أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير كاظم عبود - الطاقات العراقية الوطنية .. البروفسور كاظم حبيب أنموذجا















المزيد.....

الطاقات العراقية الوطنية .. البروفسور كاظم حبيب أنموذجا


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 10:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يزخر العراق بالطاقات والكفاءات الوطنية ، ولطالما تباهينا بتلك الأسماء التي طرزت حروفها في تأريخ العراق الحديث ، ولانريد أن نستعرض حجم التهميش والأقصاء الذي مارسته سلطة الدكتاتورية على طاقات وكفاءات وعلماء العراق ، ومدى مساهمتها الأكيدة في لجوء الأعداد الغفيرة والكبيرة منهم الى دول العالم ، فقد خططت تلك السلطة لتهميش دور العلماء والمفكرين وعزلهم وتحجيم امكانياتهم لأعتمادها على الفقاعات الأعلامية وتمجيد القائد الأوحد وسياسة الأقصاء والقائد الضرورة ، كما ساهمت في دفع اعداد أخرى منهم الى مغادرة العراق بحثا عن لقمة العيش التي احجمت تلك السلطة أن توفرها لهم ولعوائلهم وبما يليق بمكانتهم العلمية والأجتماعية ، في ظل ظروف اقتصادية قاسية ومفتعلة ، بالأضافة الى أضطرار العديد منهم تحت ضغط الملاحقة والمطاردة والأغتيالات والسجن الى الهروب من سجن الدكتاتورية الى فضاء أكثر أمانا وتقديرا .
وبعد سقوط الدكتاتورية لمسنا ذلك الخراب الشامل في كل مناحي الحياة السياسية والأقتصادية والقانونية والأجتماعية وحتى الرياضية ، وصار لزاما على المؤسسات المعنية أن تدرك حجم تلك الخسائر والخراب القائم بجدية ، وان تسعى الى ترميم ذلك الخراب وتأسيس بناء شامل ومتين لأسس عراقية جديدة تتناسب مع الوجع والهم العراقي .
هذا الالزام ينبع من الموقف الوطني والحرص على العراق مستقبلا ، لتأسيس دولة دولة القانون والمجتمع المدني ، وحرصا على المشاركة الوطنية في أصناف المناحي التي يحتاجها العراق بشكل ضروري ، وهذا الحرص لايمكن ان ينسجم او يتوافق مع الطائفية والمحاصصات التي أضرت بالعراق وسيكبر ضررها حتما في السنوات القادمة اذا بقيت منهجا تلتزم به تلك المؤسسات والسلطات التي تتعاقب على استلام سلطة الحكم في العراق .
ولعل البروفسور كاظم حبيب غني عن التعريف في المجال السياسي بعد ان خبر العمل السياسي طيلة عقود غير قليلة ، فقد خبر هذا العمل ناشطا وقائدا في حزب عراقي وطني يشهد له التاريخ العراقي بذلك ، ولانريد التعرض لمسيرة البروفسور كاظم حبيب في هذا المجال الضيق ، فقد ساهم وقدم كل ما يمكن ان يقدمه في سبيل تحقيق الحلم العراقي الديمقراطي الفيدرالي ، بالأضافة الى دفاعه عن حقوق الأنسان والقوميات والأديان العراقية ، وحضوره الدائم والنشط في الكتابة والتأليف والفكر .
ويعرف العديد حقائق ملموسة عن هذا الأسم ،الا أن ما يهمنا في هذا المقال الأشارة الى قدرة البروفسور كاظم حبيب على تشخيص المفاصل المهمة في عملية التخطيط الأقتصادي ، فقد ساهم البروفسور حبيب بتدريس الأقتصاد فترة ليست بالقصيرة في الجامعات العراقية والعربية ، وقدم أبحاثا ودراسات لايستهان بها في هذا المجال ، بالأضافة الى ما يتطلبه منه التحليل السياسي والموقف الوطني من تشخيص للواقع الأقتصادي ، فقد نهل من مدارس فكرية وأكاديمية تعني بالبحث العلمي والواقعي .
ونجد أن الحاجة اليوم تستدعي الأستفادة من تلك الطاقة الوطنية ، وان يستفاد العراق من تلك التجربة التي اكتسبها البروفسور كاظم حبيب لحاجتنا الماسة لتلك الطاقات العراقية ، وحتى تكون المساهمة والتشخيص مستندا على أسس علمية وواقعية تخدم العراق حاضرا ومستقبلا ، وليس البروفسور كاظم حبيب وحده معنيا بهذا المجال ، انما يشكل أنموذجا عراقيا خالصا ، لأن الطاقات والكفاءات العراقية المنتشرة في أصقاع الأرض مدعوة للمساهمة في ترصين اسس العراق الجديد ورسم معالم طريقه ، وأن يتسلح العراق بها لترسيخ اسس ومعالم طريقه الجديد للمستقبل ، وهذه الطاقات يجب ان يتم استدعائها والأجتماع بها أو تسميتها حتى يمكن أن تكون مساهمتها تصب في عملية التخطيط والتطبيق لمعالم الطريق الأقتصادي الذي يستوجب العراق أن يسلكه ويلتزم به في سياسته الأقتصاديىة .
