أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان أحمد حقّي - كان هناك أستاذٌ كبيرٌ وتُوفّي!














المزيد.....

كان هناك أستاذٌ كبيرٌ وتُوفّي!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2341 - 2008 / 7 / 13 - 06:17
المحور: الادب والفن
    


يشكو معظم متذوقي الموسيقى والغناء من هبوط مستواهما في بلادنا وفي العالم العربي عموما باعتبار المتلقي لهما هو عموم مساحة الناطقين بالعربيّة.
وغنيٌّ عن القول أن لكل شيءٍ حالٌ راقٍ وحالٌ هابط ، تلك هي حال الفن والأخلاق والجمال بل حتّى في المأكل والملبس وحسن الحديث بل حتّى في الحبّ وكذلك هي الحال في الموسيقى والغناء!
ومن أجمل ما سمعته في تعليل هذه الظاهرة قولٌ يُنسب إلى الموسيقار محمد عبد الوهاب حيث يقول: السبب أنه كان هناك أستاذ كبير توفّى رحمه الله وهو الجمهور!
نعم إن أحد أهم أسباب هبوط الموسيقى والغناء هو هبوط الذوق العام وتدنّي مستوى التذوّق لدى المتلقّي ولكي نرفع مستوى المتلقّي يجب أن نُشيع تذوّق الفنون الموسيقيّة وتعلّم فن التذوّق في كل مكان في المدارس كدرس التربية الفنية والرياضة وفي عموم الأنشطة اللاصفيّة وفي التلفزيون وفي إقامة الحفلات والندوات العامّة واستضافة ذوي الإختصاص .
ولا يجب أن نجعل من الخوض في بعض التفاصيل الفنيّة عائقا بل أن نعتمد ذلك منهجا مطلوبا فشرح ما يُمكن من نظرية الموسيقى أمرٌ مطلوبٌ جدا في سبيل رفع مستوى التذوّق ،يجب أن نجعل المتلقي يتفهّم ماهيّة لغة الموسيقى وأبجديتها الرئيسيّة والتعرّف على الأسس البسيطة لكتابة الموسيقى والأزمان المتعارف عليها في العزف والأداء ثم التعرّف على الإيقاع والأوزان وأنواعها فالجملة الموسيقيّة وتأليف الجملة الميلوديّة والقوالب الشائعة ثم التعرّف على الجملة الهارمونيّة والتأليف الهارموني والتعرّف على السلالم والمقامات الموسيقيّة الغربيّة والعربيّة وأن يتم التعمّق قليلا في توضيح الفرق بين النغمات الشرقيّة والغربيّة وعلى أسس كتابة الموسيقى الشرقيّة ولا سيما المقامات التي تحتوي أو تتضمّن العُرَب والأنغام الملونة الشرقيّة والربع والأرباع وما يُسمّى بالكاربيمول وسواه كما يجب التعرف على كتابة كل ذلك بالنوتة ولا يجب أن نعتبر ذلك أمرا فوق مستوى المتلقّي إذ أنه ليس بالأمر الصعب وأكثر متلقي الموسيقى والمثقفين قادرون على التعرف على الأسس النظريّة للموسيقى وهو أمرٌ ضروري كما أسلفنا ومهم ولازم للتذوق السليم ومن الجدير بالذكر أن التعرف على نظرية الموسيقى لم يكن ليتطلب ضرورة العزف على إحدى الآلات الموسيقيّة إذ لم يكن محمد القبانجي عازفا ولا على أيّ من الآلات الموسيقيّة وكذلك كان المطرب والملحّن يحيى حمديوالمطرب الشهير ناظم الغزالي وسواهم كثير، كما أن المؤلفين الكبار في الموسيقى العالميّة لم يكن جميعهم عازفين بارزين ومن ذلك لا نعتقد أننا نفاجيء القاريء حينما نقول أن تشايكوفسكي نفسه لم يكن عازفا متميّزا كما كان شوبان وفرانز ليست أو شومان مثلا،ولذلك فإن التعرف بعمق معقول على نظرية الموسيقى هو جزء من مفهوم التذوق وهذا هو حال عدد من الأهالي الذين نجدهم بين البغداديين مثلا ممن يحوزون على معارف في المقامات الشرقيّة أو البغداديّة ويميزون الأداء الصحيح من الأداء السيء ويُحسنون تذوق الغناء الشرقي السليم دون أن يكونوا متمكنين من العزف على أية آلةٍ موسيقيّة.
إن أحد أهم أسباب هبوط الغناء والموسيقى هو الأميّة الموسيقيّة فليس المطلوب من الذي يتعرّف على نظريّة الموسيقى أن يكون مغنيّا أو مؤلفا موسيقيا بل أن يكون متذوقا أصيلا.
ولذلك أرجو كافة المعنيين من الفنانين والجهات الرسميّة والقنوات الفضائية والمواقع الثقافية على شبكة المعلومات أن يعملوا على إشاعة التعرف على الأسس النظريّة للموسيقى وأهم ما نرمي إلى التعرف إليه على أقل ما يمكن هو كما يلي:
1. أسماء النغمات وأقصد حروف وأبجدية الموسيقى في النوطة الغربيّة منها والشرقيّة وكذلك بالرموز (دو،ري، مي...)و (A,B,C..)و(الرست و...)
2. أزمنة النغم(كروش ودبل كروش وبلانش وروند و...)
3. كيفية كتابة النوطةعلى السلم
4. مفاتيح (كيبورد)البيانو ومواقعها وأسماءها.وبعض مفاتيح الآلات الشائعة.
5. الأوزان وتحديد المازورة والوحدة الموسيقيّة
6. المقامات والسلالم الميلوديّة الأساسية الغربية منها والشرقيّة
7. المقامات الهارمونيّة الغربيّة
8. القوالب الغنائية والموسيقية الشائعة
9. تحليل القطعة الموسيقية والأغنية من النواحي المتقدم ذكرها
إن الأسس المتقدّمة تمثّل أدنى ما يجب أن نزوّد به المتذوّق من أسس النظريّة الموسيقيّة لكي يكون على ثقافة تمكّنه من أن ينتمي إلى جمهور نسعى للحصول عليه يكون جديرا ومؤهلا للتذوق الراقي للفنون الموسيقيّة والغنائيّة ويستطيع أن يتحكّم بمستوى تقبّل ما يتم تقديمه له من عدمه وبالتالي يكون قادرا ومؤهلا على إشاعة حسن التذوّق والتحكّم بذيوع ما يقدّم إليهم .
يجب أن نُعيد لذلك الأستاذ الذي اشار إليه الفنان محمد عبد الوهاب إعتباره
فالمتلقّي هو صمام الأمان .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن إشاعة الإستماع إلى الموسيقى البحتة دون الغناء يمثّل دعامةً كبرى على طريق تنمية الذوق الموسيقي والغنائي العام فكلما كان الجمهور سمّاعا للموسيقى البحتة كان الذوق العام يعلو في فضاء التذوق السليم للفنون الموسيقية والغنائية ولهذا يجب جدا أن نعتني بإشاعة تذوّق الموسيقى البحتة وكذلك توسيع التشجيع على التأليف بذلك وللأسف الشديد فإن موسيقيي هذه الأيام لم يعودوا يقدّموا لنا ولا حتّى مقطوعاتٍ موسيقيةً صغيرة كما كان الحال عند محمد عبد الوهاب وأنور منسي وأحمد فؤاد حسن وفريد الأطرش وسواهم .
كل ذلك هو السبيل إلى إيقاظ ذلك الأستاذ الكبير الذي أشار إليه محمد عبد الوهاب من سباته العميق!



