أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - كم بقي لدينا من الوقت لنمنع الانهيار؟















المزيد.....

كم بقي لدينا من الوقت لنمنع الانهيار؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 08:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


كيف سيكون الواقع الفلسطيني بعد التاسع من كانون الثاني لعام 2009؟ نهاية الفترة الزمنية لرئاسة ابو مازن للسلطة الفلسطينية، حيث بدأ القلق يساور الشعب الفلسطيني وقيادته وفصائله الفلسطينية، وتؤكد كل الحقائق والوقائع صعوبة تجاوز هذا الوضع السيء والمقلق الذي نقبل عليه، رغم المحاولات والمبادرات المطروحة لمحاولة تجاوز حالة الانشقاق والانقسام الفلسطيني الذي نعيشه اليوم، ورغم النوايا الحسنة الا ان كل المؤشرات تؤكد عكس ذلك، فالتطورات التي عصفت بالساحة الفلسطينية منذ اوسلو، وما افرزته من وقائع جديدة على الارض الفلسطينية وفي العلاقات الداخلية الفلسطينية، وتاثيرها على مفاهيم الصراع مع الكيان الصهيوني والتصدي لمشاريعه، وعجز الجانب الفلسطيني من تجاوز خلافاته او تاجيلها من اجل الحفاظ على وحدته لمواصلة نضاله، والمراهنات المستمرة للتوصل الى حل مقبول او معقول للقضية الفلسطينية لم تكون الا اوهاما اوصلتنا الى ما نحن نمر به اليوم.

في ظل حالة الشلل التي تمر بها منظمة التحرير الفلسطينية وفشل كل المحاولات الرامية الى اعادة تفعيلها، وتراجع مكانتها الفلسطينية والعربية والدولية، لصالح افرازات اوسلو، حيث من الناحية العملية طغى دور السلطة الفلسطينية على كافة المرجعيات الفلسطينية، ولم تبقى المنظمة الا مجرد ذكريات وحنين، ورغم المحاولات فلسطينية المطالبة والداعية الى اعادة الدور لهذه المنظمة وتفعيل دورها ككيان فلسطيني يوحد الشعب الفلسطيني، الا ان هذه المحاولات غير موفقة حتى اللحظة، ويعود السبب بذلك الى عاملين اساسيين، الاول ذاتي، وهو الحالة الفلسطينية والعلاقات الداخلية الفلسطينية الممزقة، وحالة الانقسام التي جاءت نتيجة لاحداث غزة بالعام الماضي، كذلك لا ننسى اطلاقا الدور الاساسي لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية على مدار مسيرة هذه المنظمة المراهن على سياسة اثبتت عقمها وفشلها والتي بالاساس هي نتيجة حتمية للطبيعة الطبقية لهذه القيادة، وسياسة التفرد بقراراتها التي كانت لها انعكاسات سلبية على كافة مؤسساتها، والسبب الثاني الذي يعود الى الدور الاسرائيلي الامريكي بتصفية هذه المنظمة والغائها من قواميس المواجهة وتصفيتها لما شكلته من كيانية فلسطينية جامعة للشعب الفلسطيني وراية اممية من رايات النضال، وحركة تحرر اخذت مكانتها واحترامها بكافة المحافل الدولية وحركات التحرر العالمية وشعوب العالم، فالكيان الصهيوني بالتاكيد سيمارس كل اساليبه الخبيثة والقذرة من اجل منع اعادة الدور لهذه المنظمة من خلال التهديد تارة، والضغوط تارة اخرى ضد قيادتها، مستغل هذا الكيان موازين القوى العالمية التي تميل لصالحه.

