أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي سعد - نقد أساليب الدفاع عن أراضي الكرمل














المزيد.....

نقد أساليب الدفاع عن أراضي الكرمل


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2345 - 2008 / 7 / 17 - 07:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أصدرت "لجنة الدفاع عن أرض الجلمة والمنصورة" في الكرمل مؤخرًا كتيبًا حمل عنوان "أرض إليا النبي"، تحدثت فيه عن الجهود التي بذلتها اللجنة والخطوات النضالية التي قامت بها من أجل "الحفاظ على الأرض".

من حيث المبدأ، الدفاع عن أراضينا المهددة بالسلب والمصادرة أمر مشروع ومن حقنا النضال بكافة الوسائل المشروعة في سبيل الحفاظ عليها وإبقائها بحوزتنا، ولهذا لا بد من توجيه التحية للجنة الدفاع عن الأراضي وكافة الجهات التي تخوض معركة الدفاع عن الأرض على ما قامت به من جهود وتضحيات هي محل تقديرنا واحترامنا.

إلا أنني ومن خلال قراءتي للنشرة المذكورة لفتت انتباهي عدة أمور لم ترق لي وأردت أن أقدم نقدًا عليها، ليس من باب جلد الذات بل من منطلق الحرص على أن يكون النضال أكثر فعالية وإيجابية مما هو عليه الآن.

1. لقد لاحظت أن النضال يأخذ بعدًا طائفيًا درزيًا يحصر معركة الدفاع عن أراضي الكرمل داخل حدود الطائفة الدرزية فقط، وفي اعتقادي إن هذا الأمر من شأنه أن يقلل من قيمة النضال ولا يضعه في بعده الوطني والعربي المطلوب. ومما لا شك فيه أن هذا التقوقع الطائفي بعيد كل البعد عن تاريخ الطائفة الدرزية الوطني والقومي.

بهذا الصدد جاء في كتاب "تاريخ الموحدين الدروز السياسي في المشرق العربي" ما يلي: "إن الموحدين الدروز ما عرفوا في تاريخهم أي انتماء سياسي طائفي بل كانوا دائمًا حماة الأرض يدافعون عن هويتهم القومية العربية ويذودون عن هذه الأمة ضد غزوات الأجنبي ومطامع المستعمر".

2. ارتأى القيمون على اللجنة اضفاء الطابع الديني- العقائدي على نضالهم. نلاحظ ذلك من خلال عبارات مثل: "أرض إليا النبي"، "مهبط الأنبياء الكرام"، "جبل معجزة النار والماء" إلخ من العبارات الدينية.

استخدام النهج الديني في السياسة يتنافى مع النهج العَلماني الذي مارسه الدروز عبر تاريخهم والقائم "على الفصل بين معتقدهم الديني الفكري من جهة وواجبهم القومي الوطني من جهة أخرى" كما جاء في الكتاب أعلاه. أضف إلى ذلك أنه "قلما نرى في المشرق العربي كالدروز من استطاع أن يفصل بين ولائه لله وولائه للوطن. ذلك أن مفهوم الدروز للدين قائم على علاقة الفرد بالله من جهة وعلاقة الانسان باخيه الانسان في المجتمع من جهة ثانية".

لقد أبدى د.رباح حلبي بإحدى مقالاته إعجابه بالأسلوب الديني في مقاومة السياسات الإسرائيلية ضاربًا حزب الله وحماس كمثالين لـ "نجاح" هذا النهج من "المقاومة"، ورأى ضرورة امتثال هذا النهج الديني في "النضال" لدى الدروز، بمعنى نقل تجربة الإسلام السياسي الأصولي إلى الطائفة الدرزية.

إن في نظرة د.رباح باعتقادي سوء فهم للعقلية الدرزية القائمة على الفصل بين الديني والزمني، والتي أشار إليها المعلم كمال جنبلاط بقوله بأن: "عقلية الدروز الليبرالية تتوافق مع تطور مختلف المجتمعات المعاصرة".

وهنا أرى ضرورة استيعاب تجربة المرحوم الشيخ فرهود فرهود في النضال الوطني القائم على الفصل بين الدين والسياسة. وهو الشيخ الذي اعتبره السيد غالب سيف "رجلا عَلمانيًا".

3. من ثم لماذا هذا التطبيل والتزمير للشيخ موفق طريف ؟!، وكأنه الأب الروحي للنضال !!. إن الشيخ موفق فرد من أفراد الطائفة الدرزية ومن واجبه العمل من أجل مصلحتها بحكم منصبه الديني ومكانته الاجتماعية. أما هذا التقديس المبالغ فيه لشخصه فلا حاجة له أبدًا.

4. لماذا هذا التأكيد المستمر على حب الدولة واحترامها والإخلاص والوفاء لها ؟!، ولماذا التذكير بعلاقة "الأنبياء الكرام موسى وشعيب" ؟!. أهذه هي إحدى طرق الدفاع عن الأرض ؟!، هل بقاءنا في أرضنا مشروط بحبنا للدولة ؟!.

نحن مواطنون في هذه الدولة ومن حقنا البقاء في أرضنا والحصول على حقوقنا كاملة بعض النظر عن حبنا للدولة أو علاقة الأنبياء فيما بينهم.

---

إن الدفاع عن الأرض يجب أن يكون وطنيًا- عَلمانيًا وليس طائفيًا- دينيًا. ولا حاجة لتقديس الشخصيات والحب من طرف واحد للدولة التي على ما يبدو أنها لا تحبنًا أبدًا.



#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -صرخة العسفاويات- يجب أن تتحول إلى -صرخة الدرزيات-
- تحية للطائفة الدرزية أم جريمة بحقها ؟!
- السنيورة مرة أخرى!
- نحو مفهوم جديد للعروبة
- رؤية في الديمقراطية
- الانتخابات لبلدية شفاعمرو مهزلة طائفية- عائلية
- وثيقة 14 آذار السياسية: نظرة جديدة للبنان والمنطقة
- التلاقي بين المشروعين الإسرائيلي والأصولي
- الرفيق كمال بك: المعلم الخالد
- وليد جنبلاط وثقافة الحياة
- نهاية العهد الأسود!
- أحداث البقيعة وتهافت الزعامة الدرزية التقليدية
- لا قيمة للتواصل إذا لم نكن أحرارًا
- الدروز بين التجاذبات الدينية والقبلية والمدنية
- ذكرتان لقضية واحدة : الحرية
- معك يا سنيورة
- وداعًا يا بيار الجميل .. شهيدًا لأجل لبنان
- خلط الدين بالسياسة خطيئة كبرى
- ثبات السياسة الإستقلالية العربية في مواجهة الأطماع الأمريكية ...
- قبول الآخر كبديل لحوار الحضارات وتصادمها


المزيد.....




- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي سعد - نقد أساليب الدفاع عن أراضي الكرمل