أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - عودة الابن الضال














المزيد.....

عودة الابن الضال


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا يسعنا أمام مشهد المؤتمر الصحافي الرباعي الذي عقده الرؤساء الأربعة الأسد، ساركوزي، سليمان، وحاكم قطرالشيخ آل ثاني، في العاصمة باريس مساء أمس، إلا أن نقر أن المشهد السياسي الدولي يدخل في مرحلة مناخية من الانقلاب الصيفي الذي توجّه الأليزية ــ بيد ولسان رئيسها " النابليوني"غير المتوّج ــ محرّك متغيّراته السياسية، على المستويين الإقليمي والدولي.

ولا يغيّب انبهارنا بذاك المشهد، من رصدنا لتلك الخلفية " البوشيّة" بامتياز، التي ارتكزت عليها تحركات ساركوزي الأخيرة، والرئيسان تربطهما، على عكس ما كان عليه الأمر في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، رؤيتان سياسيتان متناغمتان، إلى حد أن قارئ المشهد السياسي يمكنه أن يقول أن ساركوزي يرسم على لوحة الأزرق المتوسطي الملامح الجديدة لوجه الرئيس الأميركي جورج بوش، حين حددها بوش بنفسه في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه قناة العربية مؤخرا بقوله:" أنا رجل سلام".

الاتحاد من أجل المتوسط ينطلق اليوم من عاصمة النور والتنوير باريس، وبمشاركة أربعين دولة ، بينهم سوريا ولبنان واسرائيل، الدول الثلاث التي لازالت في حالة " اللاحرب واللاسلم" مع اسرائيل، الحالة التي مهدت ورسخت لأنظمة الحكم العسكرية الفردانية في المنطقة أن تستمر، وسلالاتها، حتى تاريخ سطر هذه الكلمات. جاء انطلاق مشروع ساركوزي الاتحادي، الذي روّج له في حملته الانتخابية الرئاسية، متزامنا مع العديد من الأحداث الإقليمية والدولية المفتاحية وأهمها: 1- محادثات السلام السورية الاسرائيلية "غير مباشرة" لحل القضايا المتنازع عليها بين البلدين. 2- بوادر لانفراج دبلوماسي غير مسبوق بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، توجت بترحيب الرئيس الإيراني اليوم، بشكل رسمي معلن، عن قرب تبادل التمثيل الدبلوماسي بين إيران والولايات المتحدة من جديد، ما يلغي كل هذا التهويش والتسعير الإعلاميين لإمكانية شن ضربة عسكرية على إيران إما بأيادي أميركية، أو بسلاح اسرائيلي مدعّما بضوء أخضر أميركي. 3- ولوج لبنان وشعبه في مرحلة جديدة من الاستقرار والتمكين السياسيين من خلال حكومة الوحدة الوطنية، وانطلاقة المؤتمرالوطني المسيحي الهادف إلى تفكيك الحلف العوني ــ النصراوي، لمزيد من الالتفاف على حزب الله، الذي التف أصلا على نفسه في رفعه "سلاح المقاومة" في وجه المدنيين العزل في المدن اللبنانية خلال أحداث أيار/ مايو 2008 المشهودة. 4- العلاقات اللبنانية السورية تدخل منطق الندّية التكافؤية، والمتعارف عليها بين الدول ذات السيادة، إثر ثلاثين عاما ونيف من اغتصاب القرار اللبناني وتوجيهه من قبل النظام السوري وتحالفاته الحزبوية الطائفية في لبنان. 5- الرئيس السوري الشاب، "المعزول سابقا" ، يتحول بلمسة ساحر، وبإجماع قلّ نظيره، إلى وسيط دولي بامتياز، بين العالم الغربي متمثلا بالولايات المتحدة " الشيطان الأكبرسابقا" من جهة، وإيران "محور الشر سابقا"، من أخرى ، مهمة الوساطة التي عجز عنها الخبراء والدبلوماسيون والرؤساء الأقوى في العالم!