حيث يعاني العراق من التضخم والبطالة ما يستوجب الأسراع في التخطيط وأصدار القوانين والخطط الكفيلة بالمساهمة في أنهاء هذه الافات التي تعيق الحياة العراقية وتساهم في أيقاف عجلة التطور .
وأضحى العراق بأمس الحاجة الى برنامج الأصلاح الأقتصادي الذي ليس لأحد ان يرسمه ويتلمس معالمه سوى الطاقات والكفاءات العراقية بعيدا عن الروتين والمعاملات التقليدية والتعكز على أنصاف الحلول ، حتى يمكن تجنب كوارث تلك الافات مستقبلا ليتعافى الأقتصاد العراقي بعد ذلك الخراب الذي حل في الجسد العراقي .
ولهذا نجد ان جميع مفاصل الأقتصاد العراقي بحاجة ماسة الى أبحاث ودراسات وتخطيط ، من نظامنا المصرفي وقوانين النقد الوطني والأجنبي مرورا بالسياسة النقدية وعمليات الأنفاق الحكومي والتجارة الخارجية ، وأنضمام العراق الى المنظمات التجارية العالمية والأسواق تبعا لحاجة العراق ومصلحته ، والسياسة الزراعية وأصلاح الواقع الزراعي ، والأتفاقيات التجارية والأقتصادية بشكلها العام ووفقا لما تبديه تلك الطاقات العراقية من استشارة ودراسات على أرض الواقع بدلا من السياسة العشوائية المبنية على سياسة رد الفعل .
ومن منظار الحرص على العراق ومستقبله ، وبغية تمكين الأنسان العراقي الأستفادة من تلك الثروات والأمكانيات الهائلة التي يعطيها العراق لأبناءه ينبغي التفكير مليا في مصلحة الشعب العراقي وتشكيل هيئة مستشارين علمية من خيرة الكوادر الأقتصادية للمساهمة في تفصيل هذا الأمر ، لأن العالم اليوم يتسابق من أجل تقديم أفضل السبل التي توفر للأنسان ما يتناسب مع الدخل والثروة الوطنية ، ولأن الدول تتسابق من اجل تعزيز أسس الرفاهية للأنسان والتقدم والتطور الأقتصادي للمجتمع في كل المجالات وفقا للتخطيط العلمي المدروس والمتناسب مع حاجة العراق في الوقت الحاضروفي المستقبل .
كلمات عديدة تمر علينا في حياتنا اليومية غير أن اهميتها تكمن في تفاصيل التخطيط الذي يجعلها رصينة ومتينة وثابتة مرتكزة على أسس عراقية ، منها أقتصاد السوق وحماية المستهلك وتوفير السلع التي تهم تهم حياة المواطن ، وتوفير المواد الغذائية الأساسية الجيدة للعائلة العراقية ، وسعرصرف الدينار العراقي ، وسعر الفائدة ، ودعم الناتج الوطني ، والأستثمار الأجنبي وما يستطيع الأقتصاد العراقي من توفير فرص وشروط تمهد وتسهل المستثمر الأجنبي أن ينجذب ليستثمر في العراق ، وآليات خطط استعادة القدرة الذاتية على الأنتاج الزراعي والصناعي وتبسيط الأجراءات في عمليات الأستثمار الوطني وقيام المشاريع الأنتاجية العراقية ، وغيرها العديد من العبارات التي تدركها العقول ألأقتصادية .
وحين نجد أن أسم البروفسور كاظم حبيب أنموذجا للعقل الأقتصادي العراقي الذي تتحتم المصلحة الوطنية الأستفادة منه ومن تجربته وكفاءته الملموسة ، فأننا نشير الى جميع الأسماء الوطنية التي يحتاجها العراق اليوم ، بل يكون بأمس الحاجة اليها ، وهي لاتزاحم أحدا في منصب او مركز ، وهي لاتحتاج الى شهرة أعلامية او رسمية ، بقدر ما تكون جزء فاعل ولايتجزا من العراق ، ونشعر أن فائدتها الكبيرة وتجربتها العميقة في مجال أختصاصها لم يتم استغلاله وطنيا ، ولم يتم الأستفادة منه في المساهمة بترصين أسس الأقتصاد العراقي ، والموقف الوطني اليوم يدفع لمثل هذا الالزام في تمكين تلك الأسماء المساهمة في رسم معالم الأقتصاد .
