|
الشعب العراقي بحاجة الى الحب و الحرية و الحماس و الحكمة في الحكم
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 02:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من يعيش في الغرب يتمتع بالهدوء و الامور الحياتية و السياسية فيه هينة و لينة ، كل فرد مهتم بما يعمل و يسير على ما يعنيه ومن اجل ما يُسيٍر حياته و لم يلتفت او يميل يسارا او يمينا الا بقدار ما يحتاجه من عمله و يهتم بنفسه و لم يلفت نظر المحيطين به و لم ير احد الشيء العجيب الغريب الا نادرا الا اللهم الخروج عن القانون، و ابسط مثال ان الزحام المفرط في كثير من المدن الا ان الهدوء الحقيقي مسيطر و كل ذلك بفضل القانون وحده و نسبة جيدة من العدالة المتحققة و هذل كله لم يات فجاة من الفراغ او بلمحة بصر و انما نتيجة طبيعية لما توصل اليه العقل البشري من الثقافة و العلم و المعرفة و التقدم في كافة النواحي و بالاخص ما يمس الانسانية، الا ان عدم التساةي و وجود الفقر و التهميش لازال من اكبر السلبيات في هذا النظام الذي لم يبق على حاله استنادا على الحقائق الواقعة و الفكرية الصحيحة الا نذر يسير من الوقت المتبقي و تاتي المرحلة الاكثر عدالة و القريبة من المساواة و العدالة الاجتماعية الكاملة بفعل تغيرات القانون العام تدريجيا بعد مرحلة الراسمالية. اما من يعيش في الشرق يمضي جل اوقاته في الصخب و الفضول المنتشر بين جميع افراد الشعب و لم تر فردا و هو يمشي في سير حياته الا يميل يمينا و يسارا و في كافة الاتجاهات و ما يهتم به هو التدخل في شؤون المحيطين به و هنا تر ى العجائب و الغرائب و ثقافة الالتزام بالقوانين مازال في بدايتها ، الظلم و الغدر و عدم العدالة متفشية و هذا ما يدل على التخلف و الجهل ، اما عدم التساوي و اهمال العدالة الاجتماعية فحدث و لا حرج ، اي حالة المرحلة لم تصل حتى الى المرحلة الراسمالية . استنادا الى ما ذكر و المقارنة بين الوضعين ، نلخص الامر و نعود الى العراق المتحرر حديثا ومنذ مدة من قبضة الدكتاتورية لا تحتسب كمرحلة، فالوضع ان اعتمدنا على المقياس الدقيق لتقييم المراحل فنخرج بنتيجة واضحة وهي مرحلة الفوضى و عدم الاستقرار ان اردنا بيان نوعها، اي اختلاط كافة المراحل الاجتماعية فيما بينها ، فنشاهد البدائية و الفيودالية و الاقطاعية و و البرجوازية و ترى الشيء القليل من الاشتراكية و كل ذلك نتيجة التغيرات و الانقلابات في الاوضاع السياسية و الاجتماعية بين فينة و اخرى. لو ضيقنا مساحة تحليلنا و وقفنا في هذه الفترة ما بعد سقوط الدكتاتور فقط شاهدنا العديد من الانقلابات في الاوضاع و بسرعة شديدة بعد القتل و التشرد و التهجير و الترحيل و الظروف الصعبة المفروضة التي ادت الى انتشار الامية و الجهل من جهة و محاربة العقول المبدعة و اضطرارهم لترك البلد من جهة اخرى، فيحتار من يهتم بتحديد الوضع الاجتماعي السياسي ان يضع الحالة في موقعها المعين لدراستها و ايجاد الحل المناسب لاعادة القافلة الى سكتها الصحيحة و العمل على دعمها و دفعها نحو الامام، و اخطر الحالات هو تفشي حالات الثار و الانتقام بين افراد المجتمع مستندين على الجهات الحزبية نتيجة الفوضى، وهذا ما يحتاج الى حملة توعوية كبيرة لشرح ثقافة الالتزام بالقانون لاعادة الحق الى نصابه و لاصحابه من خلال الطريق القانوني المتبع في الوضع الاجتماعي المتقدم، وهذا يحتاج الى جهود مضنية من قبل الجميع بما فيهم النخبة التي يقع على عاتقها العمل الجبار و هو واجب وطني و اخلاقي. و خلاصة القول ان تحقيق السلام و ترسيخ العدالة يحتاج الى الوعي العام و نشر الحب و دعم الحرية و الحماس في العمل و الحكمة في الحكم و الحكومة في العراق من اجل المسامحة و اعادة التاهيل لكافة مكونات الشعب ليستقر حالته و ليترسخ الهدوء و الاهتمام بالامور الهامة في خدمة الانسان و الانسانية و العمل على نشر العدالة الاجتماعية و التساوي بتعاون الجميع وهذا ما يحتاج لااضافة الة تعاون الشعب يحتاج الى حكم و حكومة من الشعب و لخدمته و خاصة الاكثرية المعدومة و بوسائل تقدمية للوصول الى المبتغى. اننا على اطلاع كامل على ان التغييرات الواقعة في العراق ادت الى تحويله من الدولة القاسية الفعالة الشبه علمانية الى الدولة القاسية الغير الفعالة الثيوقراطية، و هذا ما يحتاج الى احتواء الامر و الحالة بشكل فعال و واضح و من ثم العمل على تعديل الجوانب السلبية او اقتلاعها من جذورها ليتحول البلد الى الدولة اللينة و الهينة الفعالة العلمانية و جمع الجهود اللازمة لاستقرار الوضع و ترسيخ العدالة الاجتماعية الواجبة عن طريق انتشار الحب و الحكمة والحرية و الحماس للحكم و الحكومة و الشعب جميعا.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من هم دعاة حقوق و حرية المراة؟
-
حذار..............مازال امامنا الكثير
-
التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان استنادا الى قرارات محكمة د
...
-
سالني استاذي عن جاويد باشا
-
ما دور اقليم كوردستان في دعم استتباب الامن و ترسيخ السلم الع
...
-
من اجل قطع دابر الدكتاتورية في العراق
-
المجتمع العراقي بحاجة ماسة الى ثقافة السلام
-
من اجل اجتثاث ظاهرة التهجير من جذورها
-
المجتمع العراقي بحاجة ماسة الى ثقافة الحوار
-
اين اليسار الكوردستاني في الوضع الراهن
-
العراق و ثقافة الخوف
-
الجوع يفتت وحدة الارض و يمزق اوصال الشعب
-
من يفوز في مرحلة مابعد الراسمالية
-
رسالة الى المراة العراقية
-
سلطة اقليم كوردستان العراق تلغي دور الشعب
-
تدويل القضايا العراقية لمصلحة مَن؟
-
كيفية اعتماد المعايير الاساسية لمقترحات ديميستورا
-
دغدغة سورية لقهقهة اسرائيلية
-
قراءة سريعة لمفاوضات الكورد مع الحكومات المركزية العراقية
-
اهم القضايا التي تحتاج الى التحليل و الحل
المزيد.....
-
شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي
...
-
العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي
...
-
مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في
...
-
استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟
...
-
سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي
...
-
بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير
...
-
ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته
...
-
لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
-
خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني
...
-
لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|