أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نوري بريمو - سجن صيدنايا ومقولة: أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض















المزيد.....

سجن صيدنايا ومقولة: أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض


نوري بريمو

الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 07:18
المحور: حقوق الانسان
    


في سابقة أخرى خطيرة، وبحجة أنّ بعضاً من السجناء ((الإسلاميين حسب زعم السلطات)) كانوا ينوون أو يتهيّأون للقيام بعصيان مدني داخل السجن ، إقترفت أيادي أجهزة الأمن السورية مجزرة أخرى جماعية بحق العشرات من معتقلي الرأي والضمير المحبوسين على خلفيات مختلفة وأحكام صورية وظروف إعتقال لا تطاق تحت وطأة المعاملة الرديئة التي يتعرّضون لها في تلك الزنازين الظلماء بسجن صيدنايا العسكري الواقع شمال وبالقرب من العاصمة دمشق، وذلك في صبيحة يوم السبت (5 ـ 7 ـ 2008م) وإستمرت فيه القلاقل وسط تكتم إعلامي حكومي حتى اليوم التالي، حيث إقتحمت الشرطة العسكرية التي كانت بالمرصاد كافة الزنزانات بشكل عنفي تخلـّله إطلاق رصاص حي أدى إلى مقتل العشرات بحسب التقديرات الأولية التي تطرّقت لذكر بعض أسماء الضحايا.
وقد أفادت مصادر حقوقية خبرية إتصلت هاتفياً مع بعض المساجين وإلتقت بعدد من ذوي المعتقلين الذين حاولوا الإقتراب من موقع الحدث بشق الأنفس ودون جدوى، بأنّ مظاهر عسكرة حلول المشكلة كانت فاضحة لسلوك الجهات الأمنية ، ويُقال بأنه كان يُشاهَد دخول وخروج سيارات الإسعاف والإطفائية وسط دخان أسود متصاعد من المبنى وصعود مئات السجناء وتحصّنهم على سطح السجن الذي بات مطوقاً ومعزولاً عن الخارج بعد أن أضحى محيطه أشبه ما يكون بثكنة عسكرية معززة بشتى صنوف العتاد والسلاح والأفراد، في حين سارت الأمور بإتجاه المزيد من المفاقمة والتصعيد اللذان قد نجم عنهما مزيداً من سفك الدماء، وما قد ينجم عنه مختلف التبعات والتداعيات داخل السجن وخارجه.
يُذكـَر بأنّ غالبية المعتقلين المحتجزين في سجن صيدنايا العسكري، هم من العسكريين المحكوميين والإسلاميين واللبنانيين والفلسطينيين ومن السياسيين الكورد وباقي أطياف المعارضة الديموقراطية السورية الساعية لمراكمة حراكها السلمي الهادف لإجراء تغيير جذري من شأنه الإتيان بالبديل الديموقراطي الذي يُعتبَر المرتكز الرئيسي لبناء الدولة المؤسساتية العصرية عبر الحوار والتوافق والإقرار بالتعددية السياسية والقومية والدينية والطائفية في إطار الكل السوري المختلف، والقبول بمبدأ التداول السلمي للسلطة التي ينبغي عدم إحتكارها من قبل أية جهة كانت، أي بناء سوريا العدل والحق والقانون والإنصاف.
ويُعَـدُّ هذا الهجوم المسلـّح على أناس مسجونين عزّل، ليس الأول الذي تقترفه أجهزة أمن النظام السوري، فقد سبق لهذه الأجهزة الحاكمة بالعرفي والفارضة لحالة الطوارىء أنْ عبثت بأمن المواطنين وإقترفت بحقهم جرائم بشعة لأكثر من مرّة وفي أكثر من مناسبة وبلا أية مناسبة، والشواهد في هذا المجال اللاديموقراطي كثيرة وتشهد عليها عملية الإحراق المتعمّد لسينما عامودا التي كانت مكتظة بمتفرّجين كورد معظمهم من النساء والأطفال الذين قضوا نخبهم جمعاً، وحادثة إضرام النار في سجن الحسكة التي أودت لمقتل عشرات السجناء الكورد، وأحداث حماه وجسر الشغور وقرية عتمة وحي المشارقة بحلب وسجن تدمر وغيرها من الإنقضاضات العسكريتارية التي قطفت بحصيلتها رؤس آلاف المواطنين السوريين وشرّدت ونفت عشرات الآلاف من المعارضين للنظام في حقبة الثمانينات من القرن الماضي، وأيضاً إنتفاضة آذار (2004م) التي شهدتها كافة المناطق الكوردية والتي راح ضحيتها بالرصاص الحي عشرات الشهداء في كل من القامشلي وعفرين وحلب ومئات الجرحى وآلاف السجناء من باقي المناطق، وجريمة ليلة عيد نوروز (2008م) التي أدت إلى مقتل ثلاثة شبان كورد أيضاً بالرصاص على يد دورية أمنية معربدة أقدمت على ذلك الفعل الإجرامي بشكل مباغت وعلى حين غرّة...!؟، وأخيراً وقد يكون ليس آخراً هذه الجريمة النكراء التي حدثت في سجن صيدنايا الملطخ بدماء السوريين الأبرياء.
وبغض النظر عن إنتماءات الضحايا ولنفترض جدلاً بأنهم فعلاً أصحاب ميول أو توجهاته إسلاموية، فإنّ الرصد الإعلامي لحالات إنتهاك حقوق الإنسان السوري سواءً أكان عربياً أم كوردياً أم علوياً أم سنياً أم غير ذلك، وتسليط الضوء قدر الإمكان على ما يجري داخل بلدنا من مآسي بحق الأفراد والجماعات وخاصة نشطاء الحراك الديموقراطي المهتمين بالشأن السوري العام الذي بات محظوراً لا بل ممنوع الإقتراب منه، يوحي أي (الرصد) إلى أنّ هذا الإنقضاض الأمني على سجن صيدنايا تحت مسمّى مكافحة شغب الأصوليين...!؟، يعني فيما يعنيه بأنّ أهل الحكم في سوريا يطبقون بحق أهالي البلد خطط تهويشية فتنوية تعتمد على مبدأ فرّق تسد وترمي للإستفراد بفئة سورية بمعزل عن الأخرى، فعندما هدّموا حماة وقتلوا سجناء تدمر وحظروا نشاط الإخوان المسليمن وتعاملوا معهم بالإعدام وفق المادة (49) التي أدت إلى تهجير الآلاف منهم، قالت السلطة بأنها تريد تخليص البلد من هذه العصابة العميلة المتربصة بالنظام الإشتراكي!؟، وعندما إستباح عسكر النظام بالمناطق الكوردية في آذار عام 2004م، قالوا بأنهم إنما يفعلون ذلك دفاعاً عن عرين العروبة ضد الكورد المتعاملين مع الأجنبي!؟، واليوم عندما تنقض المخابرات على سجن بأكمله، يقولون بأنهم أرادوا وضع حدّ لسطوة السلفيين على زملائهم في السجن!؟.
لكنْ إلى متى ستنطلي علينا وعلى المحيط العربي والمجتمع الدولي مثل هكذا فبركات سلطوية ضغائنية غايتها هدر دماء أبنائنا أرتالاً تلو الأخرى...؟!، وألم نسمع بمقولة: أُكِلتُ حينما أُكِلَ الثور الأبيض...؟!، في الوقت الذي يتطلـّع فيه أهالي المعتقلين كافة وخاصة المنكوبين بمقتل أبنائهم، للقيام بأية مبادرة لإيقاف مثل هذه المسلكيات العنفية بحق أبنائهم الذين باتوا رهائن بشرية ليس إلا...!؟، ويطالبون قوى المعارضة السورية ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرّك العملي والتدخل الفعلي وتكثيف الضغوط على السلطات السورية كي تخلي من جانبها سبيل هذه الجموع البشرية المحتجَزة كيفياً والتي لا حول لهم ولا قوة...؟!، ويناشدون أحرار العالم ومناصري الديموقراطية وحقوق الآدميين والشعوب للوقوف إلى جانب الشعب السوري في محنته، عسى ولعلّ السلطات السورية تكفّ عن حملات ملاحقة المواطنين ومداهمة منازلهم، على طريق إغلاق ملف الإعتقال السياسي عبر تبييض السجون...!؟.
في الختام أليس من حق الإنسان السوري كائناً من كان أن يرفع صوته عالياً لا من قبيل الشجب والإدانة فقط وإنما لتذكير أهل الحكم بأنّ: المصالحة مع الداخل ينبغي أن تسبق عملية الصلح مع إسرائيل التي يبدو أنها لن تتصالح مع سوريا وسترفع من سوية إشتراطاتها التفاوضية مادامت الأوضاع الداخلية في البلد متأزمة ومادام النظام يلعب لعبة الوقت للبقاء على رقاب العباد والبلاد.
==================================