مع اقتراب موعد انتهاء الفترة الرئاسية للرئيس الفلسطيني ابو مازن، بصفته رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية، والجدل الدائر حول تمديد ولايته لمدة سنتين لكسب مزيدا من الوقت لتجاوز هذه الازمة، حيث بدأ الجدل بالساحة الفلسطينية حول قانونية التمديد، وهذا ما بدات تتخوف منه كافة القوى الفلسطينية، فحماس مع انتخابات جديدة لرئاسة السلطة، وهذا بالتاكيد لن يحصل بدون توافق فلسطيني، حيث ستشهد الساحة الفلسطينية ايضا تصعيدا بالخلافات الداخلية، حول شرعية استمرار ابو مازن رئيسا للسلطة الفلسطينية، وهنا لا اخفي اطلاقا امكانية مطالبة حماس باشغار هذا المركز الرئاسي الشاغر الناتج عن انتهاء الفترة الرئاسية، فكل المؤشرات تؤكد حتى اللحظة ان اي دعوة لتجديد الفترة الرئاسية لرئيس السلطة الفلسطينية او اجراء انتخابات رئاسية، ستكون فاشلة بدون توافق واجماع فلسطيني، وحركة حماس سيكون لها دورا اساسيا بهذا الاتجاه، ولكن توجهات حماس السياسية والفكرية التي تصطدم مع توجه منظمة التحرير الفلسطينية، ومع الفصائل الفلسطينية على انفراد، والخلافات العميقة الموجودة بالساحة الفلسطينية لا تبشر بتجاوز هذه الحالة باتجاه المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، فلا يمكن ان تجري انتخابات بالساحة الفلسطينية بدون مشاركة حماس، وبدون اتفاق فلسطيني على سلطة واحدة على كامل القطاع والضفة، ولن تسمح اسرائيل لمشاركة حمساوية باي انتخابات فلسطينية مستقبلية بدون الموافقة على شروطها، كذلك من الصعب ان تكون هناك انتخابات فلسطينية فقط بالضفة الغربية، وهذا ما يشكل تهديدا حقيقيا للقضية الفلسطينية ومستقبلها واستمرارها.

اسرائيل تتعامل مع الجانب الفلسطيني بعد لقاء انابوليس، موهمه اياه بامكانية التوصل الى سلام، ولكن الواقع يؤكد عكس ذلك، فهي تتعامل مع الرئيس ابو مازن والوفد الفلسطيني المفاوض دون سقف زمني، وهذا ما يشعر به الوفد الفلسطيني المفاوض ويلمسه المواطن الفلسطيني العادي، وهي فقط تريد ان تكسب مزيدا من الوقت، لخلق وقائع جديدة على الارض الفلسطينية يصعب العودة بها الى الوراء، واذا كانت نوايا الكيان الصهيوني صادقة للتوصل الى سلام لماذا لم يجمدوا الاستيطان ويجمدوا البناء بالجدار حتى تنتهي المفاوضات؟ واسرائيل تراهن بالاساس واولا على تثبيت حالة الانقسام الجغرافي بين شطري الوطن ليصبح امرا واقعا، وتشكل عامل ضاغط لافشال اي محاولة لتجاوز حالة الانقسام السياسي الفلسطيني، والسؤال الذي يبقى مطروحا هو كيف ستتعامل اسرائيل مع الرئيس ابو مازن والوفد المفاوض له بعد التاسع من كانون الثاني العام القادم ؟ فاذا شمعون بيريس قال "من الصعب التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين مبررا ان ابو مازن لا يوجد له شرعية كافية بين شعبه"، كذلك لا يخفى على احد المحاولات الرامية الى ايجاد مخارج قانونية لاضافة اعضاء جدد الى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لان النصاب القانوني لاجتماعات اللجنة التنفيذية مهدد باي لحظة، فهذه هي المرحلة المقبلة التي سندخلها كفلسطينيين.

قادة الكيان الصهيوني، ينظرون الى الجانب الفلسطيني كطرفين منفصلين، الاول حركة حماس وسيادتها على قطاع غزة، وحكومة سلام فياض ومستقبلها بفرض سيادتها على الضفة الغربية، وبالتاكيد حتى اللحظة غير قادر الرئيس الفلسطيني على تجاوز هذا الوضع وكحد ادنى استبدالا او تعديلا على حكومة سلام فياض، او اعادة القطاع الى سيادة فلسطينية موحدة، فبالتاكيد اسرائيل ستتدخل بكل التفاصيل مهددة بممارسة الحصار على الضفة الغربية كما تمارسه على القطاع، او اتخاذ اجراءات عقابية ضد القيادة الفلسطينية، وهذا ما يضع القضية الفلسطينية بين المطرقة والسندان بظل حالة التراجع العربي، والتهديدات الامريكية المستمرة للمنطقة لتمرير مشروعها واختلال موازين القوى العالمية لصالح الكيان الصهيوني.

