أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عالية بايزيد اسماعيل - قراءة متانية لطروحات غير مقنعة















المزيد.....

قراءة متانية لطروحات غير مقنعة


عالية بايزيد اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 10:26
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


إن المتتبع للمشهد اليزيدي في الوقت الحاضر ينتابه الكثير من التساؤلات لكثرة ما يجده من تناقضات متشابكة أفرزتها المرحلة الراهنة من إرهاصات فكرية وسياسية وتباين في الحقائق تجعلنا حائرين بين مصدقين لهذا ومفندين لذاك .
وفي الآونة الأخيرة أخذت الجدالات والنقاشات تتجه نحو إقحام هذه الديانة في فخ السياسة من خلال تعبئة الكتاب والمثقفين عبر نوع من التحرك الجماعي لإيجاد نوع من الحداثة والخطاب الديني الإصلاحي تتجاوز فيه جميع الإيديولوجيات القديمة وهي تسعى إلى جعل هذه الديانة رهينة بالتوجهات القومية , مع أن الاتجاه العالمي يسير الان نحو نظام يدعو إلى صهر الكيانات في منظومة واحدة هو نظام العولمة التي تحمل ثقافة جديدة متشعبة الأوجه ومتعددة الجوانب , وبعد إن ثبت التوجه القومي فشله في احتواء الشعوب والكيانات .
فها هم مثقفونا يخرجون علينا بين الحين والآخر بطروحات تدعو إلى تكريس التوجه القومي لتشكل واجهة الانتماء الديني اليزيدي ... و لتزيد من حالة الانقسام والخلاف بين أبناء الدين الواحد... حتى بات أي طرح مخالف لتلك التوجهات يقابل بسيل من الاتهامات تبدأ من الانتقادات الشخصية لتنتهي باتهامات وببيانات الاستنكار ...
بدلا من تركيز الجهود نحو التدشين لمرحلة جديدة والخروج من الانعزال وتجاوز الشعور بالإحباط الذي كان سمة المراحل السابقة , وإزالة ما علق بهذه الديانة من شوائب طمست الكثير من معالمها , وإيجادا البدائل عن المرجعيات التي عجزت عن احتواء هموم أبناء هذه الديانة من الناحية الفكرية والعقائدية وفشلت في تامين الحقوق المهدورة في أكثر من مجال , وتقاعست عن تبني الطروحات التي دعت إلى إجراء إصلاحات جذرية داخل البنية الاجتماعية والدينية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية , ونبذت فكرة الدخول في نقاشات الطاولة المستديرة و عقد الحوارات البناءة لتقريب وجهات النظر المختلفة للوصول إلى نقاط مشتركة ,علها أن تزيل شيئا من جبل الجليد الذي يقف حاجزا بين الاطراف .
لذلك بدأت من هنا الترويج لقيم ومعايير جديدة بدأت بالترسيخ في المجتمع , مع أن البعض يعرف حقائق الأمور لكنه يحجبها عن المجموع لأهداف قد تكون منها شخصية أو مصالح متباينة ,
ولكي لانخلط الأوراق كما يفعل اليوم البعض من مثقفينا حين يعمد الكثير منهم إلى الاتهام والتجريم والإقصاء لمجرد أن هناك رأي آخر لايطابق رأيهم أو عندما يستهينون بالمصادر التاريخية ويرفضونها لمجرد أنها لا تطابق إيديولوجياتهم إلى الحد الذي يدفع بهم إلى تجاوز الخطوط الحمراء والتلاعب بمقدرات التاريخ ووثائقه ,
وقد يبدو أن هذا الأمر طبيعي طالما أن الناس مختلفون حسب مستوى فهمهم ومصالحهم وأهوائهم إلا إن المبالغة في التمسك بالرأي الواحد والتعصب له إنما فيه إساءة إلى دينهم قبل أن تكون الإساءة إلى أنفسهم .
ففي مقال نشره الكاتب هوشنك بروكا في جزئه الأول تحت عنوان ( الايزيدية دين برسم التشرد ) الذي يفتح به بابا للنقاش عبر سلسلة أجزاء متتالية تطرق فيه إلى مجموعة من القضايا أهمها قضية الاغتراب الذي يعيشه شعبنا على ارض آبائه وأجداده , والتشرد في بلاد الغربة ,
وربط مصير هذه الديانة بالتوجهات القومية والتي اعتبرها من المسلمات على مستوى الخاصة من الأكاديميين والباحثين وأصحاب الشأن تعويلا على آراء بعض المستشرقين من أمثال مارك سايكس الذي يستشهد بآرائه عن اليزيدية وعن صفاتهم الجسدية ومظاهرهم الخارجية للدلالة على انتمائهم القومي وعلى تقرير لعصبة الأمم المتحدة المنحل منذ النصف الأول من القرن الماضي " المستند على ما أظن على كتاب الجلوة ومصحف ره ش للشيخ حسن بن الشيخ عدي الهكاري الذي قدمه الكاتب أنور المائي " حين يقول فيه ( إن اله اليزيدية يتكلم الكردية ) ,
و يصف الشعب اليزيدي بأنه شعب برسم التشرد بدليل حملة الإبادات التي تعرضوا لها التي دفعهم إلى الانزواء في جبال كردستان ومن هناك هروبهم الجماعي التالي من جغرافية كردستانهم الخاتم النعيم ـ كما يصفه الكاتب ـ إلى خواتم الآخرين في أوربا المنفى الجحيم .
وقد وجدت نفسي مرغمة على مناقشة ما أراد الكاتب تسويقه من أراء فيه مصادرة على المطلوب واستباق للنتائج قبل الشروع في البحث حين استهل مقاله بعبارة " أن لا حاجة للدخول في جزئيات تاريخ هذه الديانة زمانا ومكانا .... " رغم انه لم ينشر سوى الجزء الأول من مقاله ـ إلا إن الموضوع كما يقال يبان من العنوان ـ .