#نوري_بريمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوبيل الذهبي... وضرورات إخراج حركتنا الكوردية في سوريا من ...
- كفاية يا معشر ساستنا الكورد... فالراهن السوري لايحتمل أية مم ...
- وإذا الموؤودة سُئِلت بأي ذنبٍ قُتِلَت...!؟.
- ماذا ستفعل تركيا حيال الخيار السلمي للجانب الكوردي الأكثر دي ...
- ألا يكفي الكورد إنسياقاً وراء التمثيليات الضغائنية لحكم البع ...
- (جريدة أسو تحاور الأخ: نوري بريمو (الناطق بإسم حركة الحقيقة ...
- من المسؤول عن تحويل ربيع بيروت إلى صيفٍ حارق؟!.
- إسرائيل تستفرد بلبنان...،وتركيا عينها على حزب العمال الكوردس ...
- التحرّك العسكري التركي المحفوف بمختلف المخاطر والمخاوف...!؟.
- وِجْهة نَظرْ مَبْدَئِيّة حَوْلَ شعار:
- بعيداً عن العموميات ولغة التهويش السياسي ،فاللعب بالمليان قد ...
- لايجوز أن نستذكرأحداث آذار 2004 بالوقوف على أطلالها الدموية. ...
- نحو ثقافة تحترم المعنى الوجودي للمرأة
- عن أي إصلاح أومصالحة يتحدّث البعض... فالتغيير الديموقراطي لا ...
- عن أي إصلاح أومصالحة يتحدث البعض ... فالتغيير الديموقراطي لا ...
- القرار 1636 وإستحقاقات هذا الراهن السوري المبشّر برحيل نظا ...
- سؤال وجيه في مرحلة وجيهة من قياداتنا الوجيهة...
- هل بالإمكان العثور على قاتل الشهيد الحريري...! قبل أن نبحث ع ...
- الخيار الكردي الفائز ....مع وقف التنفيذ حالياً ...!؟
- الإحصاء العنصري وسراب الوعود الكاذبة....!؟


المزيد.....




- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...
- لافروف يعلق على اعتقال شخصين في ألمانيا بشبهة -التجسس- لصالح ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نوري بريمو - سجن صيدنايا ومقولة: أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض