أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عبد العالي الحراك - أنسو اعتذر اليك














المزيد.....

أنسو اعتذر اليك


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 02:54
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


اعتذر اليك ايها السيد العجوز (برتاني انسو) , لقد ساعدتني رغم انك وضعتني مرتين بين انياب العنصرية. لقد رفضتك في باديء الامر رغم شدة حاجتي الى العمل .. كنت اشك في نواياك , لانك رجل دين ولا بد ان تكون من اليمين , وانا لا اسيرالى اليمين. كنت انسانا نبيلا , لهذا قبلت بعرضك لي المساعدة في ايجاد فرصة عمل مناسب لي بعد ان غدر بي يمين اخر وقطع عملي نصفين كأنما يريد ان يقطع عائلتي الى نصفين .. قدرت استعدادك الانساني العالي واحتفظت بهامش من الشك والتوجس. قبلت العمل في (مستشفى الراهبات) في مركزالمدينة بعد تدخلك وتوسطك , رغم علمي بتخلفهم وعنصريتهم جميعا وخاصة ادارة المستشفى , حيث رفضوا لي طلبا سابقا للعمل لديهم مجرد كوني اجنبي مسلم كما كانوا يعتقدون . لقد احسست برائحة العنصرية اثناء توقيع العقد , وقد تضمنها في اخر فقراته , ولكني احترم الاديان , كأختيارات للبشر, واحترم المسيحية في جوانبها الانسانية , وعندما يحترموني كبشر , سوف يزداد احترامي لهم كبشر, وعندما يسيئون , فسوف ارمي مفاتيحهم في وجوههم كما رميت. عجيب ان تتطور المجتمعات الى مستوى عالي من التقدم المادي والحضاري , وتحتفظ بين طياتها , خرائب الماضي السحيق . فأدارة هذا المستشفي لا تشغل احدا طلبلا او غير طبيب الا من معارفها وصنفها ودينها واعتقادها , وكانما المستشفى حزب يرفع الجميع نفس الشعار ويرددوا نفس القسم. يسألونني عن الدين الاسلامي كدين ارهاب , ولا استطيع ان اقول لهم اني يساري, الا نادرا وامام بعض الممرضات , اللواتي اعتقدت بان لديهن احساس متقدم في المعرفة والثقافة , بل بالعكس امتدح الدين الاسلامي على انه دين مثل بقية الاديان , بل اكثر تطورا منها, لانه جاء بعدها جميعا وكسب منها كثيرا ونقح في مقولاتها واختار بعضا ورفض بعضا . وفي عصرنا الحاضر يجب الترفع عن الدين , وعيش الحياة المادية التي بها تنعمون دون افسادها باعتقادات وخرافات , العلم عندكم يناقضها ويفلسها. ويسألوني عن( تحرير) امريكا للعراق . فأجيب بصراحة لم يعهدوها او يتوقعوها . (بان امريكا هي سبب كل داء وهي التي ثبتت صدام في الحكم وهي التي دربت ورعت ابن لادن ولا يمكن في يوم من الايام ان تحرر انسانا او بلدا) لقد دمرت الانسان والحجر في العراق , ومن ضمنهم ابناء دينكم المسيحيين ويفترض بكم كمتدينيين ان تطالبوا بانسحاب القوات الايطالية التي تشارك الامريكان في احتلال بلادي تطبيقا لدينكم الذي يدعو الى الحب والسلام . وعلى هذا المنوال استمرت معاناتي في هذا المستشفى , واستمرت محاصرتي ومضايقتي وكانت ردودي ومواجهتي وكلما ازدادوا في عزلي عن العمل كلما ازدادت قرائتي للكتب والمجلات. فعندما لا اجد لي مكانا اجلس فيه اتوجه الى مكتبة المستشفى لأقرأ واطلع. ولحسن الحظ فالعلم في تلك المجتمعات موجود في كل نقطة حتى وان ضايقتك الخرافة. كنت افحص في اليوم وعند بداية الدوام صباحا عدد من المرضي المهيئين لاجراء العمليات الجراحية .. شيئا فشيئ اختزل العدد الى الصفر لان هناك طبيبة ادارية تدخلت واخذت تقوم بفحصهم واملاء اضابيرهم قبل العملية ولم تمر الا ستة اشهر ثم اعفيت دون ذكر السبب ودون مقدمات ماعدا ان الوضع الاقتصادي للمستشفى لا يتحمل. بينما اعتقد بان الوضع الديني للمستشفى لا يتحمل ردودي وتشبثي بهويتىي الوطنية ودفاعي عن حرية بلدي التي الغاها الاحتلال الامريكي الغاشم. ثم ان ادارة المستشفى كانت ترسل لي كتيبات حول المسيحية لقراءتها بينما كنت اجلب معي كتبا لفولتير ولسلمان رشدي. وهكذا ايها السيد الجليل (انسو) اعفوني من العمل ولم يحترموا شخصكم وتوسطكم . واخيرا عملي الحالي في طب الطوارىء الذي اجهدت نفسي كثيرا في الحصول عليه وتوسطاتك المتكررة والمستمرة لدى المسؤؤلين ومشاركتي في الدورة الطبية المطلوبة لأداء ذلك العمل واخيرا وبعد مرور اكثر من عام بين المماطلة والمراوغة وافق المسؤؤل على مباشرة العمل ممتعضا لا راغبا . وايضا , وكأنما هي محسوبة ومبرمجة, ذات الاسئلة وذات الردود وذات المضايقة وذات العنصرية , وستة اشهر بحذافيرها . قدمت استقالتي هذه المرة قبل ان يصدر امر اعفائي (لأسباب اقتصادية) . لا يمكن يا سيادة (انسو) ان اتلبس المسيحية وانا انسان وطني مبدئي واضح مستقيم, ان ابدل دين بدين . فقد ارفضهما الاثنين ولا يمكن ان البس احدهما في وقت انهما او احدهما سبب القتل والاحتلال في بلادي. الا تتذكروا تصريح بوش قبل الهجوم على العراق.؟ عندما قال (بان الرب جائه في المنام وبارك له الهجوم والاحتلال) كما ان السلفيين والارهابيين والطائفيين يقتلون ويذبحون الأبرياء بأسم الرب . فأي رب هذا الذي يدعو هؤلاء المجرمين الى قتل العراق؟ . لا لن اكون مع أي منهما. ارفضكما وارفض العمل معكما . وسوف اصارع الحياة كما يصارع شعبي.. وسوف ابصق عليكما البصقة النهائية , بعد هذه البصقات المتقطعة , عندما تحين الفرصة المناسبة. اني اقاوم الان وتقاوم عائلتي , وعندما يكبر ابنائي ويستقلوا سوف ابصق. وعندما ينتبه ابناء شعبي ويتوحدوا من اجل ان يستقلوا سوف نبصق جميعا. عبد العالي الحراك 17-7-2008
(أنسو) هذا شخص كبير السن , تعرفت عليه صدفة في يوم من الايام , عندما انخفض مستوى عملي الى النصف, بسبب موقف عنصري لمسؤؤل العمل . فأبدى استعداده للمساعدة في ايجاد فرصة عمل اخرى تعوض. وكنت اشك في نواياه , ولكن لم يحصل شيئا منه مباشرة , ولا اعرف هل ان ما حصل من اصحاب العمل كان ضغطا لاستدراجي لان اكون مسيحيا؟ دون علمهم بان فولتير اهون عليهم مني , في نقد الدين ومعرفة ضرره , عندما يتدخل او ينحشر في السياسة وفي حياة الناس.(سوء حظي .. لقد عشت وعملت دائما مضطرا مع اليمين .. فكم اخبئت وكم كبت وكم صبرت وكم انتفضت , لان يساريتي اقوى من كل هذا اليمين.. فالى متى صبرك يا يسار والى متى لا تتمتع بحريتك في اليسار.. والى متى لا تثور)