ولتجاوز هذه الحالة، لا يوجد امام الجانب الفلسطيني بكل اطرافه وقواه السياسية، الا اتخاذ الموقف السليم مغلبا المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني على كل هذه الخلافات، والتاكيد على توافق وطني، ومواجهة التهديدات الاسرائيلية وكل ما يمكن ان يمارسه قادة هذا الكيان بحق القيادة والشعب، فاي تاخير باتخاذ الموقف السليم هو تدمير للقضية الفلسطينية، فنحن اليوم لسنا بوقت من سيحقق انجازات على الطرف الفلسطيني الاخر، ومن هنا تاتي اهمية اتخاذ قرارا فلسطينيا حكيما وعلى قدر المسؤولية، وان لا تتغلب المصالح الذاتيه والانانية على المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، ويكفي فقط مرسوما سياسيا من الرئيس محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية، بتسمية لجنة وطنية فلسطينية تكون حركة حماس جزءا منها، للبدء بوضع الخطوات العملية لتوحيد السيادة على الارض الفلسطينية، وتوحيد الاهداف والمواقف السياسية والوطنية، تاخذ هذه اللجنة على عاتقها مسؤولية تعبئة الفراغ في حال اتخاذ الكيان الصهيوني اجراءات عقابية وانتقامية ضد القيادة الفلسطينية نتيجة قرارات وطنية فلسطينية، فالقيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الفلسطينية الاولى ، تمكنت من قيادة ميدانية للانتفاضة ولمدة 6 سنوات متتالية منطلقة من تجربتها النضالية بمواجهة الاحتلال الصهيوني، وما زالت تجربة جماهير شعبنا الفلسطيني ماثلة للعيان بمواجهة هذا المحتل، فاذا لم تتمكن القيادة الفلسطينية من تجاوز هذه الحالة وباسرع وقت ممكن، بالتاكيد ستزداد الامور تعقيدا وسنكون امام انهيار يهدد كافة الحقوق الوطنية والشرعية للشعب الفلسطيني، وسنكون امام دولة مؤقته بالضفة غير قادرة على العيش محاصرة مخنوقة، تمهد لاقامة اتحاد كونفدرالي مع الاردن، على طريق دولة فلسطينية بالاراضي الاردنية مجاورة للكيان الصهيوني.



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمين التعويض للفلسطينيين ام الاسرائيليين؟
- رسالة الى السيد انطونيو غوتيريس رئيس المفوضية العليا للاجئين
- التناقضات المستعصية بالعلاقات الداخلية الفلسطينية
- دفاعا عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- تطورات الوضع العام للاجئيين الفلسطينيين بالبرازيل
- الفأر اللي الغى نشاط النكبة
- اللاجئين الفلسطينيين بالبرازيل ماهو واجبنا اتجاههم؟
- اي مصير ينتظرنا؟ مستقبل مجهول، ام حل مفروض؟
- لاتركبوا الطائرة الا والعلم الفلسطيني يرفرف بايديكم
- ايهما اقل شرا مؤتمر انابولس ام الموافقة على التهدئة؟
- لماذا لا تتوقف القيادة الفلسطينية عن ادانة المقاومة؟
- لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني بالبرازيل... وافاقها المستقب ...
- تحيا فلسطين ...... تحيا تشيلي...تسقط موريتانيا ....... تسقط ...
- اليسار الفلسطيني بالبرازيل وانعكاسات مفاهيمه على المؤسسات ال ...
- اللاجئين الفلسطينيين بتشيلي المحيط من امامكم والعدو من ورائك ...
- لماذا المقاطعة لمؤتمر القمة العربية؟
- من تاريخ الهجرة الفلسطينية الى البرازيل (الجزء الاول)
- لمحة سريعة على واقع اللاجئيين الفلسطينيين بالبرازيل
- المازق الفلسطيني الراهن واحتمالات العودة للخيار الاردني
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل وافاقها المستقبلية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - كم بقي لدينا من الوقت لنمنع الانهيار؟