أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج السر عثمان - الأزمة في دارفور:من مؤتمر صلح 1989 الي ملتقي الفاشر - فبراير 2003م















المزيد.....

الأزمة في دارفور:من مؤتمر صلح 1989 الي ملتقي الفاشر - فبراير 2003م


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل الانفجار الأخير للاحداث في جبل مرة ، كان الكثيرون يرون في احداث العنف والنهب المتفرقة في دارفور وميض نار يوشك أن يكون له ضرام، ولقد أدت التراكمات الكمية من المظالم الي تحول نوعي جديد في الاحداث التي نشهدها الان في دارفور.
والواقع أن الصراعات والصدامات القبلية في دارفور ليست جديدة ، فعلي سبيل المثال ، لا الحصر:
حدثت صدامات قبلية عام 1916م، وهو العام الذي تم فيه ضم دارفور للسودان، وكذلك في العامين 1958م، 1968م، الا أن تلك الصدامات، كانت تحل بطرق سلمية عن طريق مؤتمرات الصلح والاعراف التي توارثها اهل دارفور منذ عهود السلاطين.
ولكن منذ عام 1970، بدأت الصراعات القبلية تطل برأسها في الاقليم بشكل متواتر ، وكان من عوامل ذلك السياسات الخاطئة للنظام المايوي مثل اقامة مشاريع التنمية العشوائية في السبعينيات من القرن الماضي وما نتج عنها من القطع الجائر للاشجار ، مما ادي للجفاف والتصحر والمجاعة التي عمت البلاد ، وما نتج عنها من نزوح وسنين عاني فيها الناس من ضنك العيش(1982- 1984).
وكان من نتائج ذلك شح المراعي وموارد المياه والنزوح من الشمال الي الجنوب ، والذي ادي الي احتكاكات وصدامات بين بعض القبائل العربية والفور ، ومحاولات طرد الفور من اراضيهم الخصبة ، اضافة للعامل الاجنبي مثل الحرب التشادية- التشادية، والحرب الليبية – التشادية، ودخول بعض القبائل من تشاد والمتداخلة مع القبائل السودانية، ودخولها باسلحة حديثة ومتطورة ، زادت من فداحة الخسائر في الارواح والممتلكات والمواشي..الخ.
وبعد انتفاضة مارس – ابريل 1985م، كانت الصراعات القبلية في دارفور قد وصلت الي ذروتها ، وخاصة في الفترة: 1986- 1989م، مما ادي الي قيام مؤتمر الصلح القبلي بين الفور وبعض القبائل العربية في الفترة: 15/4/1989- 8/7/1989م. وكان من اهم توصيات وقرارات المؤتمر:
أولا: في الجانب الأمني:
أ‌- تصفية مليشيات الفور والمجموعات المسلحة، وأى تنظيمات قبلية مسلحة.
ب‌- أن تقوم الحكومة بابعاد كل الاجانب الذين يدخلون البلاد بطرق غير مشروعة من مناطق الاقليم.
ج- أن تقوم الحكومة بفتح المراحيل المتفق عليها وفق الاتفاقيات السابقة في الوقت المناسب ، وأن تتخذ الاجراءات الأمنية والوقائية اللازمة لذلك ، مراعاة لحقوق الرعاة والمزارعين.
د- أن تعمل السلطات المختصة علي اصدار اوامر تنص علي تشديد العقوبة علي الذين يقومون بحرق المراعي وقفل المراحيل ، واقامة زرائب الهواء ، وقطع الاشجار واتلاف المزارع.
ه- أن تعمل الحكومة علي فتح المزيد من مراكز الشرطة، ودعم مراكز الشرطة باجهزة الاتصال والقوة المناسبة.
و- الاسراع بمنح رجالات الادارة الاهلية السلطات القضائية.
ز- يلتزم الطرفان بوقف النهب والسلب والسرقة وايواء المجرمين ، كما يوصي بأن يتعاون الطرفان في عمليات الفزع.
ثانيا: المراعي والمراحيل ونقاط المياه:
أ‌- تحدد فترة دخول القبائل الرعوية في شمال دارفور الي مناطق جنوب دارفور بنهاية شهر فبراير من كل عام حتي يتمكن المزارعون من جمع محاصيلهم الزراعية كما تحدد فترة خروج هذه القبائل بنهاية شهر يونيو من كل عام (علي السلطات بشمال دارفور الاخطار في حالة الظروف البيئية).
ب‌- ازالة جميع العقبات التي تعترض المسارات والمراحيل المتفق عليها بما يمكن القبائل الرعوية من الابتعاد عن التحرش بالمزارعين والمستقرين عموما، كما توصي بازالة الزراعة الهامشية التي تلاحم الطرق العامة ، بما لايقل عن مائة متر من الجانبين باستثناء المناطق البستانيةالقديمة.
ج- عدم استغلال اماكن الرهود والموارد العامة للمياه الخاصة بالحيوان وبالزراعة أو الحجز، أو اى أشياء تمنع الاستفادة منها علي أن تنظم استغلال الموارد المشتركة بين المزارعين والرعاة وفق الاعراف المتبعة.
