أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - عائلة علي قنبر الشيوعية















المزيد.....

عائلة علي قنبر الشيوعية


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2341 - 2008 / 7 / 13 - 02:06
المحور: سيرة ذاتية
    


في كتاباتنا المختلفة،وذكرياتنا المتواصلة،تناولنا نتف من سيرة وحياة رفاقنا وشهداء حزبنا في محافظة بابل،والفرات الأوسط،وهي استذكار لرفاق أعزة،شكلوا إضافات رائعة في مسيرة الحزب الشيوعي العراقي،وعلامات بارزة في النضال الوطني لعقود من السنين،واليوم سنتجاوز الحدود بالانتقال إلى كردستان العراق ،ومدينة الذهب الأسود ،والتآخي القومي كركوك،لنتناول سيرة أسرة مناضلة قدمت للحزب الشيوعي ما قدمت بكل شموخ وشمم،وارتبطت معه بوشائج نضالية لن تبليها الأيام،وصاهرت العائلة الشيوعية المعروفة(عائلة شهيد حزبنا كاظم لجاسم أبو قيود)ولأن النساء في مقدمة الركب الشيوعي السائر إلى أمام،وقد قدمن ما قدمن من تضحيات جسام جعلت منهن قمم شامخة تناطح الذرى وتهزأ بعاتيات الرياح،سنبدأ بالمناضلة (خانم قادر محمود) وهي من مواليد السليمانية 1924، أكملت الدراسة المتوسطة،وتركت الدراسة وانصرفت للعمل المنزلي ،وتجيد اللغات العربية والكردية والتركمانية،وبعد زواجها من الرفيق (علي قنبر أوزدة مير) انصرفت للعمل السياسي ،وتربية أبنائها،وتوفير المناخ المناسب لزوجها المربي والأديب والشاعر والفنان،وبعد ثورة 14 تموز المجيدة أصبحت مسئولة رابطة الدفاع عن حقوق المرأة في طوز خرماتو ،وكانت متميزة في العمل النسوي وتمكنت في فترة قياسية بناء منظمة نسوية لها تأثيرها في المنطقة،وبعد أن غيرت الثورة مسارها وتحولت إلى طريق (الصد ما رد)نالها من التعسف والتشريد ما نالها،وعانت من الفاقة والعوز،وخصوصا بعد فصل زوجها من التعليم واعتقاله،فكانت خير معين له في حياته النضالية والزوجة الوفية التي سهرت لتربية أبنائها ليكونوا شيئا نافعا للوطن،وأصبحت المراسلة بين المعتقلين والحزب،وتقوم بنقل الرسائل والمنشورات ،وكانت تنقل البريد الحزبي الى سجن كركوك وبالعكس،ولأجادتها اللغات المختلفة كانت تتحرك في أي مكان دون أن تجلب الانتباه وكانت ناشطة متميزة بين الناشطات في تلك الفترة،وبعد شباط الأسود كان لها دورها الكبير في متابعة زوجها المتنقل من سجن الى آخر ،حتى صدور قانون العفو العام بعد انقلاب تموز 1968.
وبعد انهيار الجبهة والهجمة الشرسة على الحزب كان زوجها وأبنائها عرضة للاعتقال والتعذيب والمطاردة،وتحملت الكثير من المنغصات والمزعجات والمعاملة القاسية لأزلام السلطة البعثية المعروفة بعدائها للشيوعيين،ولتجاوزات النظام وحروبه العبثية فقد أدخلت مستشفى الكندي عام 1998،وتوفيت في عمليات ثعلب الصحراء لعدم توفر ألأدوية والعناية بالمرضى وفارقت الحياة في 29/1/1999.
وكان لرب الأسرة الرفيق علي قنبر محمود دوره المميز في مسيرة الحزب الشيوعي العراقي،وهو من مواليد طوز خورماتو سنة 1919،تخرج في دار المعلمين الابتدائية سنة 1941،وانتمى للحزب الشيوعي عام 1942،وكان مناضلا عنيدا لم ترهبه السجون والمعتقلات،وتعرض للفصل من الوظيفة والسجن والأبعاد،وكان من نزلاء سجون كركوك وبعقوبة والحلة وبغداد والرمادي والكوت وغيرها من المواقف والسجون العراقية،وظل مطاردا طيلة حياته الحافلة بالنضال الجاد والدءوب من أجل وطن حر وشعب سعيد،وهو من الفنانين المتميزين ،وله نشاطاته الفنية التي حازت الإعجاب والإكبار،ومن كتاب المقالة المعروفين وعمل في الصحافة الشيوعية في فترات متقطعة،وزامل الفنان العبقري جواد سليم وكان من المقربين إليه والمتأثرين به،وله مساهمات فنية في مجال النحت والرسم،و عمل الكثير من الأسكيجات،وشارك في العديد من المعارض الفنية،وأسهم في تدريس الرسم في المدارس العراقية