حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 08:24
المحور:
الادب والفن
أستيقظ ظهرا,11 حزيران,وكأن العالم يتشكّل للتو.
أحلق ذقني.ادخل المرحاض. أستحمّ. أشرب ملعقة عسل. أغلي زهورات مع الزعتر.
أدخّن ....بضراوة,بعناد,بلا توقّف.
.
.
أفتح كتاب: الجنوسة(الجندر) تأليف ديفيد كلوفر_كورا كابلان,ترجمة عدنان حسن.
إن كلمة التخنّث التي يمكن أن تعني بشكل مختلف"حنون","رقيق","لطيف" أو (نسواني). قد بدأت تتخذ معاني إضافية جنسية على نحو خاص في حوالي 1700 .
.... يبدو المخنّث كنوع جديد من الهوية,خطوة في المستقبل, لقد كان, كما يكتب آلان بري, عالما أوسع من المصطلح الأقدم منه وهو "اللوطي",ولم يكن بالضرورة"جنسيا في جوهره على الإطلاق".
لكن لسوء الحظ أن معلوماتنا حول هؤلاء الرجال ضئيلة إلى حدّ كبير.إذ تعتمد اعتمادا شديدا على سجلات المحاكم والمصادر اللامتعاطفة الأخرى.
....وفي موازاة وصف الرجال(اللذين يختارون هذا الطريق المتخلّف) توجد حكايات "نادي الوجوه القبيحة"و"نادي الضراط". وما الذي يصنعه المرء بالشعر الهزلي الذي ينهي الفقرة؟
لكن اللوطيين يهجرون زوجاتهم
ليتخذوا علاقات لا رجولية
ويقعون في حب بعضهم البعض
كما لو أن أمهم لم تكن امرأة.
1756...تاريخ المقطع.
هل هذا دليل على أن "الرجل المخنّث" لم يكن مختلفا جدا عن اللوطي بعد كل ذلك, أم هي مجرد قصيدة قدح أو ربما هزء رخيص؟ إن ما يغيب هنا بشكل واضح هو وجود أية روايات مباشرة_لكيف كان الرجال المتخنثون يرون أنفسهم, أو كيف كانوا يعتبرون نشاطاتهم الخاصة.
*
ما أزال أستمتع بقراءة كتاب,بعد دخولي عامي أل 49 , إن وجدت فيه ما يستدعي أسئلة جديدة,تساؤلات....
يمر بعض الجيران ويسلّمون عليّ,أتوقّف من باب اللياقة وأنهض,وبيدي الكتاب....يدخلون,ولا يخطر في بال أحدهم,أنها مقاطعة فظّة...فكيف لو أتكلّم بصراحة: القراءة أمتع من كلام....من نوع أن الولد يأتي ورزقه معه,والأفاعي المؤلّفة,والمزارات الشافية...ورضا الوالدين ومحبة الوطن....
*
البارحة واليوم عدّة رسائل من"الصندوق العربي للثقافة والفنون" حول فكرة دعم الثرثرة وتحويلها إلى كتاب. أستنجد بصديقي برهوم.
_حسّون,بسيطة. نشرح الخطوات التفصيلية,....حتى المرحلة الأخيرة"عدد النسخ".
خلال أيام ننهي المسألة,لا تشغل بالك.
*
هو البيت الأول,لا يقلقني ويرهبني دخول المالك أو صاحب العقار, ويشرح لي كيف ويجب,أن أبقى له شاكرا وممتنا.....لولاه أبقى في الشارع.
_هو بيتنا يا حسين.
كعادتها فريدة السعيدة,تقتصد في الكلام,وتجمل.
.
.
أنزع من رأسي فكرة بيع البيت.
.
.
أفكّر بالاستقالة من وظيفتي,وتكملة أوراق الهجرة.
*
جاءتني الفرصة على طبق من ذهب.
.
.
أترك الذاكرة والماضي خلفي.
"أسوأ من الألم الخوف منه"
ذلك ما اختبرته مرارا.
.
.
"رهاب الخلاء" هذه المرّة.
*
أتذكّر قصيدة بريخت:
لا أحبّ المكان
الذي أتيت منه
ولا أحب المكان
الذي أتوجّه إليه
.
.
