أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فتحى سيد فرج - الثقافة والتنمية














المزيد.....

الثقافة والتنمية


فتحى سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 11:30
المحور: المجتمع المدني
    


إذا كانت التنمية تعني جهدا واعيا ومخططا من أجل حياة أفضل لكل إنسان . فإن الثقافة بمعناها الواسع تعتبر عنصرا فاعلا ومؤثرا في إنجاح برامج التنمية، فالثقافة هي المعيار الذي تتحدد به هوية كل مجتمع بشري، ولكل مرحلة من مراحل المجتمع سمات ثقافية تتأثر وتؤثر في عوامل نهوضه أو تفككه، فالتنمية بصفتها عملية مركبة وشاملة ومتعددة الأبعاد تتعدى مجرى النمو الاقتصادي والاجتماعي وتقوم على توظيف كافة الجهود، وتوسيع مجالات النشاط الإنساني، وتعزيز القدرات الإنسانية، والمشاركة الفعالة في السعي لتحقيق أهداف منشودة، وجني ثمار التقدم المتواصل .
وتتعاظم أهمية البعد الثقافي في التنمية في ظل ظروف التخلف التاريخي، فالثقافة في مثل هذه الظروف هي الوسيلة الوحيدة المتوفرة لدى الإنسان للتأكيد على آدميته والدفاع عن ذاته الحرة، بشرط أن تأخذ طابعا نقديا لفرز السمات المعوقة واستبعاد العناصر الثقافية التي يثبت عجزها عن التناغم مع موكب التقدم أو تعوق إمكانية النهوض الحضاري، فاحد الأسباب الرئيسية لتخلف عديد من دول العالم الثالث هو عدم تقدير قوة الثقافة كعامل مؤثر في إحداث التنمية .
لقد أكدت مؤتمرات " اليونسكو " العديدة التي عقدت في العقدين الماضيين على أهمية
الاعتراف بالبعد الثقافي ضمن منوال التنمية والتأكيد على الهويات الثقافية، وفتح آفاق
المشاركة في الحياة الثقافية مع دعم التعاون الثقافي الدولي، وقد أعتبر من الضروري اعتماد القيم الكونية، وفي آن واحد التعددية الثقافية، بحيث تهدف السياسات الثقافية إلى المحافظة على تعددية المبادرات الثقافية وحمايتها قصد دعم التفاهم والاعتبار والاحترام بين الأفراد والأوطان في مجابهة مخاطر الصراعات والتغلب عليها، وهذا ما جعل الثقافة بالمنظور الكوني الجديد في قلب عملية الوجود البشري، وعملية التنمية الإنسانية من منطلق أن الثقافة هي مجمل الخطوط المميزة روحانيا أو ماديا وفكريا وحسيا ،وهي التي تميز مجتمعا ما أو مجموعة اجتماعية وتعني الفنون والآداب وطرائق الحياة ومنظومة القيم والتقاليد والمعتقدات .

