أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ماجد السوره ميرى - ثورة الرابع عشر من تموز في يوبيلها الذهبي ما لها وما عليها














المزيد.....

ثورة الرابع عشر من تموز في يوبيلها الذهبي ما لها وما عليها


ماجد السوره ميرى

الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 03:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هناك الكثير من الأحداث السياسية التي حدثت على هذه البقعة من الأرض التي تسمى العراق شغلت الناس كثيرا وتباينت حولها الآراء التي عبرت عن الاتجاهات السياسية والفكرية المتعددة التي تشهدها الساحة العراقية كنتيجة حتمية للتنوع العرقي والديني والأطياف المتعددة التي تشكل كلها مجتمعا عراقيا غير واضح المعالم.
وتشكل ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم حدثا مدويا في حياة العراقيين أثارت وما تزال الكثير من الجدل وتباين الآراء حول ملابساتها و طريقة حدوثها وأهدافها ونتائجها وآثارها.
لا شك أن مفهوم الثورة بإطارها العام تتخذ شكلا معينا من حيث القائمون بها والقائمة ضدهم.ومما لاشك فيه أيضا إن الثورة مفهوم يطلق على الانقلاب الواضح والتغيير الكبير في شكل ونمط حياة مجتمع ما من حيث الحياة السياسية (نوعية وكيفية إدارة نظام الحكم) والحياة الاقتصادية والاجتماعية (الثورة على بعض الموروثات والقيم البالية التي لا تنسجم وروح العصر الذي تعيشه الثورة)؛ أي أن التغيير يشمل بنية المجتمع فتضمحل طبقات وتنشأ طبقات أخرى.
لا نختلف كثيرا مع معظم الآراء التي تتبنى مفهوم الثورة كاسم مرادف للانقلاب الذي حدث في الرابع عشر من تموز عام 1958 في العراق لأنها حملت في طياتها تغييرات هائلة في حياة العراقيين على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ولكن من الناحية العملية والواقعية وتفاصيل ما حدث قد نختلف مع الآخرين .
القائمون على تنفيذ الثورة هم ثلة من الضباط الوطنيين الأحرار الذين لا غبار على تاريخهم ولا على نزاهتهم خصوصا الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم المعروف بزهده ووطنيته وحبه للناس والعراقيين بصورة خاصة. وما قام به كان موضع ترحاب وسعادة معظم أبناء الشعب العراقي الذي كان يعيش آنذاك أوضاعا سيئة نتيجة لشعوره أولا بفقدان السيادة والاستقلال الوطني نتيجة للارتباطات المعروفة للنظام الملكي في العراق بالمستعمر البريطاني الذي نصبها على ملك العراق وسيطر على خيراته وموارده وإبعاده عن محيطه العربي والإسلامي وإدخاله في تحالفات تتناقض ومصالحه الوطنية والقومية .. كذلك الظلم الاجتماعي والتباين الكبير بين مختلف طبقات المجتمع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والعديد من العوامل والظروف الذاتية والموضوعية التي خدمت قادة الثورة فما أن أعلن عن قيامها حتى هبت الجماهير لمساندتها والوقوف خلفها وتم استغلال هذه الوقفة في نجاحها بسلاسة وسهولة ويسر فضلا عن الدعم الكبير الذي تلقته الثورة من العديد من الأحزاب الوطنية الفاعلة على الساحة العراقية كالحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الوطني الديمقراطي .. وحققت الثورة العديد من المنجزات المعروفة التي أسهب الكلام عنها ولسنا بصدد تكرارها في هذا المجال الضيق . نقول إن ما جاءت به أدبيات الثورة من خلال بياناتها وتشريعاتها حول طريقة إدارة الحكم وشكله وإطاره العام كاتخاذ النظام الجمهوري وتبني الديمقراطية وحكم الشعب ورفع الظلم عن الطبقات المسحوقة أثلجت صدور العراقيين الذين بالغوا في إظهار مشاعر الحب والوفاء لها ؛ إلا أن العقلية العسكرية التي طغت على فكر وسلوك قادة الثورة أدت الى نتائج عكسية حيث أن من طبيعة العسكر الصرامة في تطبيق نظام المافوق والمادون وتطبيق الأوامر من غير الاستماع الى نقاش الآخرين والاستئناس بآرائهم خدمة للصالح العام فعلى الرغم من إعلان النظام الجمهوري فقد بقي منصب رئيس الجمهورية شاغرا نتيجة لعدم إجراء الانتخابات التي وعد بها الزعيم خلال فترة قياسية لا تتعدى الستة الأشهر وجمع الزعيم بين رئاسة الوزراء والقيادة العامة للقوات المسلحة وزارة الدفاع ورئاسة مجلس قيادة الثورة الأمر الذي أدى الى نشوء الخلافات مع الأحزاب التي دعمت الثورة ومنها الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي كان قد أعلن على لسان زعيمه الخالد مصطفى البارزاني أنه جندي في خدمة الثورة .هذا فضلا عن الأحزاب الأخرى التي تعرض قادتها للاعتقال و زجوا في السجون مما زاد الطين بلة الهجوم العسكري الكبير الذي شهدته مناطق كوردستان الأمر الذي أدى الى نشوب ثورة أيلول والتداعيات الكبيرة التي ترتبت على الاقتتال الداخلي.
هذه الظروف بمجملها بالإضافة الى بروز عقلية وظاهرة الانقلابات العسكرية بين ضباط الجيش العراقي وخصوصا من قبل المقربين من الضباط الذين شاركوا الزعيم في تنفيذ الثورة فضلا عن تنامي الضغوطات الخارجية والتدخلات الإقليمية عجلت في حدوث المأساة الكبرى واغتيال الثورة الفتية في انقلاب 8 شباط الأسود والجريمة الوحشية التي ارتكبت بحق الزعيم عبد الكريم قاسم وتنفيذ حكم الإعدام بحقه في مهزلة المحاكمة الصورية التي شكلها الانقلابيون الفاشيون.
على الرغم من كل تلك الملابسات والظروف التي شهدها العراق إبّان تلك الأيام تبقى ثورة الرابع عشر من تموز يوما بارزا في حياة العراقيين الذين يكنون مشاعر الوفاء والحب للثورة وزعيمها المرحوم عبد الكريم قاسم .



#ماجد_السوره_ميرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د . كامل حسن البصير علم بارز … طواه النسيان !
- 30 حزيران ذكرى اندلاع الثورة العراقية الكبرى
- الفنان الخالد حسن زيرك في ذكرى رحيله السادسة والثلاثين، ما ز ...
- الخامس عشر من حزيران عيد الصحافة العراقية
- مندلي تستصرخ الضمير الإنساني ...


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ماجد السوره ميرى - ثورة الرابع عشر من تموز في يوبيلها الذهبي ما لها وما عليها