أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - البسيط والهيئة العليا - 24 - سيرة














المزيد.....

البسيط والهيئة العليا - 24 - سيرة


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2339 - 2008 / 7 / 11 - 05:42
المحور: الادب والفن
    


صارت تتكلم لبضع دقائق مع الشركة ثم وضعت السماعة . وخاطبتنا قائلة ( إن كل مطالبكم ستلبى وعليكم أن ترجعوا إلى أماكنكم . إنتهى الأمر ) .
حضر ممثل الشركة بسيارة كبيرة ( fourgonette ) وحملنا إلى المعسكر العمالي واستلمنا مفاتيح السكن وتم إحضار أفرشة جديدة . غدا صباحا حضر المسؤول
الكبير وكنت أنا قابع داخل - البانكالو - فدخل رفيقي عبد الواحد وأخبرني بأن الجميع صعد الشاحنات . لقد تخلى عني الجميع رغم كل شيء . كيف تم
ذلك ؟ لست أدري . قلت لرفيقي بأننا علينا أن نصمد لكنه أخبرني برضوخه للأمر الواقع قائلا ( ذل فرنسا ولا ذل البلد ) . بقيت لوحدي وفكرت
بأنني ربما سأتعرض للإنتقام في هذا المعسكر العمالي الرهيب . أحسست بالخذلان والمهانة فقمت وجمعت أغراضي وصعدت الشاحنة مع الرفاق وكان المسؤول يقهقه بضحكة مجلجلة وكأنه في هيستيريا . لقد هزمني .
إنطلقت الشاحنة بالمجموعة تنهب الطريق نهبا . وخلال مرورنا ببعض المدن الصغيرة كان يطلب منا أن ينزل شخصان أو ثلاثة وأحيانا واحدا فقط .

قلت لرفيقي (عبد الواحد الشباق )إنزل مع من شئت وأينما شئت . لكنه فضل البقاء معي . إلى أن بقينا الأخيران وصلنا إلى قرية نائية بها ورش كبير لا زال في بدايته . نزلنا وخاطبني السائق قائلا ( بهذا الورش مسؤول ممتاز وطيب . حظا سعيدا ) كنت أظن أنه يسخر منا لكنني فعلا إكتشفت أن الأمر
صحيح . فالمشرف على الورش رجل إنساني وطيب بالفعل . ومع ذلك سنختلف وسأرحل عنه . لأن كرامتي كانت مشروخة وكانت أكبر من أن يعالجها
شخص طيب . توالت الأيام ثقيلة وكان كل شيء عادي وبلا مشاكل أو إهانات . وذات يوم قام المسؤول بتعييني بباب الورش وأعطاني مكنسة لكي
أكنس بها التراب الذي يسقط من الشاحنة عند خروجها لإفراغ حمولتها بعيدا بمكان ما . كانت المكنسة بيدي كجندي ببندقيته واقفا طوال الوقت بباب الورش
وأشعة الشمس تلفح وجهي فتحوله إلى لون أسود يثير فضول المارة والمسافرين من داخل سياراتهم وكأنني حيوان قادم من كوكب مختلف . كنت أفضل عملا
آخر داخل الورشة ولم يرقني هذا العمل الذي حولني إلى فزاعة على الطريق السيار .
كما أن رفيقي توصل بالإستدعاء لاستلام بطاقة الإقامة وكذلك جل الرفاق من مجموعتي باستثناء أنا الوحيد الذي إحتفظت إدارة الشركة باستدعائي لأنها
كانت تفكر في الإستغناء عن خدماتي بسبب ما حدث . لكنني إتصلت بإدارة الأمن القريبة من القرية بمدينة صغيرة مجاورة وأخبرت المسؤول بأن الإستدعاء
ضاعت مني . فقام وبحث في ملفات فوق طاولته وبعد إجراء إداري روتيني يتعلق بالكشف عن هويتي وإسم والدي ووالدتي إلخ.. تم تسليم بطاقتي وعدت أدراجي
سعيدا بذكائي . كان علي الآن أن أحل مشاكلي بطريقتي وبما أن بطاقة الإقامة توجد بجيبي . فكرت في تغيير الشركة بأخرى وبعمل أفضل .
كنت محتاجا لكي أقضي وقتا في مرقص أو نادي ليلي أستمع للموسيقى التي كانت شفائي . كما كنت أفعل بإسبانيا . لكنني لا أعرف مثل هذه الأماكن
للتسلية ولسيما وأنا في منطقة نائية وقروية . طلبت عنوانا لمرقص أو نادي من سائق فرنسي يأتي من حين لآخر إلى الورش بشاحنته حاملا مستلزمات الورش .
وذات سبت تهيأت ووضعت النقود في جيبي وأخذت سيارة أجرة من المدينة المجاورة وسلمت للسائق العنوان فانطلق بعيدا ولم أكن أظن أن الهدف خارج المدينة .
نزلت بقرية أخرى بعيدة ببضعة كيلمترات . سمعت أصداء موسيقى تأتي من مكان ما على مقربة وأشار علي السائق بالإتجاه صوب مصدرها . سددت الواجب
وانطلق لا يلوي على شيء. لما اقتربت من مصدر تلك الأنغام وجدت جميع الحاضرين عجائزا وشيوخا يرقصون على أنغام الكورديون . كان المكان عبارة عن
كراج واسع ليس إلا . بالتأكيد هذا ليس هو المكان المطلوب . تراجعت للوراء وتجولت بالقرية وأنا أفكر بأن من أعطاني العنوان ورطني عن قصد وسخر مني
أو أن السائق فعل فعلته . رأيت سيدة تسقي حوضا للأزهار بباب بيتها وحييتها بأدب وسألتها عن فندق أو حافلة نقل نحو المدينة لكنها اعتذرت وقالت بأن القرية
لا يوجد بها فندق وأن الحافلة تنتهي من خدماتها قبل السابعة مساءا وكان الليل قد بدأ يسدل ستاره على المكان ويزيد من كربتي وشملني القلق والحيرة والندم .
- يتبع -



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البسيط والهيئة العليا - 23 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 22 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا- 18- سيرة
- البسيط والهيئة العليا -20 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا-19- سيرة
- رسالة إلى المطلق - من إقتراح الأستاذ رشيد المشكوري
- البسيط والهيئة العليا -14- سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 15- سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 17 - سيرة
- الرياح الوثنية
- البسيط والهيئة العليا -16-سيرة
- سارق الضوء
- البسيط والهيئة العليا - 13 - سيرة
- الدائرة
- البسيط والهيئة العليا - 12 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 11 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا -10- سيرة
- مثلا
- البسيط والهيئة العليا - 9 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا -8- سيرة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - البسيط والهيئة العليا - 24 - سيرة