أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - ماهي اللوحة الخماسية؟ وهل يصح تعميمها علي كل المجتمع البشري؟















المزيد.....

ماهي اللوحة الخماسية؟ وهل يصح تعميمها علي كل المجتمع البشري؟


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 11:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بعد استقراء ماركس للتاريخ الاوربي وضع مخططا عاما أو ملامح عامة لتطوره في خمس تشكيلات اجتماعية هي: الشيوعية البدائية، الرق، الاقطاع، الرأسمالية، الاشتراكية.
وفي فترة الجمود تم تعميم هذه اللوحة علي تاريخ الانسانية الغني والخصب والمتنوع التكوينات والاشكال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتحويل كل هذا التاريخ الي تعاقب خمس مراحل كما جاء في مؤلف ستالين: المادية الجدلية والمادية التاريخية(1938)، أو كما كان يقدم في محاضرات المدرسة السوفيتية في فترة الجمود.
ومثال لذلك ما ورد في كتاب السوفيتي بوزيف غوردونوف : ما هي الماركسية ؟ ، دار التقدم موسكو 1987 ، ص 114 ما يلي : ( التاريخ يعرف خمس تشكيلات اجتماعية – اقتصادية : التشكيلة المشاعية البدائية ، التشكيلة العبودية ، التشكيلة الإقطاعية ، التشكيلة الرأسمالية ، التشكيلة الشيوعية التي هي الاشتراكية طورها الأول )
كما ورد في الكتاب نفسه ص 104 ما يلي : ( الماركسية وحدها دون غيرها أعطت المفتاح لتفسير تطور المجتمع بوصفه عملية مشروعة محتمة ) .
مثال آخر ماورد في كورس المرشحين للحزب الشيوعي السوداني السابق(1985) (عن المادية التاريخية) والذي كان تلخيصا لكتاب مدرسي سوفيتي، جاء مايلي، ص 53:
( قوانين تطور الانتاج المادي العامة، تسري طوال التاريخ البشري، لكن هذا التاريخ تدرج عبر مراحل مختلفة كما أشرنا سابقا: المشاعة البدائية والعبودية والاقطاعية والرأسمالية، ودخلت بعض بلدان العالم مرحلة الاشتراكية والشيوعية).
وبهذا التعميم فقدت الماركسية طابعها العلمي لتصبح من جديد فلسفة للتاريخ أو مخططا قبليا يمكن علي أساسه مطابقة العصور التاريخية.
كان ماركس يقف ضد تعميم اللوحة الخماسية الخاصة بتطور الرأسمالية في اوربا أو تحويلها الي نظرية – فلسفية لمسيرة التاريخ البشري ، وكان يري أن دراسة التاريخ الاوربي ليست بديلا للدراسة الملموسة لكل مجتمع، لاكتشاف خصائص تطوره، دون نظرية تاريخية فلسفية مسبقة ، نحشر فيها كل تطور المجتمع البشري.
وفي رد ماركس علي رسالة فيراز سوليتش حول التطور الرأسمالي في روسيا توضيح لهذه النقطة : جاء في رسالتها لماركس ( انت تدرك اذن عزيزي المواطن اى خدمة تقدمها لنا اذا عرضت لنا رأيك حول المصائر المحتملة لمشاعتنا الريفية وحول النظرية التي تفترض أن جميع شعوب العالم مكرهة بحكم الضرورة التاريخية علي المرور بجميع مراحل الانتاج الرأسمالي)( فيراز سوليتش: الي كارل ماركس في 16/شباط1881م).
وكان رد ماركس عليها ( ايتها المواطنة العزيزة: في معرض تحليل الانتاج الرأسمالي اقول ان النظام الرأسمالي يقوم في جوهره علي انفصال المنتج انفصالا جذريا عن وسائل الانتاج ، واساس هذا التطور انما مصادرة ملكية المزارعين ، وذلك الانفصال لم يتم بصورة جذرية الا في انجلترا ، ولكن جميع بلدان اوربا الغربية تجتاز المسيرة نفسها ، اذن(حتمية) هذه المسيرة التاريخية مقصورة بلا لبس علي بلدان اوربا الغربية)( كارل ماركس: رسالة الي فيراز سوليتش في 8/اذار/1881م).
وكان ماركس نفسه قد رأي أن من اللازم عليه أن يكافح ابان حياته بالذات هذا الانحطاط لفكره ، وقد كتب الي مدير صحيفة( اونيفشتي زابيسكي) رادا علي مقال لميخائيلوفسكي – في حوليات الوطن- ( هذا غير كافي بالنسبة الي ناقدي، فهو يشعر بأنه ملزم بتحويل مخططي التاريخي الول بتكوين الرأسمالية في اوربا الغربية الي نظرية تاريخية فلسفية للمسيرة العامة التي يفرضها القدر علي كل شعب مهما تكن الظروف التاريخية المتواجدة فيها ، بحيث يتمكن في خاتمة المطاف من التوصل الي شكل من الاقتصاد يكفل اكمل تطور للانسان مع اكبر ازدهار للقدرات الانتاجية ، ولكن استميحه عفوا فهو يسبغ علي من الشرف والخجل معا اكثر مما ينبغي)( ماركس: رسالة الي شوكوفيسكي ناشر الونيفستي زابيسكي في نهاية 1871 ردا علي ميخائيلوفسكي احد قادة حزب النارودنيين).
