أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - غساسنة ومناذرة ذهبنا إلى باريس!














المزيد.....

غساسنة ومناذرة ذهبنا إلى باريس!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 04:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العرب طُلاَّب عِلْمٍ.. وطُلاَّب وِحْدة؛ إنَّهم يَطْلبون العِلْم ولو في الصين، ويَطْلبون الوحدة ولو مع الأوروبيين المتَّحِدين في "الاتحاد الأوروبي"؛ يَطْلبونها ولو عبر فرنسا، ورئيسها ساركوزي. لقد جُبِلوا على طلب العِلْم، وإنْ لم ينتجوا منه إلاَّ القليل؛ وجبلوا على طلب الوحدة؛ ولكن مع غيرهم، ومع بقائهم على ما هم فيه من تجزئة، بدأت "أفقية"، بفضل البريطاني سايكس والفرنسي بيكو، فأصبحت "عمودية"، أي أصبحت مصير ومستقبل كل دولة عربية مستقلة ذات سيادة!

ليبيا، وهي دولة عربية نادت بوحدة العرب حتى اليأس، وقفت ضد "الاتحاد من أجل المتوسط"؛ لأنَّها رأت فيه طريقاً إلى وأد فكرة الاتِّحاد بين دول وأمم وشعوب إفريقيا، والتي أصبحت تجتذب إليها حُلم الوحدة الليبي أكثر من فكرة الوحدة العربية، التي لا يقول بها الآن، أو يدعو إليها، إلاَّ كل عربي مُثْخَن، عقلاً وقلباً، بجراح الطوباوية السياسية، على ما يعتقده خصوم فكرة الوحدة العربية من العرب "الواقعيين"، الموضوعيين"، "العلميين"!

لقد قرَّر بعض العرب، أي بعض الدول العربية، أو الدول العربية المستوفية لـ "الشرط الجغرافي"، وهو انتماؤها إلى حوض المتوسط، أن يتَّحدوا مع "القلعة الأوروبية"، أي مع "الاتحاد الأوروبي"، من أجل المتوسط، أي لما فيه خير دول الحوض جميعاً، اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وثقافياً..، ولو كانت إسرائيل إحدى تلك الدول.
أثبتوا، والحقُّ يقال، أنَّهم طُلاَّب وحدة، لا مثيل لهم بين الأمم، ولا مثيل لها، فالدول المتوسطية منهم، أي التي أسبغت عليها "الطبيعة" هذه النعمة، نسيت، أو تناست، أنَّ لها شقيقات من الدول غير المتوسطية؛ ولكنَّها تذكَّرت أنَّ الاتِّحاد المجدي والواقعي والمفيد يُلْزِمها أن تذهب (أي تلك الدول العربية المتوسطية) فرادى إلى باريس لتتَّحِد عبر "الاتِّحاد من أجل المتوسط".

"الواقعية السياسية" عند الأوروبيين الغربيين حَمَلَتْهُم على أن يتَّحِدوا هُم أوَّلاً، وأن يبتنوا لأنفسهم قلعة اقتصادية كبرى ومنيعة، تجتذب إليها، وكأنَّها "ثقب أسود"، ما يقع في "حقل جاذبيتها" من دول ضئيلة الوزن، اقتصادياً وسياسياً، وتحتاج إلى من يتبناها، ويأخذ بيدها، من "الكبار". وحَمَلَتْهُم، أيضاً، على أن يؤسِّسوا لوحدتهم بنية تحتية من الاقتصاد أوَّلاً، فَعَظُمت مصالحهم الاقتصادية المشترَكة حتى استصغروا ما يُفرِّق بينهم على عِظَمِه، فهم أُمَمٌ شتَّى، صهرهم الاقتصاد في بوتقة واحدة، هي "الاتِّحاد الأوروبي".

لولا اتِّحادهم أوَّلاً في قلعتهم لَمَا قامت قائمة لـ "الاتِّحاد من أجل المتوسط"؛ ولولا تمزُّق وانقسام "الأمَّة الواحدة"، أي العرب، لَمَا قامت له أيضاً قائمة، فالأوربيون الغربيون أسَّسوا لهم "شمساً"، اقتصادية وسياسية وثقافية..، ثمَّ شرعوا يبحثون عن كواكب وكويكبات تدور حولها، أو في فلكها.

