أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رمضان عبد الرحمن علي - في تعداد المحرومين














المزيد.....

في تعداد المحرومين


رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 06:22
المحور: حقوق الانسان
    


إن الأمثلة الشعبية لها دلالة في حياة المجتمعات الشرقية بصفة خاصة، بمعنى أو بالقول (أطعم الفم تستحي العين) أي أن الإنسان الذي يتقاضى أموال أضعاف أضعاف بما يسمى الراتب الشهري، أو يصبح له نفوذ ما كان يحلم بها، وتذليل الصعوبات وتسهيل كل شيء له، هل من الممكن أن يتكلم هذا الإنسان عن الحق أو العدل؟!... أشك في ذلك؟!.. بل أن نوعية هؤلاء من الناس الكاتبين والكاظمين لقول الحق لا يملكون إلا أن يجاملوا وكلما زاد أو أتيح لهم أن يأكلوا أموال الناس بالباطل تزداد المجاملات على حساب إهدار حق ملايين من الناس، ثم بعد ذلك يتهمون غيرهم، كما يقولون (أن الساكت عن قول الحق عبارة عن شيطان أخرس) ولأصحح هذا القول لهؤلاء وأتباعهم، هل هناك ما يسمى بشيطان أخرس وشيطان ليس بأخرس، أم أن ذلك خرافات لا أساس لها، وأن المولى عز وجل حذر النبي قبل المؤمنين أن لا يستمع إلى أقول مثل هذه، يقول تعالى:
((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)) سورة المنافقون آية 4.

أي يا محمد لا تستمع ولا تنبهر بأجسامهم، وهذا دليل بأن النبي نفسه عليه السلام لا يستطيع أن يجاري هؤلاء في الكلام لأنهم كاذبون، فكيف عندما يستمع لهم الناس؟!.. وللقارئ أن يقارن بين طريقة الكذب في عصر الرسول وبين عصرنا الراهن، وما يشاع فيه من كذب على الله ورسوله في ظل هذا التقدم والإمكانيات، إن من كانوا يكذبون في عصر الرسول هم لكي يظللون الناس عن الحق المنزل من عند الله عز وجل، أما الذين يكذبون في هذا العصر هو لكي يأكلوا أموال الناس بالباطل، ولا هم لهم بالحق المنزل من عند الله ولا بغيره إلا بأنفسهم من حيث التمتع في الحياة الدنيا، وهذا ما وضحه كتاب الله عز وجل، يقول تعالى:
((وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)) سورة البقرة آية 188.

ونلاحظ هنا من هذه الآية الكريمة بأن الله عز وجل يتحدث بهذه الآية بصيغة مستقبلية أكثر من الحاضر الذي نزلت فيه الآية، والدليل أنه لم يكن أحد يحكم غير الرسول حين نزلت الآية، أما بعد ذلك إلى قيام الساعة أنظروا كم عدد الحكام في العالم وما يدلى به من أموال ليأكلون أموال الناس بالباطل هم وزبانيتهم.

أي أن الله يقول:
((وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) سورة الحشر آية 9.

وهؤلاء يفعلون العكس، بل ويأكلون حقوق الناس جهاراً نهاراً، وإن أنبياء الله المصطفون الأخيار هم ومن آمن معهم كانوا يتعايشون مع أقوامهم دون فروق اجتماعية كما نرى في عصرنا الراهن بين المسلمين، ودون حقد على أحد ولكن أنقد فقط سلوكيات أشخاص يتحدثون عن الحق أو الرحمة ولا يوجد لديهم رحمة، وقد يقول قائل أن لكل عصر ظروفه الخاصة به، وهذا ليس فيه أي خلاف، ولكن هل من العدل والرحمة كما يتحدث هؤلاء أن يمتلكون الملايين وغيرهم لا يملك حتى قوت يومه؟!.. فمن هنا يجب عدم تصديق هؤلاء الأشخاص حين يتحدثون في أي موضوع سواء كان في مساجد أو في جامعات أو إذاعات مرئية أو سمعية، لأنهم يقولون ما لا يفعلون، والواقع الذي نعيشه شاهد على ذلك، ولا يحتاج لأي توضيح أو تفسير، ومن الممكن أن يقول أحد أن ذلك رزق لكل إنسان، وإذا سلمنا بذلك أن هذا رزق هؤلاء دون نهب أو اختلاسات وخلافه، أليس هذا الرزق فيه حق للسائل والمحروم؟!.. يقول تعالى:
((وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)) سورة الذاريات آية 19.

إذا كان هؤلاء يقتنعون بكلام الله، فلماذا نصف الدولة في تعداد المحرومين؟!.. والنصف الآخر أوشك على أن يلحق بالمحرومين الأوائل؟!.. فهل هناك إهانة أكثر من ذلك لمصر وشعب مصر أن تكون في هذه الصورة التي لم تحدث من قبل؟!.. ويا ليت تمر هذه الظروف على حرمان المصريين في مصر الأم بل أصبح المصري يحقر في بلاد الجوار، وهذا عار على تاريخ مصر وعلى كل من يحمل وثيقة تحمل اسم مصر، بدءاً من رئيس الجمهورية إلى أقل فرد.




#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنيون والأعداء
- بالعبث والغباء يقتلون النساء
- فساد الأشخاص لا يعني فساد الحريات..
- اضطهاد المصلحين يسبب جوع وفقر الملايين
- مات جاهل للحقيقة
- لكل عصر أدواته
- الانترنت وطنين الدبابير
- الأم وأولاد الجيران
- لن نتقدم بدون حرية
- أحياناً يظلم الإنسان نفسه
- اليهود والمسلمين والثقافة المغلوطة
- المواطن العربي وارتفاع الأسعار
- عدد سكان العالم
- حلم أتمنى أن يتحقق
- الصراع العربي الإسرائيلي
- القانون والعالم
- وكر الاستبداد في الشرق الأوسط
- عندما يلحق الإنسان بالأنعام
- المطرقة والشعوب العربية
- طغاة ونساء


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رمضان عبد الرحمن علي - في تعداد المحرومين