هذه الجريمة ستجلب لنا ولديننا كثيراً من المصائب والخراب،وها هي تبعاتها لم تنته بعد،و كما قال لي الشاعر الكبير"أدونيس" في لقاء شخصي معه في باريس عقب هذه الجريمة:"سنتحاج قرناً كاملاً من الزمان حتى ينسى الغرب جريمة 11 سبتمبر".
إسلامنا مختطف يا أخ سمير من فقهائنا عبر العصور،فالمتأسلمون يدّعون أنهم هم وحدهم من يمتلكون الحقيقة، وأن من يخالف رأيهم فهو كافر،فهم ينطقون الإسلام بما في صدورهم هم ، لا كما أراد الله ورسوله لدينه، وبما أن نفوسهم مريضة ومليئة بالعنف وإهدار الدماء للتشفي وإرواء ظمأ ساديتهم، فهم لذلك يحثون على النحر والإنتحار لأنهم هم كذلك،ويبحثون عن نصوص كانت خاصة بزمان معين لإناس معينين لتأكيد كلامهم ، والإسلام الحقيقي غير ذلك، وبما أن صوتهم الآن هو الأعلى،حيث يسيطرون على جميع الفضائيات والإعلام، والتعليم أيضاً، فماذا تبقى لعبد فقير لله مثلي ولغيري ليشرحوا وجهة نظرهم المعتدلة لإظهار صورة الإسلام الحقيقية.
لم أتلق حتى الآن دعوة من الجزيرة-مثلا- وهي التي تفتح أبوابها أسبوعياً لحملة المباخر الدينية ليغيبوا عقول الشعوب العربية الجاهلة والمجهلة والمصابة بدوار العصر ليغسلوا أدمغتهم أكثر وأكثر بالجهاد والحجاب والنقاب والأكفان السوداء،فاعتقد الناس أن هذا هو الإسلام، وكأنه لم يبق لنا إلا حل هذه المشكلات الثانوية التي لا تمس بأصول الدينن ولا تحل لنا مشكلة واحدة من المشاكل الآخذة بأعناقنا.
أرسل لي أخي في الله والوطن سمير صورة من الشهادة التي كان قد ربحها في العام 1969 من جمعية الشبان المسلمين في الإسكندرية،وكانت المكافئة هي زيارة الأراضي المقدسة لعمل عمرة، وكان موضوع المسابقة التي فاز فيها أخي القبطي هي"دواعي الجهاد في الإسلام". هل تتخيلون الموقف؟؟!! قبطي يقدم بحثاً عن دواعي الجهاد في الإسلام ويربح الجائزة الأولي في الإسكندرية، ومن أجل عمرة في السعودية...!!!
على أي شيء يدل ذلك؟؟
يدل على مدى التسامح الذي كان يسود مصر آنذاك حتى أوائل السبعينات، فلا وجود للتعصب وكراهية الآخر،لم نكن-حتى ذلك الوقت- ننعتهم بـ"أولاد القردة والخنازير"، فجرثومة التأسلم وتكفير "أهل الكتاب" بدعة جديدة على مصر والمصريين،كان أول من أبتدئها الشيخ الشعراوي في أوائل الثمانينات من القرن الماضي ولمدة عشرين سنة وهو مسيطر على التلفزيون المصري، ليبث من طرف خفي بذور تكفير أهل الكتاب،خاصة في تفسيره لآية"إن الدين عند الله الإسلام". ولعل الرئيس السادات له يد في ظهور المتأسلمين بهذه الدرجة،لأنه خلط الدين بالسياسة وأراد التخلص من الشيوعيين بالإسلاميين فلعب بالنار التي حرقته هو نفسه،فالمتأسلمون لا ضمير لهم ولا ذمة.
فهل نعمل عقولنا وجهودنا ونعود بمصرنا الحبيبة إلى روح أوائل السبعينات من القرن المنصرم حيث لا تعصب ولا تكفير،حيث الدين لله والوطن للجميع،كما قال الأزهري المستنير سعد زغلول زعيم ثورة 1919، مصرنا مختطفة وديننا مختطف بفتاوى الإرهاب وتحقير المرأة وتكفير غير المسلم والمسلم غير المتأسلم كما يفعل الغنوشي معي..
يحكي لي الأخ سمير"إنهم كان يدعونني بالحاج سمير بعد فوزي بهذه الجائزة" وعاد وسألني: هل يمكن لقبطي الآن ونحن في بداية الألفية الثالثة أن يزور السعودية أو أن يلتحق للدراسة بالأزهر؟ فقلت له : من الناحية الشرعية لا أعتقد أن هناك مانع. لكن سأترك المجال لقرائي ليشاركوني الإجابة على هذا السؤال الهام.
فشاركوا معي في إجابة الأخ سمير في موانع إلتحاق أي قبطي للدراسة بالأزهر، وكذلك موانع زيارة أي قبطي أو يهودي للأراضي المقدسة في السعودية ، وكان رسولنا الكريم يقابل اليهود والنصارى في مسجده،بل وأعطى مسجده لأسقف نجران ليجلس على منبره العطر،ويقيم القداس في الوفد الذي جاء على رأسه لمجادلة الرسول(ص) ولم يسلم.
لكن ذلك إسلام محمد(ص) بألف ولام التعريف،أما إسلام المتأسلمين اليوم فهو" إسلام ضد إسلام "كما قال ذلك الكاتب الليبي طيب الله ثراه الصادق النيهوم في كتابه المعنون بهذا الإسم.
[email protected]





#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زعيم -النهضة- يخوّن حماس !
- إقتربت ساعة سقوط الملالي
- ضرورة وقف الإعتداء على الأقباط
- الفار دا مسيحي !
- مصر دولة إسلاموية
- نحو فقه عقلاني جديد
- أهل الكهف في القرن 21
- شرع الله
- وفاء سلطان ... والقرآن
- الغنوشي يكفر أوردغان
- غلق المساجد
- رسالة مفتوحة إلى صيام والجعبري: لا تحولوا الجنة إلى ماخور
- دور مساجد الضّرار: في تجنيد الإرهابيين
- رسالة إلي يهود باراك: إذا قتلت هنيه فقد قتلت السلام
- قائد من حماس: يدين إنقلاب ميليشيات حماس
- الغنوشي يهددنا
- الغنوشي يتحدي مفتي السعودية
- خفاش تونس :مطرود من السعودية
- الرد على الفيلسوف الجابري: برجاء لا تخلط بين العقل والعقلية
- بشائر عام سعيد


المزيد.....




- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - قبطي يفوز بجائزة الإخوان المسلمين !