إن موضع استغرابنا هو أن التاريخ لا بد منه للوصول إلى معرفة النشأة الأولى وسبر أغواره رغم ما يكتفه من مغالطات والتي قد تحتاج إلى بعض الاجتهادات أمام أنواع من القوى الضاغطة تقدم كل منها تصورا معينا , هذا جانب ,
الجانب الأخر إن الكاتب انتقى من المصادر ومعايير التقييم لحالة الشعب اليزيدي ليربط به الواقع كما يشاء له بحسب المصادر التي تلائم أفكاره وأهوائه , مستهينا بالمصادر الأخرى القيمة من الناحية التاريخية ويرفضها لمجرد أنها لاتطابق أيديولوجياته مع أن المثل يقول أن أهل مكة أدرى بشعابها وان أهل الدار هم أدرى بها , لكنه مع ذلك استغنى عن مصادر القريبين من أهل الدار وراح يبحث عن مراجع المستشرقين الذين لاتخفى نواياهم , وكما فعل من قبله كتاب آخرين الذين تناولوا عين الطروحات لكن بعناوين مختلفة .
فلا يمكننا أن ننظر بهذه البساطة التي ينظر بها الكاتب إلى المسالة الدينية والقومية والتاريخية لليزيدية , فهناك العديد من الحلقات المفقودة التي طمست آثارها عبر المراحل التاريخية المتعاقبة والتي أوصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن من تعددية وتراتبية اجتماعية ودينية , مما يجعلنا أن نقف بشيء من التحفظ إزاء الأهواء التي بدأت تغزو أراء اغلب الكتاب والذي قد يجعل من أرائهم محض إنشاء لاغير لأنهم يعيشون في الأماني .
وانأ بدوري اسأل الكاتب هوشنك لماذا هذا التجاهل المتعمد للمصادر القريبة واللجوء إلى المصادر البعيدة جغرافيا وثقافيا وسياسيا ؟ . . لماذا يعمد الكثيرون إلى البحث في التاريخ البعيد زمانا ومكانا ويهمل التاريخ القريب ؟ ..
أليس من المنطقي عندما نريد البحث في موضوع ما أن نبحث عنه في المصادر القريبة من الحدث أولا ثم نبتعد تدريجيا إلى حيث مصادر الآخرين ؟ ..
فلو أخذنا على سبيل المثال الجذور الأولى لطبقة الشيوخ , والذي يذهب الكثير من المستشرقين والبحاثة إلى أنهم يشكلون مع مجموع الطبقات الدينية الأخرى اللبنة الأولى من الشعب الكردي وبحثنا في كتب التاريخ والمؤرخين الذين عاصروا بدايات تكوين هذه الطبقة زمانا ومكانا... والذي لامفر من الاعتماد على هذه المصادر الأقرب , فهل ينطبق عليهم ذلك الوصف أعلاه ؟ .. وهل اليزيدية هي حكرا على قومية معينة دون غيرها ؟... أليس هذا الموضوع يحتاج ـ قبل تقرير صفة هذه الطبقة ـ إلى المزيد من الدراسات والاجتهادات بدلا من إعادة قراءة التاريخ قراءة إصلاحية سياسية حديثة بعيدة عن الحقائق التاريخية ؟ .. وبدلا من الإنكار والطعن في الأصول الأولى لهذه الطبقة وتجاهل المعطيات التاريخية ؟ ..
لا نشك أن كردستان هي حاضنة لشعبنا على ارض إقليمها وفيها جميع أماكن مقدساتنا , كما لانشك أن اللغة المتداولة هي الكردية وان هناك الكثير من القواسم المشتركة من حيث العادات والتقاليد والاهم من كل ذلك أن أكثر من ثلثي شعبنا هم من أصول الأكراد وهم الذين يكونون طبقة الابيار والمريدين ,
الاإن البحث في هذا الموضوع يضعنا أمام سيل من الأسئلة المعقدة التي تحتاج لاجابات مقنعة خاصة وان تاريخنا هو تاريخ أقوال بلا دلائل , منها كيف تكونت الجذور الأولى لطبقة الشيوخ ؟ وكيف تفرعت إلى ثلاث سلالات أصبحت كل واحدة منها شيخا للأخرى ؟ الم يكونوا كلهم من أصول واحدة (مالا ئاديا كولي داركينه ) ؟ وما علاقتهم بالابيار ؟... وهل يشكلون معا وحدة عائلية واحدة ؟ .. وهما اللذان يطلق عليهما لقب (دوو ناف ) ؟... إشارة إلى واجباتهم الدينية والروحانية المحصورة في هاتين السلالتين فقط ؟.
هذه الأسئلة تحتاج إلى دراسة مستفيضة قد أتناولها لاحقا , ما يهمنا الآن هو إننا نحتاج إلى تثبيت كياننا وتحديد هويتنا بعيدا عن المصالح وعن العبارات الجاهزة والمطلوب أن نعتمد على القناعة وان نتعامل مع الحقيقة التاريخية بموضوعية لا بوحي من الذات مع أني لا اشك بالنوايا فهم صادقين في طروحاتهم .
لكن المطلوب هو تقريب وجهات النظر لان حضارة أي شعب تنحط نتيجة للانهيار الداخلي أكثر مما تنحط نتيجة الغزو الخارجي كما يقول البير كامي وذلك حين تستهلك نفسها أو أن شعبها لم يعد قادرا على النهوض بالعبء حتى تصبح ثقافتها حاجزا يحول دون أي تقدم إضافي إلا بعد رفع ذلك الحاجز.. مع التأكيد على إن الأسوأ لايزال ممكنا ولكن هوامش مواجهتها لاتزال كبيرة ونحن لسنا مدانين بالأسوأ حيال المستقبل .
إلا إن مهمة المثقفين أن يعطوا الأمل ويؤمنوا المصداقية بأكبر قدر ممكن واعتماد نهج يعتمد العقل والعلم والمرونة والانفتاح بما يحفظ لنا القدرة على مجاراة الزمن وينأى بنا عن الاغتراب .



