تزوير بزي رسمي

إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 10:52
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

لكل عملة ولكل قضية وجهان.. وبالطبع يختلف وجه عن الآخر.. ونحن هنا نتعرض لقضية مثيرة لاهتمام المسؤولين وأولي الأمر منا.. نتناولها من منظور رسمي. وفي نفس الوقت من خلال الرأي الآخر المعارض.. والاختلاف لا يفسد الود في هذه القضية بل يمنحها الحيوية ويمكن أن يصوب المسار، يقولون إن العلم في مجتمعنا أصيب بالصدأ.. فالعالم يسير أمامنا ونحن مكانك سر.. ولأننا لا نحترم تقاليد العلم.
إن وزارة التعليم العالي وإن سمحت بقيام الجامعات المسائية لمساعدة الحكومة في رسالتها التعليمية –والطلبة الذين منعتهم ظروفهم من استكمال تعليمهم ، وإن كانت هناك رسالة - فإن دورها الرقابي علي مثل هذه الجامعات لدرجة جعلت من هذه الجامعات كذبةً ووهم الغاية منه هو أن تقنع الجميع بأنها أصولية .. حيث غلب علي طلاب هذه الجامعات عدم الالتزام إضافة إلى أنهم لايحضرون بتاتاً للدوام في الجامعة بحجة التزاماتهم العملية ، وكمن يقول ( يطلون علينا كطله العيد ) بمعنى أنهم لا يتواجدون وربما ليس لديهم أي وجود أو حضور سوى وقت استلام النتيجة أو وقت الامتحانات ، هذا أذا لم يجد الطالب مسانده من قبل الاساتذه ، فيضطر لحضور الامتحان ، أن تفشي هذه الحالة في بلدنا بات أمراً لا يسكت عليه ، وإلا كيف يعامل طالب ملتزم ومتفاني في دراستهُ مع طالب آخر لايمد بأي صلة للدراسة ، حتي بدأ الجميع يفقد فيهم الثقة.. الطامة ألكبري التي تحدث، أن التعليم العالي وبالذات الجامعات المسائية، لم تضع أي قيمة للتعليم والمتعلمين ، سابقاً كنا ننظر إلى الأستاذ برهبة وخوف والى المدير بإجلال ممزوج بقدسية هذا الخوف ، اليوم لا قيمة للشهادة والتعليم لدينا ، والسبب ، هو استسهال قيمة التعليم ، والسماح لحديثي النعمة ، أصحاب الأموال التي لايعرف من أين مصدرها ، بقمع نقطة الضعف لديهم والإحساس بالنقص بشرائهم شهادات مزورة ولكن بطريقة قانونية ، أي بمعنى أنهم يلتحقون بالدراسة الجامعية ويدون أسمهم في سجلاتها ، لكننا لا نرى شخصهم ولا نعرفهم خلال العام الدراسي ، يكون بيننا فقط اتصالات عن وقت الامتحانات وتسهيلها ، وطبعا هذا يكون حسب ماتحملهُ الكف من هدايا ، إلى أي مدى سنصل بهؤلاء الذين يحاولون بهذه الأفعال المشينة طمس معالم حضارتنا ، كيف يمكن لشخص عن طريق علاقاتهُ ومعارفهُ يصل لدرجة مدير وهو لا يحمل تحصيل علمي أو دراسي يؤهلهُ لهذا المنصب ، فنجدهُ يحاول بكل الطرق والوسائل المتاحة لهُ للدخول إلى الدراسة الجامعية ، على الرغم من انه لا يتذكرها بتاتاً طوال فترة العام الدراسي ، فهو يجلس على كرسيهُ متناسياُ انه طالب جامعي ، وهو في منصب إداري ( مدير) أي بمعنى أنه قدوة للأجيال الجديدة ، يمدهم بالمبادئ والقيم التي تنهض بلدنا نحو التقدم والازدهار ، لكن ، وبضحكة مؤلمة ، نقول كيف لمثل هذا القائد لأجيالنا أن يعلمهم دروس ، وهو من أول الراسبين في درس الثقة والإيمان بالمبدأ ، كيف نثق بهؤلاء وهم يبنون وطن على أعمدة من قش هش لا يقوى الصمود أمام أي ريح عاتية ، حقيقة لأنه لمؤلم هذا الواقع ، وكيف أنتم يااساتذة العلم تسمحون ببيع أنفسكم لهؤلاء الحثالة الذين يحاولون إقناع الجميع باانهم أفضل منكم وإنهم اشتروكم بما لايباع ، تيقنوا أن من يبيع مبادئه وقيمهُ من أجل حفنة من ورق أخضر أو أحمر ، سوف يكون كحال ( بائعات الهوى ) ، ولكن بأسلوب ثاني وبطريقة أخرى ، وكيف يوكل إليه منصب أداري وهو لايمتلك قاعدة أساسية يستند بها علمياً ، ولنسأل اليوم المسئولين .... أظننا نحن بحاجة إليكم ، للنظر في هذا الأمر، ومحاولة النظر في مسألة الدراسة للجامعات المسائية ، وهيئة التدريس فيها، وكلمة أخيرة أقولها لهؤلاء الذين يحاولون أثبات جدارتهم بالحيلة والغش والخداع أعلموا أنه ( لايصلح العطار ماافسده الدهر ) ..

#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات