أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - نحيا بالأكذوبات














المزيد.....

نحيا بالأكذوبات


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 05:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أغلب المواطنين، من يطلق عليهم وصف عموم الناس أو العامة، يتحدثون في شؤون الدين صباح مساء، لا فرق بين جاهل وعالم، وبين أمي وحامل الشهادات، وبين صالح وطالح، وبين مرتشي ونزيه، وبين إسلامي وإعلامي، وبين رجل وامرأة، وبين موال للنظام أو معارض له..
لا يهم من أنت وماذا تفعل في حياتك؟ هل ترعى فعلا أولادك وتصل الرحم ولا تضرب زوجتك ولا تقدم رشوة ولا تشجع فسادا ولا تشهد زورا...؟

لا يهم إن كنت مساندا للظلم والاستبداد، مع أو ضد مفهوم الرعية أو مفهوم المواطنة، أو الاعتماد على أهل الحل والعقد دون سواهم أو مع الحرية والديمقراطية، متشددا أو متسامحا مع الآخرين..

لا يهم إن كنت تتكاسل كرجل تعليم في مهمتك، مجهدا نفسه في إعطاء دروس خصوصية بمقابل خارج أوقات العمل، أو طبيبا يكشف على المرضى في دقيقتين ويثقل الوصفة الطبية بأدوية لا لزوم لها امتثالا لاتفاق مسبق مع هذه الصيدلية أو تلك، أو رجل أعمال يقدم رشاوى في كل يوم لنزع ما يحق للفقراء والمحتاجين...

لا يهم إن كنت مدافعا على المظلومين وحقوق الإنسان ومهموما بوطنك وحانقا على المستغلين وناهبي المال العام، وداعيا إلى الواجبات...

الجميع يتحدث عن الدين حتى أصبح مفروضا على المرء ان يتظاهر بأنه مع الركب، وأضحى الكثيرون ينهون حديثهم بدعاء مسموع ليعرف الجميع أنك واحد من مسلمي العصر...
الغالب هو الرياء، ومع سيادة الرياء تعششت بين ظهرانينا أكثر من كذبة أصبحنا نؤمن بها رغم أن كل تجليات الواقع المعيش تظهر في كل زمان ومكان، إنها كذبة صارخة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن ذكر أكذوبة "المغاربة سواسية أمام القانون" أو "القانون على الجميع"...

رغم علمنا بواقع الحال، حق المعرفة، لازلنا نخدع أنفسنا باعتقاد أن القانون مطبق على الجميع في العهد الجديد... وأن المغاربة سواسية أمام القانون وأن عهد التمييز بهذا الخصوص قد ولى مع العهد القديم، رغم أن الواقع المعيش ما فتئ يكذب هذا الإدعاء... لأن القاعدة السرمدية عندنا، والتي هي الحقيقة، القوانين فصلت لتطبق على الفقراء والضعفاء...

من الأكذوبات التي نحياها حاليا كذلك انتظار نسبة تنمية كافية كفيلة بتحقيق تحسين الأوضاع، وهذا ما ظل ينتظره المغاربة منذ حصول البلاد على الاستقلال، في حين لم يسأم الكثير من المحللين الاقتصاديين من تكرار أن نجاح ما تسميه الدولة بالسياسة الاقتصادية المعتمدة، ضئيل جدا وسيكون مصيرها كغيرها من الخطط السابقة هو "الفشل"، وزادت "حظوظ" تحقيق "الفشل "المنتظر بفعل بروز هروب الاستثمارات الخارجية لأسباب، لازال القائمون على أمورنا لم تحضرهم الشجاعة للكشف عنها، علما أن خطة الدولة الاقتصادية مرتكزة بالأساس على تدفق الاستثمار الأجنبي.

يقال إن لكل شخص في الحياة طموح وأمان ورؤية مستقبلية ورغبة يعمل من أجلها عبر خريطة طريق معينة، لكن الواقع شيء آخر، مادمنا أصبحنا نعيش على أكذوبات نؤمن بها حتى النخاع، وبذلك "تدردبت كل حساباتنا" وتملكتنا "التلفة" تلو "التلقة"، ورغم ذلك لازلنا "لم نشد الأرض" عملا بمقولة "للي تلف يشد الأرض".



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل صدق فؤاد عالي الهمة حين قال : - أنا لا أخشى المساءلة ومست ...
- -التَّسَوُّلقْرَاطِيَّةُ-
- إجهاض دعوى ضد البوليساريو ودعم أخرى لفائدتها
- كان الهدف هو إرهاب سكان سيدي إفني
- السكن الاجتماعي بين هاجس الربح السريع وهاجس تحسين الأوضاع
- صورة -المغرب السعيد- ليست على ما يرام
- إعلامي كافح بالبندقية والقلم
- جنرالات الجزائري متخوفون من مطالبة المغرب بصحرائه الشرقية
- مؤسسة إدريس بنزكري لحقوق الإنسان والديمقراطية
- -الحر اللبيب بنصف غمزة تايعيق-
- إلى متى سيتم استبلاد المغاربة؟
- -للي قالها المخزن هي للي تكون-
- ثراء جنرالات المغرب على حساب البلاد و العباد
- سجين من داخل سجن القنيطرة يروي الهروب الهوليودي لتسعة سجناء ...
- الحياة داخل القصور
- جنرالات الجيش استغلوا ضعف النظام الملكي لجمع الثروات
- بعدما باعت أغلب ممتلكات الشعب الدولة تفكر في فرض ضرائب جديدة ...
- المجاعة الجديدة والسيادة الغذائية
- السجون المغربية غياب إستراتيجية واضحة المعالم
- فيلم -فتنة- المسيئ للإسلام و المسلمين


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - نحيا بالأكذوبات