أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أبو الكيا البغدادي - من رأى منكم منكرا














المزيد.....

من رأى منكم منكرا


أبو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 09:55
المحور: حقوق الانسان
    


هذا هو مطلع حديث نبوي شريف...صحيح، لم يجرؤ احد من السلف الصالح من السابقين والسلفيين الجدد من الصالحين والطالحين أن يفكر مجرد التفكير في موائمة ذات الأدلة العقلية ووفق ذات المنطق الذي يتبنونه والتي يسوقونها لقبول هذا الرأي أو رفض ذلك التوجه أو بطلان تلك العقيدة أو فساد تلك الايديولوجيا...
يبدأ هذا الحديث بذكر المنكر ويقدمه على ذكر المعروف فالنص يقول (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان)... ومن الملاحظ إن الأمر بالمعروف يتقدم ذكره على النهي عن المنكر في آيات القران الكريم ،وعلى اغلب الظن فان هذا الحديث يمثل الدليل الأصولي الذي يستند إليه القائلون بالمبدأ الفقهي (إن درء مفسدة مقدم على جلب المصلحة)إذ يعتقدون إن في الأمر بالمعروف جلب للمصالح وان في النهي عن المنكر درء للمفاسد،وعلى الرغم من إن جلب المصالح قد يدرأ بدوره المفاسد فان هذا الجدل الفقهي ليس موضوع مقالتنا هذه،لكننا أمام ثلاثة احتمالات بشان هذا النص ،فإما رفضه عقليا والبحث في قضية تجريح رواته كائنا من كانوا وكانت سلسلتهم ثم إقامة الدليل على رفض روايتهم لأحاديث أخرى مع توفر الأدلة العقلية على الرفض كما سيتضح معنا في هذا النص،الاحتمال الثاني هو القبول بالنص على ما هو عليه وبموجب ما ورد من تسلسل وتعزيز الرواية وما يتبع ذلك من العمل بهذا الموجب ،أما الاحتمال الآخر فهو البحث عن أدلة عقلية تقع عليها وظيفة النهوض بالتأويل أو لي المعنى لعدم تماشيه مع الأدلة العقلية الظاهرة.
يرتبط فعل المعروف بالأمر في حين يرتبط الفعل المنكر بالنهي ،والمشكل هنا فيمن يحق له الأمر وفي من يحق له النهي ،كما إن المصدر ( النهي )لغة تشير إلى بلوغ الحد أي انه يمثل آخر المطاف بالنسبة للفعل،وهذا الموضوع يمثل محور موضوع المقالة ،فالخطاب في( منكم )في نص الحديث يتوجه فيما يبدو للحاضرين من المسلمين وإنهم بموجب النص كلهم مشمولون بالحكم أي إن مهمة فعل النهي واجبة شرعا على جميع المكلفين من المسلمين الحاضرين بالفعل وغير الحاضرين بالمثل ممن وصلهم التكليف.صحيح إن الفقهاء وضعوا أحكاما كثيرة تخص باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا إن هذه الأحكام ما هي إلا محاولات لسحب الصلاحية الشرعية وحصرها (بأولي الأمر )ممن يرتضيهم فقهاء العصر لكنهم جميعا يقررون بالوجوب على المسلمين عامة.ولا أريد في هذا الصدد مناقشة كلمة رأى ودلالاتها اللغوية وما يترتب على ذلك من دلالات فقهية، فهل تتحقق الرؤية بالعين وهل إن الإخبار بالرؤية يعد من الرؤية وكم تطول سلسلة الإخبار قبل تركها؟..ثم ما الذي يتوجب في اختلاف زمان الروية،وما إلى ذلك من موارد أفضل تركها لأبحاث أخرى إن شاء الله.
أما تقرير المنكر فهو الأخر مبحث لا يقل تعقيدا عن الأبحاث الأخرى للموضوع ،فمن يقرر إن الفعل الفلاني منكرا ومن الذي ينّكر،هل إن خروج السيدة عائشة (رض)زوجة الرسول(ص)لحرب الإمام علي(ع)هو أمر منكر أم هو من باب الأمر بالمعروف،ومن الذي يحدد،شرعية قيامها؟لاشك في إن الموضوع يتعقد عندما تتصل جوانبه بالأمور السياسية ،فربما صار المعروف منكرا وربما انقلب المنكر معروفا وفي كل الحالات فان التغيير واجب شرعي يؤثم المرء إن تركه!