اما انجلز فقد حذر مرارا وتكرارا في اواخر حياته من خطر تحويل المفهوم المادي للتاريخ الي وصفة تلصق بالاشياء قبل دراستها ، وسخر من اصدقاء المفهوم المادي لتاريخ الذي اتخذوا من هذا المفهوم ذريعة لعدم دراسة التاريخ( انجلز: رسالة الي شميدت في 5 أغسطس 1830م).
وخلاصة الامر أن المفهوم المادي للتاريخ يعني ضرورة الدراسة المستقلة للواقع بذهن مفتوح دون التقيد بتصور مسبق واستخلاص نتائج من الواقع، وهو ليس بديل لدراسة واقع وتاريخ البلد المعين لمعرفة خصوصيات تشكيلاته الاجتماعية، والتي تتشابك مع تقاليد وسمات وظروف ذلك البلد، وان الماركسية رفضت تعميم اللوحة الخماسية لتطور التاريخ الاوربي بطريقة متعسفة علي كل بلدان العالم، كبديل للدراسة المستقلة لكل بلد.
ما هونمط الانتاج الآسيوي؟:
لم تكتف الماركسية باللوحة الخماسية لتطور التاريخ الاوربي، ولكن ماركس أشار في مؤلفه(مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي) الي نمط سادس اطلق عليه نمط الانتاج الآسيوي، يقول ماركس: (ان انماط الانتاج الآسيوي والقديم والاقطاعي والبورجوازي الحديث يمكن وصفها في خطوطها الكبري بأنها عصور متقدمة في التكوين الاقتصادي والاجتماعي).
ويعرّ ف نمط الانتاج الآسيوي بأنه: يعني في جوهره ظهور مجتمع علي أساس من مستوى القوي المنتجة ما يزال بالغ التدني، ولكنه يسمح باقتطاع فائض انتاج. اما السمات الاخري (الاشغال الكبري، الري ، الاستبداد) فهي ليست اساسية في ذلك التعريف وتخص لانمط الانتاج نفسه وانما بعض المجتمعات الآسيوية (مصر القديمة، الهند، الصين،..).
وكمثل اللوحة الخماسية، ان نمط الاناج الآسيوي، شأنه شأن، سائر انماط الانتاج لايؤلف مرحلة الزامية في تطور المجتمعات غير الاوربية كافة.
وبمقارنة بين نمط الانتاج الآسيوي والاقطاع الاوربي، نلاحظ الآتي:
1- في ظل نمط الانتاج الآسيوي، تكون الدولة هي الممتلك الأول لفائض الانتاج الذي يخلقه مباشرة منتج الريع العقاري والذي يترجم في شكل ضريبة، وجميع الفئات المستغلة تتلقي هذه المداخيل غير المتأتية من العمل عن طريق الدولة باستثناء شخصيات المشاعة الريفية الهندية من غير العاملين في الانتاج المادي كالكهنة والمنجمين..الخ، بيد أن مداخيلهم لاتزيد عن مداخيل الفلاح او الصانع اليدوي.
2- اما في ظل الاقطاع، فان ممتلك الأرض مستقل مباشر يستحوذ علي الريع المدفوع عملا أو انتاجا ، ولا يكون للدولة من دخل في ذلك.
كما أشرنا سابقا، ان التعميمات الأساسية لنظرية الماركسية حول اللوحة الخماسية للتاريخ الاوربي ونمط الانتاج الآسيوي لبعض بلدان الشرق، ليست بديلا لدراسة خصوصية تطور كل بلد ، وانتاج فرضيات نظرية جديدة حول طبيعة وتطور اشكال الانتاج والتبادل والدين والدولة، الأمر الذي يترتب عليه تطور المفاهيم الأساسية مثل نمط الانتاج(موريس غودولييه: الماركسية امام مشكلة المجتمعات ماقبل الرأسمالية، ضمن نمط الانتاج الآسيوي، دار الحقيقة، بيروت، 1972، ص126- 127).
وهذا يعني الانفتاح علي العلوم المتخصصة مثل: علم الآثار، الانثروبولوجيا، التاريخ، الاقتصاد، علم اللغة، وبناء قاعدة جديدة لعلم مقارن للتاريخ والبني الاجتماعية، وعلي أساس مبدأ تطور الطبيعة والحياة الاجتماعية( المرجع السابق، ص 127).
وبديهي ان التعميمات النظرية ليس لها معني أو قيمة، الا اذا انبثقت من دراسة الواقع، دون أن نلوى عنقه، لارضاء تصوراتنا المسبقة، وهذا يستدعي ضرورة البحث الحر والدراسة الموضوعية دونما مخطط مسبق للمجتمعات القديمة غير الاوربية.
والماركسية منهج يسمح بالاستفادة من جميع المعارف التقنية، ولكنها لاتعفينا البتة من جهود التنقيب والدراسة الشاقة للواقع بهدف معرفته كشرط للتاثير فيه وتغييره، وبالتالي من المهم الدراسة الملموسة للواقع الملموس ، دون التقيد بنموذج نظري مسبق(لوحة خماسية أو نمط انتاج آسيوي)، وان كل تعميم ، كما كان يقول ماركس: لابد أن يقوم علي معرفة عميقة بالواقع ودراسة تحليلية لهذا الواقع.
توصل الحزب الشيوعي السوداني في مؤتمره الرابع الي ضرورة الدراسة الباطنية والملموسة للواقع، ومعرفة مواقع الطبقات وانماط الانتاج في اشكالها المتنوعة، تتم دراسة الواقع بذهن مفتوح دون النقل الاعمي من الكتب ومن تجارب الاخرين، وتلك قاعدة كانت من الانجازات الهامة للمؤتمر الرابع لأنها تتعلق بضرورة دراسة ومعرفة الواقع بهدف التأثير فيه وتغييره، وتلك القاعدة هي من صميم المنهج الماركسي، ومن صميم المفهوم المادي للتاريخ.





