أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بن سعيد الفطيسي - اوباما 000 و الطريق الأقصر الى البيت الأبيض















المزيد.....

اوباما 000 و الطريق الأقصر الى البيت الأبيض


محمد بن سعيد الفطيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 03:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تحتاج بعض القرارات السياسية الاميركية , وخصوصا الخارجية منها الى كثير من الدراسة والتشريح والتحليل والتعمق , وذلك لفهم طبيعتها السياسية او أهدافها ومقاصدها المستقبلية المبطنة, وخصوصا حين تتعلق بطبيعة العلاقة ما بين الولايات المتحدة الاميركية والمستعمرة الاسرئيلية الكبرى من جهة , والعرب من جهة أخرى , او بخصوص القضايا العربية بشكل عام - وبمعنى آخر – هناك بعض القرارات الخارجية الاميركية ليس لها سوى بعد واحد , ووجه واحد , ومضمون سياسي واحد بالرغم من اختلاف الأقنعة , انه دعم المستعمرة الإسرائيلية الكبرى , والمحافظة على مصالحها وأمنها واستقرارها بكل صراحة ووقاحة ووضوح , فهي مجرد دائرة ضيقة لا تتسع لأكثر من شريكين , ولا تحتوي على كثير من المشاهد الدرامية المعقدة , وإنما تدور في حلقة مفرغة واحدة , تبدأ من حيث تنتهي , وتنتهي من حيث بدأت , ويبقى فقط قدرتنا – نحن كعرب – على التعامل معها بطريقة سياسية صحيحة ودقيقة وحذرة 0
ولكن – وللأسف – فإننا بالرغم من كل ذلك الوضوح الفاضح لطبيعة العلاقة الصهيواميركية التاريخية , لازلنا – نحن العرب - , نتعامل مع مخرجات تلك القرارات السياسية الاميركية بطريقة أشبه ما تكون بقراءة الكف او الفنجان , ومن خلال ذاكرة عربية تاريخية مثقوبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , فنأمل النفس دائما بأماني مستقبلية ساذجة ولا حدود لها , كوقوف الغرب بشكل عام , والولايات المتحدة الاميركية بشكل خاص مع قضايانا العربية او مصالحنا القومية في قضية الصراع العربي مع المستعمرة الإسرائيلية الكبرى , او في أي قضية أخرى تتعلق بمصالحنا العربية على وجه التحديد , على أساس وجود عدد من المصالح العربية الاميركية المشتركة والمتبادلة عبر التاريخ , وكأننا نحاول أن نخدع أنفسنا بتغطية شمس الحقيقة بغربال من الأماني الخادعة والزائفة , وتحت أسماء وعناوين سياسية ودبلوماسية لا طائل منها , ويتضح ذلك بكل صراحة وجلاء وعلى وجه الخصوص , في كل مرة مع حلول الانتخابات الرئاسية الاميركية , ومع بداية ونهاية وصول الزعيم الجديد الى سدة البيت الأبيض 0
وحتى لا نتعمق كثيرا في سرد تلك الصفحات السوداء الواضحة من تاريخ الانتخابات الصهيواميركية منذ العقد الأول من القرن العشرون وحتى يومنا هذا , والتي أكدت ولا زالت حقيقة واحدة لم تتغير معالمها بعد الى يومنا هذا , وهي أن الولايات المتحدة الاميركية لم ولن تقف يوما من الأيام ولو من باب المجاملة مع قضايانا العربية في وجه حليفها الاستراتيجي , وذراعها الإجرامي , وابنها المدلل الضال إسرائيل , وما سيكون دون تلك الثوابت والحقائق لن يزيد عن كونه مجرد لعب على الشوارب والذقون العربية , وذلك بهدف المماطلة وإعطاء الفرصة للمستعمرة الإسرائيلية الكبرى لالتقاط أنفاسها وإعادة لملمة أوراقها التي ربما تبعثرت لسبب او لآخر , " انظر مقالنا – قضايانا العربية في ضوء الانتخابات الاميركية "0
وها هو التاريخ اليوم يعيد نفسه كشريط تليفزيوني قديم على يد السيناتور ومرشح الرئاسة الاميركي القادم باراك اوباما, ولكن هذه المرة بالألوان , ليدور في نفس تلك الدائرة المفرغة سالفة الذكر , مع اختلاف بسيط في وجوه الممثلين والمخرجين و( الكومبارس ) , وبنفس الأسلوب السياسي الذي اعتدناه قديما من كل القادة الأميركيين , - ونقصد – أسلوب " يعطيك من طرف اللسان حلاوة , ويروغ عنك كما يروغ الثعلب " وبالطبع فان ذلك في بعض الأحيان فقط , أما في اغلب الأوقات وأكثرها كما علمتنا التجارب والوقائع وأحداث التاريخ , أن لا مناص من انتزاع ما تبقى من تلك الحلاوة من فم العربي , والتعامل معه بأسلوب العصا من غير الجزرة , وذلك كتأكيد تاريخي لمن يفقه ممن يدعون فهم التاريخ , ويتعاملون بالسياسة , على تلك الحقيقة التاريخية المتجددة والتي سبق واشرنا إليها , وهي استحالة وقوف قادة الولايات المتحدة الاميركية ودون استثناء في وجه إسرائيل مع قضايانا العربية المصيرية 0