د – عدم فتح مشاريع جديدة، الا عند مصادقة السلطات الفنية المختصة ، حماية لما تبقي من الغطاء الشجري مع توعية المواطنين من قبل الجهات المعنية والمسئولة.
ه – عدم قطع الاشجار والمحافظة علي الثروة الغابية مع تشجيع المزارعين لزراعة اشجار الهشاب.
و- تكثيف الخدمات البيطرية باماكن المخارف والمصايف المصاحبة للرحل ضمانا لاحتواء اى امراض تظهر.
* بالرغم من سلامة وصحة تلك التوصيات والقرارات، الا أنها لم تجد طريقها للتنفيذ ، وظلت حبرا علي ورق.
* وفي الفترة: ابريل 1989- فبراير 2003م، حدثت متغيرات جديدة اهمها:
- اتساع دائرة الجفاف والتصحر في دارفور ، مما ادي الي شح المراعي ، والي انفجار الصدامات القبلية من جديد.
- تهور خدمات التعليم والصحة والمياه والكهرباء ..الخ.
- تزايد عمليات النهب المسلح وانفراط عقد الأمن وحالات حرق القري والمزارع والصدام بين بعض المجموعات القبلية والفور والصراع بين المعاليا والرزيقات.
- كانت القبائل في دارفور تعيش في سلام ووئام ، وكانت الصراعات القبلية العابرة تحل عبر الاعراف ، وكانت ديار القبائل معروفة ومحددة. وبالتقسيم الاداري الجديد اختل النظام الذي كان سائدا، مما ادي الي الصدامات.
- توقف مشاريع التنمية في في الاقليم مثل مشروع جبل مرة للتنمية الريفية.
- توقف العمل في طريق الانقاذ الغربي.
- النزوح الكبير من الارياف الي المدن ، وتوسع المدن كما نلاحظ في مدينة نيالا التي زاد عدد سكانها وتوسعت وارتفعت فيها ايجارات المنازل واسعار الاراضي.
ملتقي الفاشر – فبراير 2003م:
جاء ملتقي الفاشر بعد انفجار الاحداث وتوصل الي توصيات وقرارات في مجملها سليمة مثل:
- الاسراع بتكميل طريق الانقاذ الغربي مع توفير تمويل اجنبي ومكون محلي له.
- انشاء مفوضية لتنمية ولايات دارفور.
- تأهيل مرافق الصحة والمياه وتأمين الحد الأدني من الخدمات للمواطنين في دارفور.
- وضع خطة استثنائية عاجلة لمعالجة التردي في الخدمات
- التقسيم العادل للمشاريع التحتية القومية لدارفور.
- ضعف المقدرة الادارية لبعض اجهزة الدولة وتباطؤها في التصدي للانفلات الامني.
- معالجة عدم الالتزام بتنفيذ مقررات المؤتمرات السابقة.
- حمّل الملتقي الحكومة مسئولية خلق كيانات ادارية جديدة والاستغلال السياسي للقبيلة والاعتماد علي التوازنات القبلية في التعيينات السياسية.
كما كان مدخل الملتقي سليما في حل المشكلة سلميا عن طريق التفاوض ، ولكن الحكومة لجأت للحل العسكري الذي عقد الامور وزادها تفاقما، حتي وصلت للماساة الانسانية التي نعيشها الآن في دارفور.
لقد اكد تطور الاحداث ضرورة الحل الشامل ، وأم يجري في دارفور جزء من مشكلة السودان الكلية، ويجب أن ينظر اليها قوميا في اطار الحل السياسي الشامل ، وصولا الي سلام حقيقي وتنمية وعدالة لكل انحاء السودان.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي اللوحة الخماسية؟ وهل يصح تعميمها علي كل المجتمع البشري؟
- ماهي دلالات تمرير قانون الانتخابات بالاغلبية الميكانيكية؟
- منهج ماركس في بناء نظريته عن المجتمع(2)
- ما الجديد في فكرة السودان الجديد؟
- منهج ماركس في بناء نظريته عن المجتمع
- سياسات الذاكرة في النزاعات السودانية: تعقيب علي محاضرة بروفي ...
- هل تبشر الماركسية بالجبرية الاقتصادية؟
- سوق عطبرة(اتبرا)
- تعقيب علي محاضرة د.فاروق محمد ابراهيم:رسالة الي المؤتمر الخا ...
- حوار حول اسم الحزب
- بمناسبة الذكري ال 37:دروس انقلاب 19/يوليو/ 1971م
- نشأة وتطور المنظمات المدنية السودانية
- المسألة القومية في السودان
- حول تجربة العمل الثقافي في الحزب الشيوعي السوداني
- اثار الثورة العلمية التقنية علي تطور الفكر الانساني: اعادة ا ...
- الماركسية والحل التلقائي لقضية المرأة
- نشأة وتطور الطبقة العاملة السودانية:الفترة:1900- 1956
- الفكر السوداني: الماركسية احد حلقات تطور الفكر السوداني
- في الذكري الثانية لرحيل البروفيسور محمد ابراهيم ابوسليم
- حول مستقبل الحزب الشيوعي السوداني


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج السر عثمان - الأزمة في دارفور:من مؤتمر صلح 1989 الي ملتقي الفاشر - فبراير 2003م