أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - مبادئ وخطوات لا صناديق وشعارات !














المزيد.....

مبادئ وخطوات لا صناديق وشعارات !


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 10:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا يمكننا ان نقدّم درسا في " الديمقراطية " لكلّ من يعرفها حق المعرفة ، ويطبقها كامل التطبيق في مجتمعات منتجة عرفت الديمقراطية ومارستها منذ قرنين من الزمن .. ولكننا ، نريد ان نعلمهم ان مجتمعاتنا اليوم ، لا يمكنها ان تختزل التاريخ ، وتغّطي على الواقع لتلعب لعبة الديمقراطية كذبا ونفاقا . ان الديمقراطية لا يمكن تسويقها كأية بضاعة في السوق العالمية ، انها " منظومة " فكرية كاملة يمارسها الناس ، كما تربوا عليها في مجتمعاتهم بشكل طبيعي في كل مرافق الحياة . وعليه ، فانها ليست مجرد لعبة سياسية ، وممثلي احزاب ، وصناديق انتخابات ، وبصمة اصابع لأناس لا تدرك ابسط المقاييس ، بل ولا تعرف لماذا تفعل ذلك بسبب وعيها المفقود ! كما لا يمكن ان تكون بديلا مباشرا بعد الخروج المباشر من اي حكم دكتاتوري جائر ! ان الديمقراطية ، هي اسلوب حياة ، وثقافة قيم ، والتزام بقانون ، واحترام مواقف ، ونظام حريات ، وظاهرة تقدم .. ان مجتمعاتنا لا يمكن ان تغدو ديمقراطية فجأة ، فهي بحاجة الى زمن طويل يتشبّع وعيها بمفاهيم العدالة والمساواة ، وبعد ان تمتلك رؤيتها للحياة المعاصرة ، وتستفيد من تجاربها التاريخية . فالديمقراطية لا تفّسر كونها آلية انتخابية محددة ، بل انها حالة تعامل بين الانسان والحياة ، وبين الحاكم والمواطنين ، وبين الرئيس والمرؤوس وبين اعضاء الاسرة الواحدة في البيت .. الخ انها تبدأ من الانسان في بيته ، والمدرسة ، والحياة العامة لتصل كل المؤسسات . الديمقراطية لا تبدأ من الدولة لتنتهي بالمجتمع بقدر ما تبدأ من المجتمع لتنتهي بالدولة . وعليه ، فقد اخفقت كل تجاربنا العربية المعاصرة بسبب تطبيقات مستعارة ، او تمثيليات مضحكة ، او احزاب مهلهلة ، أو زعامات جائرة ، او ترديد شعارات مفرغة من مضامينها الحقيقية !
من الصعب على المؤرخ رصد هذه " الظاهرة " الرائعة وتطبيقاتها الهزلية في تجارب عربية ليدرك بأنها مجرد سيناريوهات بلا أي فهم مقارن ، ولا أي ادراك متبادل بين الخطاب (= مقول القول ) ، وبين الواقع ( = معطيات الحياة ) .. ثمة تجارب عربية اولى لمرحلة الاستنارة والتطلعات المخضرمة بين قرنين 1989- 1919 ، وفيها ترجمت جملة من الافكار والكتب ومرت مجتمعاتنا بتجربتي المشروطية (= الدستورية ) في كل من ايران والدولة العثمانية ، ثم تطورت الممارسة ابان مرحلة ما بين الحربين العالميتين 1919 - 1949 بمثابة اصلاحات سياسية ، وتأسيسات اجتماعية حقيقية ، لكنها لم تتنفس لتأخذ مداها في اغلب البلدان العربية بسبب ولادتها في ظل كيانات جديدة سياسيا فضلا عن التأثر بتجارب المستعمرين البريطانيين والفرنسيين وقت ذاك ، ناهيكم عن التأثر ببقايا الانظمة القديمة ومواريث المجتمع الصعبة ، اضافة الى مزاحمة الايديولوجيات الجديدة التي زحفت على حياتنا العربية زحفا ، وهي تلغي كل الاعراف والتقاليد فجأة ، بل وكانت تطمح لما اسمته بـ " حرق المراحل " كي تلعب دورها في صناعة تيارات مضادة للمشروعات الديمقراطية .. وجاءت المرحلة الثانية 1949 – 1979 وهي مرحلة الراديكاليات اليسارية والايديولوجيات الثورية التي تحكمّت في الحياة العربية من خلال الانقلابات العسكرية والمد الثوري للاحزاب الفاشية او الماركسية .. وكلها استخدمت شعارات الديمقراطية ديماغوجيا واعلاميا شعاراتيا من دون ان تكون العملية تشريعية وخدعت الجماهير بالظاهرة وقد صفقت لها !
اما اليوم ، فنحن نعيش مرحلة جديدة 1979 – 2009 تختلط فيها مفاهيم الديمقراطية مع غيرها ، فكما وجد ابناء الجيل السابق من الراديكاليين مقاربة بين الماضي والحاضر كي يقولوا بالاشتراكية في الاسلام ، فان هناك اليوم عدة احزاب دينية اوجدت مقاربة من نوع آخر اذ شبّهوا الديمقراطية بالشورى ، علما بأن لا تشابه ابدا بين الاسلوبين ، ولا مقاربة بين المفهومين ، ولا اية تماثل بين الظاهرتين ! ثمة اسباب تقف صلدة للحيلولة ازاء تطور الديمقراطية حقيقة في حياتنا العربية وفي عموم العالم الاسلامي باستثناء تجارب معينة ، بسبب عدم تطوير الآليات والوعي في مجتمعاتنا مقارنة بالذي حدث في التجربة الماليزية مثلا .
لقد فقدت ملايين الناس في مجتمعاتنا ، الثقة بالديمقراطية ، اذ غدوا يعتبرونها مستوردا غربيا لا يلائمنا ، ووقعت اغلب الاحزاب الدينية في عالمنا الاسلامي نفسها في مشكلات صعبة ، فهي تعمل بالمشروع الديمقراطي وآلياته كقوى معارضة سياسية وتدخل الانتخابات من خلالها ، ولكن ما ان تصل السلطة حتى تبدأ ثنائية قاتلة ، اذ لا تطبّقها تطبيقا حقيقيا بسبب الحريات والفصل بين السلطات ، والقوانين المدنية ، وحراك هيئات المجتمع المدني وممارسات جماعات الضغط ، فتحلّ اخفاقات عدة بين الدولة والفصل بين مؤسساتها ، وبين المجتمع ! علما بأن بعض مجتمعاتنا العربية الجديدة لها تقاليد ديمقراطية سلمية توارثتها ابا عن جد ، وبالامكان تطويرها الى ما هو افضل .
ولعلّ مبادئ الديمقراطية تصطدم حتما بالقوى المتصلبة والراديكالية ، فهي بحاجة الى مجتمعات مرنة تتقبل الاشياء النافعة ! ان الديمقراطية لا يمكنها ان تعيش ابدا الا في فضاءات الحرية ، ولكن ضمن حدود القانون والاعراف الجميلة .. ان مجتمعاتنا بحاجة ماسة الى الوعي اولا والتربية ثانيا ، وان تكون الدولة دوما في خدمة المجتمع لا العكس .. من اجل تطوير اية مشروعات تلائم نسيج مجتمعاتنا ، وجعلها حرة ومنتجة ومشاركة ومحافظة على مصالحها في قلب هذا العالم .



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن يُنقِذُهُنّ مِن أيدِي البَرابِرة الجُددْ ؟
- هل من ضوابط قانونية للصحافة الالكترونية ؟
- باراك حسين اوباما : البدل الامريكي الضائع !
- مسّلة الجوع : أين سلال الغذاء العربية !!
- إشكالية - التاريخ - في الثقافة العراقية
- وقفة عند مؤرخي اسرائيل الجدد
- شرانق الماضوية والقطيعة التاريخية
- امريكا مطالبة باعتذار تاريخي !!
- قصة التحّول التاريخي من عالم بريطانيا القديم الى عالم امريكا ...
- ثقافة الكراهية .. فجيعة التاريخ !
- البرلمانيون العرب .. هل يمثلون مجتمعاتهم ؟
- مار بولص فرج رحو : علامة تاريخية فارقة على طريق العراق
- قمّة خطابية ام ورشة عمل قيادية !؟
- ديميتري مدفيديف: الخروج من عباءة بوتين
- كاسترو : استراحة آخر محارب
- الى كبير اساقفة الموصل .. في محنته !
- كوسوفو : الاستقلال أم الاضمحلال ؟
- الظاهرة المدنية مستعارة والظاهرة الدينية مصنوعة
- دمعة حزن على رحيل الصديق رجاء النقاش
- ستشرق الشمس في بلاد الشمس


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - مبادئ وخطوات لا صناديق وشعارات !