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالشرف ومالشريف؟!
- تبيتون في المشتى ملاءً بطونكم...وجاراتُكم غرثى يبِتنَ خمائصا ...
- المستقلون عناصر تُثري الحياة السياسيّة لا ينبغي قمعها!
- فجرٌ جديدٌ جداً ،حقّاً!
- الحلّ..! في فن العمل بين الجماهير.
- الشِّعريّةُ وقصيدةُ النثر !
- رداءُ الإفلاس
- الغش والخداع والتمويه
- نقد فكر ومنهج الإسناد والترجيع!
- في الحداثة وما بعد الحداثة!
- متى ؟ ..متى؟
- نوري السعيد..أيضا!
- مغالطات وأكاذيب!
- خليف الأعمى وسرُّهُ الصغير!
- خليف الأعمى وسرُّه الصغير!
- قولٌ على قول..!( في الماديّة الدايلكتيكيّة)
- حكاية المعمّر الحاج علي أبو سريح!
- توسيع دراسة الظواهر الدينيّة بين الماركسيّة والعلمانيّة ورجا ...
- ألتاريخ لا يُخطيء!
- بكم نبتدي وإليكم نعودُ ومن فيضِ أفضالكم نستزيدُ


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان أحمد حقّي - كان هناك أستاذٌ كبيرٌ وتُوفّي!