#عالية_بايزيد_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايهما اكثر اهمية التسمية ام المسمى
- سلبيات واقع المثقف الشفوي
- في اليوم العالمي للمراة ..ماذا تحقق للمراة العراقية
- الانتحاريات من النساء مشروع القاعدة الجديد
- العدالة الاجتماعية اساس بناء الدولة الديمقراطية
- حقوق المراة اليزيدية في ارث
- بعد كل هذا الايحق لنا ان نطالب بالدولة العلمانية
- طاووس ملك ومحنة الاختبار الالهي
- اليزيديون يستصرخون الضمير الانساني
- الدعوة الى الاصلاحات وازمة الهوية الدينية
- الانترنيت والجرائم الالكترونية
- المركز القانوني للمراة بين مطرقة قانون الاحوال الشخصية وسندا ...
- الهوية اليزيدية في مواجهة التطرف الديني تحديات متواصلة
- لماذا هذا التباكي الزائف ام هي دموع تماسيح
- من المسؤول عن انتهاكات حقوق اليزيدية
- التشريع والثورة العلمية والطبية
- لماذا يتهم العلمانيون بالالحاد
- كيف يتحقق الردع عند الغاء عقوبة الاعدام
- ملامح الدين والديمقراطية وفق المنظور الديني في العراق
- العلمانية ضمانة اكيدة لتحقيق هدف التعايش السلمي بين جميع الم ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عالية بايزيد اسماعيل - قراءة متانية لطروحات غير مقنعة