في ضوء تصاعد النجومية الرسمية السورية في الأفق المتوسطي، والأطلسي أيضا، ترتفع مجموعة من الأسئلة الملحّة والعالقة منذ عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وأبرزها: ما دور الصوت الآخر في عملية التحديث السياسي والاقتصادي والتغيير السلمي الديمقراطي في سوريا، والذي لاتمثيل لهما اليوم، على الإطلاق، على الخارطة السياسية السورية، الرسمية منها والمدنية؟ وعلى أي رفّ وضعت مسألة حقوق الإنسان وحريات التعبير والمشاركة السياسية من المحادثات السورية الفرنسية؟ وهل مصالح الدول وعلاقاتها العابرة للقارات هي فوق مصالح الشعوب وتطلعاتها الإنسانية والمستقبلية ؟ وإذا كانت "الفوضى الخلاقة" قد ولّدت حالة من الجنوح إلى سلم دائم في منطقة الشرق الأوسط فأين هو المواطن السوري و"مواطنيته" من هذه المعادلة الجديدة وهو مغيّب تماما عن المشاركة في الفعل السياسي، وحتى الثقافي منه، في عاصمة الثقافة العربية دمشق، التي العديد من مثقفيها محكومون قسرا بالمنافي الجبرية ؟!

بعد أن فشلت بعض أطياف المعارضات السورية ــ أو ما يحلو لي أن أدعوها " العراضات"ــ في تحويل مشاريعها السياسية "الشخصانية"، التي تتقلب بين الارتزاق، والارتهان، والنفعية، وصولا إلى المطامع العمياء في الاستيلاء على السلطة، أوالعودة إليها، وبعد احتكار صفوفها من فئة "البعثيون الجدد" المنكفئة، وجماعات "الإخوان المسلمون" الموحّدة الأجندة والمتعددة الأقنعة، وكل من دار في دوائر هؤلاء من صيادي المكاسب السريعة الذين ساووا السجّان بالسجين، وإثر تغييب منظّم لحركة إصلاحية حقيقية، نزيهة وواعية، ترفد عملية التحديث السلمي الديمقراطي في الداخل السوري، حركة صادف أن أصحابها يعيشون في الخارج لظروف الهجرة العلمية أو الاقتصادية، ولم "يستقووا" يوما إلا بنوستالجيا الوطن الأم وتعلّقهم الغريزي، الناصع، وغيرالمشروط بالأرض الأولى، نشهد اليوم عودة "الابن الضال"، وبزخم وإجماع دوليين، إلى ساحة الحراك العالمي، مكنّسا بذلك كل معوقات العزل على المستويين الإقليمي والدولي، ومحرّضات انتكاسات المحكمة الدولية، والمنغّصات الأميركية الموظفة للاستهلاك الإعلامي، والتي لم تكن ــ برأيي ــ يوما أوراقا خلافية متجذرة بين الولايات المتحدة من جهة، وسوريا وحليفها الاستراتيجي، إيران، من جهة أخرى. أستثني من هذا المشهد الخلافي المفتعل، من كانوا لسوريا وإيران حلفاء "تكتيكيين" في ظرف سياسي منتهي الصلاحية، وأقصد حزب الله، حماس، فتح الإسلام...، وغيرها من أوراق "الجوكر" التي ما فتئت سوريا تدورها على طاولة المقامرة الدولية التي رمت اليوم بورقة" الصولد " منها، وارتفعت بذلك من "حفرتها"، أو "الحُفر" التي أُعدت لها، على حد تعبير الرئيس الشاب بشار الأسد اليوم في مقابلة تلفزيونية مع تلفزيون الجزيرة، ارتفعت كاسبا دوليا وإقليميا هو "الأعظم"!




#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في القراءة الأصولية
- امرأة غوانتانامو
- أفعى في بنطلون!
- في رثاء البلد.. وأمي
- بعد الذهاب.. قبل الوصل
- شرق الغيب وغرب المعرفة
- المنتحرون ‍!
- وديعة رابين أم وديعة الأسد ؟
- لا عزاء للسيدات
- تحييد الإسلام السياسي
- أل التعريف والأندلس المفقود
- المحور الثالث يطلق مشروعه الجديد: الحوار العربي الأميركي
- الشبكة.. والغربان
- -حروب -المؤمنون الجدد
- مرح البقاعي: الشاعرالفرد في مواجهة العالم
- عين سوريا السينمائية
- ليس للمساجلة
- إعلان سوريا
- الشعر بين القبض على الماء أو الانسحاب في نجمة
- هي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - عودة الابن الضال