ولعل عوائق التقدم الثقافي في مصر يمكن تلخيصها فيما يلي :
1. غياب الديموقراطية وضمانات حقوق الإنسان، بالذات حق التفكير والتعبير والعقيدة .
2. التخلف الاقتصادي والفقر و أثراهما في الحرمان من الحقوق الثقافية .
3. انتشار الفكر غير العلمي وسطوته على الجماهير البسيطة .
4. سيادة نظم التعليم التلقيني مقابل التعليم النقدي .
5. انتشار الأمية بأنواعها الأبجدية، الثقافية، والتكنولوجية .
ويمكن الانطلاق لوضع رؤية مستقبلية لربط الثقافة بالتنمية من خلال المحاور الآتية :
• أفاق تطويرية نظرة جديدة للتراث بقصد استلهام الأصيل فيه والإنساني ونبذ ما تراكم فيه من أفكار ورؤى وليدة عصور الاضمحلال والتدهور .
• النظر إلى التعليم باعتباره منظومة متكاملة تهدف إلى إرساء قيم إعمال العقل دون الاعتماد على النقل ، والتأكيد على النظرة الموضوعية، واتساع الأفق في التعامل مع ثقافات الغير، وربط التعليم بضرورات الحياة الاجتماعية .
• مراجعة الدور المنوط بأجهزة الإعلام وأدائها ، بحيث يصبح فارقا في تبنيه لسياسات وخطاب تنويري، يتميز بالجرأة في الطرح والنقاش ويقوم بدوره التثقيفي والفكري بين جماهير الشعب الذي تقف الأمية بوجوهها الثلاثة : الأبجدية والثقافية والتكنولوجية عقبة كئود أمام أي خطة للتنمية الثقافية .
• وضع استراتيجية دائمة للقضاء على الأمية والتي تشكل تحديا لكل خطط التنمية الثقافية بل استهزاء بكل منجزاتها .
• التأكيد على تضافر الثقافة العلمية مع إبداعات الآداب والفنون ودوراهما في إثراء حياتنا ومفاهيمنا دون ما معارضة بينهما، فالثقافتان جناحان لطائر واحد، يثريان العقل والوجدان ويساعدان إلى حد كبير في القضاء على ثنائية الفكر، التي تخلق التصادم المزيف بين العلم والإبداع رغم ما يحويه الإبداع من فكر متسق وما يمثله العلم من إبداع لا ينكره أحد .
• إرساء قيم ثقافية وطنية / عالمية جيدة ، تصون الهوية الوطنية ، ولا تعزل نفسها أو تتقوقع على ذاتها، خائفة من غيرها ، مضخمة من شأن نفسها عن حق أو عن غير حق .
• العمل بدأب وبشكل مستمر على خلق كوادر ثقافية قادرة على حمل رسالة التنمية الثقافية والوصول ببرامجها إلى أقصى درجات التحقق ، فكم من برنامج طموح أفسده الموظفون الذين يعملون في حقل الثقافة ، بتفكيرهم الروتيني والمتخلف ، ....إن الكوادر المؤهلة بحكم انتمائها لجموع الشعب ، وإيمانها العميق بحق الشعوب في المعرفة والثقافة المستنير هي الأجدر بتولي المناصب القيادية في العمل الثقافي تحقيقا لفلسفة التنمية في نشر الوعي الفكري والثقافي والسياسي بين جموع الجماهير العريضة.
• رفع القيود المفروضة على العمل الأهلي بتكويناته ومنظماته، وإفساح المجال أمامه ليحقق رسالته في نشر الوعي، وتدريب كوادره على العمل الخلاق التطوعي، وإعطائه الفرصة للعمل بحرية في النشأة والتأسيس والممارسة .
• تأكيد الحرية والديموقراطية للفرد والجماعة على كل الأصعدة الفكرية والسياسية والاجتماعية كشرط أساسي لقيام وعي مدرك لذاته وللعالم من حوله الآن ومستقبلا .
أن تضافر الثقافة مع التنمية يؤدى إلى تطوير طرائق الفكر والتفكير العلمي والإبداع الأدبي والفني لخلق حالة فعل مجتمعية ديناميكية مستمرة للارتقاء بمستوى الوعي البشري إلى أفاق تطورية كبرى .



#فتحى_سيد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شواهد العجز عن الإصلاح في العالم العربي
- العجز العربي عن مسيرة الإصلاح مرصد الإصلاح نموذجا
- الليبرالية الجديدة : هل يمكن المصالحة بين الوضعية المنطقية و ...
- مشروع محمد عابد الجابري في نقد العقل العربي
- العقد الاجتماعي الجديد
- البنات البنات ... أفضل الكائنات
- 3 - المؤتمر الخامس للإصلاح العربي
- 2 - المؤتمر الخامس للإصلاح العربي
- 1 - المؤتمر الخامس للإصلاح العربي
- الجزء الأخير من العقل السياسي العربي
- العقل السياسي العربي2
- العقل السياسي العربي 1
- بنية العقل العربي
- فانتازيا الواقع المرير
- اشكالية الديمقراطية في الواقع المصري 1
- نقد العقل العربي
- تعليق على مقالة اللغة والثقافة الشعبية المظلومة لمهدى بندق
- تمكين الفقراء من التنمية الاقتصادية
- كان ياما كان
- نسخة معدلة / الصراع الاجتماعي في العالم العربي بين الجموج وا ...


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فتحى سيد فرج - الثقافة والتنمية