ولتوضيح هذه النقطة في سياق التأكيد السابق , فان السيناتور باراك اوباما وفي بداية حملته الانتخابية وعد بانتهاج خط جديد في السياسة الخارجية الأميركية كما هو حال من سبقه من المرشحين الجمهوريين منهم والديمقراطيين , وخصوصا تجاه العراق وفلسطين وأفغانستان ، بما في ذلك إنهاء الحرب وسحب القوات الاميركية من العراق وإغلاق معتقل غوانتانمو , وقيام دولة فلسطينية مستقلة ، وأضاف اوباما أنه على أميركا ( بذل الجهد الدبلوماسي الحثيث والدائم في منطقة الشرق الأوسط لتحقيق السلام والاستقرار , وانه قد آن الأوان لفتح صفحة جديدة في تعاملنا مع الآخرين ،ولنقل للعالم إننا مستعدون للقيادة ، وإننا سنقود العالم بالأفعال والقدوة الحسنة ) 0
ولكن ها هو مرشح الرئاسة الاميركية القادم باراك اوباما يتراجع عن اغلب تصريحاته ووعوده بعد فترة لم تتجاوز الشهر منها , لتحمل رياح الصهيونية الاميركية ومنظماتها الضاغطة كايباك أغلب تعهداته السابقة تجاه القضايا العربية بشكل عام , والقضيتين العراقية والفلسطينية على وجه الخصوص في مهبها , فقد غلب الطبع على الطابع كما يقول المثل الدارج , حيث كشفت صحيفة واشنطن بوست في عددها الصادر يوم الثلاثاء الموافق 8 / 7 / 2008 م , ما مفاده أن باراك اوباما تراجع عن مواقفه السابقة بشأن سحب القوات الأمريكية من العراق مع بقاء تعده بإنهاء الحرب – بانتظار أن يتراجع عن هذا التصريح أيضا خلال الأيام القادمة - , واختارت الصحيفة بعضًا من تصريحات أوباما التي تدل على تغيير موقفه ، منها قوله : " إن أمن وسلامة جنودنا والحاجة إلى الحفاظ على الاستقرار , هي التي ستحدد خطوة الانسحاب من العراق , وعندما أذهب إلى العراق وأجد فرصة للحديث مع بعض القادة في الميدان ، سأحصل دون شك على معلومات وأستمر في تعديل سياساتي" 0
كما أن تصريحاته تجاه القضية العربية الفلسطينية لا تحتاج الى تعمق في الفهم , او معرفة في أصول ومفاهيم السياسة والدبلوماسية والعلاقات الدولية , فقد شدد باراك اوباما الطامح لنيل ترشيح الديمقراطيين في السباق الى البيت الأبيض بتاريخ 27 / فبراير / 2008 م – أي – في بداية حملته الانتخابية وبكل صراحة ووضوح على دعمه الثابت لإسرائيل والعلاقات مع المجموعة اليهودية , وقال في كلمته التي اتضح من خلالها انه مجرد امتداد للعبة الصهيونية العالمية الكبرى على العالم بشكل عام , ومطامعهم في الشرق الأوسط على وجه الخصوص , إن ( أي اتفاق مع الشعب الفلسطيني يجب أن يحافظ على هوية إسرائيل كدولة يهودية لها حدودها الآمنة والمعترف بها ) وشدد أوباما ، الذي ضمن مكانته كمنافس ديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة في ذلك الوقت ، أن إدارته في حال انتخابه ، ستقف إلى جانب إسرائيل في مواجهة كافة التهديدات المحتملة والمتوقعة ، وستعمل على ضمان تفوقها العسكري في المنطقة , وأورد قائلاً في هذا الصدد : " الذين يهددون أمن إسرائيل يهددون أمن الولايات المتحدة الاميركية , وهكذا يتأكد لنا انك إذا أردت أن تختبر نية أي زعيم أميركي قادم , او صدق نواياه تجاه قضايانا العربية , فما عليك سوى أن تبدأ به من فلسطين 0
وختاما فان اوباما او غيره من قادة وزعامات الولايات المتحدة الاميركية السابقون واللاحقون , لن يتجاوزا كونهم قفازات أميركية تديرها قوى الضغط الصهيونية , لتغطي جرائم وإرهاب يد المستعمرة الإسرائيلية الكبرى وتدافع عنها في كل زمان ومكان , وفي كل كبيرة وصغيرة , وأنهم مهما حاولوا تغيير وجوههم وألوانهم وأشكالهم بتقنع أقنعة الحيادية والديمقراطية والدبلوماسية , فان حقيقتهم ستظهر في نهاية المطاف , وستتغلب طباعهم واطباعهم التي جبلوا عليها بقوة المال والسلطة , على سياساتهم وتوجهاتهم وقراراتهم المفبركة , فتتكشف حقائق الحيادية والوقوف مع المظلومين والبؤساء في مختلف أرجاء العالم , وخصوصا في دولنا العربية كفلسطين والعراق على سبيل المثال لا الحصر , وعلى وجه الخصوص كلما تقلصت مسافة الطريق الى البيت الأبيض , ( فكل ما في الأمر أن الأوراق كشفت ولم يعد بالإمكان ممارسة اللعبة على الطريقة القديمة , فالحقيقة التي لا غبار عليها هي أن إسرائيل هي الولاية الواحدة والخمسون من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل ازدهارها ورفاهيتها , وهي بالنسبة لأمريكا الغاية والوسيلة : غاية لأنها تحقق حلم اليهود بوطنهم القومي ووسيلة لأنها تضبط جيرانها العرب وتلعب دور الدركي لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط , وبالتالي فإن العرب والمسلمين اليوم لا يواجهون إسرائيل فحسب بل يواجهون إسرائيل وحلفاءها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ) 0



