أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - دولة ثنائية القومية














المزيد.....

دولة ثنائية القومية


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 724 - 2004 / 1 / 25 - 04:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


التصريح الذي ادلى به رئيس الحكومة الفلسطينية، احمد قريع (ابو علاء)، بان الحل للقضية الفلسطينية سيكون بالتنازل عن طرح الدولتين والاندماج في دولة ثنائية القومية، والمطالبة بحقوق متساوية مع الاسرائيليين، اثار ردود فعل صاخبة. وسارع وزير الخارجية الامريكي، كولن باول، للتأكيد على ان بلاده لا تزال متمسكة بفكرة الدولتين كسبيل وحيد لتقدم العملية السلمية. وجاء الرد الاسرائيلي على لسان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمارت، يؤكد بان الحكومة لن تقبل "وجود غالبية فلسطينية داخل الدولة اليهودية".

ولكن الهجوم الاشد على تصريح ابو علاء، جاء من اوساط فلسطينية. وردا عليه وعلى خطة شارون الانفصالية في نفس الوقت، عقدت القيادة الفلسطينية اجتماعا طارئا برئاسة ياسر عرفات، اكدت فيه حقها باعلان الدولة الفلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967، وفقا للشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة مع اسرائيل.

فحص دقيق لرسالة ابو علاء يشير الى انه يتضمن اعترافا بان الظروف لقيام سلطة فلسطينية ذات سيادة، قد تلاشت، خاصة بعد ان ينجز الجدار الفاصل. وكان منصب رئاسة الحكومة قد فُرض من اسرائيل وامريكا بهدف إتمام المفاوضات مع اسرائيل، على اساس خريطة الطريق. غير ان تصريحات ابو علاء كشفت عجزه عن اداء هذه المهمة.

ولا يلقى ابو علاء العون من أي طرف، فاسرائيل تشترط أي تقدم بان يقمع المعارضة المسلحة اولا. وحماس من جانبها عبّرت عن معارضتها السياسية لخريطة الطريق، ولم تمنحه الهدنة ولا التفويض الرسمي للتفاوض. اما عرفات فكل ما يريد هو تحريره من الاسر، كشرط مسبق لأي تقدم.

واذا كان تصريح ابو علاء نابعا من يأس واحباط، فان موقف عرفات يعكس هو الآخر مدى العجز السياسي وفقدان البرنامج الواقعي لمواجهة شارون وخططه الجهنمية. ان الاعلان عن دولة فلسطينية بعد انسحاب اسرائيل الاحادي الجانب، ليس ردا فعالا او سليما. اذ ان السلطة ستبقى في حالة كهذه مع اراض متقطعة الاوصال، دون مصادر للرزق وفي حالة من الفوضى العارمة.

صحيح ان طرح ابو علاء غير قابل للتنفيذ، لان اسرائيل ترفض ان تكون في حدودها اغلبية عربية ذات حقوق كاملة، الا انه مع ذلك يعكس الواقع اكثر من اقتراح الدولة الفلسطينية. فقد اصبح حل الدولتين لشعبين، هدفا مستحيلا في ظل الهيمنة الامريكية في المنطقة من جهة، وغياب شريك اسرائيلي مستعد لقبول دولة ذات سيادة واستقلال بكل معنى الكلمة في الضفة والقطاع.

والواقع ان اتفاق اوسلو قضى منذ زمن على امكانية قيام هذا النوع من الدولة. وكان اوسلو عبارة عن اتفاق مبطن على استحالة ازالة الاستيطان، وتضمن اعترافا فلسطينيا بالتفوق الاسرائيلي وبانتقاص السيادة الفلسطينية، وكل هذا دون ان يذكر حق اللاجئين بالعودة.

ويأتي جدار شارون ليقوّض امكانية بناء دولة فلسطينية من أي نوع. ويهدد هذا بتحويل المناطق الفلسطينية التي ستبقى خارج السيادة الاسرائيلية، في وضع غير محدد سياسيا، وعُرضةً للفوضى من جهة، وللتدخل العسكري الاسرائيلي المستمر، بحجة مكافحة المقاومة المسلحة، من جهة اخرى.

واذا اتفقنا على ان الدولة الفلسطينية تتحول بمرور الزمن الى هدف غير واقعي، يبقى السؤال هل من الممكن قيام الدولة اليهودية بمكوناتها الديموقراطية؟ ان كل المحاولات للانفصال عن الفلسطينيين لضمان الاغلبية اليهودية السكانية، ستُمنى بالفشل اذا بقي الفلسطينيون دون حل يلبي طموحهم للتحرر. ان قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة، هو الضمان الوحيد لقيام دولة يهودية بتشكيلها الديموقراطي. اما المخططات السياسية على شاكلة اتفاق اوسلو او خطة الانفصال الذي يحظى باغلبية ساحقة في اسرائيل، فمن شأنها خلق وضع شبيه بنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.

ان هذا الوضع يشير الى ضرورة اعادة التفكير في البدائل السياسية، والبدء اولا بطرح اسس جديدة يمكنها ان تقود الى الحل. واذا اردنا حلا واقعيا فلا يمكن الارتكان على الاسس القديمة التي فشلت، وكان من ضمنها القبول باطار الهيمنة الامريكية والنظام العربي الفاسد والاستبدادي، وتصور امكانية الحركة الصهيونية القبول باي حل وسط.

ان الحركة العالمية ضد الحرب على العراق، والاضرابات النقابية ضد النهج الاقتصادي الرأسمالي المفرط، والحركة ضد العولمة، تفتح آفاقا جديدة امام الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، للتخلص من ارتباطها بالامريكان من جهة وبالنهج الديني المتطرف من جهة اخرى، ومواجهة هذا التحدي الكبير من خلال تطوير برنامج سياسي بديل وجديد.



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال
- عرفات - هل تكون فرصته الاخيرة؟
- خريطة بلا طريق
- الحرب تعيد النزاعات الدولية
- الملايين ترفض الحرب وبوش ماض في عدوانه
- حزب دعم يطرح البديل العمالي
- العمال في طليعة حملة -دعم- الانتخابية
- لا للفساد والانتهازية نعم للقوة العمالية
- حزب للطبقة العاملة
- اسرائيل تعلق آمالا على ضرب العراق
- الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل
- سلطة غير قابلة للاصلاح
- الانتداب يعود لفلسطين
- انجازات جمعية معاً العمالية
- حصار مع وقف التنفيذ
- عمال البناء العرب بين مطرقة الحكومة الاسرائيلية وسندان المقا ...
- مظاهرة تضامنية مع رافضي الجندية الاسرائيليين
- ايام رام الله الاخيرة
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- امريكا تنسحب من معاهدة منع انتشار الاسلحة ....الحرب الحقيقية ...


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - دولة ثنائية القومية