أن اقتصادنا اليوم يعاني العديد من العلل والأمراض المزمنة لتي آلت الينا من السلطات التي ساهمت في ضياع الأنسان العراقي والتفريط بأنسانيته قبل أن تفرط وتساهم بتضييع ثرواته ، ولهذا فأن السوق العراقي اليوم يقوم على أستيراد جميع البضائع من دول الجوار واستهلاكها ، وبهذا فأنه يعتمد اعتمادا كليا وباتا على تلك المصادر ، لأن الناتج الوطني العراقي يعاني من القصور والشلل وغياب الدعم والضعف الملموس ، وتحول الفرد العراقي من مساهم في عملية الأنتاج الى مستهلك ، وبات الأنسان العراقي يعتمد في حياته على تلك السلع الرديئة التي يتم استيرادها دون ضوابط اقتصادية أو تجارية ، بل ان العديد من البضائع المستوردة فاسدة ورديئة ولاتتناسب مع الحياة العراقية ، مما يتطلب الأنتباه لهذا الجانب ، بالأضافة الى تردي الواقع الزراعي في العراق نتيجة السياسات المتخلفة والفاشلة التي تم اعتمادها سابقا ، ويتحتم الأمر أعادة الأمر في تلك السياسات والمخططات بما يعيد للعراق مكانته في الأنتاج الزراعي ، حيث يزخر العراق بكل مقومات الأنتاج الزراعي التي توفر للمواطن حاجته اليومية من الغذاء ، وتساهم في أستقرار السوق والحياة الأقتصادية بشكل عام .
والبروفسور كاظم حبيب أحد المساهمين بفاعلية كبيرة في الدفاع عن حقوق الأنسان ، ودرس الأقتصاد في جامعة برلين ،وحصل عل البكلوريوس والماجستير منها ، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من نفس الكلية ، وفي العام 1973 نال شهادة الدكتوراه في العلوم . وعمل أستاذا في الجامعة المستنصرية ببغداد اكتسب خلالها محبة الطلاب وأعجابهم ، ثم نقل عضوا في المجلس الزراعي الأعلى ، بعد مغادرته العراق تخلصا من الأعتقالات والتعذيب الذي مارسته السلطة الصدامية عمل في معهد العلوم الأٌقتصادية ومعهد الحقوق بالجزائر ، وشارك مقاتلا السلطة الدكتاتورية الصدامية في قوات الأنصار في كردستان العراق ، وأصدر العديد من الكتب والدراسات والبحوث في الأقتصاد والسياسة وفي مجال حقوق الأنسان والدفاع عن الديانات العراقية القديمة .
وتميزت البحوث التي قدمها البروفسور كاظم حبيب بالرصانة والواقعية والعلمية ، كما قدم معالجات سديدة من خلال وجهة نظره في واقع الأقتصاد لمنطقة كردستان العراق ، ويساهم بشكل مؤثر في تشخيص معالم الطريق العراقي الجديد .
ونجد ان هذا النموذج العراقي الذي شردته الدكتاتورية عن بلاده ،ولم يتوقف عن العطاء للعراق مع ما يحمله من أمكانيات يمكن ان تساهم بشكل أيجابي في انعاش اقتصادنا العراقي ومعالجة الخلل والخراب الذي أصابه ، وبهذا فأنه مع مجموعة الخبراء والعلماء يشكلون الثروة العراقية التي ينبغي عدم التفريط بها ، والتي يجب الأستفادة منها بأي شكل من الأشكال حرصا على العراق اليوم ، وعلى مستقبل الأجيال القادمة .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأطار الديمقراطي لقوانين ثورة 14 تموز 1958
- الحكم الذاتي أو الأدارة المحلية للكلدان الآشوريين السريان
- ملف الكورد الفيليين .. الى متى ؟
- وداعا وداعا .. كامل العامري
- حق الدفاع المشروع عن النفس في مواجهة سياسة الأنكار من وجهة ن ...
- ناجي عقراوي .. باقيا في القلب دوما
- مكافحة إرهاب الأنترنيت
- البصرة التي كانت ثغر العراق الباسم
- الحصانة البرلمانية
- وردة نابتة في طين الحلة نضعها فوق قبر الشهيد قاسم عجام
- السيد وزير الداخلية .. المندائيون بحاجة الى موقف عراقي وطني
- صافية مثل قلب صافيناز كاظم
- شركة بلاك ووتر تستمر بالعمل رغم أنف القانون العراقي
- استشهاد الشيخ طالب السهيل في الذاكرة 12/4/1994
- ما يصيب القلب يضر بالجسد
- يرحل الكبار وتبقى الجذور ثابتة مثل جذور النخيل
- الفتنة الطائفية من يوقظها ؟ من يخمدها ؟
- كلمة قصيرة الى خاطفي المطران بولص فرج رحو
- رسالة الى رقيب المطبوعات في الأردن
- الأيزيدية وطلب الآمان في دولة السويد


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير كاظم عبود - الطاقات العراقية الوطنية .. البروفسور كاظم حبيب أنموذجا