هذا من جانب ومن الجانب الأخر هو التسلسل المنطقي للفعل ،وهو ما يوجب الطعن بالنص كما ورد ،فالتسلسل يبدأ بالتغيير باليد (أي بالقوة)....من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، المشكلة كل المشكلة في إن يبدأ التغيير(للمنكر) باليد كخطوة أولى يبدأ بعدها الانتقال إلى الخطوة الثانية (الأضعف )بموجب التفسير الشائع مع عدم الاستطاعة من الوصول للغاية (تغيير المنكر)حيث يكون التغيير باللسان (أي القول بالرفض)أو(النهر)(والاستنكار) ومع عدم التمكن مرة أخرى فانه يتم الانتقال إلى المرحلة الأخيرة مع عدم الاستطاعة إلى مرحلة (اضعف الإيمان) (أي الإضمار القلبي)لرفض الفعل المنكر..
إن التسلسل الذي يطرحه(الحديث )لا بد انه يتدرج إيمانيا بحسب( القدرة) والفعل (النهي)،ولهذا فهو بشكله الحالي يؤسس فهما راديكاليا ينطوي على مخاطر لا أظنها تتلاءم مع معطيات الحضارة أي حضارة حتى الحضارة الإسلامية التي تبتني على مقولة الشريعة السمحاء.
يتطلب السياق المنطقي رفض (المنكر)قلبا بادئ ذي بدا ومع عدم الاستطاعة (أي عدم الوصول للتغيير)فان مرحلة النصح أي التغيير باللسان فان لم يجد القول والنصح ومع استفحال الأمر وظهور المفسدة فان اليد (القوة )ستكون الخيار الأخير للفعل...ويمكن تفهم الفعل بالطريقين الأولين (القلب واللسان)من باب حرية الفكر والعقيدة مع تحديد وتقنين خاص بالفعل الثاني (اللسان )لئلا ينصرف الموضوع للاهانة والشتيمة والقذف (وهذه أعمال منكرة هي الأخرى والإطلاق في الفعل هنا يستلزم الدور أو التدوير وهذا باطل عند مناطقة المسلمين فإذن لابد من التقييد الفقهي لفعل اللسان..إما القول بالتغيير باليد فلا بد من حصره بولي الأمر (العادل)و(المخول)بموجب القانون.
وفي كل الحالات فان التسلسل بالإيمان بالانتقال من فعل إلى فعل لا بد إن يواجه الكثير من المشاكل العقلية التي يصعب تفهمها في ظل الدولة العصرية الحديثة.
إن مجمل ما ذهبنا إليه في هذا التحليل المبسط يشير بوضوح إلى بطلان الخلفية المنطقية لهذا الحديث حتى وان جرى العمل به في ظل( الحكومة الإسلامية)‘لذا فانه إما أن يؤول أو انه منسوخ أو أن رواته قلبوه على هواهم أو هوى سلاطينهم ،واني أتطلع لان يشاركني المتخصصون والمهتمون بهذا الموضوع عقليوهم ونقليوهم بالفكر الذي يؤسس للدولة العصرية الحديثة.



#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غديرية الرياضة
- البحث عن السعادة في شريعة الغابة باللغات الحية
- الشيخ والجسر
- لزوم الدمار لمن لا يلزمه الدمار
- سيرة ذاتية...للتاريخ
- مولاي...
- دون أسماء وألقاب...هل هو الحل يا سيدي الحارس؟
- جمل علي ...كام الداس يا بن عباس!
- اكعد أعوج
- عطلة عطيل
- مذكرات عراك
- مللي مول وحيد في زمن أيوب
- تنبؤات أبي الكيا البغدادي (2)
- طاقية الحاج القطنية....طاقية إخفاء صوفية
- تنبؤات أبي الكيا البغدادي
- أحلام جنية وأحلام إنسية
- سعادة العيد في دولة الملك ونيابة أبو الكيا
- رزق النواب وسورة الواقعة
- ِولْيَة الغُمٌان في حَي بن سَلْمان
- الجمل وحرب النجوم..حكاية علم العراق


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أبو الكيا البغدادي - من رأى منكم منكرا