أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد الفخاري - المأزق الإسرائيلي















المزيد.....

المأزق الإسرائيلي


محمد الفخاري

الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 10:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو أنه كلما شارفت الأزمة على الانفراج في سماء القضية الفلسطينية إلا ولاحت في الأفق بوادر أزمة جديدة تعكر صفو ما بدأته السلطة الفلسطينية بعد مفاوضات ماراطونية مع الجانب الإسرائيلي حول الحصار الخانق المفروض على غزة منذ أشهر والتي لم تخرج بعد بنتائج ملموسة لكلى الطرفين. لقد شكل التحقيق مع أولمرت بشأن اتهامه بالفساد أزمة سياسية حقيقية داخل إسرائيل بدأ التكهن قبل نتائجه المنتظرة بحل الحكومة والدعوة إلى انتخابات مبكرة. وفيما تتداعى الأزمة في الشارع الإسرائيلي، أبدت السلطة الفلسطينية تخوفها المعتاد من عرقلة المساعي الرامية إلى إيجاد حل للحصار الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية غداة استدعاء الشرطة لرئيس الحكومة لأجل التحقيق معه في النازلة التي يواجه فيها تهما بتلق رشاوى من رجل أعمال أمريكي.
ما هي القراءات الممكن القيام بها للأوضاع الراهنة في إسرائيل إبان احتفالها بالذكرى 60 لنشأتها والتي تصادف نفس الذكرى التي تعرف بالنكبة بالنسبة للعرب عامة والفلسطينيين خاصة؟
إن المتأمل في المشهد السياسي الإسرائيلي ليستشف عمق الأزمة التي تمر بها الدولة العبرية خصوصا وأنها أضحت عرضة للانتقادات الدولية على إثر ما تقوم به من حملات تطهيرية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وتنهج سياسة العقاب الجماعي تحت ذريعة محاربة الجماعات الإرهابية التي تمثلها حركة حماس
وهو ما تعتبره إسرائيل مشروعا قوميا يشكل الأولوية في ضمان أمنها واستمرارها.
لقد مثلت زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل أكثر من احتفال بالذكرى حيث أنه صرح من داخل الكنيست أن أمن إسرائيل من أمن أميركا وأن كل دولة تهددها – في إشارة إلى إيران التي تدعو إلى محوها من الخريطة – إنها تهدد الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر نفسها سيدة العالم والرقيب عليه في كل صغيرة وكبيرة. الرئيس الأمريكي الذي بقي على انتهاء ولايته بضع أشهر فقط يحاول يائسا رمي الكرة في الملعب الإسرائيلي بعد أن أدرك استحالة الحصول على تفويض من الكونغرس لتوجيه ضربة استباقية لمفاعلات إيران النووية في الوقت الذي ما تزال الدولة الفارسية ماضية في الدفاع عن مشروعها النووي على اعتبار أنه حق من حقوقها الإستراتيجية.
وبما أن إسرائيل تعيش على وقع الهزائم التي تتعاقب عليها بعد حربها على لبنان وتمريغ حزب الله لأنفها في التراب وهي الدولة التي كانت تتبجح بكونها لا تقهر، فإنها أضحت تهرول نحو الحوار غير المباشر واللامشروط مع حزب الله وتفتح معه قنوات للتفاوض حول صفقات تبادل الأسرى خصوصا الصفقة الأخيرة المبرمة والتي سلمت بموجبها خمسة أسرى لبنانيين من بينهم عميد الأسرى سمير القنطار ورفات أكثر من مائتين وعشرة شهداء فلسطينيين ولبنانيين وعرب سقطوا في ساحة العزة والكبرياء وأبرزهم الشهيدة دلال المغربي. هذا التحول المفاجئ في السياسة الإسرائيلية لم ينبع من فراغ أو من رغبة طوعية لدى الحكومة الإسرائيلية في التوصل إلى صيغ تمكنها من العيش بسلام مع العرب وإنما هو نتاج للضغوط التي تمارس عليها من قبل حركات المقاومة الممثلة في حزب الله وحركة حماس. هناك مثل يقول: "ما يأخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة" ذلك ما شاهدناه عندما سلمت إسرائيل الأسرى اللبنانيين مقابل رفات جنديين فقط. كيف يعقل أن دولة بحجم إسرائيل مدعومة من طرف أعتى دولة في العالم تقبل بمقايضة رفات جنديين فقط بخمسة أسرى وعدد كبير من الشهداء؟ هل هو حب في استرجاع رفات جنديين قتلا أم هناك دوافع أخرى وراء هذه الصفقة؟ لأول مرة منذ توليه مقاليد الحكم في إسرائيل يضطر أولمرت إلى الرضوخ لقرارات حزب الله مقدمة بذلك تنازلات عدة كلفتها وما تزال ثمنا باهضا وقد تكون بادرة أمام الموافقة على المزيد من الصفقات سواء مع المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية التي تأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط.