"من أجل المتوسط"، أي من أجل إقامة حديقة حَوْل "القلعة الأوروبية"، اتَّحد العرب، أي بعض العرب، مع الأوروبيين الغربيين، ومع غيرهم، لعلَّهم يظفرون بشيء ممَّا ينعم به اقتصادياً، واقتصادياً فحسب، "أهل القلعة"، مع أنَّ هؤلاء، أي "أهل القلعة"، لن يعطوا "شريكهم" العربي غراماً واحداً من الذهب قبل أن يأخذوا منه مائة غرام، أو إذا لم يأتهم هذا الغرام الواحد بمائة غرام.

"من أجل المتوسط" اتَّحدوا، وكأنْ ليس من قضية عربية تستحق أن يتَّحِدوا من أجلها، وكأنْ ليس من أهمية تُذْكَر لاتِّحاد أولئك العرب مع بعضهم بعضاً قبل، ومن أجل، أن يتِّحدوا مع الأوروبيين الغربيين، وغيرهم، من أجل المتوسط!

ولو فعلها هؤلاء العرب، أي لو اتَّحدوا، قبل أن يذهبوا إلى باريس، ليس في "قلعة"، وإنَّما في "خيمة"، لضرب ساركوزي نفسه صفحاً عن فكرة "الاتحاد من أجل المتوسط"، فهذه الفكرة لا أهمية تُذْكَر لها إذا لم تُلبِّ، في المقام الأوَّل، حاجة "القلعة الأوروبية" إلى تلك "الحديقة"، التي لا يمكن أن تصبح حقيقة واقعة إلاَّ إذا كان "الشركاء العرب" من غساسنة ومناذرة!

أُنْظروا لتروا من اتَّحد مع من؛ لقد اتَّحد الأوربيون الغربيون الذين علَّموا العالم بأسره فن تحويل كل ضعف لديهم إلى قوَّة مع العرب الذين علَّموا العالم بأسره فن تحويل كل قوَّة لديهم إلى ضعف!

روسيا، مثلاً، وعبر شركتها النفطية العملاقة، تعتزم الآن شراء كل الغاز الليبي، لتستعمله هي سلاح ضغط في صراعها السياسي ـ الاستراتيجي الإقليمي والدولي؛ أمَّا نحن، الأمَّة النفطية العظمى" في العالم، فلا نجرؤ حتى على التفكير في استعماله سلاح ضغط، ولا نتوانى في وضعه في أيدٍ تستعمله سلاحاً ضدَّنا، فالنفط، الذي مزَّقنا، ويمعن في تمزيقنا، والذي جعلنا دولاً قبل أن يجعلنا "أقاليم" في الدولة الواحدة، يمكن ويجب أن يوحِّدنا مع غيرنا، من أجل المتوسط، أي من أجلهم، من اجل أسياد المتوسط!

لقد أغلقوا "معبر رفح"، وابتنوا حوله "جدار برلين"، ثمَّ ذهبوا ليفتحوا لهم معابر إلى "القلعة الأوروبية"، وليتَّحِدوا مع هادمي "جدار برلين"، فاتَّحد "الواحد إذ تعدَّد" مع "المتعدِّد إذ توحَّد"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسلُّح مُنْتِج للضعف!
- توقُّع الأسد.. و-مبادرة- فياض
- هل يخضع نفط العرب ل -انتداب دولي-؟!
- بيريز الغاضب على عباس!
- مهاجمة إسرائيل لإيران.. متى تغدو حتمية؟
- خبر له وقع الصاعقة.. من -فينيكس-!
- من أجل صحافة على هيئة -منشور زجاجي-!
- مدراء وموظَّفون!
- لماذا تردُّ طهران على -التهويل- ب -التهوين-؟
- أسئلة الحرب!
- تهدئة مع حصار مخفَّف قليلاً!
- صحافة الموت وموت الصحافة!
- جدل -الأزمة السكانية- في مصر!
- خطوة سعودية قد تكون تاريخية!
- -الفشل الوشيك- و-التحدِّي الكبير-!
- نمط استهلاكنا مهدَّد ب -الصَّوْمَلَة-!
- ظاهرها -كتابة- وباطنها -إملاء-!
- أما حان للولايات المتحدة أن تستقل عن العراق؟!
- عسكر تركيا يلبسون -حجاب العلمانية-!
- عَصْرٌ من الجوع.. و-الطاقة الذُّرَوية-!


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - غساسنة ومناذرة ذهبنا إلى باريس!