#محمد_بن_سعيد_الفطيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخطيط لصناعة المستقبل
- القوانين الفيزيائية وعلاقتها بالظواهر السياسية
- العرب و البحث عن الظل تحت شجرة يابسة
- الحروب القادمة ستبدأ من الفضاء
- إسرائيل ومواسم الاحتفال بجراحنا العربية
- روسيا مدفيديف 00 قراءة في تحديات المرحلة القادمة
- الثقافة السياسية وأثرها على صناعة القرار السياسي الخارجي
- جدلية التعليم والغذاء في العالم العربي
- التحولات القادمة في بنية النظام الجيوسياسي العالمي
- روسيا بين قيصرين
- قضايانا العربية في ضوء الانتخابات الاميركية
- قراءة في آفاق الانتخابات الروسية القادمة
- رسائل السلام والحرب بين العرب وإسرائيل
- العراق ,, قصة مأساة تنتظر النهاية
- في ظلال الهيمنة
- معا من اجل بناء عالم حقيقي للإنسان
- حتى الأموات يعودون إلى الحياة
- الدبلوماسية الأميركية ومأزق المتغيرات الدولية
- من كامب ديفيد 2000الى أنابوليس 2007
- قبل اختفاء الحضارة


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بن سعيد الفطيسي - اوباما 000 و الطريق الأقصر الى البيت الأبيض