ما يجب إدراكه في المنعطف الحالي للسياسة الإسرائيلية ليس تبني الديمقراطية والحوار كمفهومين للتفاوض مع العرب النابع من فلسفة الانفتاح على الآخر واحترام سيادته على أرضه، وإنما واقع جديد فرض عليها ولم تجد بديلا آخر سوى الانخراط في مسلسل التعامل مع قضاياها تجاه العرب بقليل من العنجهية والتكبر. فمن كانت حركات إرهابية فيما مضى أصبحت الآن عنصرا تتبادل إسرائيل صفقات معها مرغمة نظرا لإحساسها بالخطر المتزايد من كل الاتجاهات.
بات أولمرت إذن يوقن أنه في طريقه نحو العزل إذا لم يقدم استقالته على خلفية قضية الفساد التي تطارده وكأنها كابوس لا يستطيع الاستيقاظ منه، لكنه ومع ذلك ما زال يتمتع بروح الدعابة وبهامش من المناورة يمكنه من عرض قضايا ذات بعد استراتيجي على حكومته دافعا إياها إلى قبول ما كان مستحيلا في الماضي. ولعل ما يبرز قدرته على المناورة هو قناعته الراسخة بأن أيامه معدودة في السلطة ولا خيار له سوى الجانب الإنساني المتمثل في إعادة جنوده أحياء أو أموات إلى عائلاتهم كي يتأتى لها الاطمئنان عليهم أو دفنهم بطريقة تليق بهم من جهة وتحفظ له ماء الوجه من جهة أخرى.
من جهة أخرى وبعد التهديدات التي وجهها وزير الدفاع الإسرائيلي لإيران والتي تبرز نيته توجيه ضربة عسكرية لها قصد ثنيها عن برنامجها النووي، فإن المعطيات تدل على أن هذا الخيار ليس سوى ضربا من الخيال إذ إن الحكومة الإسرائيلية لا يمكنها المبادرة بإشعال فتيل الحرب إلا إذا تأكدت تأكيدا راسخا أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة ومستعدة للدخول في حرب جديدة مع إيران قصد تشكيل حلف استراتيجي يزكي مرتبة إسرائيل في المنطقة بعد هزائمها المتكررة. لكن الولايات المتحدة الأمريكية التي تعيش على صدى الحملة الانتخابية الرئاسية لم تبد إلى حد الآن نيتها في الدخول في صراع عسكري مباشر مع إيران وذلك راجع أساسا إلى تقوقعها الأخير عقب الأزمات الكبيرة التي تواجها سواء في أفغانستان والعراق. بمعنى آخر، لا تستطيع الدولة العبرية أن تبادر إلى شن هجوم على إيران لأن ذلك سيكون انتحارا لن تقوى على تحمل نتائجه. كيف لها أن تدخل حربا ضروسا مع أقوى بلد في الشرق الأوسط إذا لم تستطع القضاء على حزب الله الذي يشكل فقط قطرة ماء في بحر بالمقارنة مع إيران؟
ما يمكن قوله أخيرا هو أن إسرائيل تعيش حالة من التشرذم مؤخرا بسبب تباعد آراء ساستها تجاه الكثير من القضايا ذات البعدين الداخلي والخارجي ولعل ما يأمله هؤلاء الساسة هو انفراج أزمة أولمرت ووضوح الرؤيا بخصوص قضية الفساد التي تطارده كي يستطيعون لم شمل الأحزاب المؤثرة في القرار الإسرائيلي والخروج بصيغة ما للتعامل مع القضايا الجوهرية سواء من خلال طرح بديل لأولمرت (أبرز المرشحين لخلافته على حزب كاديما وزيرة خارجيته تسبي ليفني) أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة تتمخض عنها حكومة جديدة تلغي جميع قرارات الحكومة السابقة وتفرض واقعا جديدا كما عودونا على ذلك في كل مناسبة مماثلة.




#محمد_الفخاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترانيم كونية
- من أكون؟
- إلى كيوبيد
- مطر في طنجة
- سايكس بيكو 2007
- درس في الحب
- هل يهاجم العلمانيون الحقيقيون الإسلام؟
- السباق نحو التسلح...إلى أين؟
- فن الشعر
- فراشات التمرد
- تقرير لجنة تقصي الحقائق...وماذا بعد؟
- طوق النجاة
- إلى عنيدة
- ما قبل وما بعد الدمار
- الراقد على الصليب
- هكذا تكلم أبي
- تقاسيم على آلة الحب
- العاشقان
- متى ينقشع الليل؟
- صباح غير عادي


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد الفخاري - المأزق الإسرائيلي