وحاز على كثير من الجوائز التقديرية،وعمل في بداية حياته في أرياف كردستان،منطقة(جوار باغ) وسيد صادق وجمجمال وغيرها،وكانت داره في طوز أشبه بالمقر الرسمي لمنظمة الحزب هناك،فكانت تقام فيها الاحتفالات والاجتماعات والندوات في المناسبات المختلفة،وظل لصيقا بالحزب لم ينقطع عنه في أحلك الظروف،وقدم من إذاعة بغداد برنامج (الأرض لمن يزرعها)،وكان من أصدقاءه المقربين الفقيد عبد اللطيف بندر أوغلوا،ومحمود مهدي جليل،ومحمد علي أكرم طوزلوا،ومحسن خطاب،وقد أضطر عام 1965 للهرب إلى المملكة العربية السعودية،وبعد عودته الى العراق عين في منطقة(ليلان) في كركوك،ثم أنتقل الى بغداد مدرسا في مدرسة الشعب،وقد كتب الشعر والف العديد من المسرحيات،وكان له تأثيره الكبير على توجهات طلبته الفنية، وله أعمال فنية رائعة وتماثيل منحوتة على الخشب،منها عمل فني رائع عنوانه(صرخة امرأة)عمله لمناسبة عيد المرأة العالمي عام 1975،ونحت لأبراهام لونكلن،وكما أتو تورك،ومريم العذراء،وأم كلثوم،وتمثال خشبي للخالد فهد،فقد فيما فقد من أثاره ومقتنياته الكثيرة.
وبعد انهيار الجبهة ناله ما ناله من العنت والاضطهاد،وتعرض لمضايقات كثيرة،وكان أخر اعتقال له عام 1991 حيث أعتقل في سجن الرضوانية ومورس معه التعذيب النفسي والجسدي ولم يطلق سراحه إلا عام 1993 ،ونتيجة الظروف الشاذة التي مر بها أصيب بسرطان الرئة،وكان للتعذيب والمعاملة القاسية والحالة النفسية التي مر بها ،والضغوط التي تعرض لها،واعتقال أبنائه،أن جعلته فريسة المرض وأقعدته الأسقام ،فتوفي في 8/5/1994.
أما ولده الرفيق أمير علي قنبر،فهو من مواليد طوز خرماتو سنة 1945،وكان شيوعيا بالولادة فقد أخذ عن والديه الفكر الشيوعي،وكان في طلائع فتيان المقاومة الشعبية الباسلة بعد ثورة تموز المجيدة،ومن أوائل المدافعين عن سلامة الجمهورية وصيانتها،وانغمر في العمل الحزبي والجماهيري بتفان واندفاع،وكان القدوة الحسنة لأقرانه في الجرأة والاندفاع،وكلف بمهام تنظيمية عدة خلال عمله السياسي،وكان من الأعضاء البارزين في اتحاد الطلبة العامة خلال دراسته في كلية الهندسة جامعة بغداد،التي تخرج فيها عام 1970 قسم الهندسة الكيماوية،وكان لولب الحركة الطلابية في المظاهرات التي قام بها الطلبة أبان الحكم ألعارفي،وتعرض للحبس والاعتقال عدة مرات،وظل لصيقا بالحزب حتى ساعاته الأخيرة،وأضطر لمتطلبات الحياة الى ترك العمل الحزبي والانصراف لإعالة أسرته الكبيرة،حتى توفي في 8/3/1993 نتيجة التلوث البيئي والأنفجارات التي حصلت في معمل حليب بلادي ،لأصابته بسرطان الدم بسبب الإشعاعات الكيماوية.
ولا زالت هذه الأسرة لصيقة بالحزب عاملة في صفوفه لم تغيرها الظروف أو تبدلها الأحوال،وستبقى ترنو نحو الشمس التي لابد لها أن تشرق يوما في العراق الجديد.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصورات يائسة
- 14 تموز الخالد انقلاب تحول إلى ثورة
- الشهيد محمد النعمان (أبو نجاح)
- باق وأعمار الطغاة قصلمناسبة الذكرى(45) لانتفاضة الرشيد الباس ...
- (( طاهر الحسني ..من شعرائنا المنسيين))
- نهاية العائلة المالكة في العراق
- هل أصبحت قضايا الشرف مبرر لقتل النساء؟!
- هل المصلحة الكردية فوق مصالح العراقيين
- الأهزوجة المقاتلة..المرأة العراقية
- أنتبه كهرباء ترفك لايت
- (بعدك بالطوله)
- شيگلچ الصاحب ....گولي يس
- متى يحاكم قتلة الشيوعيين العراقيين
- الاتفاقية العراقية الأمريكية استعمار جديد
- ما بين حانه ومانه ضاعت حقوق الشعراء الشعبيين
- محمد الصكر..شاعر في الذاكرة
- ((عرس الكلاب))
- ضاع الگدر علينا
- (ثلج أصلي....وثلج راس كوب)
- شهادات عن الشهيد الأنصاري ناظم مصطاف(ملازم سامي)


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - عائلة علي قنبر الشيوعية