#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي دلالات تمرير قانون الانتخابات بالاغلبية الميكانيكية؟
- منهج ماركس في بناء نظريته عن المجتمع(2)
- ما الجديد في فكرة السودان الجديد؟
- منهج ماركس في بناء نظريته عن المجتمع
- سياسات الذاكرة في النزاعات السودانية: تعقيب علي محاضرة بروفي ...
- هل تبشر الماركسية بالجبرية الاقتصادية؟
- سوق عطبرة(اتبرا)
- تعقيب علي محاضرة د.فاروق محمد ابراهيم:رسالة الي المؤتمر الخا ...
- حوار حول اسم الحزب
- بمناسبة الذكري ال 37:دروس انقلاب 19/يوليو/ 1971م
- نشأة وتطور المنظمات المدنية السودانية
- المسألة القومية في السودان
- حول تجربة العمل الثقافي في الحزب الشيوعي السوداني
- اثار الثورة العلمية التقنية علي تطور الفكر الانساني: اعادة ا ...
- الماركسية والحل التلقائي لقضية المرأة
- نشأة وتطور الطبقة العاملة السودانية:الفترة:1900- 1956
- الفكر السوداني: الماركسية احد حلقات تطور الفكر السوداني
- في الذكري الثانية لرحيل البروفيسور محمد ابراهيم ابوسليم
- حول مستقبل الحزب الشيوعي السوداني
- ماهي طبيعة وحقيقة اتفاق التراضي الوطني؟


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - ماهي اللوحة الخماسية؟ وهل يصح تعميمها علي كل المجتمع البشري؟