أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد علي - الاحساس بالاغتراب رغم العيش بحرية في الوطن














المزيد.....

الاحساس بالاغتراب رغم العيش بحرية في الوطن


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2347 - 2008 / 7 / 19 - 10:48
المحور: حقوق الانسان
    


لابد ان يحس المواطن بانتمائه للبقعة التي يعيش فيها من كل جوانبها اي الاحساس بالمواطنة و حقوقها و واجباتها، ولا ياتي هذا من فراغ او نتيجة اجبار النفس و اضطرارها لتلك الاحاسيس، او كثمار للعمل العقلاني و الفكري تجاه الوطن و ما يفترضه من الواجبات على الفرد او نتيجة ايمان اي كان بالفكر و العقيدة التي يؤمن بها في حالاتها المجردة الغير الملموسة من قبل صاحب العقيدة ، و انما الاحساس الحقيقي بالانتماء و المواطنة عملية عفوية اي غريزية في اكثر الاحيان يدعمه الواقع المعيشي و السياسي و الاجتماعي و الثقافي ويجب ان يتم تطعيمه و انمائه و رعايته بشكل واضح من قبل الجميع اي المواطن و السلطة من اجل اقراره في العقل الباطن و الحس الاخلي، و هذا ما يحتاج الى ظروف موضوعية و ذاتية بحتة و حسب الموقع الذي يعيش فيه الفرد .
من اكبر و اهم اسباب و عوامل الاحساس الحقيقي بالانتماء لموطن المعيشة هو اقرار و ترسيخ العدالة الاجتماعية و القناعة الذاتية الكاملة بصفة الانتماء العفوي و ليس المفروض من الخارج .
من المعلوم ان مفهوم العدالة الاجتماعية و المساواة و الحرية و العيش بالسعادة و الرفاه من العوامل الهامة لتلك الاحاسيس، الا ان مفهوم العدالة الاجتماعية بشكلها المجرد و الحقيقي هو وحده الذي يعمق تلك الاحاسيس بشكل قوي و راسخ، و المساواة امام القانون تثبت الاحساس و تعتبر من اهم دعائم و ركائز الانتماء لاي بقعة بعيدا عن المسميات.
ان العدالة الاجتماعية و اقرارها من شان الدولة و اركانها ، اما المساواة المترسخ ربما لا يفسح المجال للدولة ان تلعب دورا في تغيير الوضع سلبيا التي تحاول ان تعمل بها لاغراض مصلحية في الكثير من الاحيان ،او على الاقل يجعل الدولة لها الدور الهام في تساوي الفرص امام المواطن فقط و هذا ما نشاهده في الدول المتقدمة ، والمهم في الامر ان كل المواطنين متساوون امام القانون.
اولى اسباب الاحساس بالاغتراب هو عدم ارساء العدالة ككل و العدالة الاجتماعية و المساواة بشكل خاص بين المواطنين و ان كان الامن و السلام مترسخ جذريا، و حتى ان كان عدم الرضا و الاعتراض بسبب الفقر و الفساد و البطالة و انعدام الخدمات الاساسية و التضخم متفشي في البلد، ان تلك الاسباب لا تغرز الاحساس بالاغتراب بقدر انعدام العدالة الاجتماعية و المساواة .
اما في العراق نظرا لظروف نشاته و كيفية حكمه منذ انبثاقه و بالاخص منذ فترة ما بعد الاحتلال البريطاني و فرض القوانين الفوقية من دون الاهتمام براي الفرد و تنوع الشعب العراقي القومي الديني الطائفي، و تبين تغيُر وضع المواطن مع تغييرالسلطة و حسب نوع الحكم المفروض، ومن الممكن القول ان ولادة الدولة كانت غير طبيعية و واكبتها مشاكل متعاقبة مما بان عوق المولود ، و هكذا لم يترسخ الحس بالمواطنة منذ النشئة مما جعل اكثر المواطنين يحسون الاغتراب منذ نعومة اظافرهم و ازدادات هذه الاحاسيس ابان الحكم الدكتاتوري و الحروب المتتالية و عدم استقرار الوضع بشكل عام و انتشار الخوف و الفزع الذي يبعد اي احساس و طني عام، هذا بالاضافة الى الحصار الدائم على العقل و الفكر و النخبة المثقفة من قبل السلطة الحاكمة، اي عدم الاحساس بالحرية و هذا ما يعني عدم الاحساس بوجود كيان يخص الفرد و الذي على الجميع المحافظة عليه وتلمسه و الحس بوجوده و له واجب اخلاقي و وطني عليه ، هذا ان لم يكن في كثير من الاحيان الاكثرية الساحقة ضده .
فان كان العراق يتميز بهذه الصفات التي تبعد المواطن عن التفكير بالانتماء لكيان معين فكيف له ان يحس بالمواطنة الحقة و يحس بواجباته و حوقه و هو ما يصنع الاحساس بالاغتراب بعمق شديد في بنية المواطن.
هنا يمكننا ان نسال ان كان المواطن حرا في حياته العامة و الخاصة و يعيش في وطنه او موقع ميلاده و نتيجة لظروف الحياة السياسية و الاجتماعية بما فيها انعدام العدالة الاجتماعية و المساواة بنسبة مُرضية يحس بانه يعيش في السراب و هو اخر مراحل الاغتراب ، فكيف به و هو يعيش في الدول التي تحكمها الدكتاتوريات و تنعدم فيهل ابسط الحريات و هو غير قادر على تحقيق اهدافه و امنياته و اماله البسيطة الممكنة.
نتلخص الى نتيجة واضحة ان السُلًم الاول للوصول الى درجات الحس بالمواطنة الصحيحة البعيدة عن الاغتراب هو ضمان الحرية و توفير الحد المقبول من العدالة الاجتماعية و المساواة وان كان الوطن في مستويات منخفضة من التضخم و البطالة و الفقر اضافة الى تامين الخدمات العامة للمواطنين، و نرى عدم توفر هذه العوامل في العراق الان ، لذلك يحق لنا ان نقول ان النسبة الكبيرة من العراقيين يعيشون في وضع الاغتراب الكامل و هم في بلادهم.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب العراقي بحاجة الى الحب و الحرية و الحماس و الحكمة في ا ...
- من هم دعاة حقوق و حرية المراة؟
- حذار..............مازال امامنا الكثير
- التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان استنادا الى قرارات محكمة د ...
- سالني استاذي عن جاويد باشا
- ما دور اقليم كوردستان في دعم استتباب الامن و ترسيخ السلم الع ...
- من اجل قطع دابر الدكتاتورية في العراق
- المجتمع العراقي بحاجة ماسة الى ثقافة السلام
- من اجل اجتثاث ظاهرة التهجير من جذورها
- المجتمع العراقي بحاجة ماسة الى ثقافة الحوار
- اين اليسار الكوردستاني في الوضع الراهن
- العراق و ثقافة الخوف
- الجوع يفتت وحدة الارض و يمزق اوصال الشعب
- من يفوز في مرحلة مابعد الراسمالية
- رسالة الى المراة العراقية
- سلطة اقليم كوردستان العراق تلغي دور الشعب
- تدويل القضايا العراقية لمصلحة مَن؟
- كيفية اعتماد المعايير الاساسية لمقترحات ديميستورا
- دغدغة سورية لقهقهة اسرائيلية
- قراءة سريعة لمفاوضات الكورد مع الحكومات المركزية العراقية


المزيد.....




- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد علي - الاحساس بالاغتراب رغم العيش بحرية في الوطن