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سبيل المراجعة والنقد واعادة البناء
- تداعيات العمر ام تداعيات العقل؟
- من يوافق الرأي بالاشتراك في العملية السياسية عليه ان يبرر
- متى نكف عن ادعاء القبيح واخفاء الجميل في ثورة 14تموز الخالدة ...
- تحية الى كل نادية(شيوعية) في بلادنا..تحية الى ابراهيم علاء ا ...
- سمة اليساريين استباق الاحداث لا انتظارها والتعثر بها
- ابحث عن وطني .. مرتين
- احزاب الاسلام السياسي تستغل الدين والناس البسطاء
- حماية بعبع من بعبع
- تحية للاخ ناصر السماوي وهو ينتفض
- كان المسيح لاجئا...فأرحموا اللاجئين اليكم ايها الاوربيون
- المستقل والمنتمي
- شتان ما بينه وبين الزعيم
- رفض الاتفاقية اساسه التجربة والواقع وليس الايديولوجية
- هل يحصل الانسان العراقي على حقوقه بالاستجداء؟؟
- بيلماز جاويد وسؤال مالعمل؟
- ;وتبقى الوطنية ارضية اللقاء
- ذات الاتفاقية التي ما زلنا نرفضها
- الطائفية كفر والحاد
- وزير التربية العراقي الحالي ايراني بأمتياز


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عبد العالي الحراك - أنسو اعتذر اليك