فلماذا العجلة؟
*
هذا يوم جديد ومفصلي أيضا 13 حزيران,وحسب ذاكرة عليا هو يوم مولدي الفعلي.
أمامي ثلاثة أسابيع لتكملة أوراق الهجرة النظامية إلى أمريكا,ويلزمني قرابة مئة ألف ليرة سورية أو ألفا دولار أمريكي. أو تلغى الفرصة التي جاءت بالحظ وحده.
في 7|7|2008 ,يكون الأمر قد تمّ حسمه,....ما هي الاحتمالات؟
أن أنجح في جمع مئة ألف ليرة من أصدقائي وعائلتي ومعارفي كديون,مستبعد.
أن تفوت الفرصة بدون مقابلة السفير وطلب الفيزا,أقرب احتمال.
....هل سأطير يوما فوق الأطلسي؟
في الأحلام كل يوم,كل البلدان طرت فوقها وحولها.
فريدة السعيدة بعبارة واحدة: أنا معك,في كلّ....ماعدا,أن تبيع البيت.
.
.
ثلاثة أسابيع في القلق والتوتّر الأقصى,بدأت البارحة.
هل أكمل؟ هل أنسحب بكرامتي؟ هل في عالم الغيب....ما يزال بعض الحظ؟
أكثر ما أريده من سفري,تجربة الثرثرة...في زمان ومكان_آخر.
*
كان الوقت ينتهي_الوقت الطويل ينتهي أيضا.
*
هذه المرّة لن أنسحب قبل نهاية اللعبة,سأستمرّ حتى الرفض القطعي والصريح.
أخبر الجميع أنني أقبل الدين بالفائدة وبأية ضمانات توضع؟.
.
.
كانت هذه مشكلتي على الدوام,المشكلة مع الحاضر والمستحقّ الآن وهنا,....الجمل بفلس وليس معنا.
وأما عن الغد,....الغد الذي لا يصل أبدا.
أتركه لغد أكثر قسوة وحماقة.
......والآن_ماذا ستفعل أيها العبقري!
*
أستمر في ثرثرتي.
أستعيد تلك الحادثة الشهيرة بين أهل الساحل.
أرسل الشيخ السكرجي إلى صديقه في الماضي_ الضابط الكبير والذي يثير اسمه الهلع, مع حامل الرسالة ثلاثة جمل.
(رسالتي مع هذا الفقير المتويري
وظّفتو بتكون وظّفتو
وما بدّك.....على راس إيري).
وفحوى الرسالة بالعربي الفصيح,حامل الرسالة فقير من عشيرتك,إن وجدت له وظيفة,لا بأس, وإن لم تفعل,فعلى حشفة قضيبي.
.
.
هكذا أمضيت حياتي حتى هذا اليوم.
سكر وثرثرة وأحلام,وبدون حساب لا للزمن ولا للشياطين.
.
.
أرغب بشدّة في تغييرها,أن أعيش ولو لشهر,مثل بقية الناس.
ولا أرغب أن أكون فقط,في مكان خلف علي خلف,بل في أيّ مكان غير ما أنا عليه.
*
فريدة السعيدة تقولها لأول مرّة: حسين أنا معك,فقط انسى البيت.
فريدة السعيدة بقيت معي,في أكثر مفاصل حياتي تقلّبا وجهنّمية,بالفعل وبخلت بكلمة.
هذه المرة نطقت الجوهرة.
ننجح معا أو نفشل معا. لن أتخلّى عنك.
.
.
أول امرأة,....أول تاء تأنيث ساكنة أو مربوطة,تقولها لي.
من يصبر ينل.
لاشيء تلك أل 25 سنة,أمام روعة الكلمة وبهجتها.
وأردّ بنفس أبيّة,....الست من أولئك اللذين...إذا(مدري شو) أمطرت دما....
والله بلادنا ملهاة كبرى.
ذلك ما أدركه الخبيثان زياد رحباني وعبد اللطيف عبد الحميد.
لا.....يا فريدة,
تأمرين بتمزيق الأوراق أمزّقها أمامك في اللحظة.
لا وأيم الله.
يفعلها هذا اللقلوق الصعلوك حسين ابن عليان.
.
.
فيلم أمريكي طويل
يمرّ أمام عيني
ولا أعرف ماذا أفعل,ولا ماذا أريد.
........مكاني,ماذا تفعل؟!
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